الاثنين، 30 سبتمبر 2013

14- رزق العلم والفهم..

14-
"ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين"..

كانت هديته في هذه الدنيا في مقام التفضل والإكرام أنه أوتي العلم والحكمة, ورزق العقل والفهم...

وأورد الإمام البغوي رأيا موضحا الفارق بين العالم والحكيم أن "الحكيم هو من يعمل بعلمه"..

ولعل هذا جيد, وإلا كان سفيها أو من علماء السوء الكاتمين, الذين تحدث عنهم الإمام عكرمة رحمه الله.. أو من المبدلين...فهذا الذي يخالف ما يعلمه لا يكون حكيما إذ يورد نفسه المهالك... .

الشاهد أن جائزته الأولى "جزاء المحسنين"...كانت هي رزق العلم والحكمة, وهما الخير الحقيقي..
هما الجمال النافع لا العابر..الرزق المبارك الذي ينمو ويفيد ويفيض في كل الأماكن والظروف والأحوال, ويظل منيرا لصاحبه, ويبقى عاصما من الفتن والالتباس والتضليل, وكاشفا للدروب ومبينا للطريق عند الحيرة..,

ويظل العلم -بعد أن حزت منه المعرفة وبيان الاختلاف, وتبيين الحق وسط مدعي العلم وملبسي أموره وأنصاف العلماء ورؤوس الضلال التي تلبس عمائم الهدى-...يظل العلم الحقيقي بعد كل هذ وازعا وواعظا ودافعا إلى العمل به وبمقتضاه وبما يوجبه, يبقى حاديا وهاديا إلى الحكمة, بزواجره وعبره, وترغيبه وترهيبه ونصائح تربيته  ....

هذا هو الرزق الأدوم, لا اللذة ولا البهرج الزائل, ولا ما يعقبه عقوبة!.. "ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق