الثلاثاء، 30 يناير 2018

" وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا" الصلاةُ هي الوقوفُ في محل المناجاة. الصلاةُ اعتكافُ القلبِ الصلاة هي الوقوف على بساط النجوى وفَرَّقَ سبحانه أوقات الصلاة ليكون للعبد عَوْدٌ إلى هذا البساط الجميل الجليل في اليوم والليلة مراتٍ. عبر عن صلاة الفجر بالقرآن لأنه مع كونه أعظم أركان الصلاة عامة فقد كان للقرآن في صلاة الفجر له مزية خاصة، حيث كان صلى الله عليه وسلم يطيل فيها القراءة ما لا يطيل في غيرها، ويجهر به فيها دون أختها العصر التي تشهد صعود الملائكة كذلك، وتشويقاً بالتعبير به إليها لثقلها بالنوم! ولما كان القيام من المنام صعباً فقد بين القرآن ورغب وصرح مظهراً غير مضمر لأن المقام مقام تعظيم قرأن الفجر يشهده فريقا الملائكة ، وهو أهل لأن يشهده كل أحد ، لما له من اللذة في السمع ، والإطراب للقلب ، والإنعاش للروح ، فصارت الآية جامعة للصلوات؛ روى البخاري "تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر ووقت إتيانه يُبْعِدُ منَ النومِ وكَسَلِ النفس أول اليوم، فله هذه المزية كذلك --من درر التفاسيرمهذبا مختصرا--

" وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا"




الصلاةُ هي الوقوفُ في محل المناجاة.

الصلاةُ اعتكافُ القلبِ

الصلاة هي الوقوف على بساط النجوى

وفَرَّقَ سبحانه أوقات الصلاة ليكون للعبد عَوْدٌ إلى هذا البساط
الجميل الجليل في اليوم والليلة مراتٍ.

عبر عن صلاة الفجر بالقرآن لأنه مع كونه أعظم أركان الصلاة عامة فقد كان للقرآن في صلاة الفجر له مزية خاصة، حيث كان صلى الله عليه وسلم يطيل فيها القراءة ما لا يطيل في غيرها، ويجهر به فيها دون أختها العصر التي تشهد صعود الملائكة كذلك، وتشويقاً بالتعبير به إليها لثقلها بالنوم!

ولما كان القيام من المنام صعباً فقد بين القرآن ورغب وصرح مظهراً غير مضمر لأن المقام مقام تعظيم


قرأن الفجر يشهده فريقا الملائكة ، وهو أهل لأن يشهده كل أحد ، لما له من اللذة في السمع ، والإطراب للقلب ، والإنعاش للروح ، فصارت الآية جامعة للصلوات؛ روى البخاري "تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر

ووقت إتيانه يُبْعِدُ منَ النومِ وكَسَلِ النفس أول اليوم، فله هذه المزية كذلك


--من درر التفاسيرمهذبا مختصرا--

الثلاثاء، 23 يناير 2018

"وما كان عطاء ربك محظورا"

"وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا، لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا"

سبحانه لو لم تسبق رحمته غضبه ما خلقنا..

كل شيء متاح للفريقين، لتمام الابتلاء.. المقدرات والمواقف! على حد سواء

والعناية ظاهرة دوما للمتوسمين ولكنها تظهر للجميع عند اللزوم...
فتتدخل العناية بشكل استثنائي..
بشكل هو من تمام الصورة التي تدعو للجمال والجلال والعدل والإيمان... 
من تمام الرحمة والحجة، ففيه دعوة للمغتر وكذلك للمستنصر بغير الله! ممن يلفقون الأدلة وينتحلون الموانع ليضفوا المشروعية على كل ابتذال وضلال وسوء حال ويمنون بالأعمال وينتكسون عند النوال وإن أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم قالوا إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا، دعوة ليعود قبل أن يسد الطريق:

"وما كان عطاء ربك محظورا"
"... وما هي إلا ذكرى للبشر" ...
مرة أخرى:
"وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَر"ِ

الغرور العلمي

أحمد الله إليك..

هي مأثورة عنهم، مني إليك! أو من خلالك، علها تصعد مقبولة ولا ترد بذنبي

قالوا أن معناها:

أشكره سبحانه عندك.

أحمد الله حمدا يبلغُك تحدثا بنعمة الله، وإظهارا لشكره.

أَحمد إِليك نِعْمَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، بِتَحْدِيثِكَ إِياه.

أنهى إِلَيْك أَن الله مَحْمُود...

يا أخي
الغرور العلمي أمر  يمنع الاستفادة، وقد يحجب الهداية.

  ليس معنى أنك فسرت فأصبت مرة أنك تملك نموذجا تفسيريا مطلقا، أو تحيط علما بشيء أصلا… وقد تكرر هذا عبر التاريخ مع فلكيين وفقهاء وفلاسفة.. حيث نجحت نماذجهم فعلا وأوصلت لنتائج، لفترة فقط، وفي جانب معين فقط.. ثم ثبت قصورها وخللها.. 

وحين ازداد السابقون علما دينيا أو دنيويا وجدت موفقيهم قد ازدادوا تواضعا وسعة ورحمة وتؤدة  ..ولم ينف هذا الثبات والجزالة والنصاعة، فالتفهم غير التميع والتردد ...

قد يلبس الاغترار الأحمق ثوب الثقة ونشوة الفهم الصحيح، وهو فعلا:صحيح! لكن جزئيا.. 

الاغترار دوما أحمق.. 

كان النبي صلى الله عليه وسلم في قمة الثقة والإيجاز والتواضع والحكمة في آن واحد...ولم ينف- تنزلا -الحوار والتفكر إلا عندما التقت الصفوف أيام الزحف..

 ولتراجع كل حوار في سيرته الشريفة من أول "تسمع مني كما سمعت منك" وحتى "الله مولانا ولا مولى لكم"
 مرورا بسنوات المدينة المنورة، والتي مثلت حواراته صلى الله عليه وسلم سكانها وضيوفها من أهل الكتاب كنزا ربانيا.. 

من الغرور:

التسرع في ادعاء الفهم والتكبر المعرفي.. 
الغرور العقلي.. 
الغرور القلبي! وهو التألي على الله تعالى، والظن بأنك حزت وعلوت وفسرت المقادير والسنن المستقبلة واستكثرت حالك واستحققت نورك..

تلقي كل خبر أو كل إنشاء وفن بمنطق التقييم والتصنيف! قبل التعلم والتدبر الاستفادة ...

حيث تظن أنك لست بحاجة لمزيد معرفة ممن هو أمامك، ولست بحاجة للمراجعة وتخطئة النفس،  وتظن - بانغلاق-أنه لن يصح مقدما نقد أحد لك ولصنمك المتجدد…

هذا التصلب هو سمة نصف المثقف ونصف العالم، ربما إذا ابتلي بخفة العقل أو ثقل النفس… سواء كان هذا في العلوم التجريبية أو في التحليل العقلي والفكري والنقل التاريخي وأصول الفهم… وهذا هو مدخل الكبر الخفي، وهو الاستهواء الذي يشبه البدعة والضلالة التي لا توبة منها..

فقد قالوا أن التوبة تكاد تكون أقرب للعاصي الجاحد منها عن صاحب البدعة، الذي احتجرت عنه، وليس هذا لضيق الوازع الديني لديه، بل لكون صاحبها لا يستشعر حرجا منها، ولا تحيك بصدره،  فلا تسويف ولا نية أصلا… وقس على ذلك تعصبا قد يبدو نبيلا لأول وهلة... وهنا تسكب العبرات فكلنا فقراء إلى الله تعالى.

الثلاثاء، 16 يناير 2018

عن صبر يوسف الصديق عليه السلام..

.......وإذا نظرت له من بعيد قد تظنه شخصا عاديا مغمورا، لكنه صديق نبي، وحياته كانت صعبة حقا، ماديا ومعنويا، فمن بئر تعب وحزن غدر ...

إلى قصر به راحة مادية وغربة!
غربة عن الأب المحب، ثم سجن به تعب الحبس، واتهام جارح مؤلم، 
وأخيرا اجتمعت راحة مادية مع ارتياح معنوى بمنصب العزيز وجمع الشمل بالأهل...
 رحلة طويلة وعبرة كبيرة ، أجمل ما فيها إيمانه وتأكده وصبره

وكأنه ورث الصبر عن أبيه يعقوب! فقضيا عمرهما اصطبارا لعبادة البصير! ولبلائه .. " أتصبرون "
أو ورث الصبر عن جده إبراهيم !
 كأنها صورة الصبر حيا كشئ ينبض فى سورة الصبر، وأحسب أن جده صبر كل أنواع الصبر. ..فوفى!...
وكان الفرج وزالت الكربات للأبد.


الأحد، 14 يناير 2018

هل طاعة الزوج مقدمة قبل طاعة ااوالدين

قالت لي
هل طاعة الزوج مقدمة على الأبوين دون قيد؟
وهل لزوجي منعي عن برهما ولا معيل لهما؟

قلت لها:  أعلم الأقوال التي يستدلون بها..

لكن ..أولا لا تشكي في دينك، فهو دين الحق والخير والرحمة ..لكن أساء له الجهال والحمقى والغلاة والمارقون..

ثانيا.. المرأة مخلوق مستقل كامل الأهلية والمسؤولية شرعا .. ويحق لها ترك زوجها بالخلع لو تيقنت من فساد دينه أو نفرت نفسها منه كليا بلا جدوى من تصبر ومداراة وتجمل، وهذا بعد استنفاذ الحيل والمراحل في الحفاظ على الرباط المقدس، احتراما لكلمة الله التي تعلو عقدهما، ولبنية المجتمع من الاهتزاز والخفة.

ثالثا.. سأضع نبذة عن مسألة منع الزوجة عن زيارة والديها، وكلام الفقهاء فيها..

هذا السؤال يشبه سؤال هل طاعة الأم مقدمة على طاعة الأب أم أن طاعة الأب أولا قبل الأم ..

.. فهو سؤال استثنائي غريب!  وهو سؤال تناقضي خاطئ، في أغلب وليس كل الحالات، هذا عند التحقيق والتدقيق..
إذ لا يفترض شرعا وواقعا وقدرا حدوث ذلك بشكل اعتيادي ونمطي.. ولا يفترض وجود جواب موحد نجيب به كل حالة وكل مرةّ لنفس الحالة!

وهذا موضوع لا يختصر، ولا يتم تجريده بشكل بارد وبشكل رياضي تلقائي، أو بشكل مطرد مستمر...

فلا يقال أطيعي هذا قبل ذاك وفقط..

•  لقد منح الشرع المرأة الكارهة لزوجها والنافرة منه حق طلب الاختلاع، مع تعويضه عن المهر، ذلك المال الذي بذله وكان بادرة لحياة مستقرة طويلة غير مؤقتة، فقد قال الله تعالى:
(فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) [البقرة:229].

وفي الحديث:

أن امرأة ثابت بن قيس جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ما أنقم عليه من خلق ولا دين، إلا أني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أتردين عليه حديقته؟" فقالت: نعم، فردتها عليه، وأمره ففارقها.
وفي رواية، فقال له:
"اقبل الحديقة وطلقها تطليقه"
رواه البخاري رحمه الله تعالى.

يقول الإمام ابن قدامة:
إن المرأة إذا كرهت زوجها لخُلقه أو خَلقه أو دينه أو كبره أو ضعفه أو نحو ذلك، وخشيت ألا تؤدي حق الله في طاعته جاز لها أن تخالعه بعوض تفتدي به نفسها. المغني 7/51.

ويقول ابن كثير:
إذا تشاقق الزوجان، ولم تقم المرأة بحقوق الرجل، وأبغضته، ولم تقدر على معاشرته، فلها أن تفتدي منه بما أعطاها، ولا حرج عليها في بذلها له، ولا حرج عليه في قبول ذلك منها.
تفسير ابن كثير 1/272.

قال البهوتي في كشاف القناع 3/1206:
ويسن له إجابتها أي إجابة طلب زوجته المخالعة، لحديث امرأة ثابت بن قيس .

الزوجة مخلوق كامل الأهلية، مستقل، لكنه مطيع لوليه وأميره كأي مسلم، ودخوله بيت الزوجية إنما يكون باختياره ورضاه وإذنه، وبقاؤه في بيت الزوجية يكون باختياره

و… : نعم هي أحيانا أقل درجة من جهة ما، في بعض تكليفات وفي مواقف معينة يكلف بها الرجل وحده ويشرف بتحملها، وقد فضله الله بهذا، فلا تطلب منها هذه الواجبات ولا تنال رتبتها بذات الطريق، ولكن لها كذلك ما فضلت به برحمة الله وما اختصت به من فضله، وهذا لا ينسحب على كل الوجوه في ذات التكليف، ولا على كل التكليفات، وأحيانا لا تختلف درجتها عن درجة الرجل في المطالبة بالتكليف..

و: نعم للرجال عليهن درجة وقوامة، وكثر في الرجال الكمال والقوة، واختصوا بالرسالة والنبوة والقوامة، لكنهم ليسوا قومية منعزلة، ولا كيانا أو جنسا خاصا، ولا هم قاموا بحق هذه المواطن بعيدا عن أمهات وزوجات وأخوات وبنات ومؤمنات كن كالضياء في الظلمات والدفء في الحوالك والري عند الظمأ...
فلا معنى للتناطح..

ومقامات الآخرة حسب تقوى القلوب! والنساء شقائق الرجال..

والرجال مكلفون أكثر منهن بما فضلهم الله تعالى من أمور وطاقات بدنية وعقلية ونفسية وهذا كله في الأغلب الأعلم..
والأحكام تدور على الكثير الغالب وعلى الأعم..

بقية من أقوال أهل العلم:

وهنا تلاحظ أنها ليست مطلقة بهذه البساطة..بل مقيدة بركن وشرط في كون الزوج صاحب دين يجتهد في مراعاة الحق ويتقي الله! ومقيدة بتحري العلة والحقيقة...
فلو كانت الطاعة مطلقة مفتوحة ببساطة وصلابة ما قدروا أن يشترطوا من عندهم..

الإمام مالك رحمه الله - في "التاج والإكليل":
( .. سئل مالك عن الرجل يتهم ختنته بإفساد أهله ، فيريد أن يمنعها من الدخول عليها؟ فقال: ينظر في ذلك ، فإن كانت متهمة منعت بعض المنع ، لا كل ذلك ، وإن كانت غير متهمة لم تمنع الدخول على ابنتها).

ابن قدامة في "المغني":
( .. ولكن لا ينبغي للزوج منعها من عيادة والديها وزيارتهما ؛ لأن في ذلك قطيعة لهما وحملا لزوجته على مخالفته، وقد أمر الله بالمعاشرة بالمعروف، وليس هذا من المعاشرة) أهـ .

المرداوي في "الإنصاف":

( .. الصواب في ذلك : إن عرف بقرائن الحال أنه يحدث بزيارتهما أو أحدهما له ضرر فله المنع وإلا فلا ) أهـ.

شيخ الإسلام:

.. ( وإذا أراد الرجل أن ينتقل بها إلى مكان آخر مع قيامه بما يجب عليه وحفظ حدود الله فيها ونهاها أبوها عن طاعته في ذلك، فعليها أن تطيع زوجها دون أبويها؛ فإن الأبوين هما ظالمان، ليس لهما أن ينهيانها عن طاعة مثل هذا الزوج، وليس لها أن تطيع أمها فيما تأمرها به من الاختلاع منه أو مضاجرته حتى يطلقها، مثل أن تطالبه من النفقة والكسوة والصداق بما تطلبه ليطلقها، فلا يحل لها أن تطيع واحدًا من أبويها في طلاقه إذا كان متقيًا لله فيها‏ .‏..‏ ) أهـ .

فقد قيد طاعته بكونه مراعيا للشرع متقيا!

والحياة تبني على احترام الشرع وعلى المودة والمعروف والإحسان

فالأحكام مجملة للتذكير، ولا توجد تفاصيل للدقائق لأنها ينبغي أن تكون تلقائية!
وأن تُبنى على الرحمة والحكمة..

وقبل كل العلماء:

((إنما الطاعة بالمعروف))

((لا طاعة لمخلوق  في معصية للخالق))

.

وقد قال تعالى:
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [النساء: 36]؛

(أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) سورة لقمان .

(وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك
به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) سورة لقمان

( وقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا
يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا
وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً)(الإسراء: الآية23).

فقرن بين الإحسان للوالدين والتوحيد!

فهل تجد نصوصا بهذه القوة والكثرة وصراحة الدلالة تنفي ذلك التكليف عن المرأة وتحيله للرجل فقط!

لو كان كذلك لما كانت هذه مسألة فقهية في كتب الفروع.

فلنفترض أن الزوج منع زوجته عن أهلها  منع تعنت وهوى،  وتم إمراره مرة عابرة لظرف استثنائي، للحفاظ على بيت قبل أن ينهدم، ورجاء أن يتوب هذا الزوج ويتعلم ويندم في هذه المهلة، ولم تكن المسألة في هذا الظرف فيها مفسدة كبيرة فهل نقول أن هذا هو المنهج وهو الأصل والأساس ..هل هذا هو الإسلام؟ أن يعبد المرء لغير الله ويقول أن فلانا سيحمل الوزر..وتكون النتيجة عقوقا مشروعا!..
وأن نطمس حق الزوجة لصالح عظم حق الزوج فيتحول حقه العظيم المعروف إلى استهانة بحقها باسم الدين

  

الأحكام لا تؤخذ من حوادث فردية أو من قضايا أعيان أو من فتاوى مذهبية دون النظر لحقيقة رأي المذهب في الصورة كلها،

الأحكام لا تؤخذ من علماء مذهب دون النظر لبقية ما يكمل الصورة المفترضة عندهم في المتن، زمانا ومكانا وشخوصا وموازنات وشروطا...

فإذا كان الزوج في بعض الحالات -بمعاييرهم هم أنفسهم- فاسقا بسبب صفات أخرى، ويستحق الجلد، ويستحق سقوط ولايته ورد شهادته في المحاكم،  وو ...فهل تم استحضار ذلك...

الفتيا أو الكلمة قد تكون أحكاما حقيقية لكنها أحكام مسببة أو معللة أو مقيدة بتوصيفات محيطة بهاـ ولها ذرائع محددة وحكمة معينة لا تطبق بدونها، وقد تكون مبنية على مقاصد شرعية معلنة تتغير بتغيرها وبتغير إمكانية حدوثها،

وربما تكون تفسيرات العلماء وتقديراتهم وأفهامهم ومواقفهم عبارة عن انعكاسات لأحوال لا يتخيلون تنزيل النص بدونها، فسبر المسائل يبين مناطها وشروطها وظروفها وسياقها..

ولا أحد يمكنه صياغة قول جامع مانع نهائي قطعي.. وحين نتدارس الأحكام في كتاب الله تعالى نجد أنه ليست كل الأحكام معروضة بهذا الشكل الذي يتخيله بعضهم ويسوقه للناس أنه القطعي الراجح والقول الواحد  ...بل فيه عام وخاص وعام مخصوص وفيه ما يستنبطه العالمون بتأويله دون غيرهم ممن يقفون عند الظاهر المتبادر .. وهذا ابتلاء الله لبني آدم لتمتحن القلوب في اجتهاد العقول وحرثها لأرض العلم.. وليسأل السائرون..

قبل أن تعرف المحرمات وموقف السلف من كذا وكذا..لابد أن تعرف الأصول والقواعد الكلية ..

هناك كليات وأسس فقهية تسبق الأدلة الفرعية،  وهناك أصول أقوى من ذلك الانتقاء للأدلة، وهذه الأصول الشرعية تؤخذ من استقراء شامل لجملة من النصوص والأدلة ومن تراكم الأفعال والعمل القديم ومن القطعيات المتواترة والبدهيات، ومن إقرار واضح وسمت وهدي عملي متقرر بشكل يقيني، ومن فهم متسق متكرر ..

النصوص عن آحاد العلماء لا تعني إجماعا
أو حقا مطلقا

والإجماع لا يعني الإطلاق الشامل دوما، فقد يكون مقيدا بإجماع آخر، وبشروط قدرة وبمقام معين كان متوفرا وكان معروفا عرفا من واقعهم، ولم يتصوروا أن ينسحب على بيئة أشبه بجاهلية جديدة، ولم يتصوروا أن يستحضره أحد في  ظروف مخالفة تختلف فيها المفاسد المترتبة ويختلف فيها الاحتمال المخوف ..

وكل نص أو إجماع يكون مرتبا طبقا لتعارض الواجبات لو تعارض معه غيره يقدم الأوجب..

ولربما يقال الكلام الفقهي بصيغة تعميم أي بشكل التغليب، كما في لغة القرآن ولغة العربـ، وهو عام لفظا، لكنه يختص بموقف معين وبسياق ورد فيه، وكل حالة لها ملابساتها....

وهذا كله مبسوط منثور في كتب الأصول والفقه وشروح الحديث بل والتراجم!

شتان بين موقف يراه الزوج تقديريا لسبب ما، ويكون فيه متشددا بشكل عابر أو أمامه مفسدة أو مصلحة.. وبين أن يحض زوج زوجته على العقوق أو المعصية بحق الوالدين وقهرهما وخذلانهما .. بشكل عام ..فهذا يخالف أصول الإسلام لا فروعه ويناقض وصاياه الكبرى الأولى مع التوحيد وليس بعده مباشرة.. وصاياه برعاية حق الوالدين وشعورهما..ولم يرد في النصوص الكبرى المتواترة بذات القطع والحسم تحول ذلك الحق العظيم لجناب الزوج بذات القدر والجزم ولم يرد في النص الصحيح الصريح أن البر واجب ذكوري فقط... إنما هو تحول جزئي، وإنما واجب يضاف فوق كاهل الزوج برعاية والدي زوجته، وليس غنيمة له أو حقا كان لهما على المرأة فاستلبه منهما كله وتركهما في العراء... وهي نصوص تتفاضل في القوة وأفهام وتقديرات وتوفيق وجمع بين الأدلة..

منع الزيارة للوالدين أو غيرها ذات مرة أو في فترة ما بشكل محدد، قد يكون من الخطأ لكنه قد لا يعتبر عقوقا فلا يستوجب خراب البيت بمخالفته، فقد نسكت ونمرره أملا في أن يفيء الزوج ويندم ويعود ...

وحين يكون للوالدين من يكفلهما من قريب أو بلد مسلم حقيقي فيختلف الحال عن كونهما وحيدين فسيقع ساعتها عليهما ضرر مباشر معلوم ..

والمرأة لا تستسهل تفسخ الأسرة، لمخالفة ما قد تكون مغمورة في بحر مقبول من الرعاية والتراحم والتذمم والأخلاق ..

والأمور لا تؤخذ جملة بل من الممكن الفحص والبحث والتيقن من عدم تكرار الموقف..

أما قبول الخطأ مرة للمدارة فنعم، وأما قبول عيب ما فنعم..وأما غير ذلك من قبول انحراف أو قطيعة أو حدث  فهذا إذا زوج أشبه بالمنافقين الخبيثين...

أحيانا يكون سبب منع الزوج لزوجته من زيارة أهلها مقبولا من وجه من الوجوه حين يظن أنهم يجعلونها تغضب ويخببونها عليه ويخربون بيته ولكن ليست هذه قاعدة!
والعقوق من أكبر الكبائر بعد الشرك، فلو كان منعه لها واصلا لذلك فيستحيل قبوله من أي قاض مسلم.

ولا ينبغي ذكر تقديم حق الزوج دون ذكر ضوابط ذلك الحق، وضوابط تقديم حقه، فلا تكون في حق الزوج معارضة لحق الله تعالى أو طعنا في المعروف ممن لا خلاق لهم

وقد اختلف ابن حزم رحمه الله مع شيخ الإسلام في إطلاق القول بتقدم حق الزوج قبل حق الوالدين

وما يجعل المسألة تحتاج موازنات هو حساسيتها ووجوب النظر للنصوص في ضوء رعاية القواعد العامة من حيث تعارض المصالح والمفاسد، ورفع الحرج؛ كقوله تعالى: "ما جعل عليكم في الدين من حرج" وقوله تعالى:  "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"
فكيف يشق المرء على زوجته وكيف يمكن اعتبار كل الناس سواء في تحمل المشقة في حين أن الشرع اعتبر اختلاف قدراتهم وطاقاتهم في كل أبواب الاضطرار والإكراه..

وقد تكلم الشافعي رحمه الله في المشقة المعنوية للشرفاء الذين تربوا على أوضاع معينة تأنف من المعاملة بشكل سوقي مما يجعلهم يستبشعونها ويوشك أن تزهق نفوسهم ألما ويصابوا بالسكتة..فالصفعة للغني الشريف غير الصفعة للفقير "كإكراه وليس كقصاص"..فالمشقة معتبرة سواء كانت المشقة نفسية أو بدنية.

نعم هناك قيم تحكم المواقف منها الصبر والتغاضي والتغافل وكف الأذى ومصلحة جمع شمل الأسر، والشرع يتعامل مع الواقع ويعتبر هذه من الابتلاءات وعموم البلوى ويمتحن الناس بالتعامل معها لقياس خير الخيرين وشر الشرين
قال تعالى
"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة"

وإذا أخل الزوج بالحفظ الديني والدنيوي المستطاع لزوجته وبالرعاية والنفقة فقد بدأ ميزان أهليته يختل لو كان عامدا..

فالطاعة مقيدة بما ليس فيه معصية أو حرج وما ليس فيه مخالفةٍ لشرط الزوجة على زوجها أو مخالفة للمعروف عرفا! فهو كالمشروط شرطا.. وأي حرج أشد من هذا لو صار عرفا ودون مسوغ!  

هذا ما تيسر جوابه متفرقا ثم جمعه فطال للئسف وتكرر،

والله أعلم وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين وسلم..

السبت، 13 يناير 2018

طب القلوب..

مسافات القلوب تقطع بالتحمل والتصبر، وبمعاناة النفس..وتطوى بالسكون رغم الحركة!  وبالتهذيب والأدب رغم الضغوط..  ورغم المغريات وسهولة الخطأ وتفشيه.. ورغم تفشي  أغلاط الخواص في النوايا والسلوك… ..وترجى المنازل العالية بطلب ما عند الله من رضوان نفسه العلية لا الجنة فقط..  ولعل هذا محل تنزل السكينة وصلاح البال والنور وحياة الروح!  وروح الحياة".. "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا"……. .."وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا… "

الخميس، 11 يناير 2018

ثم آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى..معارج التوبة الفكرية ..

قال خذ عني وصية مودع ونصيحة مجرب ...اعتصم بركن الحق؛ كتاب الله تعالى، هو سلواك ونجواك وهجيراك، تتدبره وتتلوه.
وتواضع في فهمك وفي تقديرك لنفسك... واهتم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.. هذا العلم المظلوم..

لقد آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم عن حب وتقدير واحترام ومعرفة واطلاع في بداية عمري، ثم تعمقت وتوسعت فآمنت به مرة أخرى! مرة أكبر وأجمل..  ثم آمنت به مرة أخرى! أقرب وأغرب..

  وعلمت أنه لا منتهي لليقين إلا عند مقام الصديقين وأنى هذا إلا بنور الله ومدده لمن يشاء من الصابرين…

لقد عشت محاولا أن أقتدي في شعوري وتفكيري وخطراتي بالأسوة الحسنة، فآمنت أكثر أن هذا الكتاب وحي عظيم معجز، وأن هذا النبي سراج منير!  صلى الله عليه وسلم…

‎ قال وماذا بعد؟ قال لا يوجد بعد! لكنك لن تقف عند حد..  فضل الله أوسع من خطرات قلبك، ولا يوجد منتهى! لا تشبعن من خير،  ستبقى بين الكاف والنون، تمضي بك الأقدار بكن فتكون، بعجرك وبجرك وبشريتك الطامحة المؤمنة العاملة!  بشريتك خالصة من سفل الطين وعبث الشياطين قدر صلاتها الدائمة

" ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات"..
"إلا الذين ءامنوا.. "
"إلا المصلين…"…

‎حاشاه سبحانه أن يخذلك
كن ربانيا يكونك كذلك!
"ومَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخرة نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِى الشاكرين"…
"مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نـزدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ"… "كونوا ربانيين"
ستعيش ميسرا لما خلقت له، وستمر بما كتب لك،
مطالبا بما كتب عليك!

ولو كنت في بيتك سالما وجاء أجلك من حيث لا تحتسب ومن حيث تتحاشي وتجتنب فلن يتأخر ولن يتزحزح ولن يتغير..  ستبرز إلى مضجعك لتسلم الروح لبارئها..

وأما وأنت هنا، ستأخذ ما أنت فيه من علم معك ولن تتركه لما بعد..

‎ ستتضخم الاختبارات وتتكرر المعارج…
‎أوصيك بالسيرة لتري ذلك الابتلاء ولتتفهم مساحة العفو والترخص بالمباح والتمتع بالطيبات دون إفراط أو تفريط، ولترى مقام الصبر والرضا والشكر، وتدرك الرفعة والواقعية والزهد الحقيقي والمجاهدة العالية مع التبسم والصلابة واللطف والحزم…

حقا  لم أر مثل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نموذجا شبيها
وجدت شبيها بالصحابة لا مثيلا!   شبيها مصغرا.. أما هو -صلى الله عليه وسلم -بجماله وشموله وتوازنه فلا..

الاثنين، 8 يناير 2018

الابتلاء في هذه الدنيا يكون تحت الضغط والألم أو الإغراء أو مر السنين


علم العقلاء أن الابتلاء في هذه الدنيا إنما هو باختيار الطريق إخلاصا ومتابعة صحيحة، وبإحسان العمل وصلاحه همة وإرادة.. والنتائج بعد ذلك موكولة للخلاق العليم

وهذا الاختبار لا يكون في ظروف مثالية...ففي الظروف المثالية قد ينجح المنافقون ولا يتمايز الصديقون والأبرار والسابقون بدرجاتهم عن المقتصدين وظالمي أنفسهم...

في الظروف المثالية لا يمكن امتحان النفس حقا..بل امتحانها أمام نفسها! يكون تحت الضغط والألم أو الإغراء أو مر السنين.. فيظهر الشح..أو يظهر النبل واليقين...

 يتظاهر الجميع ويسهل على الجميع التشبع بالألم والتمني بالأحلام في المواقف التي تستدعي إيجابية وبذلا معنويا وداخل النفس أولا قبل أن يكون عمليا..

والامتحان يبدأ بالحفاظ على التوحيد نبذا للطغيان المادي والمعنوي بألوانهما وأيا كان مجالهما ومكانهما! في كل الدوائر الصغيرة والكبيرة حول المؤمن، وبإقامة الدين ثم الذل والرحمة مع الوالدين!
وذي القربى واليتامي والمساكين وسائر المكارم

وإذا أمسكنا العصا من المنتصف فلن يكون هناك حق!
قد نبني بناء ما لكن ليس هذا إصلاحنا الرباني المنشود، الذي لأجله قد تلقي الأمة بنفسها مع وليدها في النار..ولا تتحرى الحلول الوسط!

 هذا السبيل هو عمل دائم دائب لا يتوقف كسعي النحلة للعسل،ومعه تعبد مستمر كتسبيح الطير، وبينهما ترويح وتمتع بالمباح كهبة ربانية لا ترد.. 
هذا كله مع الالتزام بالوسائل المشروعة والضوابط الربانية في هذا النهج... 
وروح الفقه وجوهر الفهم أن الحق أغلى من النفس والنفس أغلى من المال الذي يكنز... 
وإزاء الفواجع لا يشغلني فقط العجز المادي، بل أسبابه كذلك!

قال لي صديقي: بعض القوم ممن يبخلون بأرواحهم من أصحابنا الذين لهم كلمة مسموعة نوعا ما كان عليهم واجب علمي بأن يصدعوا بكلمة واجبة ولا عليهم أن يموتوا بعدها، وأن يعلنوا صحة شيء أو بطلان شيء آخر..

 لأن هناك فارقا بين التيسير وبين اللعب بالدين "وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا" 

وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ ** تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ 

وإذا بهم يضنون بكل هذا وينكفئون إيثارا للسلامة أو لبعض السلامة ومنا بما بذلوا..وأكمل كلامه: بعض الفئات ممن أعلم ويتابعون لديهم عجز علمي وعجز عقلي... قلت بل هو عجز نفسي وليس فقهيا، هو تول.. "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"..

  في هذا البرد القارس تذكرت صحابيا لم يكن له برد!، وهو سيدي ابن أبي حدرد، كان خارجا مع النبي صلى الله عليه وسلم لخيبر
وأمسك بتلابيبه الدائن الكتابي..يريد أن يأخذ منه  خمسة دراهم كان قد اقترضها، وقضى له النبي صلى الله عليه وسلم بالحق، وبأن عليه أن يدفع له قبل أن يغادر ..فباع برده وعمامته..وجلس يبكي..فقالت له عجوز: مالك
يا صاحب رسول الله!
..فقال لها ما جري وشكى عجزه عن السفر.-هو يبكي لأنه تخلف عن بذل! ولم يتخذها ويهتبلها فرصة- فطرحت عليه بردها وقررت أن تمكث في بيتهاهذه المدة! احتسابا للأجر..
  ..فخرج معهم وعاد وقد غنم من ضمن ما غنم في نهاية المطاف ألف درهم بدل الخمسة التي كان باع بها ثوبه.. 

 مكارم الأخلاق تقولون "لا إله إلا الله" ثم تشربون من النهر ملء البطون .."فمن شرب منه فليس مني" 

"فرق بين أن تعرف الحقيقة وأن تعيشها.." 

" فرق بين أن تعرف الحقيقة وأن تحياها، وتكون وفيا لمعناها... 
وتدفع ثمن عهدك، وإن كان غاليا.. "عندك" 



"بعدت عليهم الشقة" استطالوا المسافة واستثقلوا التكليف..فلماذا لم يخفف الشارع عليهم كما يخفف بعض الدعاة الجدد! ممن لا يلتزمون بمعايير مشروعة ولا معقولة..
فلتأليف القلوب حدود إذا، والأمر أمر الله تعالى يأذن باليسر فيكون شرعا ويأمر بالأخذ فيكون شرعا!   
يوم القيامة ..  
ليس لأحد هنا دلال ولا اعتداد بأعمال 
ولا يملك أحد حق السؤال وهم يسألون 
الكل جاث على الركب أو مرتعد ... 
..أو يغطيه العرق


نسأل الله العافية