الأربعاء، 22 ديسمبر 2021

كيف أصبر .. كيف أتصبر

 ((إله العـــالمـــيـــن تــول أمــري..

وهـبــنــي نـجــدة وامـنـن بنـصـر



وسـامــحــنــي وعـامــلنــي بـفـضـل..

ولا تـتــرك ضـعــيــفــكــم لغـيــر))



يا بني..

لا تهول الأمور ولا تنكسر مقدما، ولا تقم عزاء مستمرا..

النواح والصراخ الفكري عذاب سلبي يضيف للألم عناء كالضريبة المسروقة سواء بسواء..


هونها كي تهون.. 
اختر لوصفها أيسر الألفاظ وأحسنها

استقم وقارب واقترب وتقرب... واستبشر 
ضع هدفك مع الإخلاص عند أقصى قدراتك وليس الكمال 
 
قدم الرجاء والفأل والخواطر الجميلة

بالصبر تقطع سنين المحن، وبالرضا والقناعة وعدم التكلف وبإلف التضحيات وبالتخفف تصل المراتب العالية وتغفر سقطاتك، وتجبر ببشارات وثبات ومزيد علم وهدى ويقين يريحك.. الله تعالى كريم رحيم فلا تخش هواجسك..




الاثنين، 6 ديسمبر 2021

الأيسر أم الأحوط

أخي يا طالب العلم:

المبالغة في سد الذرائع تؤدي للعكس.

حمل كل مسكوت عنه كأنه متروك وجوبا ليس من الفقه الذي طبقه الصحابة رضي الله عنهم.

حمل كل نهي على التحريم والتغليظ والمبالغة غلو.

لو كان الأحوط هو المنع دوما لانتهى الفقه تماما ومقدما، ولسهلت المزايدة من كل من تشدد واتهام الآخر بالتميع كالأمم السابقة.

لو كان الاتباع هو تطبيق ظاهر النص لصح للظاهرية كل شيء، ولما كان للرد لأولي الأمر الذين يستنبطونه معنى.. ولما عتب على من جهلوا الضوابط والموانع "قتلوه قتلهم الله"

 حمل كل خلاف على الأشد والأضيق والأشمل للحجر تنطع وليس تورعا.

المصادرة على كل خلاف وكأنما حسمت كل التفاصيل لراجح ومرجوح عبارة عن فتنة جهل مركب وبالغ الضرر، وحمل الناس على رأي واحد ووجه واحد واحتكار الصواب بعد ادعائه عند الخلاف المعتبر طغيان.

 التساهل في التحريم حرام بل أشد من الحرمة..

 التوسع في المنع لأي احتمال قد يوقع في الحرج.. ولا يقرب الناس من ربهم، وقد يخضع رقابهم لا قلوبهم.


إضافة.. 


 الموصوف أعلاه ليس منطبقا على أئمة المذاهب الفقهية وحاشاهم. إنما كانت محاولة فاشلة سطحية قاصرة العلم رواية ودراية لمنع الجمود والتعصب المذهبي لكنها بدل العلاج بفهم أغرقت أتباعها في بحر من الفوضى وقصور الجمع وقلب أصول الفقه وإهدار النضج العلمي ومكابدة المجتهدين والنظر باستعلاء زائف واتهام المذاهب جملة بعدم اتباع الدليل وابتكار مذهب جديد ضحل الفهم كقصيدة النثر وسط الشعر العمودي.. ومن نتوجه لهم بالنصح هم من اغتروا بهذه الاختيارات التي تلبس ثوبا جميلا رغم الخلل وبالنمط الأصولي المغلوط والذي امتد لعلم الحديث وهدم تحقيقات متينة فيه، وللمسائل التي ساغ فيها المقال بين أهل السنة لتقليص واختزال وتضييق المجال بضيق فهم وحصر مخل. وطالب العلم من هذا النوع يعرف نفسه فهو يتعامل مع الدليل كأنه الشافعي وكأنه الدليل الأوحد الناسخ الجامع المانع القاطع. ويقلد معاصرا ويأبي تقليد من هو أعلم وأمثل من السلف. وكله بحسن نية وقلة علم. وان شاء الله مع اتساع المعرفة والدراية والإدراك يقل الجفاء ... 



العلم بأصول الفقه وبأحوال الناس وبكتب التراجم لفهم كنوز الفهم! والتوسع في المسألة لمعرفة أسباب عدم الأخذ بالظاهر وعدم الإطلاق والتعميم من أمهات ومعتمدات المذاهب وأدلة أصولها. من شأنه أن يوجد منظارا علميا عادلا رحيما حازما حكيما واحتراما للخلاف وفقها لضوابط التيسير والتنزيل.

بارك الله فيك وزادك حبا وحرصا 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

الأحد، 5 ديسمبر 2021

الرضا لأهل الرضا

الحمد لله الذي يهب السكينة والرضا وطمأنينة الروح لمن يحبونه سبحانه... فيمنحهم لمن ابتلي بفقد شيء ظاهر يظنه الناس سبب السعادة والراحة الأوحد، ويحرم منهم غنيا يظن نفسه استغنى، ومن جمع وطمع وسخط، ومن تشتت طلبا للسعادة في المعصية أو في العربدة وتشعث في الحرام والظلم وخداع الذات ولوم الخلق والأيام وإنكار فضل ربه .. فما رأى ذاك إلا برقا خلبا ووميضا كاذبا وسرابا لا يمسك منه بيديه شيء، ويظل ينزل في طينه وهو يرى أو لا يرى...

الحمد لله الذي وهب الهدى لمن طاب قلبه له ورضي بما يرضاه ربه كله وقبل أن يعرف به... جملة وعلى الغيب... ومنع الهدى عمن تناطحت الجبال بين عينيه شواهد لكنه جاحد، ومن يقدم بين يديه ويشرك نفسه فيحد حدودا ومقررات لمساحة الانقياد والطاعة والاعتقاد ووصل الحبال وقطعها، ومنع الهدى عمن أوتي الآيات فانسلخ وغوى واستطال المسير واتبع ما يهواه من سبيل ...

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

الجمعة، 3 ديسمبر 2021

شرح إذا لم تستح فاصنع ما شئت... الحياء و الإيمان

يا بني

بشيرا ونذيرا!

إذا لم تستح فاصنع ما شئت.

يعني: مصيرك في خطر .. توبيخ وخبر


إذا لم يكن عندك إحساس..
إذا لم تكن تشعر بالخجل..

إذا اعتبرت الحياء نقصا في حين أنه بعد عن النقص! وعن القرف والعيب... فأنت تحت التهديد والوعيد.



الحياء رقي وكمال وقوة، وامتناع عن قدرة لا عجز.


الحياء مروءة وأنفة من العيب، وحرية إرادة لا تطاوع النفس على طول الزمان.. واحترام. 


الحياء قلب حي
يستحي من ربه
يستحي من نفسه


يستحي أن يعصى ربه وهو يراه
يستحي ألا يشكر ربه وقد منحه العقل وأمهله 
يستحي ألا يتوب بعد أن زل وستره ربه


عكس الحياء الصلف والكبر والوقاحة

الحياء زينة الأخلاق، وصاحبه محبوب من الله عز وجل ومن الصالحين.. 

الحياء من صفات الأنبياء... 
صلى الله عليهم وسلم. 

الحياء يبعدك عن الخزي ويقيك الفضائح...وكفى به أدبا. 


إذا لم تستح فقد تضيع نفسك، فارجع وتراجع عن أسلوبك، وهذب نفسك وقم بتربيتها..

إذا لم تستح فأنت خلف الشيطان في كل حال فاحترس من طريقة تفكيرك .. لابد من فرامل.. كوابح.. 

 يوشك أن يرفع الحياء مع رفع الإيمان والعكس .. فهما قرينان.


إذا لم تستح فقد تشابه الأنعام في أمور كثر، فتنبه وترفع عن الانحطاط والتدني.. 

الحياء يمكن اكتسابه وتنميته، ومن يتحر الخير ويجتهد في تحقيقه ينله..

(ومن يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ


 

الخميس، 2 ديسمبر 2021

الفاحشة و حقوق الإنسان و الحريات و المثلية.. حوار للتأمل والنقاش

(أيحسب الإنسان أن يترك سدى...)

مسألة السماح بالفاحشة بأنواعها على مستوى المجتمعات تختلف عن مسألة الحوار مع مبتلى بها يبحث عن فهم وعلاج وباب للنجاة... ليست حول معصية كبيرة وضعف وانحراف وتبرير أو حتى استحلال...





  ثقافة عولمية بالقوة بها رفض لوجود أي شرعية وسيادة لأي أمر رباني أو لأي ثابت أخلاقي أو أي سلطة قانونها خالد أو كتاب سماوي سواء كان الوصايا العشر أو القرآن الكريم...  



 عداء وإباء لأي مرجعية إلهية أو حتى بشرية محددة وثابتة لها صلاحية وصف الأمور وأحقية تسمية بعض الأفعال الأساسية وقوة محاسبة معنوية أو مادية ... رفض للتجريم الدائم لأي قبح وفتح هوة النسبية لأسفل سافلين... لا مركز ولا ثابت ولا حقيقة.. العلمنة الحداثية وما بعدها من اللبرلة الجديدة التي هي قديمة قالها إبليس وقالتها ثمود وغيرهم ....



 نظام تحالفي عالمي يفرض إعلاما وتعليما وثقافة ومنظومة مواثيق وأعراف وقيم جوهرها أنه لا معروف خالد ولا منكر مستقر... ورفض لعنوان وتفاصيل أي شيء اسمه حكم لله رب العالمين لكونه ثابتا ولأسباب أخرى.. سواء اعترف به طرف منهم أم جحد .. يعني عدمية مطلقة وغرق في عبودية الهوى والمتعة والقوة.. مع إلغاء الموازين والمعايير لمنع تعكير المناخ وبلبلة القطيع مع كل وازع نفسي...



ليست إذا سوى نفس الحوار بين الإيمان والضلال



لو أن فعلة محرمة قطعيا وعلى التأبيد في كل الشرائع يتم وضعها كحرية أو كحق بدل كونها جريمة تخالف شيئا من الصلة بين العبد وخالقه فهذا يعني رفض مبدأ العبودية.. ومطالبة المؤمن بالاحتفاظ به لنفسه.. محنطا ميتا متحفيا مجمدا متآكلا ثم ذائبا ذاهبا.. لا مصونا.....


يعني يريدون إلغاء نصف الدين والإيمان، الذي منه بعد العقائد والحب والمعرفة والشكر والرجاء والخشية والصبر: الولاء والطاعة والشعائر... يعني هناك ظاهر وباطن.. أخلاق ونظام عام. 

(أيحسب الإنسان أن يترك سدى...)
لهذا فهو حوار الإلحاد القائم
وليس سوى حجة التوحيد وبرهان الرسالات جوابه.. 
  

شرح / من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه

((... أخذ بيدي رسول الله ﷺ
فجعل يعلمني مما علّمه الله تبارك وتعالى وقال: 
(إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيراً منه).

رواه الإمام أحمد... أول مسند البصريين. والبيهقي وغيرهما. 

 العطاء قد يكون من نفس النوع أو من غيره بمسار أفضل وخال من الفتنة ..
العطاء حسي أو معنوي.. وسل الأغنياء لم يعانون رغم الوفرة وما مشكلاتهم ..
العطاء عاجل أو آجل.. 
العطاء بالبركة والفائدة من نفس الكم والانتفاع من ذات الحجم وكفايته أو بتكثيره ..
والعطاء كذلك غيبي أو مدرك.. بالوقاية والصيانة أو بالمدد والزيادة ...كما أعطي الصبيان والمساكين وغيرهم ما يستحق الشكر في سورة الكهف لكن خفي عنهم باطنه وغرسه ..وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: ما من عبد ترك شيئاً لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه. رواه وكيع في الزهد (2/ 635) وهناد رقم (851) وأبو نعيم في الحلية (1/ 253)