الاثنين، 26 أبريل 2021

فقه الدعوة و فقه التعامل مع قوم الطواغيت

 المسلم الحق في غربة مزدوجة..

 مواقف كثيرة في السيرة النبوية - صلى الله عليه وسلم- وفي الفقه الإسلامي تبين لك أنه ليس كل أمر يفعل ولو كان ثمنه كذا وكذا.. ولا كل نهي شرك أو كبيرة. تتفاوت الواجبات والمناهي.. 


حين أشرح لك حقيقة مصيبة وكارثة لكيلا تصدم بها.. لتعرف كيف تسير الأمور، ولتفهم طريقة التشغيل للماكينة، فهي ظاهرة أتفهمها، وليس معناه أني أتقبلها وأرضى عنها، بل أحاول تفسيرها فقط.

وأحاول تغييرها من جذورها، وهذا يختلف عن التفاصيل وعن الصدام الجزئي والوقتي ..


تماما كما نشرح مرضا معينا، لا نحبه، لكن ندرسه ونعلمه لك لتفهم مبررات جهاز المناعة المختل، أو الميكروب الغازي والتورم النامي، وحاجاته ودوافعه، ومن ثم نقاط ضعفه.. لتصل لحل.... أو لحل وسط! .. أي تقارب ان لم تسدد... تهادن تعاهد تصالح دون تغيير البيان الشرعي و الموقف العلنية.. بل عمليا فقط في حدود الرخص للضرورة دون تنازلات عن عقيدتك المعلنة وثوابتك . .


أقول لك هكذا يعيشون ويتصرفون، لكيلا تتفاجأ ويضيع تركيزك وذهنك وتندهش فتفوتك مصلحتك وسط السخط.. لكي تعرف كيف تتعامل وتتأقلم وتتقي شرهم...


 لن تغير الناس حولك إلى مائة بالمائة في لحظة... عادة، وليس مطلوبا شرعا أن تترك بصمة في كل مواجهاتك! بل حسب المقام يكون المقال.


لسنا آلات صماء، بل المؤمن فطن يحذر ويتبع أولي الألباب، ولا يقلد دون سؤال متبصر وفقه صحيح دقيق عميق، وإدراك للمقاصد، يبحث عن الجوهر والغاية وترتيب الأوليات والمطالب الشرعية، ويفهم تفاوت الواجبات وتفاوت الشرور ...


عندما تحتك بالأشرار وعبدة الطواغيت كداعية وناصح وآمر بالمعروف يختلف هذا- شرعا وفقها- عن قضاء الحاجات وعن موقف وقع عليك فيه ضرر، وسيتضرر منه غيرك لو لم تكتم إيمانك وتفهم ضوابط الإكراه.. ويمكن أن يجتمع الأمران لكن ليس حتما.. 


.. كما كان مع الصحابة رضي الله عنهم في مكة قبل فتحها، في عصر البعثة الأول وفي المدينة، ليس دور أحدهم الآن أن ينهى أبا لهب عن المعاصي المعلومة والكفريات.... تأمل، نعيم بن مسعود الحجاج بن علاط، حذيفة، محمد بن مسلمة.. تلطف أصحاب الكهف.... رضي الله عنهم جميعا.


اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد

رحمة و أخلاق الطبيب المسلم و توحش بعض الأطباء

 إحدى الأقارب الفاضلات دخلت مستشفى لجراحة عاجلة، وكانت هذه الدروس والعبر، ليس كطبيب بل من ناحية أهل المريض كمسلم .. كإنسان ..


عندما يأتيك مريض ابنه طبيب... زميل لك! فلن ينقص ساعتين من عمرك ولا ألفي جنيه من جيبك-إن لم تكن فقيرا- أن تقوم بالواجب المهني الذي لا زال في قلوب الأحياء منا فقط، وتعالجه مجانا، باستثناء مصروفات المكان... بل البر يزيد البركة وثمرة العمر والاحترام والراحة النفسية... ويفرقنا عن البهائم


والمريض ليس قطعة لحم، وأنت تعلم حماقات الملحدين، بل هو أكرم المخلوقات وأعقد التراكيب، وفيه الروح والوعي والعاطفة والإدراك.


المريض ليس حالة... ليس ماكينة علمية فوق المريخ ليكون النقاش كمعادلات الرياضيات.....

هو إنسان.. يحتاج أن تراه أو أن تراها كأنها أمك أنت ..

نحتاج إلى طبيب يداوي ويقوم بتواصل انساني..


لا تؤجل "حالة" لتأكل الحلوى... أو لتكسب أكثر ...


 لا تتعامل كمصارع قانوني...

خذ حذرك بأدب ولا تنس إسلامك وإنسانيتك...


بعض الأطباء دعاة بأسلوبهم ومواقفهم وبكتاباتهم وبحركتهم العلمية التوعوية، وبعضهم على العكس ....


 كان الطبيب قديما يستوعب الحالة اجتماعيا وروحيا، وإن كانت ميؤوسا منها يقول: اترك وصيتك يا فلان.. الآن يقولون أمامك كذا وكذا، لكن لتهتبل من الدنيا، كأنهم حمر مستنفرة، لا عقل ولا علم ولا نور وحي. رغم أن الطبيب يرى آيات وحججا وبراهين وعلامات و معجزات تكفي ليقين الكون كله.


اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد

الأحد، 11 أبريل 2021

كثرة ‏الكتاب ‏والمحللين ‏والخبراء والمعلقين ‏وقلة العاملين ‏والبناءين ‏والمتعلمين ‏

قال لي
 رغم متابعتي لعدد من الكتابات المحترمة لكني أشعر أنني في حلقة مفرغة، رغم أنها خالية من الموبقات..

  لا أعلم منهجا، ولا أطبق برنامجا، ولا أقيس تقدما بمراحل، ولا أعرف كيف أنتقد نفسي وأصحح وأقيم..... 

قلت يا أخي الحبيب 
نعم.. رشد منظارك لتصون مسارك.....
حقا قد لا تحتاج بعض الأحداث منظرين او وصافين للصورة لتعظيمها أو تحقيرها.. أغلبه فذلكة، ونتيجته تسكين وقفز فوق المشكلة وتمرير لها وقضاء وقت، وتكرار يبدد الطاقات ويهدر المقدرات في لغو يشبه الجد....

 وقد لا تحتاج بعض القضايا إلى محللين أو عباقرة وواضعي مناهج وأطر وقواعد علمية و اجتماعية يظنونها صحيحة بالملاحظة فقط!... قد لا تحتاج اهتماما أو التفاتا أصلا...

 ربما نحتاج زيادة من يفعلون الأساسيات! التي امر بها الله تعالى، والتي طبقها وبينها النبي صلى الله عليه وسلم.. الأصول المعلومة الأولية التي لا يعيبها أنها بديهية وبسيطة و أولية.... قد لا نحتاج كل يوم فيلسوفا وخبيرا ومعلقا خطيرا.... لكن نحتاج معلما ومتعلما ومدربا وقارئا ومتدبرا وقيما وشريكا في السعي لديه كفاءة ونزاهة وأدب ولا يستحيي من قول لا أدري ولا أعلم ما يكفي ولست رأسا بل نبحث عن ورقة عمل بشفافية ومكاشفة وحاكمية تمنع الزئبقية... 
أما الذي يعرف ما يفعل عمقا وسعة، ويستدل ويتحرى ويستشير ويستنصح ويتعلم باستمرار ولا يخوض في كل شيء ويتقبل التقويم ولديه آلية معلنة لنفهم كيف يؤول المرجعية ويبني ويصدر عن وعي متى وكيف وماذا يصد! فهذا على ثغر..