الخميس، 28 فبراير 2013

هل إنكار المنكر تصيد وقلة عمل..

النصيحة والعتاب لا يلغيان الحب، ولا يعنيان التصيد أو التفرغ للكيد وترك العمل..

"أُحِبُّ أَخي وَإِنْ أعْرَضْتُ عَنْهُ    **     وَقَلَّ على مسامِعِهِ كلامي"
"قَالَ تَعَالَى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ }
قَالَ الْغَزَالِيُّ : أَفْهَمَتْ الْآيَةُ أَنَّ مَنْ هَجَرَهُمَا خَرَجَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ .
وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ : جَعَلَهُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فَرْقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ .
......
وَقَالَ تَعَالَى : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُد وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }
.. -كتاب الزواجر-"
 

"أخي كم نتابع أهواءنا  **       ونخبِط عشواءها في الظُّلم..
رويدك جرت فعد واقتصد   **      أمامك نهجُ الطريق الأعم..
وتُب قبل عضِّ بنانِ الأسى   **    ومن قبل قرعك سنّ الندم..
وقل ربّ هب رحمةً في غد    **     لعبدِ بسيما العُصاة اتسم.."
*الصواب يشكر ويثنى عليه وعلى فاعله ويؤمر بمثله وينصح بالتأسي به..
*والخطأ العلني ينكر علنا، وينهى عنه، ويحذر من تكراره وتقليده...
وهذا لا يعني الانشغال بسفاسف الأمور أو التأولات، لكن: الخطأ الواضح المجاهر به والظاهر للناس..
لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة في حد من حدود الله تعالى،
ولا ترك صلى الله عليه وسلم الإنكار على أي خطيئة علنية لزم فيها البيان واحتيج إليه...
أي لزم فيها التعليم، فهذا كالدواء للمريض... وكإبعاد الفراش عن النار كي لا يحترق..لا يؤجل..
وهذا يختلف عن فقه ترك المستحبات لتأليف القلوب،
 وعن التجاوز وإقالة بعض العثرات، التي يظهر فيها الإنكار لكن لا حد فيها، أو تغفرها الأعمال العظيمة،
ومنع العقوبة يختلف عن منع الوصف والحكم...
فمن ارتكب ما يوجب العقاب وعفا عنه من بيده العفو أو خفف
لا يعني هذا عدم وصف الخطأ بأنه مخالفة..
 
*دورنا أن نيسر على الناس في حدود الشرع،
*ومن سلامة قلوبنا أن نسعد لتحسن ظروف حياتهم بشكل يسمح لهم بالانتقال للطاعة بسلاسة،
 وأن نسعد بالتحول إلى جو يقلل الضغوط على من شاء الاستقامة، ويسمح بأن يؤخذ على ظاهره
ويؤلف قلبه وينتظر تحسن نيته. 
وأن نسر لولادة مناخ يعين الراغب في الطاعة أو حتى في جزء منها
ولو مع دخن في نيته، ويعين من يقوم مساعدا لهم على الأخذ بأيديهم
للخير، وللتطهر، ويقربهم، وليس دورنا فقط استخراج السلبيات
والعيوب، لكن لابد للمسلم المعلم الداعية ولآحاد المسلمين ممن يرون
المنكر من إنكاره، ومن الوعظ معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون، ومن تبليغ الآية
كما سمعوها والحديث كما سمعوه، عند الاحتياج إليه، ومن تصحيح المسار من العوار، لكيلا يحسب
التمييز والظلم من المسار، أو يظن أن من سمات المسلمين المحاباة والواسطة والتفرقة.
 فالحلم والرفق والتلطف والاهتمام بالإيجابيات  لا يعني أن نترك الشريف إذا سرق على رؤوس الأشهاد، ونسلخ الضعيف، فهذه
ليست إقالة العثرة ولا روح البناء، ولا التغافل الفطن، بل هذه طريق الهلكة
والمحاباة والجور وتمييع الدين والكيل بمكيالين، فالوقوع في زلات وهنات وقصور
وسلبيات يجب فيه التفرقة بين الكبائر وما دون ذلك، وبين التخطئة والعقوبة التي
يمكن تغير حالها..

نعم... دور المؤمن  أكثر من أخذ موقف من الأمور ومن الناس،
وإن كان هذا جزءا من دوره كمؤمن، فعليه التوازن بين تربية نفسه وتصفية قلبه أولا بأول،
والاقتراب من مقام المحسنين ودوام السجود، والعمل العام الدؤوب، وترك الذنب
وإقامة الواجب العام والخاص، وأداء الفرض العيني، وما لزمه من فروض الكفايات، وإعمار الأرض
وإبلاغ الرسالة..فهو قول عظيم ثقيل..وأمانة أشفقت منها السماوات..
وعليه كمؤمن أن يراجع قلبه دوما، منعا لتسرب الانغلاق والدوران في فلك الذات وعدم تقبل العلم والنصح
من الأدنى أو الرأي الآخر أو الوعظ واتهام النفس بالتقصير..، منعا لتسرب الحسد أو العجب والاستعلاء،
 وليس واجبه مجرد التقويم والتدريس، والتماس مكامن الخطأ فقط، نعم هذا جزء
من واجبه حسب قدراته ومسؤولياته، ومع التنبيه عليها وإنكارها والتحذير من عاقبتها ونتيجتها
يتوجب عليه أن يكون كل هذا في إطار الحرص على الناس، والاهتمام بهم ورعايتهم،
وأن يسر بالتسهيل لهم فيما أذن به الله تعالى، وباقترابهم وبإمكانية خروجهم من فتنتهم..
ويبقى أمر النية واختبار القلب رفيقا للمؤمن، على أن يكون غير مانع له، ولا مدخلا للشيطان لترك الواجب فهذه من مداخله..
 
"عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَأْمُرَ وَيَنْهَى وَإِنْ عَلِمَ بِالْعَادَةِ أَنَّهُ لَا يُفِيدُ ، وَإِنْ كَانَ الْآمِرُ وَالنَّاهِي غَيْرَ مُمْتَثِلٍ وَلَا مَأْذُونٍ لَهُ مِنْ جِهَةِ الْإِمَامِ وَعَلَيْهِ أَنْ يَأْمُرَ نَفْسَهُ وَغَيْرَهُ فَإِذَا اخْتَلَّ أَحَدُهُمَا لَمْ يَسْقُطْ الْآخَرُ.."أ.ه.-الزواجر -"
"أَخي لا تُسوِّف بالمتاب فَقَد أَتى    **  نَذيرُ مَشيبٍ لا يُفارِقُهُ الهَمُّ"

الإعلام الشيطاني والجدل العقيم عموما..


الإعلام الشيطاني والجدل العقيم عموما..
...
الداعية الحكيم عليه التركيز على أساس دعوته دائما، وعلى عرض أصل الطريق أولا..، ومع الرد على الشبهات بقدر دقيق فعليه ألا يستدرج لقضايا جانبية، ولا لمسائل معدة لإشغاله،  ومشكلات هامشية تستهلكه، أو نقاشات شخصية لا صلة لها طبعا بكون الحق حقا في ذاته، وواجبا على الجميع، و لا يستدرج لتفاصيل أو لأي مماحكات أو افتراضات للمراء، أو فذلكات للخوض في سفاسف لاحقة قبل الانتهاء من تقرير الحقيقة الكبرى، والبناء على أساسها وعلى مقدماتها ومعطياتها، وعقد القلب على اليقين، فلا يطفو ليناقش ثانيا في دائرة أزلية للتشويش والتشويه واللعب، فمن رغب في حوار حقيقي فهو أولى وأجدر بالرحلة إليه والعرض عليه والوقت بين يديه

الأربعاء، 27 فبراير 2013

اللحية والإسلام...


كان يمكن لدكتور الجزار أن يكون أقرب للفطرة وللعقل والتلطف الإسلامي.. مع الشعيرة والضباط...

التأخر في تنصل الإخوان من تصرفات ومواقف وتصريحات قياداتهم متعمد وله دلالات سيئة,

عدم اتفاقي مع د, الجزار أكبر من مسألة الضباط الملتحين, وهي مسألة ليست خاصة باللحية, بل لها أبعاد داخلية وخارجية تمس الهوية والملة والاتجاه وصبغة الثورة والتغيير,

واللحية لا يوجبها قضاء وضعي بشري ولا يمنعها كتاب لوائح كذلك..لهذا فنحن تخطينا الدول العلمانية اللقيطة كبريطانيا في هذه النقطة..

وتمس رؤية الإخوان لترتيب التغيير ومداه, والجهات التي تحب فتح قضايا تفصيلية في وجههم وتقييم العمق من أمور كمصافحة المرأة واللحية وساقطات السينما وو

وأسلمة الداخلية لا تبدأ من الهدي الظاهر والشعائر وحدها, على جلالتها وكرامتها وشرفها,  بل تلزم راية شاملة واضحة جذرية لتغيير المرجعية والعقيدة وكتب الأداء والسلوك والمظهر وإنكار الظلم كله والتراخي والتعدي, ومن ثم تعتصم وتضحي لأسلمة حقيقية كاملة شاملة لا تفاصل في الأصل والأساس ولا تتدرج فيهما وهما أن يتحاكموا إلى الكتاب والسنة ويكون ولاؤهم كأفراد وجهاز مؤسسي لهما ولصونهما

وهذا ليس بمعزل عن أسلمة الدولة التي لا تبدأ إلا بنواة أمة تبلغ قومها بلاغا مبينا دعوتها...

وهذا سيتضمن الواجبات والمستحبات والمظاهر  وترك التنكيل والتعذيب والبطش والحرص على الحرفية والمهنية والدقة وإتقان العمل والخلق الراقي وعودة الطمأنينة بين رجل الأمن ورجل الشارع وهذا الترتيب والوضوح والاعتراض الكبير إذا ظهر يكون من الحكمة الاعتصام والتضحيات  والإضراب لأجله...

هذه كتبتها لبندكت الذي كان "بابا" للفاتيكان



هذه كتبتها لبندكت الذي كان "بابا" للفاتيكان وتجرأ على مقام النبي عليه الصلاة والسلام، منذ سبع سنوات، وأحب نشرها ثانيا الأن بعد أن فضح الله بندكت وعرف مقامه الحقيقي ولاحقته تهم التواطؤ في السرقة والاغتصاب وغسيل الأموال وو...
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/289.htm

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

اللقاء الوطني

الحقيقة كلهم بحاجة للتدرب على التركيز والتحديد والاختصار والدقة ومهارات الاجتماع العراقي العام...من باب النقد البناء.. دورة لغة عربية ودورة إدارة وتجويد الأداء, ودورة مهارات التواصل من أي أكاديمية, وهذا لتفهم قيمة الوقت وقيمة العرض الدقيق المشرف, وكثير من تلم النصائح والتوجيهات في تراثنا في كتب رائعة, لم ينفض عنها الغبار ولم يهتم بها..

حول الديمقراطية والتمكين...:وحكم المشاركة السياسية



أوجه نقاطا لطلبة العلم، من خلاصة حوار حول الديمقراطية والتمكين...:


* عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت."

لمراجعة حكم المحدثين "رواه أحمد (30/355 حديث 18406)، والبزار والطبراني في الأوسط (6577)

من يرى الخلافة سقطت منذ قرن واحد فقط، ولم يكن هذا تحصيل حاصل فسيختلف تصوره بلا شك..

* متى وأين فقدت دولة العقيدة؟ ثم دولة الشريعة والمنهاج؟
ومن يتصورها حاليا؟ وكيف يتصورها؟
ومن سيقيمها؟ ومن سيقاومها..
ولمن سينحاز هذا وذاك.. وما دلالة هذه الإجابات..
وهل ستقام على من لا يرغب فيها أو من لا يعرفها تحديدا
ومن يخشاها حاليا ؟ وكيف ستقدم إليه..وهل تملك بسنة التدافع إقامتها؟
ثم حمايتها بالأسباب التي شرع الله تعالى الأخذ بها للمؤمنين؟ وعدم التصدر
حين تقل عن "واحد لعشرة ؟ أو واحد لاثنين مثلا؟" أو أيا كان..

* أي إسلام يعرض، وما حده الأدني ومساحة التنوع..
جيش محمد علي باشا، هل كان ينحاز للإسلام والتوحيد؟، وهل فعل ذلك
ما بعده حين جاء الاحتلال؟ وحين زال الاحتلال-للإسلام ودولته-؟ وحين زالت الملكية؟
وحين زالت الخلافة ؟ وحين زالت المحاكم الشرعية؟ وحين نشأ الإعلام
العلماني؟ والتعليم والثقافة الليبرالية؟ والنظام اللاديني للحكم والمعادي للتوحد والتابع
للعلمانية الدولية..

وجيش الدولة العثمانية نفسه
هل انحاز للإسلام لما أطيح
بالخلافة؟ أو حين انتشرت الأوثان المقبورة..
أو حتى أنشأ هو تصوره الإعلامي لمواجهتها؟
وسر قبلهما وبعدهما تاريخيا لتعلم أين ومتى وكيف دخلنا التيه..

حتى تستقر على مرحلة كان فيها
الولاء
له سبحانه ..والشوائب لا تضير من مظالم هنا وهناك..

..مثال حديث:
كان في البرلمان 1979 مطالبات بالشريعة من الشيخ صلاح أبو إسماعيل منذ ثلاثين عاما..
وساعتها كان الشيخ الشعراوي والشيخ كشك ود. مصطفى محمود
كلهم يد واحدا تقريبا ضد العلمانية التامة واليسار الشيوعي ..

ضد اليسار واللادينية..
وعوام الشعب ..ومعهم المرشد التلمساني والإخوان.. ولم تطبق
ولا قاربت التطبيق أي شريعة.. رغم كل هذا الدعم الشعبي ومن الرموز..
وانظر قصة غزة، وتركيا أربكان حين أبعدوه ..
إلا لما تنازل الجيل الثاني- أردوغان-وانظر الجزائر حين ألغيت ووو
وحتى الشيخ البنا وزخمه كان أكبر بكثير..
--
والأن هب أنك فزت
وبصدد إعلان الاستقلال وإصدار أي قرار مصيري
أو ترتيبات لتغيير الوضع لتمهد وتمسك وتعلن
وهم يتفرجون؟؟
ماذا سيكون..
قبل الفوز مؤامرات وعراقيل وتنشغل بالعراقيل والدفاع عن نفسك..
وإن لم تفلح؟ انسحاب كالجزائر-الإخوان- أو صدام ورد مباشر كالجزائر أيضا..
إذا ستصل لماذا...للمواجهة؟ والأن ماذا يمنع مرسي والنور وو
هو رغبتهم في عدم الصدام.. لكن على أي أساس اخترت طريق الوصول
للسلطة؟ وطريق تحقيق ما تسميه التمكين؟ دون تحديد للفئة التي تعمل
حجما وعددا وقوة وقدرة وطاقة وإمكانية وأسبابا ورأيا؟
اختيار هذا يكون نتاجا طبيعيا وتطورا لحجم وفائض قوة نسبي
وليس دخولا في صراع دون تحديد المعالم والملامح والراية
وشكل المطلوب ونوعية المؤيدين ودرايتهم بالمنتظر..فهم لا ينتظرونك لتصطدم بهم بل سيبادرونك
فهل أعددت لذلك..
وانظر النموذج الأفغاني حين اقتتلوا بعد وصولهم كابل..نتيجة تفرق الولاءات للدول
فهذا لإيران وهذا لفرنسا وهذا لل وووالعقائد
وهذه ليست دعوة للصدام لكن لتغيير الفكرة، لتوجيه الطاقة، وتغيير قناعات الكثيرين
ومنهم المؤسسات، ليعلم المطلوب والثمن، كما علم الصحابة وقال لهم
الناصح هو أعذر لكم عند ربكم..ثم تختارون لكيانكم خيرة
من دعم هذا أو ذاك أو التعايش والحفاظ على حقوق الأقليات..
فالأمة قبل الدولة
وحين تعلن رغبتك في الحصول على السلطة لابد أن تمتلك القدرة النسبية
فالفئة القليلة لا غبار عليها لكن الله تعالى أمرها بأن تعد؟ لهذا
فنصيحتي هي التركيز على التصور والتكوين ككل الأنبياء ثم
يكون مع النمو باستجابة الناس قوة نسبية ونضج ومواجهة بين الحق والباطل
أو استجابة عامة وهو ما نرجوه..

يقول الأستاذ سيد رحمه الله في تدبر سورة الأنعام:
". إن طريق الدعوة إلى الله شاق ، محفوف بالمكاره ، ومع أن نصر الله للحق آت لا ريب فيه ، إلا أن هذا النصر إنما يأتي في موعده الذي يقدره الله ، وفق علمه وحكمته ، وهو غيب لا يعلم موعده أحد - حتى ولا الرسول صلى الله عليه وسلم- والمشقة في هذا الطريق تنشأ من عاملين أساسيين : من التكذيب والإعراض اللذين تقابل بهما الدعوة في أول الأمر ، والحرب والأذى اللذين يعلنان على الدعاة .
ثم من الرغبة البشرية في نفس الداعية في هداية الناس إلى الحق الذي تذوقه ، وعرف طعمه ، والحماسة للحق والرغبة في استعلانه! وهذه الرغبة لا تقل مشقة عن التكذيب والإعراض والحرب والأذى . فكلها من دواعي مشقة الطريق!"



بداية: فالحديث حول العملية الانتخابية المصرية والدستور
تم طرحه في مقالة مسألة الديمقراطية المصرية وغيرها...


قال شيخ الإسلام في السياسة الشرعية:

"والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة ، وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام .
والأمانة ترجع إلى خشية الله ، وألا يشتري بآياته ثمناً قليلاً ، وترك خشية الناس ؛
وهذه الخصال الثلاث التي أخذها الله على كل من حكم على الناس ، في قوله تعالى : { فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } (سورة المائدة ) "

لذا:
* عندما تفكر في مشروعية أي أمر، أو ممارسة سياسية ما، فلا يجب خلط المشروعية بالإمكانية والجدوى،
ولا بالمعقولية ابتداء..

فالجدوى لا ينظر إليها أولا، ولا لكون هذا الأمر له ثمرة محتملة، أو يمكن أن يأتي
بنتيجة، ويؤتي أكلا ما، ويتحقق منه شيء، إلا بعد التأكد والاستيثاق من كونه مشروعا سائغا،
مرخصا فيه، أو مباحا، أو فوق ذلك، بالدليل، ولا ينظر للاستحسان والمصالح إلا عندما يأتي
دورهما في ترتيب الأدلة..

والجدوى الحقيقة بلا شك تتطابق مع المشروعية، فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا،

والمطلوب تحقق إقامة طيبة شاملة للدين، وليس أمرا شكليا تنفيذيا فقط..
بل ببنيان مؤسس على تقوى من الله ، بمكون قلبي وعملي، وتاريخ صاف نقي، وأسس لا شية فيها،
ووسائل نظيفة مشروعة، بغض النظر عن سهولة هذه الوسائل أو صعوبتها، أو طول طريقها زمانا ومراحل
أو قصره..أو كونه طريقا ذي شوكة أم فيئا ومعجزة، أو استجابة جماعية أو استجابة لضغط الأغلبية الحقيقية الفاعلة، التي لا تقتصر على منحك ورقة التصويت، بل تدافع عنها وتحميها بأنفسها وأبنائها والدم الدم والهدم الهدم كما فعل الأنصار مع النبي صلى الله عليه وسلم..



ويجب التفرقة بين حال الشخص -والكيان- الذي لديه أًصلا تصور واضح تماما للإسلام كله،
عقيدة أولا ثم شريعة، بالمفهوم الشامل السوي، وليس لديه فكرة
سطحية لأول مائة أمر، ومائة نهي وقرار مطلوب من السلطة مثلا لو تولاها ليحقق حلمه المنشود،
ولديه وعي بحجم النقلة والمسافة بيننا وبين المطلوب،
فلديه تصور للواقع، وللناس، بشكل صحيح دقيق! بعد تصور الدين نظريا بشكل صحيح..
فيفهم مراكز القوى الداخلية والخارجية، ويقيمها شرعا، وليس فقط أمرا ورأيا وحجما وأثرا..
ويفهم السيل العام في الشارع والعوام ماذا لديهم كشرائح وماذا يريدون ولكم يصبرون وتوصيف هذا شرعا...

ثم لا يكفي حصوله على هذا التصور، بل ..من يعلن هذا التصور صراحة، ويبديه، فيأخذ كيانه شكلا واضحا، وبلاغا مبينا،
وموقفا متمايزا مفاصلا، وفرقانا، هذا مع جمال الأسلوب و تمام الاحترام والعلم والأدب والتقدير والتوقير والتلطف، والحكمة التي لا تعني إخفاء شيء من أصل الحق أو التعريض أو التدليس أو التأجيل ،


فهذا يختلف عمن يتذبذب كلامه ومنطقه،
ومن يخفي غايته ويتدسس برايته-ولو بنية حسنة-، فالإعلان والتمايز والمفاصلة
قد يسوغ مواقفا وأعمالا، لكون الإنكار منك قد ظهر، على الجزء المخالف وتركه..


ثم التفرقة بين الفعل السياسي العام، مثل اللوبي وجماعات التأييد والدعم السياسي،
وجماعات الضغط السياسي ماديا ومعنويا، والضغط بالتظاهر في الشارع وو، وبتوفير
زخم وفرص عمل وتسهيلات للأحزاب ووو

وبين ممارسة أفعال سياسية وإجراءات محددة ،
والدخول في العملية الديمقراطية مباشرة بالترشح والتشريع، والمعاهدات والعقود فيها والاتفاقيات التي يلزم صراحة وضمنا الموافقة عليها وإضفاء المشروعية عليها ،
والدخول في أسس العبة السياسية كما يسمونها، وفي التعامل مع النظام السياسي، وتكوينه وتشكيله
والمشاركة فيه، والتداول السلمي للسلطة والدخول فيه والموافقة، كما يقولون
ووضع دستور ووضع قوانين والالتزام والإقرار بها ..

فالتحالف مع المخالف جائز لغايات مشتركة ودعمه،
أما ممارسة نفس ما يمارسه بفارق النية فقط فلا يصح بإطلاق، إلا في أفعال محددة في المعارك مثلا، وحالات محددة فردية معلومة، وظاهر الفاعل لها يكون الموقف منه معلوما..



ولا يجب إسقاط نموذج معلن للمفاصلة على نموذج يذكرها حينا ويخفيها حينا، أو يتغاضى عنها..فيتميع المفهوم لدى العوام..

نقل للتأمل



إنه لابد من ارتياد الطريق الطويل.. المجهد الشاق.. البطيء الثمرة.. المستنفد للطاقة، طريق التربية، لإنشاء "القاعدة المسلمة" الواعية المجاهدة، التي تسند الحكم الإسلامي حين يقوم، وتظل تسنده لكي يستمر في الوجود بعد أن يقوم. وقد رأينا في دراستنا التي ناقشنا فيها الوسائل الثلاثة التي يستخدمها المتعجلون – كل من زاويته – أنها كلها تؤدى إلى طريق مسدود، وإن بدا في ظاهر الأمر أنها هي "الحركة" التي تخرج "بالعمل" من حالة الجمود!
فالصدام مع السلطة قبل وجود القاعدة المسلمة الواعية المجاهدة عمليات انتحارية لا طائل وراءها، إلا إعطاء الطغاة حجة لتقتيل المسلمين وتذبيحهم، والناس غافلون عن حقيقة المعركة، وعن كون هؤلاء الطغاة إنما يعملون ما يعملون عداءً للإسلام ذاته – لا رداً على عمل بعينه – وولاءً للصليبية الصهيونية التي تحارب الإسلام في كل الأرض.
والتسلل إلى داخل الأجهزة السياسية مع عدم وجود القاعدة المسلمة الواعية المجاهدة عملية عبثية لا طائل وراءها، إلا تمييع القضية في نظر الجماهير، وتأخير النضج اللازم لإقامة القاعدة التي لا يقوم بغيرها الحكم الإسلامي.
والبحث عن الحلول العملية للمشاكل المعاصرة قبل وجود القاعدة المشار إليها آنفاً صرف للجهد بلا طائل، وتحويل للطاقة العاملة في الساحة من ميدانها الأول الأصيل إلى ميدان جانبى، يستنفد الطاقة وهو لا يؤدى   – الآن – إلى شئ، ويوهم صاحبه في الوقت ذاته أنه "يعمل" بل أنه يعمل العمل الواجب، فلا يحس بالتقصير الذي يمارسه في الميدان الأول الأصيل، إن لم ينظر إلى العاملين فيه على أنهم هم العابثون المضيعون!!
وحين نقول إنه لابد من التربية أولاً لإنشاء القاعدة المسلمة الواعية المجاهدة، يثور كثير من التساؤلات والتصورات:
ربينا بما فيه الكفاية!
إلى متى نظل نربى دون أن "نعمل"!
ما جدوى التربية وكلما ربينا جيلاً من الشباب قضى عليه الأعداء!
ما المقصود بالتربية؟!
ونريد الآن أن نلقى بعض الضوء على المقصود بالتربية. ولكن لابد من تصحيح بعض هذه التصورات أولاً تمهيداً لبيان الصورة الصحيحة المطلوبة، المثمرة بإذن الله.
إن الذين يقولون: ربينا بما فيه الكفاية، يغفلون عن حقائق كثيرة واقعة في الساحة.
ربما كان أفضل لون من التربية قام في الساحة حتى اليوم هو الذي قام به الإمام الشهيد بين "الإخوان العاملين" الذين رباهم على عينه. وأفضل جوانب هذه التربية هو الأخوة المتينة التي رباها في أتباعه، والروح الفدائية الصادقة التي طبعهم بها، والجندية الملتزمة التي زرعها في نفوسهم، ثم تحرير لا إله إلا الله في حسهم من تواكل الصوفية وتواكل الفكر الإرجائى، وتحويلها في سلوكهم إلى حركة واقعية وعمل.
ولكنا رأينا كم من الجوانب كان ينقص هذه التربية ذات الطابع الأصيل العميق، وكم أثر هذا النقص في خطوات العمل الإسلامي بعد مقتل الإمام الشهيد بصفة خاصة.
ولا ندرى كم من هذه الجوانب كان الإمام الشهيد قمينا بإضافته أو تصحيحه لو امتد به العمر. ولكنا نجد على الساحة الواقعية أن الجنود قد ربوا ليكونوا جنوداً فحسب، لا ليكونوا قادة بعد ذهاب قائدهم، كما ربى رسول الله  r أصحابه ليكونوا جنوداً فائقين تحت قيادته  r ، وليكونوا في الوقت ذاته "صفاً ثانياً" بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، كما كان الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم في قيادة الأمة، وكما كان بقية الصحابة رضوان الله عليهم في كل ميدان انتدبوا إليه.
نجد غياب "الصف الثاني" على المستوى المطلوب للجماعة التي تتزعم العمل الإسلامي في ظروفه الراهنة واضحاً ملموساً كلما امتد الزمن بعد مقتل الإمام الشهيد، فندرك – على الصعيد الواقعي – أنه كان هناك نقص في التربية، في هذا الجانب، ينبغي أن يستدرك ونحن نُعدّ لمسيرة طويلة قد تستغرق بضعة أجيال من عمر الدعوة قبل أن يكتب لها التمكين في الأرض.
ومن قبل لاحظنا العجلة في الإعداد والعجلة في التحرك والعجلة في السماح للجماهير بالانتماء للحركة قبل تربية العدد المناسب من الدعاة، الذين هم جنود تحت قيادة القائد، وقادة في ذات الوقت ومربون. وكيف كان لهذا كله آثاره في خط السير. والمفروض – ونحن نعد للمسيرة الطويلة – أن نتلاقى كل هذه الجوانب من النقص التي اشتملت عليها الجولة الأولى، أي أن نغير أسلوب التربية بما يتناسب مع أهداف الحركة، وطول المسيرة، ومشقة الطرق، وكيد الأعداء.
فإذا نظرنا إلى الساحة الآن فقد نجد نوعيات أفضل في بعض الجوانب. ولكنا نجد نقصاً كبيراً في التربية في جوانب أخرى. نجد شباباً أكثر وعياً بمفهوم لا إله إلا الله، وصلتها الوثيقة بتحكيم شريعة الله. أي أكثر إدراكاً لقضية "الحاكمية" التي كانت قد أجملت إجمالاً من قبل جعلها تخفي على كثير من الدعاة أنفسهم. ونجد شباباً أكثر إدراكاً لطبيعة المعركة وما يلقى فيها من الأسلحة الظاهرة والخفية، ودور الأجهزة المختلفة في محاربة الدعوة عن طريق مناهج التعليم ووسائل الإعلام، وإثارة قضايا سياسية واجتماعية وفكرية معينة، تتجه بالناس وجهة بعيدة عن الإسلام، وتبعدهم باستمرار عن التلقي من المصدر الرباني. ولكن هؤلاء الشباب – في كثير من الأحيان – ينقصهم التجمع الصحيح، فيتجمعون في جماعات صغيرة مبعثرة، يكيد بعضها لبعض، أو يتربص بعضها ببعض، أو يتجادل بعضها مع بعض بروح الخصام لا بروح المودة. ويمكن أن تنقسم الجماعة الصغيرة إلى جماعات أصغر عند أول اختلاف على تفسير نص من النصوص، أو تقويم قضية من القضايا. مما يقطع بأن التربية الجماعية عندهم ناقصة. وأن الروح الفردية فيهم أقوى. بينما التربية المطلوبة – لتنشئة المسلمين عموماً فضلاً عن الجيل الذي يقع عليه عبء المواجهة الأولى مع الجاهلية – ينبغي أن توازن بين الروح الفردية والروح الجماعية عند أفراد الجماعة، فلا تحيلهم أصفاراً عن طريق تنمية الروح الجماعية على حساب الروح الفردية، ولا تنمى فيهم الفردية الجانحة فيعتز كل منهم بفكره وبذاته وبتقييمه الخاص للأمور، فلا تأتلف منهم جماعة، ولا يلتئم لهم تجمع له وزن .
كما أن هذا الشباب – في معظم الأحيان – تنقصه الخبرة الحركية (وهي جزء من التربية المطلوبة)، مع أنه أكثر وعياً من الجيل السابق في كثير من القضايا ذات الطابع الفكري. ومن أجل هذا يتعجل في الصدام مع السلطة، وفي استعراض قوته في قضايا لا تقدم ولا تؤخر، أو في قضايا ذات وزن وذات خطر ولكن لا يستطيع المسلمون في حالتهم الراهنة أن يغيروا شيئاً من مجراها.
...
...
...

هل يمكن حقاً أن تقوم شريعة الله في الأرض قبل أن توجد القاعدة المؤمنة الواعية المجاهدة التي تواجه النتائج المترتبة على إعلان الحكم الإسلامي، وأولها تحرش الصليبية الصهيونية على نحو ما حدث في الجزائر وفي تركيا؟
وهل يكفي "الضغط الشعبي" لإقامة الحكم الإسلامي، إن لم يكن "الشعب" الذي يمارس الضغط مستعداً لجهاد، ومستعداً لخوض معركة طويلة الأمد، يصبر فيها على الخوف، والجوع، ونقص الأموال، والأنفس، والثمرات كما بين اله في كتابه المنزل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155)} [سورة البقرة 2/153-155]
أليس الأجدى إذن إنفاق الطاقة في إقامة "القاعدة المسلمة" التي تحتمل هذه التبعات الجسام، بدلاً من إنفاقها – أو إنفاق قدر منها – في المطالبة الشفوية التي لا يترتب عليها شئ في الحقيقة، إنما تكون كالطلقة الطائشة، تنبه عدوك إلى مكانك دون أن تصيب شيئاً في الواقع؟!
إن القضية ليست إلهاب حماسة الجماهير لتطبيق الشريعة الإسلامية، فهذا وحده لا يكفي، ولا يغير شيئاً من الواقع، طالما كانت هذه الجماهير لا تملك إلا تلك الحماسة العاطفية، التي يمكن أن تنطفئ بذات السرعة التي تلتهب بها. إنما يتغير الواقع حين "تجند" تلك الجماهير نفسها لقضية تحكيم الشريعة على أساس أن هذا التحكيم هو المقتضى المباشر لقول لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
والفارق الضخم – في مجال الحركة الواقعية – بين الحماسة العاطفية التي لا تنتهي إلى شئ واقعى، وبين تجنيد الناس أنفسهم لهذه القضية، ينشأ من فارق دقيق – وخطير في الوقت ذاته – في تفهم حقيقة القضية وإدراك أبعادها. فحين تكون القضية في حس الناس أن تحكيم الشريعة "كالات" يكتمل بها دينهم، ولكنهم قبل ذلك مسلمون ولو رضوا بشريعة غير شريعة الله، وتحاكموا إليها بغير حرج في ضمائرهم، سيكون أقصى ما يعطونه للقضية هو تلك الحماسة العاطفية التى لا تصمد للبطش الوحشي الذي يقابل به الطغاة الدعوة لتحكيم شريعة الله، وأن إيمانهم لا يكون ناقصاً إنما يكون غير قائم أصلاً إذا تحاكموا – راضين – إلى شرائع يضعها البشر من عند أنفسهم بغير إذن من الله. عندئذ سيجند الناس أنفسهم لتلك القضية، لأنها ستكون في حسهم قضية إيمان وكفر، لا مجرد "كمالات" يكملون بها إيماناً موجوداً بالفعل، مرضياً عند الله!
ولن تقوم شريعة الله في واقع الأرض حتى يجند الناس لها أنفسهم، ويحتملوا التضحيات في سبيل إقامتها، أما الحماسة العاطفية فمهما أعجب الدعاة مظهرها، فلست رصيداً حقيقياً في المعركة الهائلة التي يرصدها للإسلام أعداء الإسلام!

(الأستاذ محمد قطب

الاثنين، 25 فبراير 2013

إلى المهتمين بالنهضة في مصر وتونس:-


إلى المهتمين بالنهضة في مصر وتونس:-


فَالحَق قَد تعلمه ثَقيل    **     يأباه إِلا نَفَر قَليل


معيار قياس الأداء، ومقياس تقييم العمل النهضوي وخطواته  ليس هو توفر فرص العمل، أو الاحتياطي النقدي
 والبورصة، والتصنيف الائتماني وو فقط...!

نحن في أمانة ثورة عربية كبرى مختلفة جميلة، قلنا إنها إفاقة حضارية بعد هزيمة طويلة،
ووقفة عالمية تاريخية، لاستعادة ذاتنا من طغاة أذابوها وفتتوها،

وتسعى لعودة الاستقلال المغتصب، والسيادة المعدومة،
وللتحرر من التبعية "الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية وو .."..للدولة وللأفراد...

  التبعية التي كبلتنا حتى بتنا كما قال شوقي:

حَتّى رَأَينا مِصرَ تَخطو إِصبَعاً   ***      في العِلمِ إِن مَشَتِ المَمالِكُ ميلا


وتسعى لتحرر الفرد المصري المسحوق  داخليا، وعودته من هامش الحياة الكئيب الرتيب،
واستعادة روحه من المسخ الذي حدث لها، كإنسان وكمصري شهم متألق،
وكمسلم صاحب رسالة دين توحيد، بعقيدة قائدة، ورحمة غالبة، وإعمار للأرض،

 وكذلك لاسترداد نفسه واستعادة روحه وذاته، من الاضطهاد والمذلة والقمع والكبت وو...



لا نَعبد الأَصنام وَالأَوثانا   ***      وَلا نَرى الظُلم وَلا العُدوانا


التقدم المطلوب أولا رؤية أثره وخطواته الأولى وملامحه، ولا فصال فيه:

* التقدم في مجال الأداء والنظام والتنظيم والإدارة،
والتقدم في مجال رعاية الإعلام الرسمي والخاص
وتغيير فلسفته ودوره، وتنميته كأداة وعي وتثقيف، وبناء أمة أهم من بناء المصانع..

وفي مجال تنمية الحرية الفكرية، والاستقلال والتوازن لدى الذهنية العربية،  لصد الغزو العولمي، ودفع مسخ هويتنا أهم من رفع الدخل، ومن تشغيل العاطلين، وله أسبقية..

هذه ملفات نريد أن نرى مسؤوليها، وتعلن رؤيتهم، وجدولهم الزمني وخارطتهم..كما
تكتب مؤسسة راند رؤية الليبراليين ومسارهم وفلسفتهم.. فلا أسرار... الكون ليس فيه الأن سياسيا أسرار...



إِن شئتُمُ كانَت لِمصرٍ نِعمَةً     ***    أَو شِئتُمُ كانَت سَبيلَ شَقاءِ



* لا توجد ليبرالية مطلقة، فكل أمة تتدخل في شؤون غيرها وفي شؤون أفرادها،
بشكل يقره برلمانها، أو عن طريق مخابراتها،..ومناهجها التعلمية تسعى لبث حلمها هي أولا ،
وتحدد حرية إعلامها وسلطته كما يتفق حكماؤها ويرتضي
شعبها، فلا يمكنك نشر العري التام والشذوذ مثلا في جميع  قنوات أي دولة غربية،
وكل وقت وبدون تنويه للمحتوى وضوابط لدرجة العري والأفعال!، رغم كون فذلكة الحرية
تقتضي ذلك،

وتتدخل كذلك في شؤون أفرادها بكل الطرق غير المباشرة، والأجهزة المعلومة ومراكز
القوى لصالح أمنها القومي ووو...

وحين كذبت جريدة عربية تصدر في لندن على زوجة أمير،  ورفعت قضية على الجريدة،
أجبروا على التكذيب في الصفحة الأولى، لمدة ثلاثين يوما متتالية، ودفع تعويض ضخم، مما يعد
ردا لكرامة المتأذي، وسحقا للجريدة وتأديبا، لهذا لا يعتادون الإشاعات بهذا الشكل..


من هنا فليس لنا أسوة فيما نحن فيه ولابد من:


التقدم في إيجاد آلية لترشيد  التخلف التأهيلي للمواطن، والركود والمغالطات  التعليمية،
 والقذارات الإعلامية والثقافية اليومية، المنهجية
والفردية، والتزوير للتاريخ، والسفاسف وقتل الوقت والمبادرة والمروءة..
فهذا إعلام يهدم أمة...


 والرقابة المعقولة لمنع فوضى ومحرقة الإشاعات، التي لا تسمح بمثلها أي دولة
ولا شبه دولة...والعقاب على الكذب المتكرر والمتعمد من الإعلام، ومنع الإسفاف والسفالات..
والتوجيه الحكيم لمنع وتحجيم حالة السفه الفضائي والورقي،  والبذاءات المسماة صحافية



تحصين مكتسبات الثورة من ناحية الحريات، وتأسيس ضمانات لكرامة المواطن، وللمتابعة لأي تعد عليه، وإيجاد وسائل لمنع التحرش به وامتهانه،
وفي مجال  النمو بالإنسان والتنمية البشرية، واستعادة الروح الحضارية والعقل السوي
غير المقلوب، ولا المهتز ولا المحبط ولا المتعطل،
ولا المغيب ولا المرتشي، ولا السارق-فكريا وماديا- أهم من الخبز

*على الحاكم تفعيل وسيلة رقابية بشرية والكترونية وورقية معترف بها عالميا وبكوادر
محترفة لمتابعة كل أماكن الاحتجاز والاحتكاك لدى الوزارتين وإلا فهو المسؤول عن كل ضحية وعن كونه مستمرا بلا صلاحية


لابد من ورقة عمل لكل هذا، ليست أمنية فقط ولا قانونية فقط، ومن لا يحسن التعامل فليبتعد وليفسح
المجال، لأننا مستهدفون والوقت ثمين..لابد من مؤتمرات وتوصيات عامة وشفافية
ومتابعة وتقييم للدقة والجودة التنفيذية...

 

لا تسوقوا لنموذج أردوغان..

أردوغان لم يكن لديه ثورة
أردوغان لم يسع لقيام ثورة
لهذا تحالف مع بعض الشياطين ضد بعضهم
وأدخل بعضهم تحت جناحه،
ودخل هو تحت جناح بعضهم، ليمر ويسير في مساره
وتنازل في أمور معلومة كبيرة،  ولم تكن لديه شرعية ثورية تقول- وأنت كنت تقول معها  - بتطهير القضاء والإعلام، ثم قلت بمجرد جلوسك القضاء يطهر نفسه،
والإعلام يطهر نفسه، وهو كلام مناف للعقل، مخالف للمنطق وللحق وللحقيقة وللواقع
وخيانة للثورة، ويفقد كثيرا من الإجراءات التطهيرية قوتها المعنوية الهامة ...

ومثله تغيير الداخلية وحل جهاز الأمن الوطني،
ووضع الرقابة الآلية الالكترونية والشعبية
على كل مكان احتجاز، ومتابعة كل العمليات التي تعطي رقابة ذاتية للمؤسسات، وللأفراد على بعضهم
هذه هي مهمة تأسيس الدولة قبل الاستثمارات،
ولا تلغي الاستثمار ولقمة العيش وأهميتهما، بل الحرية والروح والحلم المشترك،
والحب والانتماء من المواطن والشعور بالكرامة هي الأمور التي تأتي بالرخاء على أسس سليمة،
لا يأكلها الفساد، ولا تكون حكرا على  رجال الأعمال كالرأسمالية، ثم تشحذ منهم الدولة
تبرعات ومساهمات وتنمية..

وَذَلِكَ العَدل بِلا خِلاف     **   لَو وفق الرِّجال لِلإنصاف



الأحد، 24 فبراير 2013

"فيها الحقائق لا نسج الخيال ولا... تنميق راو ولا تعزيم سحار..."


"فيها الحقائق لا نسج الخيال ولا...        تنميق راو ولا تعزيم سحار..."


وكالة أنباء ماتريكس- لعشاق العيش هكذا- قالت إن مراكز الدراسات العالمية لا تنام, لا هي ولا الأقسام الأكاديمية, بسبب مفاجأة أعظم دستور في العالم وآثاره ...وتعكف على دراسته ليل نهار, وتأمل محاسنه وانعكاساته الإعلامية والمجتمعية,
مع منظمة مدمني جحر اللدغ الأبدي,
وتمنيت أن يتقدم الأستاذ المحترم فلان ببديل حقيقي للخروج من فكاك كهنة الفوسفورية ومراكز القوى المؤسسية والبيروقراطية والأسر الدولي وو، بدل اللعب بأدواتهم وقوانينهم وفي ملعبهم، وعلى أرضهم وتحت إشرافهم ورقابتهم وسيطرتهم، وبدلا من تضييع الحقبة الزمنية النفيسة, وتبديد طاقات الناس في هوامش لن تسمح لك بأكثر منها , وبدلا من تعليق الناس بأن هذا طريق التغيير المعبد وتحقيق مطالب يناير, وأن هذه بداية الاكتفاء بالفعل السياسي التقليدي وكأننا في سويسرا ......
عند الخط الأحمر ستعود للميدان, فبدلا من تسفيه السفهاء أصلا وفقط، قدم كذلك سبيلا نبيلا، وقد أنت إنقاذا حقيقيا, وربيعا جذريا شاملا ثوريا أم أنها لم تكن..,
الشباب حلم بثورة وسيادة واستقلال وحرية وكفاية وعدالة ومساواة....لا ينتظر أربع سنوات ليكتشف ما هو فيه وبوادره وبداياته..,
وأما طلاب الإسلام...
العقيدة والشريعة والحضارة والأمة والدولة والرسالة والإعلام والتعليم والثقافة، فتعكف العفاريت على تأمل عبقرية وضع الشريعة في الدستور, وتطبيقها لأول مرة بمبادئها ومفسراتها, بتدريج جديد فمتو وأتو ثانية, والممارسات الراقية ..., وحالة التفهم العام, والوعي وبداية التطهير الحسي والمعنوي والهيكلة اللطيفة كالدغدغة وتربيت الرضيع, وشعور الناس ببداية رفع الظلم وبسط العدل وحفظ الكرامة,  وانتشار الرحمة والتكافل ووضع لبنات الخير ورفع راية العقيدة وتوسيد الأمر لأهله..ولهذا يصبر الناس على شظف العيش وتكالب الأمم والتدرج في البناء والمستحبات فقد صار كل شيء واضحا تماما وأن الأمر بيد أمينة, ورجع كل لفسيلته ليغرسها ولعن الصندوق...

الإعجاز العلمي والمبالغات التي أدت لخفوت الفائدة منه

الإعجاز العلمي والمبالغات التي أدت لخفوت الفائدة منه

------------



الإعجاز العلمي والمبالغات التي أدت لخفوت الفائدة منه

الإعجاز موجود وراق ، لكن
المبالغة كما تفضلتم والتكلف صيرا الأمر مشوها، وهذا يرجع لخطأ من المتخصصين الذين شابهوا من وضعوا الأحاديث في المكذوبة في فضائل كل سورة من سور القرآن قديما، ثم تأثموا في آخر عمرهم وتابوا وأعلنوا ....لكونهم أدركوا أن النية الصالحة لا تصحح العمل الفاسد ولا يبارك فيه بالتدليس أو الخوض بغير علم أو الكذب أو التساهل دون تبيين......وبعضهم خطفته فتنة الأضواء ثم اتسع أمره جدا أكبر من حجمه العلمي، حتى صار مسكنا يستعمله الطغاة كإسلام هادئ وأنيق لا يتحدث فيما يضايق، ثم صاروا يستفتونه في كل شيء كأنه موسوعي إسلامي ويتكلم دون أهلية بكل أسف في كل القضايا متكئا على شهرته، والشق الثاني هو الفرد المتلقي الذي غالبا-إلا من رحم الله- لم يؤسس تأسيسا علميا وعقليا صحيحا، لا في المدرسة ولا في البيت أو المسجد أو الإعلام والثقافة...فلم يرب-إلا قليلا- ليحلل وينقد ويبحث علميا وعالميا عن الرأي الآخر ويتوسع ليدقق، أو يرد ويفند ويسأل ويتمحص ويراجع، بل يسير خلف أي بريق إعلامي ، وأي عاطفة جياشة، وأي ذكاء متوسط يقفل القضية من كل وجه ظاهريا...

السبت، 23 فبراير 2013

الحزن..

رأيتها تكتب بحزن شديد متكرر,
وألم عميق مستمر من طعنات سابقة, وهي لا زالت أديبة صغيرة لم تكمل خمسة عشر عاما!
, فقلت لها ببساطة تناسب عمرها قدر المستطاع. ... ذكرى وقوعك في حفرة تمنعك من تكرار نفس الخطأ..
أما التذكر المستمر للحزن والتركيز عليه, وعدم التشاغل عنه فيتلف النفس,  يعني من كثرة الأسى سيفسدها التحسر والألم, وتصبح متعكرة المزاج دوما, ولا تحب المبادرة, ولا تريد البسمة , ولا يرضيها شيء ولا تنتج..ولا تخرج من دائرة فكرة الضحية الحزينة الشجية المظلومة, التي تلقي باللوم على كل الدنيا, أفضل تناسي الوجع, إلا الوجع الإيجابي, حيث يمنعك عن تكرار الخطأ, ويشحذ همتك ويبعدك عن الهوة, الوجع الذي يذيب القلب وجع سلبي, يتلف النفس, ويبدد طاقتها بلا نفع, وتتآكل وهي تردد حسرتها وحزنها, وتجتر ذكراها...نحن نتفهم ما تشعرين به, ولكن المرفوض داخلك يجب أن يكون تضخيم أي حزن, والتهويل في أي حدث وتكبيره, وعدم وضعه في موضعه, وعدم الإفاقة..والبعد عن النضج...وعن تضخيم الذات, والتركيز والتمحور حولها,  وعدم معرفة حجم المشكلة, الذي قد يكون طبيعيا وعابرا..وقد يكون جرحا غائرا, لكنه لا يستلزم سرقة حياتك ونفسك ودنياك منك.. بل وآخرتك...

"ونفوسهم بذلوا بغير تكلف ...



"ونفوسهم بذلوا بغير تكلف  ...       بل بارتضا وتذلل بالباب...
...
شرفوا بحسن السير وارتفعوا على    ...     فنن الكرام برهبة ومتاب...

ظفروا بكنز العلم واتصفوا بحسن    ...     الوصف وانصفتوا إلى الاحباب...
...
جدوا بنهج الجد فيك وسارعوا    ...     لرضاك واتبعوا طريق ثواب...

عرفوك بالتوفيق منك ولازموا    ...     حسن التذلل في شريف الباب...

لزموا التواضع والتذلل والبكا     ...    والخوف منك ومن شديد حساب..

زهدوا متاع المترفين ويمموا    ...     نهج العزائم هم أولوا الالباب"

الجمعة، 22 فبراير 2013

المؤامرات الخارجية والفشل الرئاسي, ....

المؤامرات الخارجية والفشل الرئاسي, ......

حين هزمت أمريكا في فيتنام قالت هزمنا إعلاميا قبل أن نهزم ميدانيا بنشر صور أفقدتهم الكثير..

الإعلام نصف المعركة نصف المطلب فمن لا يقدر عليه بكل السبل بفرض أنه زعيم طيب وفشله تشويش وتشويه فليتنح فهو غير قادر على المسؤولية والمنافسة ومستوى الصراع , والعجز ليس عيبا العيب هو التصدر فيما لا يحسن, والتصدي والمركب تغرق.

والإعلام في عصرنا فرع من مؤسسات القوة والمال وذراع قادر على هدم بلاد فوق ساكنيها فمن لا يستطيع مواجهته ويستمر رغم ذلك تاركا إياه ينخر والبلد تتآكل فهو ملوم ومثله مرتزقة وحثالة المعارضة التافهة الحنجورية الممولة فهم أعداء لهم تعرية وتطهير وردع وتحجيم بشكل استثنائي من لا يقدر عليه فليعد لشعبه مصارحا بحاله وعجزه وطالبا تسليم الراية لغيره لمجموعة من وجوه القوم قبل ألا يصبح أمر الناس واحدا أصلا ويستحيل ذلك ويفوت أوانه...

كل هذا بفرض أنه يعمل بإتقان حقيقي  ويتعرض لإشاعات....


وضعت التعقيب مستقلا للفائدة

التصريحات المقلقة

ما لم يكن هناك في الصندوق مفاجآت فهناك احتياجات −وليس رغبات− لدى القلقين إلى ثورة فاعلة على الأرض, تحدد وتعمل وتنجز وتطهر وتنظف وتزيل وتغير... ليستتب الحال

أو احتياجات لتهدئة الشارع...
وأي حماقة قمعية ستكون كارثة

..وربما لعجز الخيال عن الإنجاز للتهدئة, تكون التهدئة بجرعة من التوافق الانبطاحي مع النظام القديم وصعاليك المرتزقة, بدل التوافق الحقيقي مع الشرفاء والعمل المثمر,  أو خوض الصراع المشرف ...وهذا سيكون مسكنا وقتيا......

.والمؤسسات بأنواعها فقدت القدرة والمصداقية.. كلامها يمشي حين يكون على مزاج غيرها من المؤسسات فقط....

ومن يدبر غالبا غير متعجل...

وأي أحداث قد تعجل بالمشاركة التي دعوا  عقب بورسعيد الأولى ولم يستجب الناس, لكن هناك عدم خصوبة للمناخ الصدامي, وعدم رغبة وانقساما في الشارع, وعزلا لفئة عن بقيته, واستمرار هذا وعدم تداركه لن يؤدي لحسن استثمار الشعب لأي فرصة للتحرر التام من التبعية , بل لتغيير المقاعد,

ولهذا فنشوء وعي يتعامل على أساس تغيير الهراء المسمى عملية سياسية وعملية قانونية,

وهو وهم مضيع فاقد التأثير ويستهلك الطاقات والأحلام, وليس هناك صلاحيات ولا آليات للتنفيذ ولا قدرة للطاعة, ولا قوة للعمل حتى لو صدرت التعليمات بدون دعم شعبي جارف, ومؤازرة من الجماهير وضغط ورغبة وهذا ينشئه العمل على قواسم مشتركة ولو قليلة, وفي عملية سياسية فاعلة يقتنع بجدواها الناس, مهما كبدتهم أما الديكور والدوخة وطحن الماء والهواء فأقل رجل شارع عزف عنه,

ولهذا فالسيولة ليست شرا لا دينيا ولا دنيويا, بل فرصة لظهور بديل جزئي أو كلي في أي جناح, بديل احترافي مؤسسي جماعي...

منذ أعوام كتبت : وددت لو كانت أنفاسي استغفارا...


منذ أعوام كتبت :

وددت لو كانت أنفاسي استغفارا...

وكان هذا بعد زوال محنة ما،  للتشبه بالمهتدين في مقابلة النعم بالشكر والتذلل..
وتذكرتها منذ أيام حين وجدتني أكتب:

وددت لو كان نبض قلبي استغفارا...

نسأل الله تعالى الإخلاص والصدق ...
وذكرت أهل الجنة وأنهم يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس...كما في صحيح الإمام مسلم,  سبحان الله... وهذا ارتياحهم  بلا شك للتوافق مع الحق وجلال النعمة...

الأربعاء، 20 فبراير 2013

التنحي


لو لم يعترف بعضنا بقصور في الفهم والقدرة على التعامل مع الواقع الجديد والمحن وقصور في التعامل والتواصل والحديث مع الناس وأسلوب التفكير ويترك الأمر لأهله فستكون المواجهة القادمة بلا مكان له بكل أسف ....

نصيحة وصيحة

صيحة لنا قبل أن تكون لأبنائنا:

لا تبتعد عن قراءة الموضوعات الكبيرة والكتب الضخمة, فالعلم ليس وجبات سريعة, وتيك أواي, وخطرات عاجلة....

لا تكتف بقراءة أول خمسة أسطر وآخر سطر من أي موضوع ثم تتعامل معه, ولا تقرأ باستخفاف ودون تركيز

لا تعتبر نفسك عالما وأنك كونت رؤية مفصلة وصحيحة مائة بالمائة في كل شيء, وموقفا دقيقا مطلقا من كل شيء.. بل أنت طالب حق حيثما ظهر الحق....

ومن ثم لا تدخل بعصا وقلم على الناس جميعا لتصحح بل ادخل دخول شريك متأدب مع العلم والعقل يعلم أنه بشر, ويشاطر غيره بحثه وما وصل إليه حبا وحرصا وعناية وحدبا
..حتى العلماء الكبار كانوا يعتبرون أنفسهم طلبة ويتواضعون ويبحثون ويقرؤون قراءة المستكشف المراجع لنفسه دوما فكن ساعيا للتعلم دون تشنج دوما فالحلم والأدب بابان للفهم والفائدة...

لا تغتر بالشهرة التي أتتك فتظن أن نفسك صعدت فوق قدرها, فهذا برق يختفي بعد لحظة هي عمرك...

لا تغتر بشهرة بشر, فتمشي خلفه دون تبصر, وتفكر وتدبر وإعمال عقل,  فتردد كل ما يقول قبل التأني والمراجعة,  فالشهرة أحيانا كاذبة ومصنوعة, وأحيانا فتنة, وأحيانا − في التاريخ− لا يعرف الناصح الأمين إلا بعد حدوث المحذور, ولا يقدر القوم العبقري والمبدع كما يسمونه  إلا بعد وفاته أو بعدها بزمان, لذا كن موضوعيا, ولا تحتقر أحدا أو تهمل طرحا منهجيا,  فقد يكون الحق حجة عليك,  وكم من عالم في الدين والدنيا مات مضهدا مهمشا حبيسا, فليكن تركيزك على المحتوى والمضمون, − ما قال لا من قال−  وعلى تشغيل دماغك مستضيئة بنور الوحي, والتحري والبحث كما كان الكرام دوما ينشدون ضالتهم أينما وحيثما وجدت, ويتجردون في طلب الحقيقة من رغباتهم الداخلية!  مخلصين لمولاهم متبتلين داعين بالهدى...