الجمعة، 30 مارس 2018

القلق والعصبية و الانفعال

جواب في عجالة لسائلة كريمة تطلب اسم حبوب مهدئة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شفاكم الله وعافاكم،
مبدئيا يفضل كشف باطني للتيقن انه لا يوجد سبب عضوي للقلق، سواء غدد أو اي شيء..

ثم النظر للسلوك والمعرفة

تغيير نمط الحياة، والحوار مع المحيطين لتباحث تقليل القلق والانفعال، وكشف اسبابه واشخاصه
و معالجة العلل  او تقليلها..

وزيادة ساعات النوم ليلا، و التغذية الصحية الطبيعية

وتهذيب طرق التفكير

ولعب بعض الرياضة المنزلية وادخال الهوايات والتغيرات بسيطة للجدول البومي والاسبوعي،

ووضع غايات علمية بمنهج وبرنامج للاطلاع وغير ذلك لشغل العقل وحفز النفس البشرية وتوسيع المدارك في الدماغ ومن ثم ينعكس على القلب في طموحاته وقوته ..

ويمكن البدء بأن
تشتري من العطار أو الصيدلية أو محل الأعشاب المتخصص .. شاي الكاموميل، احيانا يكون اسمه بابونج.....
كيس عشب الشمر، وعشب المليسا... هذه حاجيات بسيطة ورخيصة وطبيعية... تغلى وتشرب بدل الشاي  ثلاث مرات اي وقت يوميا لمدة ثلاثة أسابيع. اي نوعين منها معا.. او بالتبادل نوعين ثم غيرهما لتقليل الفتور... مع تقليل مصادر الكافيين  اخر اليوم
ويمكن اضافة عشب السوسن : يغلى ملعقة صغيرة من مطحون جذور نبات السوسن في كأس ماء لمدة خمس دقائق وتصفى ويشرب كأس ثلاث مرات يوميا ، ولا تصلح هذه العشبة للمرأة الحامل ... يعني غايته ستة اكواب ومجرد المياه داخل ستة اكواب لها دور حيوي وطيب للبدن والنفس.

والمرحلة الثانية هناك كبسولات دورميفال عشبية أو زيت اللافندر

والمرحلة الثالثة هي الحبوب المستخلصة والعقاقير.

لكن نستنفذ الجهد في الترتيب لأن تخطي المراحل سواد وليس حلا.. وإن بدا ظاهريا غير ذلك.

الثلاثاء، 27 مارس 2018

الصبر الحقيقي

رغم أنهم أصيبوا بمصيبة
لم يقل:
وعز الصابرين
وواس الصابرين
بل قال: وبشر الصابرين...

إذا اختارك أن تكون من أهل بلائه فأره منك
حمدا واسترجاعا

إنا لله...
"فمِنشِئُ الخَلْقِ  أولى بالخَلْق من الخَلْق وأرحم بهم منهم."

وأره سبحانه منك
تسليما وصبرا
ورضا وذكرا

فتكون كما قالوا :

"من الخاضعين لله في جميع الأحوال بخمودهم تحت سلطان التجلِّي"

"الذين لا اعتراض لهم على تقديره فيما أمضاه."

وانظر تر الله في كل شيء وتشهده مع كل شيء ويقال:

"من شهد المصائب لله صابرا يوشك أن يركب مركب الرضا، فيشهد معية الله فيغمره المعنى الجليل أن كلا من الله وبالله فيرضي، وكلاهما خير فالذي كان لله فهو صابرٌ ثابت، والذي هو بالله فقد سلم أمره وأسقط اختياره فإن أثبته ثَبَتَ، وإنْ حرَّكه تحرك، وإن سَكَّنَه سَكَن، فهو عن اختياراته فانٍ، وفي القبضة مُصْرَّفٌ."

ومن المصائب أو من تبعات المصائب
أن يذهب القوم عنك إلى من عنده الذهب.
بل وقد يقعون فيك بالغيبة وسوء الظن، وكأن البلاء يكون عقوبة فقط!

وقيل مثل ذلك في نبي الله أيوب عليه السلام، فقد اتهمه أحدهم بأنه جلب ذاك لنفسه بذنبه! ونسوا أنه من أوليائه "الذين ابتلاهم بالنعمة لِيُظْهِرَ شكرهم ، وابتلاهم بالمحنة ليظهر صبرهم"

لا تجمعن علي نفسك مصيبتين بدل المصيبة،
فلا تضمم إلى البلاء الحرمان من الأجر، بأن تسخط أو تجزع.. فتحصد تعبا ووزرا..

قالوا "استعينوا بصبركم - عند جريان أحكام الحق عليكم - لتنالوا صلاة ربكم عليكم"
{ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ } .

ويقال "استوجب الصابرون نهاية الذخر ، وعلو القدر حيث نالوا معَيَّة الله قال تعالى : { إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } ".. ومن لا يقدر الله حق قدره لا يعرف قدر المعية! ولا يعي قيمتها، ولا يدرك نورها الساطع في أحلك الظروف ولا عاقبتها في نهاية المطاف.

الاثنين، 26 مارس 2018

(وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)...

سبحان الله…
"… لله الأمر من قبل ومن بعد.. "
(وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)...
الغريب أن المطلوب عظيم لكنه ليس محالا ..محتلوكم بنوا كيانهم من الشتات، وأنعشوا عبريتهم الميتة وحتى ثقافتهم وثيابهم، ثم بنوا قوتهم بالجهد والحيلة والخسة أحيانا كثيرة.. لكن من كان يصدق قبل ثورات كالفرنسية والبلشفية وغيرها أن هذه المرجعيات ستوجد من عدم، وتمحو ما قبلها، وسيتربى عليها أطفال المدارس, ومن كان يتصور أن عواصمنا ستنشأ بها طوائف لا تتكلم العربية ولا تتخلق إلا بالجاهلية، وتعامل الإسلام كعدو وجودي رغم أنها بدونه مسوخ بشرية وأمثولة وأضحوكة مبكية مرعبة ....
"وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا"…

الخبيثون للخبيثات


** الخبيثون للخبيثات..

**قال لهم إبليس أن عزهم لن يبلى لو أطاعوه، وأن الشر هو سبيل الخلد فصدقوه، وصدق عليهم ظنه فاتبعوه..
أغراهم بخزي الأزل في ثوب البقاء المرفل، وغرهم بسواد نفوسهم

ابتز هواهم الذي تركوا له العنان ليتحكم فيهم، والذي جعلوا معادلاته البهيمية القاصرة هي مرجعيتهم، فاستخرج أقبح ما في نفوسهم! من عبادة النفس والمال والتعلق بالأبدية في ملذة الجاه، حتى وإن امتصوا الدماء للبقاء ...

هذا البقاء المتوهم العابر القصير صيروه قدسا تزهق لأجله القيم والأنفس بغير حساب..

وتحتهم من يعبدهم هم أنفسهم من دون الله، بل ومن دون الأسباب الأرضية..
يعبد العبيد! يعبد العجزة المناكيد، بل ويختار أقبحهم، فيهين نفسه أكثر بما هو فيه، ومن يهن الله فما له من مكرم
حيث تكفلت ذرية إبليس بأن تحبب إليهم الدنية في الحظيرة الحقيرة، تلك التي لا تساوى جناح حشرة، لكن ليس عند يرون أنفسهم حشرات..
هؤلاء الذين تكفيهم قطرة ملوثة ونقرة مدنسة وراية منكسة، بل ويمكنك ابتزازهم بالحفاظ عليها! مهما كلفهم من شقاء وضنك.
وكأن هذا الخراب هو عاجل الضنك والعذاب للحظة الشر المتجددة التي ينتظرها عين اليقين ثم تسأل حينها عن النعيم.

الأحد، 25 مارس 2018

من أقوال الشيخ محمد عبده.. اقتباس

الشيخ محمد عبده هنا يحاكي أو يحكي أبا حامد الغزالي، عارضا إحدى العلل المركزية، والتي تتسع لتفسد الإيمان ذاته، وتضيع حقيقته وحرارته الدافعة الدافقة، وتعيق رؤيته واستيعاب الدين أصلا بعد أن أفسدت الدنيا ..

الثلاثاء، 20 مارس 2018

حزن المؤمن

النتائج ليست من شأنك، المهم أن تنجح مع نفسك، وأن تتجاوز عقبتها وعيوبها وتسويلها.

أن ترجح كفة الحق على  مطامعها وحرصها وهلعها وجزعها وهواها ما استطعت

أن تنفق مما آتاك وتصبر على ما ابتلاك وتبصر ما أعطاك ولا تقرب ما نهاك وتطلب ما دعاك..

تبصر بعين الشكر وتقيم الواجب قدر الوسع
تعطي مما رزقك من عمر وعلم ومواقف ..قبل أن تسخو  بمالك

تفتي قلبك ضد النفاق والرياء وتزيين الشيطان الخفي للشيء كأنه لله وهو لغير ذلك ......
"ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم".......
"إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون" ..

الأحد، 18 مارس 2018

اتباع الهوى

"ومن يعيرك عقلاً **
إن كنت ضيعت عقلك"
إذا أثيرت أي قضية للنقاش فليس هذا مشكلة في ذاته، فالجهل يزول بالعلم
والشك يغسله اليقين، وهذا خير من دفن العقل في الرمال
والنقاش وسيلة، حتى في البدهيات أحيانا!
نظرا لفقدان التثقيف الضروري في حالات كثيرة، وانطماس الفطرة بملوثات رقمية وثقافية وتعليمية مشوهة.
إنما ما يزعج تحول المناقشة إلى مكابرة ومدابرة ومعرض للتشتت المعرفي والذهني، وللتعصب للنفس والهوى، ولانتقاء ما يحلو لك وتفكيك وحلحلة ما لا يوافقك
الحوار له أصول
وإذا خرج عن التركيز في طلب الحقيقة واحترام الحق أيا كان مصدره إلى أمور أخرى صار مجرد مناهبة.. واخش على قلبك أن تصر على هواك وتتعصب..
الشهوة ليست في البدن فقط، فهناك شهوات معنوية ونفسية وأهواء عقلية وفتن معرفية!
وكما أن هناك غلوا ظاهره حسن النية فهناك تفريط ظاهره حسن النية..
وهناك ضلال وشرك ظاهره حسن النية.. وكل فريق مزين له عمله بما كسبت يديه وباختياره الأزلي،
وما كان الله ليخزي قلبا صدقه حقا وجوارحا صدقته بحق..
والنجاة في الإشفاق والاجتهاد القلبي وتحري الحق وإن كان مرا على النفس..
"فيك للشهوة غيمٌ **
حاجبٌ أنوارَ عقلِك"
والمرحلة الأكبر أن تتولى أنت كبر هذه الخطيئة التي لست مسؤول عنها لأي سبب كان/
قال تعالى:
"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ"
يبدو أن هناك عقوبة لمن يجادل بغير علم.. أليس كذلك؟
يبدو أنك تحتاج إلى مزيد من العلم .. كلنا كذلك
الهدى أحيانا ليس في مقابل الجهل المحض..
بل في مقابل:
الكبر
وفي مقابل التشبع بما لم تعط والتجاهل للحال وعدم الاعتراف بقدر النفس علميا وعقليا
وفي مقابل خلل طريقة الاستدلال..
والعلم أحيانا في مقابل البغي! وفي مقابل تجاوز الحد، فالعلم الحقيقي هنا تراه مقابلا للطغيان النفسي...
والعلم هنا بمعنى العلم النافع والنور والخشية ... لا البخار الذاهب!
و هذا مبثوث في مظانه

الجمعة، 16 مارس 2018

منقول حول عيد الأم أو يوم الأم

قلما تصلني رسائل جماعية لطيفة كهذه
فأغلبها رسائل نمطية/

العادات وإن كان الأصل فيها الإباحة إلا أن ذلك يزول إذا اقترنت بمحظور شرعي كالتشبه ولو في المظاهر.. أو كالتسنن بسنن غير المسلمين في ثقافتهم ومناهجهم وسمتهم ... ومودة الظاهر تورث مودة الباطن وتذيب الفوارق.... ولا نقول لا نتشبه في
برامجهم  وعلومهم..

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على مخالفة عادات إلى  غير المسلمين من أهل الكتاب وغيرهم، حتى قالوا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه. رواه مسلم.

فهذا اليوم الاحتفالي من التقليد العجيب لان اختراع الغرب عيد الأم شيء قلدناهم فيه تقليدًاً أعمى، ولم نفكر في الأسباب التي جعلت الغرب يبتكر عيد الأم، فالمفكرون الأوربيون وجدوا الأبناء ينسون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم. اهـ

.لا يلزم من عدم دخول الشيء في مسمى البدعة أن فعله جائز، فهناك علل أخرى للتحريم... كالتشبه وغيره....

وقد وصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأم خاصة في حديث أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. ثم من؟ قال: أمك. ثم من؟ قال: أمك. قال ثم من؟ قال: أبوك".. رواه مسلم.


• قال بن بطال في شرح البخاري : مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر"

والعادات التي تتكرر بتكرر الأيام والأعوام وغير ذلك من المواسم، داخلة في معنى العيد، وهذا مما تتمايز به الأمم...

قالوا:

جعلوا لها يوما في السنة، سموه (عيد الأم)  لأن عادة الغربيين بعد أن يبلغ الابن أو البنت أن يذهب كل واحد إلى حال سبيله، ولا يعرف الأسرة، ولا يتصل بالأب ولا يتصل بالأم، بل كل منهم مهموم بأمر نفسه، الابن يبحث له عن صديقة (جيرل فرند) والبنت تبحث عن صديق (بوي فرند) ولا يذكر ذلك الحضن الذي نشأ في ظله وما له من حق عليهما.

“إن كان لا بد أن نحتفل بعيد الأم، فلنحتفل بها في عيد الفطر وعيد الأضحى، فلو كان أحدنا غائبا عن أمه فعليه أن يزورها يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى، وغير ذلك لا معنى له”

أدب صحبة القرآن.. الأدب مع القرآن الكريم

أدب صحبة كتاب الله تعالى....

هناك كتب في آداب حملة القرآن وصحبته

.. لكني عنيت النصيحة لنفسي ولحالة خاصة،  ممن:
"هو عليهم عمى"..
"فزادتهم رجسا"..

وقد كتبت لأحدهم/

الصحبة بالمداومة لا الهجر!

والأدب بالحب والتوقير والصبر، وهذه هي مفاتيح التدبر، والتعلم للعمل.....

وأقل درجات الأدب هو أدب غير المؤمنين مثل مشركي العرب والعجم الذين أسلموا بعد أن تفكروا، وكانوا يمتازون باستقلالية عقلية ومعرفية،

وهذا الأدب الذي يفتقده الآن بعض المنتسبين للإسلام، وهو أن تسمع بتقدير وإنصات وجدية واهتمام ، ناويا أن تتبع إن كان حقا وإن خالف رأيك....

لا أن تقرأ دون استحضار الإخلاص للحق،

ولا أن تقرأ قبل التجرد من الرواسب والمقررات السابقة التي تقولب كل شيء.

  ولا أن تتدبر بدون الإنصاف والعدل والنظرة الشاملة الواعية.. فإن افتقدت الدراية بطول التاريخ وعرض الأحداث وطبائع الخلق وسنن الواقع.. فلا تفتقد النضج  وهو عندئذ التوقف فلا تقف ما ليس لك به علم.. حتى تتعلم...

ولا تتكسب من تأويلك الخاص للقرآن ماديا أو معنويا أو علميا!

أو تتعامل معه كنص مهدى إليك لتجعله عضين، بدعوى الفهم البشري! في حين أنك تنتقي وتقدم وتؤخر، ولا تراعي سياقا ولا تعتد ببدهيات فهم الذين خوطبوا به وخير من تمثلوه.. والكلام  عن الثوابت والمحكمات خاصة.. وليس عما سكت عنه وتنوعت فيه أفهام النبلاء.

الخميس، 15 مارس 2018

أهل القرآن.. و تدبر القرآن الكريم

حاجتك للقرآن وقت الزلازل أشد، فالعتب ساعتها على التقصير أكبر

صحبة القرآن الكريم بأدب تعلمك وتهذبك وترد طيشك، وتقويك وتنزع هلعك وجزعك وسأم نفسك، وتنير بصيرتك.

صحبة القرآن الكريم هي التي تضبط المرجعية للفهم والمركزية للتوجه والمحورية للمنطلقات

صحبة القرآن الكريم هي إطار الدوافع والأهداف ومعيار عند الالتباس..

صحبة القرآن الكريم هي متنفس القلب والروح والعقل معا.. وهي مأوى النفس لتهذب مشاعرها وتطلعاتها وتنضج...

هناك المثال.. حيث الواقع كما هو، وواجبك كما ينبغي أن يكون، و الاستثناء في إطاره المحدود، والذنب الذي يجب تركه بالترتيب..

صاحب القرآن هو الذي جمعه في صدره وتلاه عاملا مخلصا، وهذا تراه في شأن عظيم وسكينة وطمأنينة يحفها الصبر الجميل

ولا تزال الاستقامة بالاستمساك بالوحي مع النية الصافية هما الفيصلان بين المؤمن طيب الرائحة وحلو المذاق وبين غيره..

((مَثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأُتْرُجَّة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها طيِّب،
ومَثَل المؤمن الذي لا يقرأ القرآنَ مثَل التمرة؛ لا ريحَ وطعمُها حُلو،
ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحانة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها مُرٌّ،
ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة؛ ليس لها ريحٌ وطعمُها مُرٌّ))
رواه مسلم.

"ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها، فيقولان:
يا رب أنى لنا هذا ؟
فيقال لهما : بتعليم ولدكما القرآن "

رواه الطبراني في " الأوسط " ورواه بألفاظ متقاربة أحمد  وغيره، وحسنه جمع من الحفاظ بمتابعاته وشواهده..

وعلى ذكر أهل القرآن الكريم
ينسى كثيرون في غمرة فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نموذجا لصاحب القرآن ومن أوائل القراء بحق.

قال ابن حجر -رحمه الله- :

( وَالَّذِي يَظْهَرُ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْأَحَادِيثِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْمَبْعَثِ أَنَّهُ بَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ فَكَانَ يَقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنَ، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا كَانَ نَزَلَ مِنْهُ إِذْ ذَاكَ، وَهَذَا مِمَّا لَا يُرْتَابُ فِيهِ مَعَ شِدَّةِ حِرْصِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى تَلَقِّي الْقُرْآنِ مِنَ النَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وَفَرَاغِ بَالِهِ لَهُ وَهُمَا بِمَكَّةَ، وَكَثْرَةِ مُلَازَمَةِ كُلٍّ مِنْهُمَا لِلْآخَرِ

حَتَّى قَالَتْ عَائِشَةُ -كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْهِجْرَةِ- أَنَّهُ -صلَّى الله عليه وسلَّم- كَانَ يَأْتِيهِمْ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً،

وَقَدْ صَحَّحَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ:
(يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ ) وَتَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ وَتَقَدَّمَ أَنَّهُ صلَّى الله عليه وسلَّم أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّ فِي مَكَانِهِ لَمَّا مَرِضَ فَيَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ أَقْرَأَهُمْ)

وقال السُّيوطي-رحمه الله- (وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْقِرَاءَاتِ الْقُرَّاءَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فَعَدَّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: الْخُلَفَاءَ الْأَرْبَعَةَ...)
وأولهم الصديق رضي الله عنه
انظر
[الإتقان(1/195)].

السبت، 10 مارس 2018

الحوار وأهميته للعمل الجماعي والحياة السوية..

للعمل كفريق حقيقي في أي مؤسسة لابد من حوار، وإلا تحولت الإدارة لقمع، وتحول الفريق لقطيع.. وقد يؤثر هذا على آليات الأشخاص في استخدام عقولهم سواء في فهم الدين أو الواقع.

كان المربون يقولون أن الحوار في البيت مقدمة للحيوية والإيجابية، وللصفات التي تهيء الطفل للعمل الجماعي الحقيقي الناجح.. سواء في مهنته أو رسالته في الحياة مع المؤمنين أو بيته لاحقا.

فكلما سنحت الفرصة حاوره وأقنعه، مع بقاء ثابت الطاعة والامتثال، وعلمه ما المرجعية، وما المنطق البدهي السوي، وما الذوق العام وأمهات الأخلاق، في مقابل الشذوذ والشطط.. وكيف تقدر المصالح وتبحث عن الحلول..

وبدل التقييد المستمر بالنهي الجاف برر وفسر واسمع، وعلمه أن يستمع ويتقبل التنوع وما ليس انحرافا ... ولا تيأس

ولا يشترط التوافق كنتيجة، بل الحوار هدف في ذاته أحيانا،  ليتعلم الأدب وضرورة الفهم كصاحب قضية

.. وليتربى على أنه واع ومطلوب منه الاتباع مع الفهم والابتكار لا التقليد الأعمى، وأنه له احترامه وله رأيه، والآخرون لهم فهمهم..

الجمعة، 9 مارس 2018

الصبر على الابتلاء و الرضا بالمقادير

من البريد لطالب علم:

*خسارة مادية.
*إحباط.
*خسارة في محاولة شريفة في أصلها.
*خلاف علمي تحول إلى عراك غير أخلاقي من أحد الأطراف ..جمع التكسير.

أخي الغالي:

كلكم ونفسي قبلكم وبعدكم:

*خسارة تذهب غرورك وتهذب طبعك خير لك من كسب يسترقك للمزيد من عبادة نفسك

فماذا لو أن خسارتك دنيوية تلبسها لبوسا دينيا!
ألا تراجع نفسك وتحاسبها قبل أن تحاسب.

*ماذا لو أن خسارتك في دينك ومن دينك، ولكنك تجعلها من أجل دينك!
فلعلك تعاقب على تجاوزك كي تنتبه.. فانتبه.
ألا تراجع ميزانك وفهمك للأدلة
ألا تراجع فهمك للواقع
ألا تستمع لغير جوقتك.

أجدادنا النبلاء الكرام كانوا سلفا في علمهم واخلاقهم:

*علمهم لم يكن مجرد معرفة يحصلونها
*ليس العلم عندهم محض استذكار بحت، أو مجرد استيعاب وقراءة ودراسة فقط..بل أدب وتربية وعمل وأمانة ونور ومسؤولية وشجاعة وصدع وبصيرة بالأنسب والأفضل لا المناسب ولا المفضول.

علمهم لم يكن مفعما بالحسد والمكابرة والتعالي

  علمهم كان معه عبادة وزهد وورع وبيع للدنيا ولأنفسهم، علمهم كان منيرا يحفه سلوك أخلاقي تغمر حسناته عثراته..

كانوا يعلمون متى يتكلمون ومتى يظهرون الخلافات، ومتى يتعاونون مع المخالف، ففي الجملة كانت حالهم قمة في الرقي والحشمة وبعد النظر والجزالة والاتساق.

ألفاظهم كانت مباركة وردودهم كانت موفقة، لأنهم رزقوا هذا العلم النافع أي الممتزج بالبصيرة والخشية والمحبة والإلهام والهمة للعمل والمبادرة.

العلم الذي فيه الإدراك العام والفهم العميق الدقيق، لا المعادلات الرياضية السطحية رغم طولها وعرضها، ولا العصبية ..

نحن هنا أساسا لنبتلى ونصعد، هكذا ينبغي أن يكون.. وأن نفهم، لا لنهبط ولا لنغرق في الوسائل والمتع والتفاصيل والأنكاد.
نحن هنا لنعرف ربنا ونعبده ونحبه ونوحده، ولنرجع إليه طوعا، لنعمر أنفسنا وأرضه سبحانه بالبناء النافع، ونصونها بنصرة الحق ومحبته عن الدنس والانحطاط والكفران، وبصدق المكابدة والمجالدة عن النفاق، مع التوازن فيما خولنا فيه من نعم تسعد وترضى الذين أنعم الله عليهم، وعلينا الصبر في  الامتحان على السعي ومر السنين والمحاولة، واليأس ضد الإيمان وضد العلم والفهم.

الأربعاء، 7 مارس 2018

المثالية حلول المشكلات… صلح الحديبية مثالا

نعم قد ينجح الهواة وأنصاف المتعلمين وغير المخلصين- نظريا وبشكل عابر وسطحي لكنه مقبول- وقد يحققون ما يلام على تأخره وعلى استحالة تحقيقه الشرفاء والمتخصصون لو كانوا حبيسي النظرة المجهرية المضخمة.

أحيانا يكون الحل الركيك هو حظ المشكلة وهو قدرها وحجمها وغايتها في مناطها ووضعها…

فليس الموضوع موضوع معرفة فقط.. على أهمية وجلالة العلم ومحوريته وأهمية الإخلاص ومركزيته..

بل يلزم مع العلم حكمة وصلابة ودراية وفقه في الحفاظ على المنهاج والتوجه قبل أن يقسو القلب ويعتاد الاستثناءات،  وقبل أن يحول العقل لحظة الضرورة إلى ذوبان للمرجعية الشعورية والمعرفية.

أحيانا قد تحتاج بعض المسكنات أو تحتاج حلولا عاجلة مؤقتة وجزئية للمشكلات..

لا بأس

بشرط أن يبقى الصحيح صحيحا ومعلنا وغاية وأملا ومرجعية وإلا تلاشى وضاع..

فليست هناك حلول متكاملة مثالية وجاهزة دائما، ولا هي الأصح كل مرة!

بل أحيانا تكون محاولة الحل النهائي تعسفا في استيفاء الحق..  في مقام معين!
أو تعتبر حلا خياليا وغير واقعي نسبة للإمكانات المادية والنفسية…  فلن يتم،
أو تعتبر حلا غير مجد بدؤه في وقته ذاك، أو قصير الأمد نظرا للعوامل التي تحف به..

أو يعتبر حلا مناسبا لكنه استهلاك!  بعيدا عن الأهم!

كون الحلول الصحيحة صحيحة في ذاتها وتفاصيلها ليس سبب عدم مناسبتها أحيانا..

بل لكونها لم تراع السياق والمآل ولم تتفرس الاستحقاق ولم تستشرف النتيجة ..

الواقع وكل واقع له حلوله وله آلياته وديناميكيته وكيفية تصحيحه

هذا لحل المشكلات السياسية والإدارية والأسرية والاجتماعية والثقافية والطبية!

فليست المشكلة نقطتين يراد توصيلهما، بل هناك عوامل وظرف محيط وسياق،
وطاقة.. وإمكانات.. وتوقعات للقابلية الفيزيائية والمعنوية وو… ورواسب تخبرك وتشف لك عما يحتمل وما يستطاع وأفق الممكن والمراد.

  وليست المسألة دوما هي شأن الحل العلمي الاحترافي التام والجذري أو البيروقراطي… والذي يشبه حل المعادلات والبحث عن التفسير الأكاديمي والإداري والنفسي  الصحيح- الذي ربما لا يتسع العمر له ولا ينفسح له صبر صاحب الأزمة أو رغبته—

بل ربما ينجح الحل  السوقي "التجاري" أحيانا، لأن الوقت ذو قيمة عليا فوق الحدث

فقد يكفي الحل الترقيعي-العابر الجزئي- لكن بشرط أن يكون اختيارك مبناه كونك مؤمنا صاحب غاية يدخر لها ما بقي من أنفاسه وثويناته، ولست ناهبا يؤثر السلامة..

وأن تكون إنسانا ذا قلب لم تنزع منه الرحمة والأمانة والأدب والشجاعة والمسؤولية وإلا فأنت ترتع في المرعى.

الثلاثاء، 6 مارس 2018

كن جميلا ترى التقى جميلا..

من حوار نصحنا  به أخا حبيبا:

كن جميلا ترى الوجود جميلا..
كن جميلا ترى التقى جميلا..
ترى الحياء جميلا..
يقلبها الله لك جميلة!

الأحد، 4 مارس 2018

أصناف البشر و نسبية الأخلاق و الإعراض عن النصيحة

أما الشرق فهم لا يدارون تنكيلهم بنا ومسخهم لديموجرافيتنا ومحونا تماما..
وأما "الآخر" فليبراليتهم القانية محددة المخرجات فوق رؤوسنا وتعبث بهويتنا بكل جدل ومماحكة حتى نتبع ملتهم علنا جميعا أو نفنى جميعا عن بكرة أبينا.

وهناك في المجتمع نماذج دولية مصغرة كتلك، من الأشخاص الذين نعاملهم! وهذا ما يشغلني مباشرة

لكن لماذا امتحن البشر بالهجر والإعراض وبالتدافع أحيانا؟
لأنهم ليسوا في وسط مثالي دوما... لا اجتماعيا ومؤسسيا ولا عالميا ..
فالعفو المستمر في غير محله يفسد اللئام والجزارين والمستكبرين، والتمادي في المراء والجدال يزيد السفهاء والطغام..

تناقشه بالفطرة والمنطق ".. " وبالمسلمات والواجب عليه وعلى فريقه:  فيدين الحقيقة وصاحب الحق دوما وأبدا ومقدما! وهو أصلا ليس غبيا بل ظلوما .. فهو يدرك وينكر..

يتجاوز البدهيات ويتجاهل الحقائق… باللف والدوران أو بالتلفيق والعمه والانتحال.

تريد أن تزجره بأن هذا عار عليه وعيب جدا ومخل بالشرف!  … وهو أساسا لسان حاله ومقاله لا يرى بالقبح بأسا، بل يزدرده بكل برود ويكرر القرف، ولا يهمه رأيك بل يعبد حظ نفسه السطحي العابر.. فلا يتأثر بهذا الزجر، هذا لو أقر به أصلا.

ولا يرى مرجعية ثابتة لأي شيء، بل يجادل لتحليل أي شرك أو كفر أو محرم يقربه ولاستباحة أي قذارة يقر بها، ليثبت أنها نسبية وأن النذالة وجهة نظر والفسوق اجتهاد والمروق رؤية وو…

والحقيقة أن هذه الحيلة ليست فلسفة بل وسيلة، فلو ارتفعت القيم وارتقت لأي ظرف تراه يشمئز بشكل مطلق هنا..

لأنه يرى نسبية السقوط فقط، ويعترف بحق الانحطاط وحده،  وأي حجج سيحولها لصور وأي نصوص سيأولها

وأي ثوابت أو ركائز أخلاقية مما هو خالد في الشرائع وطباع البشر اللصيقة بإنسانيتهم وفطرتهم ستراه يريد تعويمها في فروع العادات وتمييعها في تفاصيل التقاليد ليصبح في منأى عن اللوم كلما سفل وتسافل..

لهذا كان الشرع والعقل والفطرة مع تمييز المكان والزمان والإنسان.. فلا تهدر الأعمار في غير جدوى وغير محلها ولا توضع الوسائل عبثا بعد التيقن، وبهذا قامت الأرض واستحق الصبر ونزل النصر.