الاثنين، 30 مارس 2020

فيروسات كورونا و العلم و الإيمان..

الملحد كائن مغتر بقشور العلم وبالعقل والمادة، أكثر من العالم بحق... 

الملحد ينفر ويشمئز من ذكر الله تعالى، ويرى التعارض (الوهمي)  والتخلف في كل إيمان..

 رغم أنه لا حقيقة في الكون أوضح من الإيمان، ومن أننا مصنوعون، وكل ما حولنا يسير بقدر وتحكم بالغ الدقة والتعقيد..

 وكل سياق التاريخ وما وراء الفيزياء الكمية لا تفسره التفاعلات، وإن شاركت فيه مسخرة ... 


العالم بحق شخص متواضع وجل.. 
يفهم جيدا أن العقل ليس إلها... 
وأن العلم ليس كما مغلقا محدد المخرجات... 
وأنه لا يحيط أحد بالمعرفة كلها،  ولا تحيط بالنتائج قوة بشرية....


العالم بحق يدرك أنه يحتاج إلى التوفيق، وإلى التيسير، وإلى طاقة الصبر  وإلى الإلهام! الذي يفتح له الابتكارات والإبداع والحلول، ويفتح بصيرته.... كما كشف الألغاز الخالدة من سبقوه، وكما استغل نفس المعارف قوم فطوروها.. 


ليس هناك تعارض بين رجاء توفيق الله تعالى وبين السعي وتصديق العلم والنواميس والكيفيات التي خلقها سبحانه..

منحنا الله العقل وكلفنا باستعماله والسعي به، وجعل ذلك عبودية حين تصفو النية ويستغل في الخير ...  


لا تعارض بين كون نفس الحدث رحمة لهذا وعذابا لذاك واختبارا لأولئك وعاقبة... 

وتتعدد الأسباب والشيء واحد...

وهذا لا ينافي وجود كيفية للحدث، ووجود تفسير لآليته وتسلسله، هيأه في سياقه الزماني -بالذات- عليم خبير قدير .. يتحكم في حركة التاريخ دوما.

 الهدف والغاية لا يلغيهما شرح الوسيلة، بل يؤكدهما - وسط سيل الاحتمالات والعواقب دوما-لو كنتم تفقهون..






اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد



كن من أهل القرآن

كن من أهل القرآن.

أهل القرآن في جنة الدنيا أيا كانت الظروف..

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

 ((إن لله أهلين من الناس))
 قالوا: من هم يا رسول الله؟
 قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته))
 [رواه النسائي وابن ماجة والحاكم]

قال المناوي رحمه الله :
".. حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله المختصون به اختصاص أهل الإنسان به، سموا بذلك تعظيما لهم كما يقال : "بيت الله" ."

"قال الحكيم الترمذي:

" قارئ انتفى عنه جور قلبه وذهبت جناية نفسه..."

قال الآجري رحمه الله:

ليست همته متى أختم السورة؟

 همته متى أستغني بالله عن غيره؟ متى أكون من المتقين؟
متى أكون من المحسنين؟
 متى أكون من المتوكلين؟
 متى أكون من الخاشعين؟ متى أكون من الصابرين؟ متى أعقل عن الله الخطاب؟ متى أفقه ما أتلو؟ متى أغلب نفسي على ما تهوى؟ متى أجاهد في الله حق الجهاد؟ متى أكون بزجر القرآن متعظا؟ متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا؟ .

فمن كانت هذه صفته ، أو ما قارب هذه الصفة، فقد تلاه حق تلاوته ، ورعاه حق رعايته، وكان له القرآن شاهدا وشفيعا وأنيسا وحرزا، ومن كان هذا وصفه ، نفع نفسه ونفع أهله.... "

الأحد، 29 مارس 2020

السيدة خديجة عليها السلام.. مدرسة الرقي

"اللهمَّ صلِّ على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد"

من صيغ الصلاة والسلام على الحبيب صلى الله عليه وسلم رواها البخاري وغيره، رحمهم الله جميعا وجزاهم خيرا.

السيدة خديجة حين تمر بي مواقفها تشعرني بالسكينة والأمان والقوة،
أي سلام ورقي وطهر ونقاء هذا. 
 أي عقل وكمال وجمال هذا! 
أي هدوء وصبر...

وأما امرأة فرعون...

كأنما قالت له: أختار أن أكون معهم، أن أقتل ها هنا .. 
شهيدة .. 
على أن أعيش معك ملكة! في هذه القصور الزائلة.. 
آمنت بربي وشهدت له بالقيومية..

هو الملك وأنت شيء ضئيل عابر ..ذاهب مع الأيام..

نحن منقلبون إلى الله الذي ظهوره أقوى من وجودك
وأثره أبين من كبرك وعنادك..

 لقد رأيت القمر يسبح أمس مضيئا خاضعا جميلا

 هل تحسبه يقوم بنفسه
يا مسكين..

كل شيء يدور في طاعة، ويسير بعلم وغاية...
غاية مرتبة أجزاؤها بعناية تمسك كل شيء..

 "روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبدالله بن جعفر- رضي الله عنه - قال: سمعت علياً بالكوفة وهو يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ"

"وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين"

مما قال أئمة التفسير

((ضرب لهما مثلا بامرأة فرعون ومريم ابنة عمران ; ترغيبا في التمسك بالطاعة والثبات على الدين...

وقيل:
 هذا حث للمؤمنين على الصبر في الشدة ; أي لا تكونوا في الصبر عند الشدة أضعف من امرأة فرعون حين صبرت على أذى فرعون))

اللهمَّ صلِّ على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد

اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد

الخميس، 26 مارس 2020

التأثر بالوعظ.. رزق


"إذا لم تشعر بالمقروء والمسطور والمنظور والناطق والصامت فقلبك ميت... والقرآن روح.. فهو يحييك، ونور ... ينور باطنك وظاهرك.. اقرأ وتدبر التفسير لأن المعنى هو الجوهر، وتضرع.. 

...


إذا شعرت بفتور فاسترح واستروح ونوع معارفك 
وعالج إرادتك بادئا بمراجعة إخلاصك

اقرأ قصص السابقين من نبلاء المسلمين الصالحين وتعلم كيف عاشوا مع نفوسهم وكيف راضوها ...

لا يكونن إلهك هواك أو إلهك مخلوقا أو خوفا من مخلوق! "

الأربعاء، 25 مارس 2020

إنما يخشى الله من عباده العلماء... تدبر حول الفيروس

وتبدو حقيقة الإيمان أكبر وأعمق وأجل، والتسليم فيها آكد، واليقين بها أرسخ كلما ازداد العلم واتسعت الرؤية.. كلما عاش العالم المسلم حياة التفكر والتدبر، ومن ثم الإحسان والمراقبة والمحبة والخشية والاقتراب ..


 وكم من مشهد تقف أمامه خاشعا وجلا، كمشهد تألم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سكرات الموت.

وهو يقول للزهراء: ليس على أبيك كرب بعد اليوم...

وهو يناجي قائلا: بل الرفيق الأعلى... فقد اكتفى وأدى وبلغ.. وسلم الراية... وربي...

ومشهده العظيم- صلى الله عليه وسلم - وهو يقوم متألما للصلاة فيغشى عليه...


وأمام مشهد الملائكة في بدر وهي تبشر وتثبت وتعين وتفعل، لكنها لا تقوم مقام المؤمنين..!
لابد أن يعيشوا المقدر المكتوب والقضاء المبرم المحتوم...
وأن يحققوا المقام حق اليقين، وأن يرى الكون أرواحهم تحلق ممتثلة! باذلة النفس والبدن والمال وعرض الدنيا ومشاعرها وكل حب فيها... الغالي والنفيس.. محققة اختيارا حرا.. متحملة الألم.. بلا إكراه ولا تسخير...


ومشهد اليقين وهو - صلى الله عليه وسلم- يقول لصاحبه لا تحزن... معناه: هون عليك أخي وصاحبي... اهدأ.. أرح بالا... استرخ ولا تبتئس.. كل ميسر لما خلق، وهذا قدر مقدور...



 ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)

تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)


وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26)


يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27).....


....
...
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ...


قال الزمخشري : والآية سيقت للحث والتحريض على النظر في عجائب صنع الله تعالى، وآثار قدرته ليؤدي ذلك إلى العلم بعظمة الله وجلاله، ويؤدي العلم إلى خشية الله تعالى، ولذلك ختمها بقوله تعالى:

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

فتدبر سر القرآن....



وقال صاحب الظلال:


 إن العلماء الذين يتلونه ويدركونه ويتدبرونه هم الذين يخشون الله حق خشيته:
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ....والعلماء

 هم الذين يتدبرون هذا الكتاب العجيب، ومن ثم يعرفون الله معرفة حقيقية، يعرفون بآثار صنعته، ويدركون بآثار قدرته، ويستشعرون حقيقة عظمته برؤية حقيقة إبداعه، ومن ثم يخشونه حقا، ويتقونه حقا، ويعبدونه حقا، لا بالشعور الغامض الذي يجده القلب أمام روعة الكون.

الاثنين، 16 مارس 2020

من عبر كورونا والفشل في التعامل مع الأزمات البيئية والصحية وإنهيار البنية..

قال:

 أوليست عبرة.. فماذا كنت تنتظر...
ألا يعلو العفن سطح الجيف عادة..

قال:
نعم.
صدق القائل
(("ذهب الإنجليز الحمر
 وجاء الانجليز السمر..."

"على الداخل ديكتاتورية وللخارج سكرتارية.."

"جيوش الاحتلال الثانى..")) 

تموضع الاستعمار تاركا إياها حامية! لكنها محلية ..

الاستقرار عندهم يعني الركود، ورسالتهم التربح وحماية الفساد الممنهج والتخريب المتعمد والزحام المفتعل.

وزارة تعليم وظيفتها التجهيل والتضليل والتسطيح.
ووزارة زراعة لإذلال المزارع وتسميم الزرع وسرطنته بالمخصبات المهندسة والمبيدات المحرمة ولتقييد الأداء لمنع الاكتفاء...

إدارة محلية لتقنين الرداءة ومنع النظافة، ولتكريس الفوضى القاتمة والانهيار المستمر.

وزارة ثقافة مهمتها تقليص عدد المثقفين الحقيقيين،
ونشر المسخ الذهني والانسحاق والاستلاب وتقويض الثقافة الحقيقية، ونشر الغزو الفكري والهزيمة النفسية واللاأدرية.

وأوقاف رتيبة لتجريف الدين واختزاله وتجفيف منابعه وحرف مساره، وإضفاء مشروعية على كل دركة وتسافل طاغوتي والتهوين من شأن شركيات الحكم والولاء والطاعة وحتى النسك.. ، ومنع فقه التغيير والثورات والإنكار والتدافع، والإبقاء على حالةشلل وارتباك في الفهم، وبعد عن الجوهر وعن المعالم الحقيقية للدين، والإلحاح لتزوير المفاهيم تحت اسم التطوير والتجديد...

Corona virus Diaries

 Corona virus Diaries 

covid 19 diary. 

This tiny device called virus rearranged some facts, awakened others and put them in the front again; There is a creator! sending messages, hints and giving lessons... 
 Humans are all one thing, 
and Civilization- however big it is- is based on few things and it is fragile, like a glass dome, giant bubble or a digital scene which can be broken.. Not into pieces but into nothing... All of these lessons shouldn't pass without a stance, a human revision to apologise to the lord, to seek the right view, to show a real repentance and follow the correct religion before the final non reversible lesson comes. 

الأحد، 15 مارس 2020

المبالغة في التبديع تحول الدعوة إلى صد عن سبيل الله ..

يعيش بعض الناس في جهل وغفلة ومخالفات عظيمة

وحين يقتربون من ذكر الله تعالى بشكل ما، تجد من ينهاهم بدعوى عدم مخالفة السنة

ويقول لهم ليست هذه هي الطريقة الصحيحة

ومن ثم ينفرون منه لأنهم أبعد عن هذا المستوى، وعن تحري السنة من البدعة.

 هم معرضون أصلا، والدين لديهم وجاهة ومظهر وفلكلور، والشركيات وجهة نظر، ومنهج التلقي فاسد، غالبه من التلفاز والإذاعة والانترنت, وهو ملوث ومشوه ومقلوب

فحين تحين لهم لحظة خشية تأتي لتقول لهم هذا بدعة فينصرفون عن العبادة ويفترون عن القربى ويعودون لما كانوا يخوضون فيه

ويبدو لهم أنك لا يعجبك شيء
فهم لا يفهمون ما حقيقة الخلاف بينك وبين واقعهم
وما جوهره..
ويظنون أن هذه المسائل من الهدي الظاهر أو التفصيلات هي لب الهدى والسداد من وجهة نظرك ومن ثم يزهدون فيك 

ويعودون لما كانوا عليه من فسوق ومروق وشقاق في التلفاز 
ومن شكوك وأباطيل من التواصل الاجتماعي

كل مرة نفس الكرة لا تظهر إلا عندما يحدث نشاط أو مسلسل تاريخي أو أو..

وتحرمهم من فرصة القرب ولو على دخن
 ولو على شرط فاسد لو كنت تعلم فقه الإسلام مع الشرط الفاسد 
وفقه خير الخيرين وشر الشرين

تارة تنهاهم عن وسيلة بها مؤاخذة كأن يتفقوا على أن

السبت، 14 مارس 2020

اصبر يا صاح .. الصبر الجميل و السعي بين الحزن والأمل


اصبر يا صاح 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته--
لا أسكت الله لك في الخير حسا  أبدا- 
نعم هذه أيام ابتلاء وصبر وذكر.
 ولم يخل بشر من محنة في قلبه أو بدنه 
فنسأل الله ألا تكون مصيبتنا في ديننا ونفوسنا وبصائرنا
وأن يفرج عنكم مصيبة الدنيا ويلطف بكم ويكشف همكم وكربكم ويزيل الغم 
ويرزقكم الزوجة الصالحة الرضية المرضية المؤمنة 
ويرزقكم الصبر عليها- فكل زيجة يعوزها صبر وبلا زواج يعوزنا الصبر!
 ولهذا هو نصف الإيمان 
ولهذا هو كنز العطايا 
فلم يعط أحد أغلى منه ولا أوسع
 منه تغرف منه للرضا وللاستمرار وللثبات ولليقين
وللسعي وللبحث في الأرض-
وإن شاء الله تتحسن الأحوال وتزول الغمة وتلهم الأسباب وتعان عليها فتقوم بها 
ويهتز لك  جذع النخلة 
 فلا تمل ولا تكل 
وروح عن نفسك بالحلال
 ولا تتوقف عن دعاء ذي النون في بطن الحوت 
لا إله إلا أنت سبحانك 
,واسع سعي موسى عليه السلام حين خرج يغفر لك وتوفق لما يحب سبحانه 
وقلبي لديك أخيا 
علم الله الحال وكيف تمر الشهور والأيام ولولا رحمته ولطفه ومننه 
وبشائره التي تسكن وتهون وتحمل المرء ما احتمل ولا تحمل ولكنه لا يتركنا بكرمه وحلمه
والحمد لله رب العالمين

كورونا و نظرية المؤامرة و الاستعداد للآخرة

يجب أن نستعد للآخرة
نعم بلا شك

ونظرية المؤامرة ليست وهما.

نعم هناك مؤامرات! وهو واقع.. ومتبادل!

لكن أن تلقي كل شيء عليها، وتنسب قدرات أسطورية لمؤسسات معاصرة، وتجعل المؤامرة مخدرا وبديلا عن التفسير العلمي وعن الواجب العملي!

وأن توسع المؤامرة لتجعل الشياطين آلهة، والشائعات حقائق، والخرافات خيالا علميا! ولا تفرق بين ما يمكن تصوره ولو بعد عشرين سنة وما يتناقض تصوره مع ألف حقيقة غير جدلية، ويفتح للثغرات مئات الأبواب..

نعم أعتقد أن هناك تآمرا سواء في الأساس أو كمحاولة لاستغلال الحدث لكن هذا له حدود تقنية...

ونعم أعتقد أننا على شفا النهاية وأن الفتن الكبار قريبة أو أننا نعيشها ونتلقى مراحلها شهرا بشهر ...

 لكن هذا لا ينسحب على فلسفة التراخي والظن بأن كل شيء مرتب ومحسوب ومضبوط ومتفق عليه سلفا، وأن العلوم البحتة والقوى الكونية محكومة بهيئات وتنظيمات سفلية، ومن ثم جل الحروب تمثيل وكل الفزع تهويل، وليس هناك ارتباك وعجز لدى مؤسسات عملاقة ولا ضبابية عندهم والمعامل تستطيع هذا وأكثر ...

يسعك أن تشك

لكن أن تدخل الظن في فروع علمية بعيدة عنك، وقصاراك أنك قرأت عنها وقلدت متحدثين فيها...

ربما هذا حقك! لكن ضعه على الهامش وفي الخلفية ومع الورق...
ولا تلقي به في وجه وعقل كل صانع قرار ولو كان فردا باحثا....

بعض من لا يتصور البيولوجي ولم ير التجارب والمعامل التي تسعى لقراءة الجينوم وتقطيع الجينات وكلفتها وحواجزها، ولا يستوعب الحدود التقنية الحالية- العسكرية قبل المدنية - يفتي بغير عمق، ويلغي احتمالية فهمه لحال آلاف المعامل الأكاديمية وتصورها للتجارب السرية وآفاقها على الكائنات، ويقفز فوق ما يقرأه عن البيولوجيا الجزيئية، ويتكلم كأن الفيروس قطعة عجين في يد الدول..

والمسألة غالبا أبعد من هذا لو كنت في الحقل الجيني منذ ثلاثين سنة.. فكيف بالاقتصاد والاستراتيجيا و و....

صدق اللهجة خير من التنمق و أقرب أثرا للعمل الجاد والتضحية المجدية الفاعلة المؤثرة ، ولهذا أوصي الجميع بالتأني وعدم القفز للاستنتاج لأن كلفة بناء رد الفعل على الوهم باهظة.

الخميس، 12 مارس 2020

"ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون" ... الظلال


"قال تعالى: "ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون" . .
... وإلى هذه المغفرة وهذه الرحمة يكل الله المؤمنين . .
إنه لا يكلهم - في هذا المقام - إلى أمجاد شخصية ولا إلى اعتبارات بشرية .
إنما يكلهم إلى ما عند الله ، ويعلق قلوبهم برحمة الله .
وهي خير مما يجمع الناس على الإطلاق .
وخير مما تتعلق به القلوب من أعراض . .
وكلهم مرجوعون إلى الله محشورون إليه على كل حال .
ماتوا على فراشهم أو ماتوا وهم يضربون في الأرض .
أو قتلوا وهم يجاهدون في الميدان . فما لهم مرجع سوى هذا المرجع ;
وما لهم مصير سوى هذا المصير . .
والتفاوت إذن إنما يكون في العمل والنية وفي الاتجاه والاهتمام . .
أما النهاية فواحدة : موت أو قتل في الموعد المحتوم والأجل المقسوم .
ورجعة إلى الله وحشر في يوم الجمع والحشر . .
ومغفرة من الله ورحمة أو غضب من الله وعذاب . .
فأحمق الحمقى من يختار لنفسه المصير البائس . وهو ميت على كل حال!

"الهزيمة الروحية أن يركن صاحب العقيدة إلى أعداء عقيدته ، وأن يستمع إلى وسوستهم"

"صاحب العقيدة مدرك لسنن الله متعرف إلى مشيئة الله مطمئن إلى قدر الله .

... لا يتلقى الضراء بالجزع ولا يتلقى السراء بالزهو ولا تطير نفسه لهذه أو لتلك"

" الذي يفرغ قلبه من العقيدة في الله على هذه الصورة المستقيمة
فهو أبداً مستطار أبداً في قلق!
 أبداً في « لو » و « لولا » و « يا ليت » و « وا أسفاه »!

"لو كانوا يدركون العلة الحقيقية وهي استيفاء الأجل ونداء المضجع وقدر الله وسنته في الموت والحياة ما تحسروا .
ولتلقوا الابتلاء صابرين"

 "عنده الجزاء وعنده العوض عن خبرة وعن علم وعن بصر :
{ والله بما تعملون بصير . . } . ."

......انتهى من الظلال"


الأربعاء، 11 مارس 2020

كورونا.. الابتلاء بين الأمم و الأفراد..

لا تكونن على قلبك غشاوة... 

البلاء له سبب وله مسبب... 

السبب العارض والمهيء ليس هو الفاعل الصانع المكون....

نفس البلاء ينزل داخل الصف الواحد، فيكون لهذا الشخص رفعة وشهادة، ويبعث طاهرا على نيته... 

ولذاك عقابا، وبداية للنزول إلى الدرك الأسفل من النار، بما كسبت يده... 

وكذلك الأمم؛ هذه أمة ترحم ويصطفى شهداؤها، وهذه تؤدب، وتلك تختبر...
وهذه تذهب فتهلك تماما وتندثر وتصبح ذكرى.

والفارق يكون واضحا للمتوسمين... 

من أصابته جائحة وهو في طريق الغي والخسة والباطل ليس كمن ابتلي موحدا! كافرا بالطاغوت والفساد، متبرئا من الظلم والجور، مدافعا عن الضعفاء والمظلومين ... 

ابتلي وهو في سبيل الحق والطهر والرفعة والشرف، وهو يضحي ملتزما بأخلاقيات ومثل ونبل، رافعا لواء الخير ...

كذلك الأمم والجماعات والشخصيات الاعتبارية للكيانات. 

(يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون...) 

لديكم الحق.
وما يستوي الأعمى والبصير...

لديكم الصبر الجميل الرباني، وليس صبر البهائم والأوهام.

ولديكم السكينة والطمأنينة والبشريات، والألطاف والكرامات والآيات، ولديكم التخفيف والمتكأ وسط البلاء... 

لديكم ما ترونه وتعيشونه... أنهم يرتعون ويلغون ويفسدون، ويشعر من لديه قلب منهم بالذنب والعار

  ولديكم الاستقامة والتوافق مع الحق الواضح الأبلج اللائح، والاتساق مع العدل والميزان والقسط والأدب والجمال والاعتدال مع الكون والفطرة و الإصلاح وإعمار الأرض بالإيمان والعدل والواقعية لا العلمنة المتوحشة ولا اليسار الدامي ولا ليبرالية مبتذلة بأمراض الروح و ضحاياها من النساء شواهد....



 الكون كله يتحرك بنواميس مذهلة، عمليات محكمة ومتقنة، وبالغة الدقة والتعقيد والسببية... يستحيل فيها العشوائية، ويتجلى فيها نور الله تعالى لمن لم يعم قلبه.. .. 

والاحتمالات في الفيزياء والرياضيات حين تنزل للتاريخ توضح أن الاختيار علوي، وأن يد القدر تتدخل بسنن كونية في كل مرة، ولها دورة ودرس وعبرة يفهمها المتوسمون والعالمون ومن شرحت صدورهم، ويغفل عنها من طمست بصائرهم حتى تهلكهم.....


... 
(( يقول صاحب الظلال 

"صاحب العقيدة مدرك لسنن الله متعرف إلى مشيئة الله مطمئن إلى قدر الله"

"... لا يتلقى الضراء بالجزع ولا يتلقى السراء بالزهو ولا تطير نفسه لهذه أو لتلك"

" الذي يفرغ قلبه من العقيدة في الله على هذه الصورة المستقيمة 
فهو أبداً مستطار أبداً في قلق!
 أبداً في « لو » و « لولا » و « يا ليت » و « وا أسفاه »!

"لو كانوا يدركون العلة الحقيقية وهي استيفاء الأجل ونداء المضجع وقدر الله وسنته في الموت والحياة ما تحسروا . 
ولتلقوا الابتلاء صابرين"

"الهزيمة الروحية أن يركن صاحب العقيدة إلى أعداء عقيدته ، وأن يستمع إلى وسوستهم"

نقلا عن: في ظلال القرآن.))

علامات منشورات الشائعات حول كورونا وحتى حول السياسة والتوقعات المستقبلية

من علامات منشورات الشائعات حول كورونا وحتى حول السياسة والتوقعات المستقبلية

أن صاحبها لا يخالف المنطق والبدهيات فقط، بل يخالف
أساسيات العلوم والمعرفة الأولية المستقرة المجربة.

ويخالف اللغة العربية فيكتب بأسلوب متعثر -نصف متعلم- وركيك غالبا، ويتصنع بحشر مصطلح هنا وهناك.

وغالبا تراه يدعي علما ببواطن الأمور! وأنه حضر الاجتماعات المغلقة، وعرف الخبايا والمؤامرات السرية التي تسربت له!

ويظهر صاحبها ثقة ودراية تامة، فهو لا يكتب حسبما وصله بل يخبرك بالحقيقة الكاملة!



ويبين لك عدم تطرق الشك والتفكير والتدبر لكلامه، فهذه جرائم!

وينفي احتمال الخطأ فيما يقول، وغالبا تكون رؤيته وروايته متسقة مع منهجه فهي تؤيد استنتاجاته وتشوه خصومه
وتمدح موقفه وكلامه وصمته! وموقف شريحته..
فهو لا يخطئ ولا يخيب تقديره
ولا يحتاج مراجعة أو يدين باعتذار
ولا يلزمه تصويب وتصحيح وتقويم أو إفاقة ووقفة أبدا

ولا يقول لا أدري أبدا، أو هناك حتى جزئية لم أفهمها! ولا ينطق بكلمة لا أعلم..
أو بجملة ينقصنا هذا.. أو يحتاج ذلك بحثا أو لنسمع الرأي الآخر ونحاكمه بمرجعية علمية واضحة معلنة محددة الأسس والمساحات.

السبت، 7 مارس 2020

الابتلاء بين المؤمن والفاجر و الأمة المؤمنة وأمة الأنعام..

(وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون)

"الاختبار يحدث للمؤمن فيتعظ ويستيقظ... 
ويحدث للفاجر فيكون كالأنعام بل أضل" 

لا يوقظ عقله ولا يرقق قلبه..

فهمك لتركيب الآلة لا يغني عن إدراك من صنعها ولا لماذا صنعها..

كل شيء بأوان ومقدار وأجل مسمى وقتما يشاء الله تعالى بحلمه وعلمه.

لكل أمة أجل..
 يعني تأديبهم بمقدار زماني خلفه علم الغيب وحكمة علوية، وليس لك أن تسأل لماذا هذا وليس ذاك... المقادير بيد خبير...
وليس فعل الشرط بيديك لتحدد هل امتلأ كيسهم أم لا.

"يبتلي عبده المؤمن بالبلاء، ثم يعافيه فيكون كفارة لما مضى مستعتبا فيما بقي، 

وإن الله تعالى يبتلي عبده الفاجر بالبلاء ثم يعافيه:
فيكون كالبعير! عقله أهله ثم أطلقوه- (( ربطوه ثم فكوا رباطه)) - ، لا يدري فيم عقلوه حين عقلوه، ولا فيم أطلقوه حين أطلقوه"

الآيات الكونية عجائب وحجج تبين لك وتحكي أن خالقها له منتهى العلم والحكمة والقدرة والدِّقة. 

.
"... أدوية نتداوى بها، هل ترد من قدر الله شيئاً؟
 فقال: هي من قدر الله"

"المتوكل الذي يلقي حَبَّه في الأرض ثم يتوكل على الله"
يعني يعتمد بقلبه على الله

لأن التوفيق والناتج النهائي وتحقق الاحتمال الواحد وسط الظروف و العوامل إنما هو بيديه وحده سبحانه وتعالى.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

الاثنين، 2 مارس 2020

لا تجعل مع الله إلها آخر.. لا في السياسة ولا في الاجتماع أو المعاملات.

بعض الناس يثقون في بعض الساسة لدرجة العبادة الحقيقية... 

ذكرني بامرأة قالت تشكو صاحبتها/

هي تحب أن تكذب على نفسها وهي تعلم وهي تعض على شفاهها وقلبها...

 وتحب أن يكذب عليها من حولها، وهي تعلم لتتجمل وتستمر في اختيارها...

 ولما حانت ساعة الحقيقة وظهر لها ما لم يكن ممكنا إخفاؤه بترقيع وتجاهل قالت: ما هذا السوء! 

كل ذلك رغم أنها كانت تبتلعه وتعيشه وتتغاضى عنه عالمة أنها ترتكب خطأ وتغالط وتبالغ في تحميل الظنون ما لا تحتمل لتوافق هواها وتنكر الإشارات الفاضحة.......... 

وأين الخلل... أحسبه في النفس 

والحل هو:
((لا تجعل مع الله إلها آخر....))

 هل تفهمها...ليس القصد منع السجود لغير الله تعالى فقط... 
بل: لا تجعل هواك مطاعا! 
لا تتخذ لذاتك هدفا تتأثم منه! وأنت تشعر بأنه غرض خاطئ أو عابر ومعكوس أو ضبابي مخلط ...

لا تجعل لك مرغوبا مهابا غيره تعالى، يحدد لك ما تقلق بشأنه ويحرك دوافعك ومنطلقاتك ومشاعرك ويتحكم في منطقك و حكمك على الأمور وتصورك للخير ...... 

(وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا..)
.... 

بيت له ذكرى..

بالدين والعلم والآداب نزدهر ***
 للنور نرنو كما الأصداف والقمر.
.......
هذا البيت كتبته منذ عشرين عاما تقريبا، كنت
قد قرضته كشعار لملتقى للمثقفين العرب حسبما أذكر..حيث كان مزمعا تأسيس رابطة فاعلة ومؤسسية الأداء تختلف عن الكيانات النمطية الموجهة...ولم يلتقوا لأسباب تستحق العكوف والعلاج..
 د. إسلام صبحي عطية المازني