السبت، 14 مارس 2020

كورونا و نظرية المؤامرة و الاستعداد للآخرة

يجب أن نستعد للآخرة
نعم بلا شك

ونظرية المؤامرة ليست وهما.

نعم هناك مؤامرات! وهو واقع.. ومتبادل!

لكن أن تلقي كل شيء عليها، وتنسب قدرات أسطورية لمؤسسات معاصرة، وتجعل المؤامرة مخدرا وبديلا عن التفسير العلمي وعن الواجب العملي!

وأن توسع المؤامرة لتجعل الشياطين آلهة، والشائعات حقائق، والخرافات خيالا علميا! ولا تفرق بين ما يمكن تصوره ولو بعد عشرين سنة وما يتناقض تصوره مع ألف حقيقة غير جدلية، ويفتح للثغرات مئات الأبواب..

نعم أعتقد أن هناك تآمرا سواء في الأساس أو كمحاولة لاستغلال الحدث لكن هذا له حدود تقنية...

ونعم أعتقد أننا على شفا النهاية وأن الفتن الكبار قريبة أو أننا نعيشها ونتلقى مراحلها شهرا بشهر ...

 لكن هذا لا ينسحب على فلسفة التراخي والظن بأن كل شيء مرتب ومحسوب ومضبوط ومتفق عليه سلفا، وأن العلوم البحتة والقوى الكونية محكومة بهيئات وتنظيمات سفلية، ومن ثم جل الحروب تمثيل وكل الفزع تهويل، وليس هناك ارتباك وعجز لدى مؤسسات عملاقة ولا ضبابية عندهم والمعامل تستطيع هذا وأكثر ...

يسعك أن تشك

لكن أن تدخل الظن في فروع علمية بعيدة عنك، وقصاراك أنك قرأت عنها وقلدت متحدثين فيها...

ربما هذا حقك! لكن ضعه على الهامش وفي الخلفية ومع الورق...
ولا تلقي به في وجه وعقل كل صانع قرار ولو كان فردا باحثا....

بعض من لا يتصور البيولوجي ولم ير التجارب والمعامل التي تسعى لقراءة الجينوم وتقطيع الجينات وكلفتها وحواجزها، ولا يستوعب الحدود التقنية الحالية- العسكرية قبل المدنية - يفتي بغير عمق، ويلغي احتمالية فهمه لحال آلاف المعامل الأكاديمية وتصورها للتجارب السرية وآفاقها على الكائنات، ويقفز فوق ما يقرأه عن البيولوجيا الجزيئية، ويتكلم كأن الفيروس قطعة عجين في يد الدول..

والمسألة غالبا أبعد من هذا لو كنت في الحقل الجيني منذ ثلاثين سنة.. فكيف بالاقتصاد والاستراتيجيا و و....

صدق اللهجة خير من التنمق و أقرب أثرا للعمل الجاد والتضحية المجدية الفاعلة المؤثرة ، ولهذا أوصي الجميع بالتأني وعدم القفز للاستنتاج لأن كلفة بناء رد الفعل على الوهم باهظة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق