الاثنين، 29 فبراير 2016

المرء على دين خليله فانظر من تخالل


"فالمرء من دين الجليس دينه      **   فاختر لنفسك أحسن الأديان..
وقم بحق الفرض واجهد دائماً     **    في سائر الخيرات حسب إمكانِ..
لا سيما الصلوات في غسق الدجا   **      والذكر بالإخلاص والإيقان..
متفكراً متخشعاً مستحضراً      **   متضرعاً وجلا من الديان..
ذا توبةٍ وإنابةٍ وزهادةٍ      **   وقناعةٍ بالنزر من ذا الفاني.."

انظر الشبه والتشبه في الوقفة والمسار والمتابعة والتناسق والاقتداء، في طيور القطا هذه… كأنها نسخة مكررة…

هكذا الاحتكاك والأصحاب،

يؤثرون في بعضهم، ويمتزجون في كيان اعتباري موحد كالسرب، يرتكب الموبقات أو يهتم بمعالي الأمور… يتحشم أو يتسافل…

يفوح منه عبير المسك أو ريح الكير...

… "قال شيخ الإسلام رحمه الله:

الناس كأسراب القطا، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، ولا تقل إنه لا يضرني، فالصاحب ساحب، والتشبه حاصل، وكل قرين بالمقارن يقتدي."…

الجمعة، 26 فبراير 2016

"فلا تحسبي أني تناسيت عهده ** ولكن صبري يا أميم جميل"

"فلا تحسبي أني تناسيت عهده ** ولكن صبري يا أميم جميل"

رثاء أعضاء البدن ! عبد الله بن سبرة


سيدي عَبْدُ الله بنُ سَبْرَةَ الجُرَشِيّ، خرج إلى أرض الروم، وبارز ( أرطبون الروم )، فقطع العلج يده اليمنى، لكنه تعلّق به وصرعه، وعرض ذلك المشهد المهيب :
يُمنى يَدَيَّ غدت مفارقةً ..
لم أستطعْ يومَ (فِلطاسٍ ) لها تَبَعا
وما ضنَنْتُ عليها أن أُصاحبُها ..
لقد حَرَصْتُ على أن نستريح َ معا
وقائلٍ غابَ عن شأني وقائلةٍ ..
هلاّ اجتنبت عدوَّ اللهِ إذ صُرِعا
وكيف أَتركهُ يسعى بِمُنصُلِهِ ..
نحوي وأَعجزُ عنه بعدما وقعا
يمشي إلى مستميتٍ مثلِهِ بطلٍ ..
حتى إذا أَمْكَنا سيفيهما امْتَصَعا
حاسَيْتُهُ الموتَ حتى اشتَفَّ آخرهُ ..
فما استكانَ لما لاقى ولا جَزَعا
فإن يكنْ أرطبونُ الرّومِ قطَّعها ..
فقد تركتُ بها أوصالَهُ قِطَعاً
وإن يكنْ ( أرطبونُ الرّومِ ) أفسدَها ..
فإن فيها بحمدِ اللهِ مُنتفعا
… الله أكبر…
أرزاق ..لصاحبها، ولمن فهموا رسالته عبر القرون إذا صدقوا ..
يا من تحفظون البلاغة والتذوق والإحساس بالمدارس كأنها الجدول الدوري !
ومن ثم تحرمون تدبر الكتاب العربي المبين.. العتب على الطرفين، المعلم والمتعلم، فنحن في عصر تكافؤ الفرص وتيسر السبل..
هذا لون من الشعر سموه :
رثاء أعضاء البدن !
وأراه -هنا - أعمق بكثير من هذه اللفظة.. أعمق من الرثاء.. ومن هذا الاختزال كله.. وفيه إنصاف وإيمان عجيبان..

زواج الشواذ

ممثلي الإيطاليين صوتوا دينوقراطيا بالأمس 25-2-2017 على تقنين زواج الشواذ ، بأغلبية 173 متفحشا, في مقابل 71 متفرجا،
 والشاهد أنهم آخر الأوربيين الغربيين في قاطرة من عمل عمل قوم لوط عليه السلام-

أولا: اعتبروا الشذوذ مرضا يستحق التربيت والهدهدة، بدل ما في كتابهم وثقافتهم، وما في ركائز الأخلاق عبر آلاف السنين، ثم قالوا هذا هو العلم...
ثم قالوا مرحلة يمر بها في طفولته، وينبغي ألا تستمر! وهذا هو العلم

 ثم عادوا وغيروا ومحوا الشذوذ من الأمراض النفسية والعضوية، وقالوا هذا هو العلم ! وأنكروا  المكون الروحي والأخلاقي والديني! واعتبروا الإنسان غدة لعابية تمتلئ وتفيض!
ثم عادوا وقالوا نشرع دينيا" بعد إنكار الدين وإخراجه من المسألة علميا وعمليا " ! فنبارك أن يتزوج الشواذ رسميا وفي الكنيسة بالرباط المقدس!
 ثم قالوا بل من حقه أن يكون قسأ نائبا عن الرب تعالى! حاشا وكلا...
فضلا عن أن يكون رئيسا قائدا!
"أصلا تم تكذيب قصة الجينات بمقارنة التوائم المتماثلة حين تختلف تربيتهم عن بعضهم" المهم جاءت المرحلة الأخيرة، وهي السماح للشواذ بالتبني.. فرفضوها في بعض البلدان، ولم يطق برلمانهم السماح بها لأول وهلة،  واستثناها من حقوق الزوجية الكلبية عندهم، فكيف تربي طفلا بريئا وسط ذكرين! أوبين أنثيين متزاوجين بالسحاق كالشياطين!، وتسلبه خياراته في النشأة وسط شكل فطري -يسمونه طبيعيا- بين أب وأم أو أحدهما، في إطار النسق العام للحياة فيزيائيا وكيميائيا ومعنويا..
 يعني تسلسل تقنين القذراة بعد تبريرها بالضغوط الرأسمالية على الإعلام والعمالة يدلان على شعورهم بالتخوين وبالقذارة الداخلية...وهم آخر بلد بغرب أوروبا في هذا المسار، ويشترطون السماح بهذا لتنضم للاتحاد..ثم يقولون أنتم لا ترون فينا غير الزنا والشذوذ!
The Italian Senate on 25 February approved a bill legalizing civil unions for same-sex couples. The adoption of the draft voted 173 Senator, against — 71. The bill still needs to approve the lower house of Parliament. Prime Minister Matteo Renzi called the vote historic

الأربعاء، 24 فبراير 2016

أطفالنا بسورية

 سحقا لمن يعتبر رحيل فلان أو فلان ثم الشراكة مع صفهم الثاني هو شرط وقف الحروب وهو شرط الجلوس في زواريب التفاوض التي شاب فيها الفلسطينيون....، ..شتان بين هذا الذي يعتبر تبديل الموظفين هو البداية لأي عملية سياسية كما يسمونها، وبين من لا يرى له قيمة أساسا، كبداية أو كنهاية، لأن الساقية ثابتة، ولأن الطاحون كما هو، ونحن القمح، ولأن كتبة الدساتير الطاغوتية بلافتة دينية وطنية مدنية هم نفس نخبة الأعادي الرعاع من بني جلدتنا، سواء كانوا بالعمائم أو بربطات العنق الوسطية أو بالتنانير، ولأن سنة التدافع لا يمكن تجاهلها، وسيظل الدم يسيل خلف الكواليس، وسيظل الأهم وهو الدين يباع كما هو، ما دمنا في ظل ذات المرجعية والمظلة والهيمنة اللادينية الوسطية، التي تجعل المخرجات محددة وتجعل الحوكمة للأوثان، وتبقي سقف التطلعات هو التبعية وحقوق الخدم.
إذا كنت لا تذكر أي إيجابية لخصمك فهذا يسيء إليك أنت، إذا كنت لا تذكره
فيه موطن قوة وقيمة وقدرة فهذا يقلل من شأنك
أنت... حتى لو كان هو وكيلا عميلا, لأنه اختير بهذه التفاهة
ولم يحتج مشغلوه لمن هو أكثر نباهة أو كفاءة للتغرير بك..

مركز الثقل هو الفرد والفئة دوما وليس عدوها، فإن أقامت الواجب نصرها مولاها ولم يضرها من خذلها وإلا :"قل هو من عند أنفسكم"

"جَهلُ المَمالِك عُدَّةٌ لِعَدوِّها ** كَاللِص يَحمدُ حالِكَ الظلماءِ"

"جَهلُ المَمالِك عُدَّةٌ لِعَدوِّها ** كَاللِص يَحمدُ حالِكَ الظلماءِ"

"إنّ المِراةَ لا تُرِيكَ ...عيُوبَ وجهِكَ في صَداها.. وكذاكَ نَفسُكَ لا تُرِيك...عيُوبَ نفسِكَ مَع هَواها.."

"إنّ المِراةَ لا تُرِيكَ ...عيُوبَ وجهِكَ في صَداها..

وكذاكَ نَفسُكَ لا تُرِيك...عيُوبَ نفسِكَ مَع هَواها.."

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

الدينوقراطية يا سعادة الوزير البعثي :طعام من لحم أو نحوه ، يقطع ويدق ويضاف إليه التوابل والبصل ، ويعمل على هيئة أصابع أو أقراص تقلى أو تشوى.. يا لقطاء الدين والعقل والتاريخ والحضارات ومتسولي العبودية

بقي لجنيف أن تقول للسوريين صراحة في المينو: هذا فصيل يؤكل على البارد، وهذا يستوي بهدوء ليتشقلب، وهذا مقلي، وهذا وجبة سريعة... الوحيد الكاسب حقا هو من تحول بشرعنتهم الرخيصة من مجرم حرب لشريك سلام، لقاء هباء منثور... هو طرف معتد مؤسسي وشعبي، بدولته العميقة والتحتية وشبكاته وحواضنه... كل هذا تم اختزاله في بدن صعلوك، وعمل مزاد عليه ليكون بيعه مكسبا وكأنه هو وحده الذي حرق نصف مليون وشرد عشرة ملايين وهدم محافظات، هذا دنيويا بمعايير المادة، وبقيت العلمنة هي الإطار التفسيري للإسلام في الدساتير القادمة...على أية حال فالصورة لا يكملها سوى ولادة جيل نوعي، والمسألة بالكيف لا الكم، وبالتأثير لا الحجم، وهو الجيل الذي ولد مراهقا تجاوزا الطفولة على الأقل، وهو أكثر استقلالية وإدراكا من جيلي استعادة الشكل والشحاذة.. 

السبت، 20 فبراير 2016

" ... ثم يفشو الكذب" -------------

" ... ثم يفشو الكذب"
----------------
صحيح، رواه الترمذي وابن ماجة وابن حبان وغيرهم رحمهم الله جميعا، وأعاذنا الله من الكذب على أنفسنا وعلى الناس...

"لا تحقرن من المعروف شيئا"

"لا تحقرن من المعروف شيئا"

العمل البسيط الموافق  للحق يكبر بالإخلاص،
 ويكبر بكونه غاية جهد صاحبه -في حاله تلك- وقدر طاقته نفسا وبدنا،
ويكبر بكونه قدر إمكانه عقلا تكليفيا: بكونه مبلغ تحريه للعلم بالأصح، وتشوفه
للصواب.

فَاِقرَأ كِتابَ الله جَهدَكَ واِتلُهُ **
    فيمَن يَقومُ بِهِ هُناكَ وَيَنصَبُ

بِتَفَكُّرٍ وَتَخَشُّعٍ وَتَقَرُّبٍ  **
    إِنَّ المُقَرَّبَ عِندَهُ المُتَقَرِّبُ" 

"لا تحقرن من المعروف شيئا"

العمل البسيط الموافق  للحق يكبر بفضل الله تعالى بالإخلاص،
وبرحمة الله تعالى وحكمته يكبر العمل البسيط بكونه غاية جهد صاحبه -في حاله تلك- وقدر طاقته نفسا وبدنا،
ويكبر بكونه قدر إمكانه عقلا تكليفيا: بكونه مبلغ تحريه للعلم بالأصح، وغاية تشوفه للصواب.

فَاِقرَأ كِتابَ اللَهِ جَهدَكَ واِتلُهُ **
    فيمَن يَقومُ بِهِ هُناكَ وَيَنصَبُ

بِتَفَكُّرٍ وَتَخَشُّعٍ وَتَقَرُّبٍ  **
    إِنَّ المُقَرَّبَ عِندَهُ المُتَقَرِّبُ"

"مولايَ صل وبارك سلمن أبدا **  على صفيك خير العرب والعجم"

الجمعة، 19 فبراير 2016

"لتقرعنَّ عليَّ السنّ من ندمٍ ** إذا تذكّرت يوماً بعض أخلاقي"

"لتقرعنَّ عليَّ السنّ من ندمٍ   **
  إذا تذكّرت يوماً بعض أخلاقي"

الخميس، 18 فبراير 2016

"ولا تقف ما ليس لك به علم"

"ولا تقف ما ليس لك به علم"

لا تتبع ما ليس لك به علم..تعلم وتثبت وتحقق وتدبر أولا...

لا تقل ما ليس لك به علم..

لا تكتب ما ليس لك به علم...
"ولقد نصحت وللنَّصي  **  حةِ قابل ومجانب"

"إِذا المَرءُ لَم يَغشَ الكَريهَةَ أَوشَكَت      **
   حِبالُ الهُوَينا بِالفَتى أَن تَقَطَّعا"

(المرء=القطر=الكيان=الشخصية الاعتبارية
سواء كان  عالميا وإقليميا ومحليا، ولم تعد هناك فوارق بين المحلي والدولي في عصر التداخل التام )

الأربعاء، 17 فبراير 2016

شيطان ناطق..صحفي


مات شيطان ناطق، كان كاتبا للباطل ورأسا في التلفيق والانتحال الصفيق، كان يروي بالانجليزية خلاف ما ينفثه بالعربية، وكان في كليهما ضد الإسلام، وخنجرا مسموما على القيم باسمها.

ساعة الحقيقة

تقترب ساعة الحقيقة من بعضهم إقليميا، ومن كان يخشى أن تصيبه دائرة فلن يقبلوا منه إلا أن يرتكب بقية النواقض والمكفرات والمصائب التي اجتنبها لأي سبب، وأن يحارب بقية دينه التي لم يكن يعاديها قبلا، وساعتها قد يعتبرونه تابعا من الدرجة الثالثة رغم تنصره العلني التام، مثل من تنصر من الأندلسيين..ولم يكن له أن ينجو من فخهم لأن هذا الطريق له اتجاه واحد، وليست براعة منهم بقدر ما هي طبيعة المرحلة والمسار والإصرار على التواجد هناك.. وهكذا...ولا يقبل الله تعالى شريكا حاشاه سبحانه..

الاثنين، 15 فبراير 2016

"إِذا ما تَرَعْرَعَ، فينا*** الغُلامْ، فما إِنْ يقالُ له: مَنْ هُوَهْ؟


"إِذا ما تَرَعْرَعَ، فينا*** الغُلامْ، فما إِنْ يقالُ له: مَنْ هُوَهْ؟....
إِذا لم يَسُدْ، قبلَ شَدِّ الإِزارْ *** فذلك فِينا الذي لا هُوَهْ..."
حسان بن ثابت رضي الله عنه..وما أشبه قوله بما قاله البراء بن معرور رضي الله عنه في بيعة العقبة
الثانية- وهو مقام للصلابة والأنفة لا الكبر- وهذا الصحابي الجليل هو أول من شد على يد النبي صلى الله عليه وسلم من القوم مؤكدا عهده ووعده، وأول من أجاب سيدنا العباس رضي الله عنه بالخير ساعتها، ومن العجب أنه توفي قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، رحمه الله ورضي عنه، وقد أتى الرسول صلى الله عليه وسلم لقبره في أصحابه وصلى عليه...

الأحد، 14 فبراير 2016

السهر والسمر بعد العشاء،


السهر والسمر بعد العشاء
للموضوع والفهرسة


-1- لأننا بعد العشاء..

وللحديث عن المصالح الناجزة والمفاسد وتعليل الأحكام...
ولصلاة الفجر والقيام...

ولأنهم قالوا:
القيلولة للقائم كالسحور للصائم
" لأنها تعينه على قيام الليل":

كراهة السمر بعد العشاء؟

الإمام النووي: (وهذه الكراهة إذا لم تدع حاجة إلى الكلام، ولم يكن فيه مصلحة، أما الحديث للحاجة فلا كراهة فيه، وكذا الحديث بالخير كقراءة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومذاكرة الفقه، وحكايات الصالحين، والحديث مع الضيف ونحوها، فلا كراهة في شيء من ذلك، وقد جاءت بهذا كله أحاديث صحيحة مشهورة.
وسبب عدم الكراهة في هذا النوع أنه خير ناجز فلا يترك لمفسدة متوهمة، بخلاف ما إذا لم يكن في الحديث خير، فإنه مخاطرة بتفويت الصلاة لغيره مصلحة)
-2- السمر بعد العشاء:

فتح الباري للحافظ ابن حجر:

وقد رويت كراهة السمر بعد العشاء عن عمر وحذيفة وعائشة وغيرهم.
ثم منهم من علل بخشية الامتناع من قيام الليل، روي ذلك عن عمر،
ومنهم من علل بأن الصلاة ينبغي أن تكون خاتمة الأعمال، فيستحب النوم عقيبها، حتى ينام على ذكر، ولا ينام على لغو.
وروي عن عمر بن عبد العزيز، أنه كان يسمر ما لم يوتر، فجعل الختم بالوتر يقوم مقام الختم بالصلاة المكتوبة،
وكانت عائشة تقول لمن يسمر: أريحوا كتابكم. تعني: الملائكة الكاتبين."

قال النووي: واتفق العلماء على كراهة الحديث بعدها إلا ما كان في خير. قيل: وعلة الكراهة ما يؤدي إليه السهر من مخافة غلبة النوم آخر الليل عن القيام لصلاة الصبح في جماعة أو الإتيان بها في وقت الفضيلة والاختيار، أو القيام للورد من صلاة أو قراءة في حق من عادته ذلك، ولا أقل لمن أمن من ذلك من الكسل بالنهار عما يجب من الحقوق فيه والطاعات. انتهى.

وبوب عليه النسائي في المناقب عن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر عند أبي بكر الليلة في الأمر من أمر المسلمين وأنا معه.
-3- السمر بعد العشاء:

وقال الشوكاني في نيل الأوطار:

وهذا الحديث يدل على عدم كراهة السمر بعد العشاء إذا كان لحاجة دينية عامة أو خاصة....

وطريقة الجمع بينهما بأن توجه أحاديث المنع إلى الكلام المباح الذي ليس فيه فائدة تعود على صاحبه، وأحاديث الجواز إلى ما فيه فائدة تعود على المتكلم

أو يقال دليل كراهة الكلام والسمر بعد العشاء عام مخصص بدليل جواز الكلام والسمر بعدها في الأمور العائدة إلى مصالح المسلمين
-4- السمر بعد العشاء:

في شرح معاني الآثار لأحمد الطحاوي:


أما الكلام الذي ليس بقربة إلى الله عز وجل، وإن كان ليس بمعصية، فهو مكروه حينئذ لأنه مستحب للرجل أن ينام على قربة وخير وفضل يختم به عمله...!

فأفضل الأشياء له أن ينام على الصلاة فتكون هي آخر عمله،

واحتجوا في إباحة الحديث بعد العشاء، بما حدثنا يزيد بن سنان .... عن عبد الله قال: حبب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم السمر بعد صلاة العتمة، وقال مسلم: بعد صلاة العشاء. ففي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب لهم السمر بعد العشاء الآخرة، وفي الحديث الأول، أنه كان يكره ذلك، فوجههما عندنا والله أعلم أنه كره لهم من السمر ما ليس بقربة، وحبب لهم ما هو قربة على المعنى الذي ذكرناه عن أهل المقالة الثانية المذكورة في هذا الباب،

وقد حدثنا إبراهيم بن محمد الصيرفي قال: أبو الوليد قال: ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: ربما سمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبي بكر ذات ليلة في الأمر يكون من أمر المسلمين.....

فبين هذا الحديث، سمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يسمره، وأنه من أمور المسلمين، فذلك من أعظم الطاعات فدل ذلك أن السمر المنهى عنه خلاف هذا،
-5- والأخيرة: السمر بعد العشاء:

.... قال: كان عمر لا يدع سامراً بعد العشاء، يقول، أرجعوا لعل الله يرزقكم صلاة أو تهجداً. فانتهى إلينا وأنا قاعد مع ابن مسعود وأبي بن كعب وأبي ذر فقال ما يقعدكم؟ قلنا، أردنا أن نذكر الله فقعد معهم....

فهذا عمر، قد كان ينهاهم عن السمر بعد العشاء، ليرجعوا إلى بيوتهم ليصلوا أو ليناموا نوماً، ثم يقومون لصلاة يكونون بذلك متهجدين فلما سألهم: ما الذي أقعدهم؟ فأخبروه أنه ذكر الله، لم ينكر ذلك عليهم وقعد معهم، لأن ما كان يقيمهم له هو الذي هم قعود له،

....،

وقد روينا عن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة أنهما سمرا إلى طلوع الثريا.

فذلك -عندنا- على السمر الذي هو قربة إلى الله عز وجل، وقد ذكرنا ذلك الحديث بإسناده فيما تقدم، من كتابنا هذا.

....، وذلك أن المسافر يحتاج إلى ما يدفع النوم عنه، ليسير فأبيح بذلك السمر، وإن كان ليس بقربة، ما لم تكن معصية، لاحتياجه إلى ذلك. " الفقرة الأخيرة من شرح معاني الآثار"

لغة الحب بين الزوجين المؤمنين" - نشرت في مثل هذا اليوم

لغة الحب بين الزوجين المؤمنين"
February 15, 2009 at 10:17pm
"لغة الحب بين الزوجين المؤمنين"
بقلم د. إسلام المازني
---------

الحمد لله رب العالمين

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أزواجه وذريته
ماذا يجري بين الزوجين المؤمنين؟ ماذا يقولان؟ وكيف يتهامسان؟
من هو زوج الأحلام؟ ومن فتى الأيام في عصر غربة الإسلام؟
لو أشرقت لك شمس ذاك الهودج ... لأرتك سالفتي غزال أدعجِ
هذه قطرات متتابعة إن شاء الله رب السماوات
*زوج الأحلام هو حبيب الزمان، حبيب لكل أوان، وليس حبيبا لمرحلة الشباب، فلم يكن عاشقا لجمال قد زال، ولا لمال نقال رحال، اليوم مع هذه، وغدا تغتني تلك وتفتقر هي، بل حبيبنا ليس كالناس، فلا يميل لمن عندها مال، ولا يذهب لمن عندها ذهب.
ليس إمعة..لا يسير مع القطيع، ولا يقلد الناس بلا فهم أو طاعة للرب..
عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال " اغد عالما أو متعلما ، ولا تكونن إمعة"
حديث صحيح - المحدث: ابن القيم - المصدر: كتاب أعلام الموقعين .

(لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا أن لا تظلموا)
(إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما) - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة : 3/308
فمهما مضت السنون بينهما أومضى العمر بهما فلسانه قائل لها:
* لو أن عندي حوض سباحة به أزهارحمراء لأجلستك فيه، لتأخذ الزهرات من ريحك.


* هناك نساء تتزين! وأقسم أن هناك نساء تزين ثوب السندس حين تلبسه!

ويناجيها:

*أحبك على مدار الوقت, وأنت نائمة أو يقظانة.


*أحبك ويزداد حبي وحنيني وشوقي والتئامي.

*وفيك كل جمال نسائها، وجمال خصصت به!

زوج الأحلام :

يسأل نفسه , هل أتقي الله بظنوني ؟ لا أكذب ولا أغتاب؟ هل علمت ءافات اللسان؟ هل أتقيه – سبحانه جل شأنه- بعيني؟ بأذني ؟

هل أبعثر محبتي وحلاوة لساني؟ أم أحفظهما لحليلتي حبيبتي؟

هو فتى محب, ولو أن هناك وحدة لقياس الحب تعاير كل حب لأعجزها حبه!
حبه لربه ثم لأحباب ربه، ثم لنعمة ربه (زوجته ساكنة قلبه)

زوج الأحلام هو الحبيب البسّام المحب.
والحب لا يقاس..
الحب هبة الله تعالى
فما أوسع فضل الله علينا نحن بني ءادم, سبحانه و بحمده، حمدا كفضله.


ولعلي لابد أن أقول: إن أفضل امرأة هي أتقى امرأة، زوجة كانت أم عزباء، وكل عمرنا ابتلاء ..

ورأينا أفضل النا ... س وأحلاهم خطابا
يقظاً يدرك بالفط ... ـنة ما فات وغابا
هذبته فطنة العلـ ... ـم فما يخشى معابا
عرف اللذة للبذ ... ل فأعطى وأثابا
وإذا ما كرم الأصـ ... ـل زكا الفرع وطابا

---------


يبتهل للعزيز الغفار بالليل والنهار،
وفي الأسحار، وهذا وقت الاستغفار الجميل للرب الجليل.

وحين ابتهل باحت بسؤال :
قل لي بربك كيف أبكيت الحمائم عندك فباتت تصلي معك؟،.. فرق لها كل طير الأيكة، ودمعت أعين الورد فاهتز الثرى، وسبح الشجر و أوب، فقد روته أدمع شقيقة.. فأخوة العبودية والمحبة والولاء لله.. تمتد لتشمل المخلوقات الأخر.

فزوجته موسوعة:
تفاعلها فيه ما كل يلزمه، كأنما هي أُمَّة يتعبد معها، تغنيه إن لزم الحال عن مجتمع!
وكأنما بعطفها وحبها وعطائها هي شجرة اليقطين الربانية الودودة، الشاملة الظليلة، الشافية المتآلفة كالكون مع المؤمن، المخلوقة له لتنبت عليه (الودود الولود) , مصداقا لقول الرحمن الوهاب " خلق لكم "... فحوله ودُّها، وقبله وِدّ الودود خالقها له! فلله الحمد والمنّة.

* زوج الأحلام ... ذو أخلاق ..وقور... تراه الملائكة قريبا أمله قليلا زللـه ...

*فتىً يبرّ أمه:

فدعاء الأم في حالة المرض أهم من الدواء، للثواب أو الشفاء.

*لا يركز بشعوره على شظف العيش ومشكلاته فلا يزداد غمه:
بل - رغم التعب- يتمتع معها بثراء المعاني، فتراهما يأكلان بالحب ويشربان الماء بالحب، يحمدان الرب و يشكران أنعمه، و يقتسمان مذاقا سنيا هنيا مختلفا لكل شيء مسته يد الحبيب وفمه، كما الحبيب و عائشة.
صلى الله على الحبيب المحب صلى الله عليه وسلم وءاله الأطهار.

ومن أجمل الأشياء أن ترى معجزة البركة في القليل كما و كيفا بلا حساب.

ورضاه بالمقسوم يعينها على الرضا، ولما علمت كم هو محب لها بكت.. ورضيت.

زوج الأحلام يقول:

أنام قرير العين لأني أرضيت خالقي قدر وسعي.

ماذا تقول! ألا يحزن هذا الفتى ؟

بلى "إن القلب ليحزن" ولابد له أن يحزن، فالدنيا دار الأحزان ، وحين ضاقت عليهم بما رحبت قال: سقطت الدموع، لا أقول ذرفت عيناي
أو انفجرت باكيا، أو انهمرت أدمعي.. بل صارت تقع وتسكب بشكل عجيب حقا، كأنما قناة دمع تسيل، وليست عينا تفيض، كأنما لا مفتاح لها، بل تكب كبا وربي...ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
وهذا هو الفارق.


زوج الأحلام:
من قوم يرون في كل صورة ألف معنى.. وقيمة.. فالعود الأخضر دنيا
ومدرسة، لا يمرون عليها وهم عنها معرضون، ولا ينظرون إليها وهم لا يبصرون، و كذلك كل حرف علوي رباني سامق.


زوج الأحلام:
حبيبته المؤمنة هي دواؤه.. لإيمانها، وهو دواؤها بفضل الذي جمع بينهما، ليعيشا في سكون، يذكران الله، ويذكران بعضهما به تعالى.

* يطمئنها على أخباره وحاله، ولايتركها أرقة عليه قلقة!

* ويقول عندها :
الحمد لله الذي ءانس بزوج من نفسي أسكن إليها، وأجد مودته ورحمته بيننا.


وكأنما بالاعجاب المتبادل بينهما هما في جنة مرسلة مبهرة ماديا ومعنوياً.

كفاني أن رأيتك قبل موتي --- لأشهد أن شهدك لا يبارى

وحينئذ يناجيها شاكرا نعمة المنعم الوهاب:
قلي لي , كيف يكون حمدنا وشكرنا واستغفاري.

*لا يشق على نفسه:
فيقول بقلبه

"هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج" , فلا نتكلف , يا رب ثبتني ...

*زوج الأحلام ثابت... ثبات المعتقد، لا تهزه فتنة، ولا يزعزعه اختبار:
فكما ثبت الصحب الكرام في اختبار تغيير القبلة، فهو ثابت ثبات الحقيقة ذاتها،
فهو من قوم قبلتهم في قلوبهم .."ليست في مراكز شهواتهم ".. جلية, منيرة, لا غبش فيها ولا حيرة, هي اختيارهم, لا تحيرهم .. قبلتهم هي نور ربهم , هي رضوان رب العالمين , مالك يوم الدين ..ربهم...

قبلة الصفاء ... قبلة النقاء.. قبلة الأصفياء.. قبلة الحب المستديم ..

هو من قوم صفتهم:
(في صلاتهم حانون أوساطهم , مفترشون جباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم..)
(منطقهم الصواب, وملبسهم الاقتصاد, و مشيهم التواضع ...)

*لا.. ليسوا رهبانا بل لديهم فترة ارتياح للبوح والحنين
فيقول لها:
لو كان للحب مرادف لكان إياك !
لكنها أشغال الرجال، في زمن قل فيه الرجال وكثرت الأشغال،
فلا تغضبي لانشغالي عنك:
يقول لها : لا تغضبي لانشغالي عنك.. فتقول .. وكيف أغضب وقد انشغلت بالعمل لمن رزقني إياك بفضله، وكيف أرضى إن كنت في شغل عن طاعته وحمده.

* ديدنه مراجعة الخطى والتصرفات على ميزان الشرع، والأولى وما يحبه الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم أولاً بأول ... اللهم اجعلنا مهتدين ...
واغفر لنا و أصلحنا ...

*زوج الأحلام يقوم زوجته بحب:
كوني كهذي:

كاعب جرت ذيول الأدب ... و تغنت بقريض العرب ...
يسير الشعر فإن مر على ... فمها عاد بنفح طيب...

* وحين يعتب؟ ساعة تبسم المغضب:
تكون الشكوى بأمانة حين يعتب, يذكر السلبيات والإيجابيات،
والموقف كاملاً ولا يقتضب.

* وإن سافر:
في كنف الله ظاعن ظعنا ... أودع قلبي وداعه حزنا
فإن نأت ديارهما قربت – كما هي – شواغلهما المرضية، بل وخواطرهما,
وقال : أتسطر حروف الحب من هنا لعندك ؟
أو تصير كبيرة دافئة كذلك!
أتذكرين حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها؟
تشاركا الإناء في الاغتسال والكوب في الشراب وموطن الشفاه في الطعام..
فأي حب كان..
ونحن؟
وددت لو نقترب في كل آن ومكان أو ألا تنامي في بلدة وأنا يقظ بعيد! أوأن تكوني هنا ولو في نومك لأشاهدك, وعجبت من هذه النعمة الجليلة من رب غفور شكور حليم.

ثم نسجد سجدة متجاورين، تفتح فيها محامد وشكر لله الرازق..
ثلاثة من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، وثلاث من شقوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء "
جعلني الله و إياك ممن هدوا إلى الطيب من القول و هدوا إلى صراط الحميد ..

أنت يا زوجتي العزيزة ظل ... مستحب في ربوة الأيام
غمر الروح في سكينتها الـ ... حب فطافت في عالم بسام



* زوج الأحلام , ليس عمياً عن فضلها :

يراها تمشي كأنما هي روضة تسير على قدمين, بحر هادئ به اللؤلؤ وعوالم النعم والمعاني, زوجة وعالمة..تقف كأنما لا تمس الأرض قدميها .. و يرجو الكل مقام الإخلاص، كي لا يكون حظه الثناء والعناء والسهر، فيحسبها كذلك ولا يزكيها على الله تعالى.


* فتى مؤمن لا تراه نادما على ما فقده باذلا من عمره وماله ومنصبه أومؤهلاته وممتلكاته، أوسائر ما أعتق به نفسه من النار، بل تراه راضيا ممتثلاً على كل حال..
وسائلا العافية كذلك، وإن كان لا يعبد على حرف.. بل هو من حروف العبادة حرف.

ويحادثها زوج الأحلام:
هذا هو الحب إذا.. حين تجد شخصا كل ما يشبه الغير فيه يختلف ... لا يختلف شكله ولا تركيبه، بل روحه و رونقه و أثره فيك، و مذاقه في نفسك، كل ما فيه وكل ما يمت له بصلة، وكل ما يلمسه، وهكذا كان حب الصحب للحبيب وحبه للسيدة خديجة صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم، حين رق قلبه لقلادتها حين ءاها بعد سنين من وفاتها... وهكذا حب صادقي المحبين وهكذا حبنا.. فقد رأينا الحبيب بأعين القلوب، وأحسسنا كم كان بنا رحيما.
* وفي البرد؟
ينام ملتحفا أهدابها ..

قالت :
قل في حبنا شعرا ... قال هذه قصيدة مفتوحة! تتفتح أبياتها الجدد مع تغريد الطير كل بكور كالأزهار، حين تصبحني بسماتك ومعاني الأذكار بصوتك. ..
حين تمرضه صابرة على مرضه يقول:
هذا هو العلاج بالحب... هذا هو التطبيب الجميل!.. تضيع مرارة الدواء بين إصبعيك ..
أريها السها وتريني القمر!

فهو يعلم نفسه كيف يحبها! فهي نعمة ربه، ويقلبها الله تعالى له جميلة! وحين يجتمعا تزول كل الآلام، وتأتي راحة عجيبة وهدوء نفسي فريد، ومتعة لقاء إنساني جميلة غير صارخة ولا محددة في لذة كما يتوهم بعض القوم، بل هي شاملة عميقة، لا تزيل الشوق! بل تحفظه وتزيده.

* فهل كل الصحابة أدباء أوشعراء وفرسان وأحباب في ءان واحد؟

نعم.. كانوا يجتهدون ويحبون ويرجون, ويتذوقون..يتذوقون الأدب إن لم يكونوا ينتجونه.
والآن؟ ..غرارون يبيعون الحب بسعر الجملة..
أما فتى الأحلام فيناديها صادقا.. أنت رفيقة دربي وأحبك ملء جفنيك.. ولا يمسح ما كتب إبان الخطبة بسوء فعاله عند العشرة.
الخير كله في ثلاث: السكوت والكلام والنظر، فطوبى لمن كان سكوته فكره، وكلامه حكمة، ونظره عبرة "
* يثبتها في محنتها ويعينها في مشكلتها:
لو كانت محنة مادية أو معنوية وقف بجوارها، فلو تعرضت لنقد أفهمها
(اعدلي داخل قلبك؟ لكي لا يؤنبك مؤنب على سيرك، وعلى التفاتك لحياة الخير ولشراكتنا الربانية، فهي أولى حقا نقلا وعقلا، و ليس للذة الحياة فقط.
وصلتنا عاقلة جدا! فالأخرة خير وأبقى.
وواضحة كذلك .. ومتينة كزوجين في واحد.
ولسنا نبيع الأخرة كأهل العلمنة، ولا نمارس التبرير والعقلنة! والشرعنة! لكل فعالنا القبيحة.
أما الراحة فهناك إن شاء الله..عند الله تعالى..
وذي عفاف راكع ساجد ... أخو صلاح دمعه جاري

"إذا ظفر إبليس من ابن آدم بثلاث لم يطلبه بغيرهن: إذا أعجب بنفسه، واستكثر عمله، ونسى ذنوبه"
ليت ربي يقبلني، ويكون حبيبي معي، ونشكر وتكون لنا الأرائك والسرر ولذة النظر.
فأي سكينة يفيض بها سبحانه بهذه الزيجة الجميلة.. فله الحمد.
ويقول لها أحبك مهما تقاربنا...!
ويقول لها زوج الأحلام : الحمد لله على ما مضى و ما بقي ..
في الأولى والآخرة.

ويبقى النداء:
قلبي يحبك.
زوجة الأحلام:
وأنت معها تجد نفسك -دون تشتت- بين جمال زيت الزيتون من طور سيناء -عند من يعرفون قيمته- و شعاع الذهب من شمس الشتاء- حين الحاجة إليها-
وخضرة الربيع المتدرجة بين الخفيف المضيء، والداكن الصافي وحمرة الورد الحية الرقيقة، وزرقة البحر الخفيفة، وبياض اللبن الجميل...
بعيدا عن كل زحام وغبش وضيق مساحات وضوضاء وغربة.


قلت من فرط حبي كيف احتفظ بك!
و تذكرت " فالله خير حافظا "
احفظ الله يحفظك , هو الخليفة في الأهل.
فعساه يعفو ويغفر ولا يشتتنا ويرحمنا ويكرمنا

هجر الرقاد و بات سائر ليله * في همة لا يستلذ بمرقد
قوم طعامهم دراسة علمهم * يتسابقون إلى العلا و السؤدد


زوج الأحلام يعالج فى بعض الزوجات نوبات قصور الفهم وموجات الحوار العقيم بالحلم الكريم والنفس الطويل و لطيف الهجر الجميل.


هل هو مقيم؟ أم مسافر؟ أم مسافر في ثوب مقيم؟
أصحاب الرسالة مهاجرون إلى ربهم..انظر وافهم.. سيدك لوط عليه الصلاة والسلام
لله درك كيف أنت وغايةٌ ... يدعوك ربك عندها فتجيب
قال زوج الأحلام:
من تقديره سبحانه أنه لم تمر فترة استقرار، كانما أحيا على سرج وأمرض عليه، فقد اخترت أن أنصب إذا فرغت..وهكذا أصحاب الرسالات.. واقرأ سورة الأحزاب.



* وعندما تبكى الزهور؟
لا يقسو..
ولا يغلظ..
ولا ينسى أبدا..أنها زهرة وليست صخرة.
يراها أوضح و أكثر و أحب مما يرى نفسه في مرءاته.
هل تعرف الحب الدافق .. هو ذاك.. بل هو نفسه..

من لا يعرفون ضوء الفجر وجماله وبرده ولا يختزنونه في ذاكرتهم لن يفهموا... ما كان زوج الأحلام منعما، بل ليثا حتى آخر رمق، ليس أنانيا وليس رائعا في ذروته فقط، بل في كل أرماقه راق، بطولته ليست عنفا فقط، بل نبلا و تحملا.. يجوع ليطعم الجبال فضلا عن اليمامات، فهو آخر من يشرب رغم ما به من أخاديد ورهق آلام، أو كبر سن.. "دونكم أخاكم " يعني - عليه الصلاة والسلام - طلحة "

وهذا هو أعلى حب!

زوج الأحلام يأبى إلا أن يكون سيدا نبيلا أفضل مما نظن ... وحياته يأتيها لله

زوج الأحلام لا يعارك نفسه، بل أنهكها فراضت وصارت عجينة في يده، يعبد بها طريق ركوعه وسجوده.

زوج الأحلام يدرك أنه زواج الأرواح ..
فالنفس روحك .. طيبة أو خبيثة، فأي روح ستضع ببيتك؟


كثيرا ما تتوه بنت في اختيار زوج الأحلام:
اختر الطريق تعرف الرفيق !
كي لا يقول لها يوما: هيا نرقص! بأجسادنا أو بأفكارنا.


ومن ثم يكون الرفيق محبوبا في سبيل الله ولحبه لهذا الطريق، ثم محبوبا لذاته، ثم يعيش الحب كيف يحب..
ولا يكون الصراع بين حب وحب! حب القضية وحب فتّانة عنها.
وهذا الحب الشامل هو الحب!
زوج الأحلام: الحب حرفان.. حاء وباء، أنا وأنت.

فتجيب:
سَرَّكَ مولاكَ وربك بسعادة الأبد.
أرأيتهما؟
إنه زوج الأحلام، وليس زوج الآلام...
ينشغل عنها؟
نعم، ويقول:
أحبك...
وغيابي ليس معنويا...



* صدر يتسع لقلب كبير... :
يقول لها لو أخذت قلبك فنبض داخل صدري ما أحس وحشة! من أضلعي وأنفاسي ولحمي ودمي وعصبي وروحي...
ولا أحسست أنا أن قلبي تغير، بل سأطير حبا، وسيضخ ودا وحنانا أحمر وسينبض كما نحن الآن..

فتى حيثما مر ترك رائحة الحكمة والعبقرية والإتقان مهما بدا للعيان.

إن غاب قال أعد أسماء الأيام حتى أراك وأستطيلها! أستثقل الأيام والأوقات كأنما تمر وأنا بانتظارك وهي واقفة، وأعجب من أسماءها، كأنما أريد كل يوم يوم رؤياك .
فزوجك في أبحر من فراغ موحش خاو، وعدم ارتياح لا يعتقه حين يغيب الحبيب.



فولاذ هو؟
حين ينهك، حين يتعب.. لايهن.. بل تتمدد روحه لتروح عن بدنه!

مازلت و إياها مذ اختط عارضي -- كروحين في جسد و ما نقضت عهداً

أجمل شيء أن يكون من تحب كما تحب، بل كأجمل ما تحب.

* زوج الأحلام: عظمته في صفاء فكرته ونقاء فطرته، وليست في عبقرية ونبوغ خارق دوما, في تواضعه لربه في كل أحواله، وليست في سلطانه, في حبه للحق والخير والحكمة , فهو بهذا الحب بهيّ سنيّ زكيّ طيب, في غناه عن الدنيا، وليست في غناه منها, إذا جاءته طيّبة تسره, وإذا أعرضت عنه لا تضرُّه, فهي في الحالين لا تغره.

أرأيت علياً وفاطمة - رضوان ربي عليهما - في غرفة مسكينة الأثاث، ملابسهما هي أثمن مفروشاتها، قد يراها منافق ثري فيزدري ويسخر،
وإذ به يأوي إلى قفصه الذهبي فتنفر اليمامة ويزمجر, ويمضي ليله يلمع في القفص, أما هما فيسبحان.

الفوائد العلمية ! وتتبع الغرائب

من حوار للفائدة:
بعضهم يكتفي بقراءة ما يعتبره فوائد وملحا علمية، ويبثها، دون النظر في تعقيب العلماء عليها -غير  الشيخ الذي نقل عنه -  ودون النظر لمواقف المتخصصين سواه من قبول هذه القصص والفرائد أو ردها، أو دون النظر لجمعهم وتوفيقهم بينها وبين غيرها ووضعها في سياقها العام ونخلها، وبهذا يتحول هذا القارئ  إلى حاطب ليل، وحاطب الليل هو من يخرج لجمع الحطب ليوقد النار ليستدفئ ويستضيء، لكنه لم يجمع حطبه وهو يبصر جيدا، فتارة يمسك خشبة وتارة بعرة وتارة ثعبانا،  وتارة كذبة وفرية، وهذا المتسلي مع إفنائه دقائق عمره خلف الطرائف والمركزات، تراه يعرض عن بذل تلك الدقائق في سبيل التعلم المنهجي، ودون أن يسلك طريق ترتيب العلم المناسب للواقع، ودون البدء والتوسع والتحقق قبل البث، ويضيع أصول العلم، التي بدونها ستظل لديه فجوة عقلية ومعرفية، ومن ثم تطيش أحيانا تحليلاته وانطباعاته.

السبت، 13 فبراير 2016

حول آليات الديمقراطية والفقه الإسلامي:


* الزعم بأن الفقه لم يوافق المنطق في كذا، هذا وهم مزدوج، لأن أي باحث
سيجد في المراجع والسير :
أن الفقه أكثر من رائع في مراعاة العقول والأحوال والتغيرات،
وأنه متسع ومرن جدا ويفسر الحكمة والعلة قدر الوسع، رجاء الوصول للرضا
الذي هو غاية النفس،
كل ذلك مع مراعاته لثوابت رصينة وربانية، وبضوابط عقلية بدهية،
وسيجد الباحث أن الفقه الإسلامي قد سبق من بعده! وتحاشى زلاته التي تمرض
الأرض والبشر وتزكم أنوفنا،
وأحاط بما قبله من تراث ونقده جيدا،
والعبرة بالإحاطة والإدراك قبل النفي وأسهل شيء النفي...

وسيجد الباحث أنه لا شيء اسمه قائمة المنطق! لنسود بها ما خالفها، وإلا لما لزمت المؤمنين الأبحاث
لتقصي منطوق ومراد الرسالات والمناهج الربانية،
ولا لزمت الملحدين محاولات بلورة المناهج المادية المعاصرة وتطويرها، ونخل الأفكار اليونانية وغيرها
ولاكتفى كل بهذه القائمة بالمنطق، أو بكتاب المنطق الذي لا مفهوم له ولا اتفاق عليه ولا تفصيل فيه..
وساعتها نعلم على كل شيء هذا منطقي وهذا لا...

الانبهار بمخرجات الحضارات اللادينية والوثنية البعيدة عن قيم الرسالات الكبرى الثلاث
وميراث النبوة فيها قد يؤدي إلى التقليل من شأن الوحي

نظام الحكم فرع بسيط من إعلاننا لمجموعة القيم الحاكمة، ومن تصورنا للهوية ودورها،
ومن رؤيتنا للدساتير وللمرجعية والحوكمة التفصيلية وللأعراف المستقرة، ومفهوم
المصلحة...والأمثلة على تناقض الديمقراطية هنا عوارها مهلك وليس مجرد سلبية..
وفرع من اختيارنا: النظرة المادية أو النظرة الربانية الشاملة للمجتمع.
ولا يوجد بين بين ...
فإذا كانت ديكتاتورية السوق ورأس المال وملاك الإعلام واللوبيات في مقابل
ديكتاتوريات العنف الداخلي أزمتهم فهما وجهان للشيطان..لا يحملان آليات
لمعايير الإصلاح الشامل للأرض وللنفس والمجتمع، بمفهومه الإسلامي الشامل طبعا..

لا ينبغي تسطيح لفظة الديمقراطية وكأنها مجرد إجراء ورقي لتحديد عدد الموافقين،
فلو كانت هكذا لما زادت عن الانتخاب في
بيئة ما، وهذا تم إقراره قديما، وجرى مثله في حضارتنا كما في استخلاف
سيدنا عثمان، وحتى في الغرب تطورت لديهم الفكرة من عدم أحقية المرأة أو كونها بنصف صوت أو
كون المتعلم ليس كالجاهل وغير ذلك...

الحكم المقبول إفراز لحالة من التراضي النوعي، ومسألة
أهل الحل والعقد، أو مصطلح نقباء القوم، كما كان مع قوم موسى عليه السلام،
أو مع نقباء الأنصار أو لفظة العرفاء والخبراء ووجوه القوم وو...،
وكل هذه التعريفات هي إفراز تلقائي وبالتراضي الكيفي والكمي وبالحجم والتأثير،
وتنظيمه ليس بمشكلة أبدا..فهي مسارات تصحح ذاتها في كل أرض.
إنما تنزيل آليته بالمسطرة، وكقالب على غير واقع قومه، وفي غير المرحلة التي فرغوا منها هو المشكلة،
فالعقيدة والمنهاج والثوابت أولا، ثم صلاحيات الأشخاص المختارين، ثم آليات استخلافهم.

المشكلة في اعتماد الألفاظ والاصطلحات والأسماء والأوصاف الغربية، ثم الزعم بأننا نزعنا منها السمية،
فهي كلمات لا تعبر إلا عن فلسفة فكرية متكاملة من وجهة نظرهم،
يسبقها تحديدهم بعقدهم الاجتماعي وصبغتهم لما يمكنهم تغييره وتقنينه،
ولما هو فوق دستوري وما هو دستوري ليس لهم العبث به أو تعديله
إلا بالعودة بمعايير مختلفة كما وكيفا في نسبة الموافقين

*التغاضي عن نتاج الديمقراطية وكأنه سلبية بسيطة،رغم ما نراه من عذرهم
بالجهل!! وهم يدمرون العالم كله بدعوى أنهم كمواطنين ودافعي ضرائب ومصوتين
مغيبون ومتقوقعون من ناحية الإعلام الخارجي...لهذا لا نلومهم وهم يريقون
دم الأرض كلها ويسرقون الأمم كافة ويستنزفونها ويقوضون الإنسان داخلهم
بكل أنواع اللهاث الشهواني والمادي، ويعبثون في الثقافة العالمية بمثل هذا الضرر
كل هذا انحراف جسيم لا ينبغي تجرعه كأقل المناهج في السوء!..

الإخلاد إلى الأرض..مادي ومعنوي وعلمي وعملي

بعضهم يسقط سريعا وبعضهم  يسقط قبل أن يرتفع...
يخلد إلى الأرض ويؤثر الجهل والانتقائية قبل أن يمتع بصره وعقله وروحه بالإنصاف ونور العلم...
"العي" هو الجهل المحض الذي يرفعه السؤال ويزيله التعلم...
وأما الغي والجهل المركب فهو أن ترفض الاعتراف بأننا لا نكبر على مراجعة قلوبنا ونياتنا ومعارفنا ورؤانا، وعلى السؤال والبحث ثانيا وثالثا...   

الجمعة، 12 فبراير 2016

هذا البيت من القصيدة الشهيرة ينطبق على #جنيف ، وعلى أهل التعويل على النظام الأممي!  الذي فكك بلادنا واقتسمها، هو نفسه… ، والذي حل محل الاستعمار الكلاسيكي...
ومن يستجير بهم عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار، بل وبأهل النار، ولم ينل الفلطسينيون ولا العراقيون منهم خيرا ليعطوا للسوريين وبقية الأعاريب شيئا، ولا أي شيء… وكان النصح لكم سابقا برعاية الغنم بدل رعاية الخنازير، وبمعاداة من تزعمون أنه صاحب المؤامرة بدل الارتماء تحت نعاله والتهريج مع أذياله وحباله كما تظنون، لكن… حتى رعاية الخنازير ليست معروضة عليكم حاليا… سحبوها من على الطاولة مؤقتا..

الهوى والشيطان


على المستوى الفردي والجماعي:
"هربوا من الرق الذي خلقوا له ...
وبلوا برق الهوى والشيطان..."
اجتماعيا وسياسيا كذلك في شتى بلداننا وعواقلنا:
"الناسُ جارٍ في الحَياةِ لِغايَةٍ * وَمُضَلَّلٌ يَجري بِغَيرِ عِنانِ "
وهو ضمن مفهوم الدين كمنهاج ونظام حياة وطريق للروح:
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم:
(...كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) صحيح مسلم

الخميس، 11 فبراير 2016

تغريدات حول الشرع الشريف من حوار خاص:


تغريدات حول الشرع الشريف من حوار خاص:
*كل الخلق مطالبون بالحق، بالعقيدة والشريعة..
* الشرع تكليف وليس مصدر رزق، ولا هو للمتعة الذهنية ..
* الشرع ابتلاء واختبار وأمر وتعبد، وليس اقتراحا من شريك لك ولا هو للاستلهام، بل هو للتنفيذ، ما دام متحققا بضوابطه ومناطه وواقعه...
* الشرع ليس لتحصيل المنفعة الخاصة، ولا المنفعة الدنيوية عموما ولا على طول الخط وباضطراد… كلا ، هناك مشقة وتعب أحيانا…
*وهناك تضحيات أحيانا، وهناك حكمة قد لا يقصد منها ما تراه صوابا بعقلك في مشهد الدنيا القصير العابر، ولا ما تراه مريحا ،
* بل هناك حكمة قد يقصد منها أن تذوق طعم البذل وألم المحب، لتصدق بروحك عمليا دعوى الحب والود، وتذوق ألم الخاشع الوجل، لتصدق دعوى الإجلال والخوف والتعظيم ..
*وأحيانا تكون الحكمة من الطاعة أن تحقق عبودية القلب في الصبر والرضا، وفي التفويض والامتثال والإذعان فقط، ولذاتهم فقط أحيانا..أو فيما يبدو لك…
* فلو كان كل شيء من التفاصيل لذيذا ومحققا لفائدة عاجلة بينة منطقية لما تحقق هذا المقام..
*ولما كان هذا من كمال الخضوع والتسليم والإيمان بسعة علم الله تعالى وحكمته، بل لربما كان حرصا على اللذة والقوة ،
*الشرع تنزيل للطاعة والتسليم والانقياد والالتزام،
*الشرع يمنع القوي من بعض رغباته وبعض مساحاته ليراعي الضعيف في المجتمع ...فهو يراعي الضعيف نفسا وبدنا ومالا وعقلا،
* مفاسد فتح باب الاستثناء في التشريع أشد من ضرر كبح جماح قلة من العباد
* لم يكن هناك تشريع خاص للمحسنين باستثنائهم من غض البصر ..مثلا..لكون نيتهم سليمة.. ولا من الخلوة لكونهم أطهر من أن تضرهم.. مثلا..
*ولا استثنائهم من النهي عن الحوم حول الحمى لكونهم يرفضون الفواحش والقذارات في جاهليتهم وإسلامهم..
*هكذا التعامل مع قضايا المجتمع الثابتة عبر الزمان، رغم تغير الأدوات، فالنوازع الإنسانية لا تتبدل، كأمر المرأة في خروجها من بيتها وفي التعدد والقوامة والتستر والتحشم..
* فالبشر في المواقف إما كرام متعففون أوفياء يطيعون لذات الطاعة، دون سؤال أصلا.. أو بعلمهم أنه مقام امتثال وتذلل … ، وإما مخلطون أو مقتصدون تحفظهم الطاعة من السقوط والتفلت وتصونهم وهم يعلمون ذلك..
*وإما يكونون ممن ظلموا أنفسهم، ومرقوا من الدين والركب وتخلفوا عن القافلة والموكب، ممن ردوا الكتاب ونكصوا على أعقابهم وارتدوا على أدبارهم..
* من ثم فالتشريع يضبط المجتمع كله، فهو قانون للمجموع أيا كان حاله وقلبه وشخصه،
*ولو قسم الشرع وفصل كمستويات لفسدت الأرض، ولاختلف الناس حول أحقيتهم في التعامل كأتقياء أنقياء كوامل… فكل يقول أنا من الأبرار أسقطوا عني هذه المرحلة.. فإما أن تقر وتذعن وإما أن تمرق وتنفر..
*ما يشرع فقد شرع لضبط الناس حسب طاقة الأعم الأغلب ولمراعاة خلقتهم، ويبقى الشواذ المستحقون للعقاب ولا تسير السفينة بسيرهم، ..
*ما يشرع هو ما يصلح الجميع كمجموع ويتكافلون فيه ويتراحمون ويتحملون معا لتسير بهم السفينة… وهناك شذوذ آخر لا تسير القافلة بسيره هو شذوذ المغالاة والتشدد ..وكلاهما مردود...
الشرع قد شرع للناس بعد ذلك كله ليسترهم ويحفظهم من شرور أنفسهم ومن شرور غيرهم في حالة ترك الشرائع والآداب وذهاب العهود وموج الدهماء ..
الشرع هو ما ينبغي .. وكل مبتلى بالطاعة.. ولا يتحرر من التكليف أحد ترفعا وتأولا لعبور قنطرة التقوى ، فالمتقون مطيعون، ولا يسقط التكليف لمكانة أحد ولا لعقله وخلقه.. وإن ظن أنه متحقق بالقرب من الكمال وهذا الظن بذاته قد يكون نقصا في الحكمة...

الأربعاء، 10 فبراير 2016

عصافير الطفولة

المحامد 1

حمدا لربنا الذي ألهمنا جميل حمده، وعلمنا أنه أفضل شيء نتصبح به

شياطين الإنس

"ترى السفيه به عن كل محكمة زيغ * وفيه إلى التشبيه إصغاء"

• بعض  شياطين الإنس من ضمن علاجهم الإعراض وليس غير ذلك.

• بعض الشياطين يقسمون أنهم من الناصحين، فهنا يدعي الخيرية بالتوكيد والخيرية في الغرض.

• تركيزهم على الدنيا وعلى أحلامها أحيانا، وكأنك مخلد فيها، وبعضهم يبيع لك السم في علبة غلافها ديني.

• بعض الشياطين  لصيق فردي بك، وقد تظنه أحد خلانك، يوسوس ويخنس.

• وبعضهم تفرد له مساحات زمنية رسميا ليحتوشك.

• شياطين الإنس  يزخرفون القول  "وقد سمي الذهب زخرفا"، ويغررون بالمظهر، فمظهرهم خادع، إما أنه مصطنع للسمت والهدي الظاهر دون مخبر نقي، أو أنه جمال صناعي بالمطلق، طلاء وأصباغ فوق زيف وغدر وعصيان وتغيير خلقة ومؤثرات للبهرج والوهم، ويشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ويلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق.

الثلاثاء، 9 فبراير 2016

دعاة الضياع .. دعاة الترقيع

دعاة الضياع .. دعاة الترقيع
"فلان يهب مع كل ريح،
ويسعى مع كل قوم، ويدرج في كل وكر، ويطلع
كل ثنية."
وقالوا :
" فلان يأكل مع الذئب ويزمر مع الراعي"

*مشكلة هؤلاء الدعاة هي مشكلة الطبالين من كل الفرق :
تسطيح للواقع وتغاضي عن أصول المشكلات،
ومعها تسطيح للعقيدة وتزييف للمنهج واختزال للأخلاق،
وليست مشكلتهم في التكسب والتحلل الأخلاقي فقط...

فالنظارة والمعيار بهما خلل، والضمائر كما هو واضح أدناه..
ملاحظة
*أي إصدار جديد لدعاة الضياع والترقيع لا يحل له المزايدة

الاثنين، 8 فبراير 2016

الحب الخالص والمحبة الكاملة

"الخوف والرجاء زمامان يمنعان من سوء الأدب".

وقالوا:
"المحبة ميلك إلي المحبوب بكليتك، ثم إيثار له علي نفسك وزوجك ومالك، ثم موافقتك له سراَ
وجهراَ"....اللهم ارزقنا حبك

"الخالص من الأعمال ما لا تحب أن يجدك عليه إلا الله تعالى". اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعمل وفيما تخط اليد، والتوفيق للمتابعة والبصيرة بفرقان من لدنك يا رحمن

الأحد، 7 فبراير 2016

أشباه الأدباء !

رأيت نتاج بعض أشباه الأدباء المخنثين في معرض الكتاب، وذكرت هذا الذي وجهته لآبائهم منذ فترة:
** إن الفراشة تختار حياتها..
تعيش وسط الأزهار ولا تقف على الأقذار.
وهذه هي الحرية المسبحة:
أن تنتقى أي زهرة نقية تشاء، أما السفه فهو أن تحمل على رأسك العذرة القذرة، ثم تجوب ملوثا قائلا : "هذا رأيي ومزاجي، لا تحجروا علي، لا تعطلوا حبى "

هذا ليس حقا لك: أن تسعى لنشر العطن المرضي والميكروبات بأفنيتنا .

ليس الذوق نسبيا في المطلق، ولا الأخلاق... ولم يكن للتحرر أن يكون كذلك

إن الفضلات لن تكون نوعا من المذاقات المقبولة والتنوع البشري لمجرد أن مجنونا اتسخ بها وأحبها، ولطخ بها وجهه وهواه، وسعى لنشر الأمراض والعفن والشرر المجتمعي والأسري.

مصاحبة اللئيم النجس ليست خيارا بل هي ضرر معد:
"نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة " رواه البخاري ومسلم – رحمهما الله –

وها هي بلدان بدعوى الحرية تقر كل الموبقات ثم تنفق المليارات لعلاج أمراض الحضارة العضوية والمجتمعية التي تتساقط داخلها وتصيب بقية البلاد معها، وهي تعلم أن هذا المسلك خلاف وصايا الكتب التي بين أيديها، خلاف التوراة والإنجيل اللذان بين يديها مهما قيل في تفاصيل توثيقهما، فهل من العقل أن رغبة شاذة لقلة شاذة ينبغي السماح لها لتتلف الأنفس والضمائر والحياء ونمط الأسرة، أي فلسفة تلك التي تقوض الإنسانية، وتبدأ بانفراج وتنتهي بتفسخ.

النعجة الجرباء تعدي كل القطيع - مثل انجليزي

أريكم آخر الطريق الذي بدأتم أوله، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم..
ولم أدعكم لسجن رغباتكم بل لتهذيبها، ولا تقامروا بالمرأة ..كفى، قسوت حزما لا انتقاما والله يعلم

هي في ديننا حرة..كانت تعمل بيديها أحيانا وتتاجر وتقول الشعر، وتخرج بعضهن في الجيش، لكن في إطار متكامل، وكانت تعلم الرجال: انظر الراويات من النساء، وانظر المعلمات منهن للكبار وتأمل في كتاب "الزيانب" وانظر الطبيبات من النساء، لكنها كانت محتشمة في أخلاقها وليس فقط في شأن جسدها، ولم تكن تخضع بقولها لغير حبيبها حليلها.

فهل لابد أن ترى عورتها لتقر أعين؟
أن تحدثكم عن الجنس لتكون لبقة؟

هل قال سيدنا المسيح عليه السلام ذلك، أو قالها نبي الله موسى عليه السلام؟
هل قال العقل أن نكرر خطأ الشذوذ، والخروج على الفطرة الذي ارتكبته أمم ترون نساءها عاريات كما ولدن؟

من قال إن المرأة المؤمنة لم تكن حرة؟
بل إسلامها حرية مسؤولة..حرية فكر وتصرف، حرية اجتماعية وعملية متوازنة، وكانت المرأة فيها رائدة نفسها عند اللزوم، فهذه رملة بنت أبي سفيان سيد البلد.. خرجت عن طوعه باختيارها، ولم تبق في سلطانه
بل وسافرت وتزوجت دونه ودون أهلها، واختلفت معه وتحملت قرارها، واستقبلته باستقلالية حين زارها وبلا انكسار، وطوت بساطها! فهل هذه امرأة مكبوتة؟ أم قوية بإرادة حديدية وبروح عالية.

الله الله في أنفسكم ..في البنات..في تأثير أدبكم على الناس..

رب أعوذ بك أن أخسر حياتي ومماتي , أعوذ بك أن أخسر حياتي عندك، محياي ومماتي لك , آتني في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة..

السبت، 6 فبراير 2016


"لا تيأسوا أن تستردوا مجدكم… فلربَّ مغلوبٍ هوى ثمَّ ارتقى…

مَدَّتْ له الآمال من أفلاكها…
خيطَ الرجاء إلى العلا فتسلَّقا…

فتجشَّموا للمجد كلَّ عظيمة…
إني رأيت المجد صعب المرتقى… "

والسياق لا يخفى عليك من سورية لمصر من المطرقة ومن السندان ومن المطروق.

الثلاثاء، 2 فبراير 2016

ثلاث سنوات... من جنيف لاسطنبول:
محليا وعالميا.. لا مجال للتورية، وسنة الصراع ماضية في الدنيا،  وهذا عادي جدا
ودواؤه الصبر ككل محطات التاريخ، والقصد أن تحاشي ما لابد منه مستحيل ، وتحاشيه، بالتنازلات والتبديل، وبادعاء مخادعة الآخر- للانقضاض عليه- هزل كبير وتبديد.. وهذه من الأشياء التي لا لون رمادي لوجه من وجوهها.. ولا ألوان غير الضدين.

تأويل السلف

ذكرى تغريدات لطلاب العلم :

**طريق التأويل بعد الفعل بحر لا ساحل له..

وقد كان منهج السلف معلوما لا مبهما ولا نخبويا وراثيا في مادته ,

كان الثقات  يقولون: يمكن كذا بحدود كذا ....وكان تأويلهم سابقا لا لاحقا, وكان تأويلهم متوقعا لا مذهلا ولا مستغربا ولا مستهجنا......

وكانت ضوابط تأويلهم معلنة ومفهومة،  أصولا وفصولا, لا مفاجآت ولا صدمات ولا غموض, ولا احتكار للحقيقة ولا للفهم والاستنباط والاستدلال, ولا طلاسم تستعصي على التببين والتفصيل, أو تستعصي على الكتابة للكافة,

خطوطهم الحمراء ظلت حمراء, ولم تتلون بلون ثان, ولا تم زحزحتها شيئا قليلا..

لهذا حين أكره من أكره قديما لم يقل بعدها: صفقوا لي, ولا قال: ليس بالإمكان أبدع مما كان, ولا قال: لقد فعلت الصواب, وقد اجتهدت كصلح الحديبية،  ولم نشهد استدعاء فقه جديد, أو معتقدا يختلف تطبيقه خلال عقد من الزمن, ويختلف فهمه عن ذي قبل, ثم استدعاء ممارسات تستدعي اختلاف الواقع, رغم كون الواقع هو هو, لم يتغير,

ولم نشهد لدى السلف،  أحكاما وتصورات تبني على الثقة وحسن النية, رغم كون كل الفرق الضالة ليس لديها سوى الثقة وحسن النية! وتقديس الأئمة وعصمتهم!!! والأمل في التغيير بطريق التبديل! بتبديل الطريق! ...وليس هذا ما كنتم تنادون به في أول الطريق...