الجمعة، 17 يونيو 2011

الإسلام والثورة (2)

الإسلام والثورة (2)
د. إسلام المازني
6/15/2011


تأييدنا للثورات لا يعني تأييدنا لكل جوانبها، فهي حراك به خلط، من وسط بيئة هي أصل الخلط والخبط والضلال الممنهج قسرا وبالإغواء، وقد نوهنا لأن مطالبها لا تقيم دولة الحق والخير، لكنها خطوة ليفيق الناس، ويصبح لهم حق التفوه والتنفس والتفكير
وتأييدنا للثورات لا يعني تأييدنا للمجالس الانتقالية الحكومية الجديدة
لكنه تأييد للحياة .. ومن ثم ندعوا الأحياء لتقوى الله.. "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره"
تأملوا معي هذه الفقرات التي وصلتني من دراسة عبر البريد الالكتروني لتبين حجم التدخل الموجود
والخلل المتوفر أصلا
لكي لا يخوف مخوف بالتدخل أو بفساد أكبر

((
1- حرب العراق على الكويت وتدخل الأجانب ودخول القواعد العسكرية
الى بلدان المسلمين واحتلالها من جديد تحت مسمى
تحرير الكويت، حيث ربضت هذه الجيوش في السعودية وقطر والبحرين
وفلسطين التاريخية – النقب - ودخلت الجماعات الاسلامية
في جدل فقهي حول الاستعانة بالأجنبي لما ينتهي بعد ، وكان سببا
اساسيا في انشقاق الحركات الاسلامية في بعض البلدان .
2- سقوط العراق بمساعدة أجنبية وعربية رسمية
تورطت حنى النخاع كسوريا والاردن
ومصر والسعودية ودول الخليج وعلى راسها قطر
والامارات- المارينز قواعده في قطر والبحرية الامريكية
واسطولها السادس قواعدها في البحرين ، وقوات
كبيرة من الجيش الامريكي تربض في
الاراضي السعودية كالخبر والجحفة وغيرها- وداخلية وانكشاف
المستور من حجم العملاء وتورط ساسة وعلماء شرعيين
وعلميين وعسكريين وخروج الطائفية الشيعية من قمقمها
ليتحول العراق الى مذبحة لشعبه ولتسيطر على مقدراته عصابات صهيونية
وامريكية وعربية وايرانية ، حتى قيل ان العراق اضحى مرتعا
لاجهزة المخابرات العالمية وعلى ارضه تتم صراعات
هذه الاجهزة التي نقلت عملها من افغانستان الى العراق .
3- الحرب على غزة عام 2008/2009، والتي كشفت بالكامل
حجم خيانة الأنظمة العربية وتورطها بشكل أو آخر بجريمة
إبادة الشعب الفلسطيني الذي ارتضى نهج المقاومة.
حرب غزة كشفت الكثير من مساوئ الأنظمة العربية سواء
كانت مرتمية بأحضان الغرب أو ما زالت تتشدق بثوريتها..
الجميع سقط في الامتحان وحتى بعض الحركات
والجماعات والفرق الاسلامية بما في ذلك المؤسسات الدينية الرسمية

**
الخطاب الاسلامي المعاصر ترك الانظمة في العراء وكشف عوارها وما عادت تنطلي على الشعوب لعبة الارهاب والتشدد، والعزف على حبال الخلاف بين الاسلاميين وغيرهم.
لقد كشف الخطاب الاسلامي حقيقة الغرب والعرب على حد سواء وحدد هذا الخطاب عدة مكونات كلها تظافرت لهذه اللحظة التاريخية الحاسمة التي انطلقت من تونس وما زالت تتحرك في ربوع العالم العربي.))
انتهي النقل الذي بين القوسين
**
أيتها الشعوب التي خرجت .. اصبري.. الوقت في صالحك أنت..
هناك أناس عميان لأنهم يريدون أن يكونوا عميانا، وهؤلاء لا تأس على نتيجة الحوار معهم..
هناك أناس لا يرون في كل شيء إلا أسوأ ما فيه، ويجعلونه هو كل ما فيه!
هناك من يرى الثورات سيئة، لأنها لم تناد بالحق كاملا، ولابد أن نقول: لن نكون
مسلمين حتى نكون بشرا.. ذوي عقول نحترمها نحن، وكرامة إنسانية
نعرفها لأنفسنا"كما كان الأنصار والمهاجرين لهم شيم واستقلالية عقلية ونفسية وروحية"
وذوي إرادة وهمة واستعلاء، والثورات خطوة في طريق عودتنا للآدمية، التي فقدناها مع فقدنا لقيم الإيمان ومعالمه وحدوده بعد ذلك..وعشنا في التسخير
والتقليد الأعمى والتبعية الذليلة..داخل بعضنا ثم منا لغيرنا..
أيتها الشعوب التي خرجت .. اصبري.. الوقت في صالحك أنت..
الوقت ليس مع فرعون وهامان وقارون
بل ينقص فرصهم، ويقلص قواهم.. أنت من يلعب بأعصابهم وتماسكهم.
اصبري.. فالوقت -كذلك -يجعل ثورتك فيما بعد إن شاء الله أكثر زخما وثروة، وأكبر رصيدا معنويا في قلوب من يعرفها، ومن عاشها، ومن ثم يحافظ عليها.
اصبري فإن عدت ستتجرعين ما تهربين منه إن جزعت
اصبري.. فالوقت تربية معنوية وقلبية، وبدنية مادية! ومجتمعية! وتآلف وتهذيب للجموع
لتتعلم كيف تعمل معا عملا جماعيا رغم الاختلاف والغربة، وتتدبر مصيرها، وتعرف
صاحبها من عدوها في المجتمع الدولي والمجتمع الداخلي، ولعلها ستتأمل الأن وليس غدا
وتعرف ربها حق المعرفة، ومن ثم تفيق لتبصر حقيقة كونها وغايته، فلا
تخرج إلا وقد رسمت طريقها، ووفرت كثيرا.. فلن نخترع منهجا وفلسفة ودينا جديدا
فالثوابت البشرية ستظل ثوابت" الحقائق الكبرى وعالم الروح والنفس ورغائبها"، والمتغيرات
ليست هي المحك ولن تكون..

**
"أربابا من دون الله"

نرفض عبادة الكبار وعدم تخطئتهم في كل دين.. ومبدأ التعصب لكبير
الطائفة عموما نستنكره عندنا أو عند غيرنا ... تأليه البشر وعصمة منطقهم أو فهمهم وتقديرهم فضلا عن تصرفاتهم ...كله مرفوض ..لا في الدين ولا في الدنيا وعلومها التجريبية..
ولا اعتراف بحق الفيتو لأحد! ولا احتكار حق تفسير القانون والقرارات الدولية والمحلية! والفتنة الداخلية والدولية تحل بمحاكمات علنية.. وشفافية •

**
"تخرج الحي من الميت"

"الحَقُّ فيهِ زَيتُهُ، وَفَتيلُهُ .. صِدقُ الحَديثِ وَنورُهُ الإِصلاحُ"

*لقد بدأنا نعود من التيه،وسرنا خطوات على الطريق، أفقنا ويممنا وجهنا نحو التطهر والتغيير...
قضت المحن على الفرقة المفتعلة، وعلى كثير من الفتن الإعلامية، وقربت
الشعوب من بعضها، اللهم أتمم لنا نورنا وبصرنا السبيل وبلغنا رضاك
علمنا ما ينفعنا لكي لا نخرج من ظلمات إلى سراب ءاخر، ندور فيه أعواما وأعمارا..
أو إلى زيف حضاري أجوف فقاعي بارد، نتحول فيه إلى ءالات منتجة، أو وحوش
بلا روح، وأشباح بلا حس، أو حيوانات تعب وتلعب، وترتع ولا تستشرف
ولا تتأمل، ولا تعرفك سبحانك..
ولا تراك في كل شيء، ولا تصل إليك، ولا تستبصر غاية ولا نهاية
ولا هداية! فتحيا بلا إله يحب ويتبع هداه، وهي لا قوام لها طرفة عين دونه تبارك وتعالى..
ومن استغنى عنك طغى وأوبق نفسه

*الحكمة والتعقل وحسن الفهم من أنفس الأمور فقد يؤذي المرء
نفسه وقومه بأشد مما يفعله به أعداؤه بقصور فهمه.
*الحكمة لا تعني ألا تدفع ثمن مواقفك، وثمن أفعالك، وثمن الشرف!
الحكمة لا تعني ألا تفعل شيئا له ثمن يدفع!
وألا تقف دوما في الجانب الرمادي! بلا موقف..
وأن تتكلم حينما يكون التحدث مغنما! ومسموحا ومطلوبا! بعد الثورة.. ولا تقول ءاسف!
أسفت لصمتي بينكم..
الحكمة لا تعني أن تكون واقعيا-بمعنى: نفعيا ماديا أنانيا- وتلغي
الكرامة والشرف من حساباتك، ومن رؤيتك للكون أصلا، وتعتبر
الحق والمبادئ والمثل عواطف جياشة... من نسي الله تعالى
سينسى الأخلاق والقيم والشيم، وسيبيع ضميره وجسده وجسد أمته، وسيبرر لنفسه كل
دناءة، ويمنطق كل تنازل لأنه يعبد الحياة والمصلحة والراحة الشخصية




"قريش عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم أمورا كالملك ، والمال الوفير، وحلولا وسطا لتبادل عبادة كل إله سنة، وأحيانا مجرد ترك جزئية واحدة فرعية مثل عمل مجلس للأغنياء ومجلس للفقراء وساعتها يوافق كل السادة والكبراء والرؤساء على الإسلام، وهذه صفقة تعتبر رابحة مقارنة بما نتحدث عنه من تنازلات، و كان بإمكان النبي صلى الله عليه وسلم أن يرضى بهذا الخيار، في الوقت الذي يسعى فيه إلى الوصول بهم إلى ما يريده وكف الأذى وفسح المجال للدعوة، لكنه لم يفعل ذلك وكان عمله وعمل كل الأنبياء صلوات الله عليهم دوما بعكس الأسباب، وفي ظروف يظن الناظر أنها مستحيلة وببداية فردية بسيطة أمام هول كبير، لكن التوكل والاستمرار واجبان والنتائج من قدر الله"
"التدرج في التأهيل والتوعية والإقناع وفي توفير الظروف الملائمة، ولكن عرض العقيدة والشريعة يكون كما هما في صورة التنزيل الأخيرة الناسخة لما قبلها، فهذا هو الدين الذي كمل وتم ولا يصح انتقاصه، ومن رفض الطاعة التي هي تنفيذ السمع فقد رفض مقتضى الشهادتين وأباه، أما التدرج الأول في مكة المكرمة في التشريع فهو رباني قدري، وليس لأحد أن يكرره أو يقيس عليه، وإلا للزم أن نقول الخمر حلال للجدد والصلاة بعد سنوات من دخول الدين، والصوم كذلك، ويجب النظر لأن من يشهد الشهادتين لا ينبغي له التدرج في الفروض "بخلاف المستحبات"، لأن من دخل الدين بعد تحريم الخمر وفرض الصيام لم يؤخذ بالتدرج، رغم أن بعضهم طلب ذلك وتحليل النبيذ لأنهم لا شراب لهم سواه، وكان من الممكن أن يؤدي ذلك لرفضهم الدين لكن النبي صلى الله عليه وسلم رفض ذلك ولم يأخذهم بالتدرج، بل عرض عليهم التشريعات النهائية، بحالتها وقتها"

**
"اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة"

بعض المثقفين يمقتون الدين
نعم..
بعض من يحسبون أنهم من المثقفين..
نصف مسلمات العلوم لا يفهمونها، ونصف مسلمات الملة لا يوقنون بها، لهذا فالحديث يجب أن يكون من أول حرف الألف في الإدراك والاستدلال، والتصور عن كل شيء وصولا للسياسة والمجتمع، وليس من حيث النتيجة التي وصل إليها كل طرف ولا تخوين لأحد ولا ازدراء لفئة ولا انتقاص لكرامة أو عقل
قلنا كلنا في سفينة واحدة ولنا حقوق ومشاركة لا مواجهة
على الأقل في الوقت الحالي نتوافق ولو تغير توازن القوى لصالح طرف فسنة الدفع ستقيمه فوق الآخر
قالوا وصول الأغلبية لغيرنا انقلاب على الديمقراطية، الديمقراطية هي أن تكون مصر غربية وغربية يعني نموذج معين، أخلاقيا وسلوكيا قبل أن يكون معرفيا واقتصاديا، ولو اختار الناس غير ذلك فهم قصر وغير ناضجين، ولم يفهموا ولم تتح فرصة وفترة كافية لدعايتهم ودعوتهم
وعرض البدائل التي تقلص أكثر من دينهم عليهم



***
" مسألة الشريعة والتصور الحضاري الشامل والأحزاب الإسلامية"
ننوه لأن الشعب إذا لم يرتض الشريعة فهو لم يرتض الإسلام ولا الله تعالى ربا
وأن الشريعة لا تستجدى!
وأن توازن القوى هو الذي يحمى خيارات الأغلبية كما يسمونها
فكم من أقلية تحكم أغلبية بالحديد والنار وانظر حولك وخلفك!
ولا نتحدث عن المسائل الخلافية، بل عن النصوص الثابتة سندا ودلالة والتي
أجمع عليها العلماء..
" مسألة الشريعة والتصور الحضاري الشامل والأحزاب الإسلامية"


فقرة منقولة مما قيل ومما جرى:
"- أن الذين يخوفون الناس من تطبيق الشريعة الإسلامية
مدعين أن الشريعة الإسلامية هي فقط قطع يد السارق، وجلد الزاني
هم مجموعة من المغالطين، فمواد الحدود أقل من عشر مواد
من بين 3650 مادة -مستقاة من الشريعة قننتها لجنة
تقنين الشريعة- تضمها القوانين المقدمة للمجلس لإقرارها وتطبيقها.
- أنه إذا افترضنا جدلاً صحة مزاعم الحكومة من
أننا نطبق 90% من أحكام الشريعة، وأن الباقي مما يتعارض مع الشريعة
هو 10% فقط، فهذا ينبغي أن يكون حافزاً لنا لاستكمال هذا الجزء اليسير
حتى نغلق هذا الملف إلى الأبد.
أن إقامة المجتمع الفاضل الذي يدعو إليه الإسلام، لن يتم في يوم وليلة بمجرد تشريع القوانين،
وإنما هذه القوانين هي أحد الخطوات الضرورية ينبغي أن يصاحبها خطوات مماثلة
للإصلاح في المجال التعليمي، الاجتماعي والإعلامي والاقتصادي والدعوي."
***
- مشروع قانون المعاملات المدنية ويقع في 1000 مادة.
- مشروع قانون الإثبات ويقع في 181 مادة،
- مشروع قانون التقاضي ويقع في 513 مادة،
- مشروع قانون العقوبات القسم العام والحدود والتعزيرات ويقع في635 مادة،
- مشروع قانون التجارة البحرية ويقع في 443 مادة،
- مشروع قانون التجارة ويقع في 776 مادة." (انتهت فقرات النقل الأول..)


...هذا فضلا عن الرؤية الإسلامية للإنسان، وتنميته روحيا وعقليا، ولمثلث الإعلام
والتعليم والثقافة مع المنظور الحضاري الأخلاقي، وفي التنمية وإعمار الأرض ومجالات
البحث-كي لا تشتط العلوم فتجري تجاربا على أجنة كأنها فئران أو تهلك أمما لتجربة أسلحة
جديدة أو أو - والسياسة الخارجية وكل الحقائب الوزارية، والمهام الرئاسية، بل والفردية
والتنفيذية المحلية، فتصرفنا نابع من قيمنا ورسالتنا، وربط الإشراف على السياحة والفن بالقيم
والأخلاق منعا للإيدز والانحراف الخلقي والفجور ..
كان الحوار قديما نحو: من يقيم الإسلام تصورا كاملا حضاريا ومنه الشريعة هو مجتمع يؤمن
ويحيا لذلك وليس برلمانا يصوت كأنما هي مقترح وليست دينا، والأن باتت ظاهرة الأحزاب تستلزم النظر في تجارب من سبق حول الشريعة
هل الشريعة هي المطلب فقط؟
وهل هي الشيء الوحيد الذي ينقص الشعب؟
وهل تطبيقها يكون فقط بالتوافق والتواصي والسؤال والاستجداء وإقناع كل سائر في الطرقات..؟
بفائدتها الدنيوية؟ أم الأخروية؟
وهل الطائفة التي تحب الإسلام وتتبناه كاملا تاما معها تفويض
بقبول والتوقيع والدخول في كل وأي منظومة سياسية؟ أو دستورية؟ وفي قبول
كون دينهم فكرة تعرض وتسوق ويصوت عليها، وكذلك كل الملل والشرائع
ويحكم الكون منطق الكثرة والأكثرية والأغلبية .. وهكذا نكون أدينا ما علينا؟
وعلى أية حال :
ليست المسألة خلافا فقهيا في مسألة، بل كيف يكون "إسلاميا" ولا صلة له بالمطالبة بالشريعة
الإسلامية؟ ولا يتحرك من خلال التصور الإسلامي؟ أليس هذا هو وصف الإسلامي؟ ومن ثم يقبل
الناس أو يرفضون ما ينادي به؟
أو يناقشونه؟

المناداة بتفعيل قوانين الشريعة، لأنها واجبة، ولأنها الأقوم
والأصلح للعباد، وهي خيار الأغلبية وخصوصيتهم وحقهم كأغلبية..
وواجبهم تحقيقها بالتوافق أو بتوازن القوى لو كانوا صادقين في رغبتهم

فهناك قائمة بقانون كامل شامل مستقى من القرءان والسنة، على شكل لوائح لأطر
المعاملات والأنظمة كما شرعها الخلاق العليم سبحانه، ومسطورة بشكل مرقم ومفهرس
كمراجع قانونية، وهي أولى من القوانين التي ألفها البشر بلا شك عند العقلاء، واختيار
الناس لقوانينهم أمر يخصهم، وهذه القوانين موضوعة في أدراج مجلس الشعب منذ أربعين
سنة تقريبا، أعدها الأزهر ومجموعة من البرلمانيين والقانونيين، وتفاخر رئيس
المجلس في الثمانينات المحجوب أنه تركها معطلة حبيسة الأدراج..
وظلت مشاريع القوانين محبوسة في أدراج المجلس

نقل: "وقد عملت هذه اللجان بحماس بالتعاون مع الأزهر ومجمع البحوث، وقسم التشريع بوزارة العدل،
لعدة سنوات ...ما يزيد عن أربعين شهراً حتى أصدرت عدداً من القوانين المطبوعة،
احتفظت بها أمانة المجلس، والنسخ متوافرة لهذه القوانين الشرعية." انتهى


لكن هل الإشكالية هي تطبيق؟ أي تنفيذ المواد؟ وهل الرغبة أي الإرادة متوفرة
لدى من يقول" لا أقول يشهد" ألا إله إلا الله.. وما هو التصنيف العقدي للمواقف السياسية
أم أن السياسة لا حكم للرب تعالى عليها..
وهل الكيان المسمى حزبا منهجه البحث عن التوافق والموافقة على قرار الأغلبية؟


دولة منشودة، بها الإسلام بكامل تصوره
ويسعى لها
ويسعى لها من يرى أنه لن يتكسب من ورائها..
هذه الدول المعاصرة التي زعمت وتزعم أنها إسلامية تتأكل بهذا الزعم فقط
وما نتحدث عنه يشمل العدل والحقوق المكفولة والكفاية الاجتماعية قبل أن يعاقب سارقا
وأنا لست من أنصار دعوى إقامة الدولة التي يطلقها من ليس لديهم تصور عن التوحيد
وعلى من ليس لديهم قبول أو أحيانا ليس لديهم فهم لهذا الإسلام..
لأن هذا يعني صراعا كبيرا.. وبلا شك من يطلبون إقامتها بطريقة المقالات فقط لا يملكون
قدرة على إدارة البلاد وهي تناوئ منهجهم..
لهذا أرى أن مرحلة الوعي.."عموما"
تسبق مرحلة العمل..لكن جزءا من هذا الوعي هو بث هذه المقالات-مجرد بثها هام
للنظر والمباحثة- لدعوة القوم لما ينتسبون إليه
وهو الإسلام.. أما من يفترضون سلفا أنهم قابلون ومتفهمون وسيتحملون التبعات
وينطبق عليهم الوصف
الخيري فهم مخالفون للواقع لأننا لا نرى حرقة نفسية ولا عملا دؤوبا لإقامة هذه الدار المنشودة
ولا إعراضا عن التحاكم لغيرها لا في الجانب الذي لهم فيه الخيار ولا في غيره..

إلى متى تطول مرحلة الوعي قبل الحكم:

لجواب الذي أفهمه"ولا أعبر فيه سوى عن نفسي وليس عن الإسلاميين":
إلى حين تتكون فئة محترمة واعية تتبنى الخيار، وتشرف بوعيها الشرعي والتقني من يتردد في شأنه"أخرجوا لنا أكفاءنا من قومنا"، وقادرة على الوفاء بواجباتها، وصيانة بلادها من الضغوط الخارجية والداخلية..
أو إلى حين حدوث قبول وتوافق عام شامل حقيقي وعن عمق ويكون هذا خيارا جماعيا أو غالبا.. وكل شيء نسبي فتوازن الحجم ليس شرطا حتميا، بل هناك دوما فارق، ولكن التوكل لا يلغي الأسباب..
وكذلك ما يمكن تأجيله أمر نسبي، لكنه لا يصل لحالة اللافتة التي تعطي صبغة بلا مضمون علمي ولا إعلامي أو ثقافي أو تعليمي، فضلا عن المضمون العملي، فساعتها قد يكون أولى بالإسلاميين العكوف على المشاركة للإصلاح تحت راية عامة، والله أعلم.. وأرى الأهم هو تصحيح التصور العقدي، والتركيبة العقلية والذهنية التي طمست في جانب منهج التلقي، والأهلية الفردية والشيم
وبعده التصور الحضاري عن الإسلام.. وبالتوازي يكون النهوض التقني..

**
"أيحسب الإنسان أن يترك سدى"؟

الهوية ونحن عند مفترق الطرق أمام الدساتير
وهناك فئام في أول الطريق، ومرحلة الهوية يبحث عنها السائر دوما، خاصة في أوله، وعند ءاخره أيضا! بعدما يجد نفسه وصل للمنتهى، ولا زال يشعر بالخواء وبأنه أمسك الماء.. وقد لا يفكر الجائع مثل كبار المتأملين الأن، لكنه سيقف عندما يرى أسئلة صعبة ومقترحات عجيبة باسم الحق والعدل والإنسانية، خاصة أنه لا يوجد أي نموذج واقعي مشرف متكامل في العالم، ولا نموذج يجيب كل أسئلة الكون والفطرة سوى الإيمان وهي فرصة للتفكير "ثم تتفكروافرصة للتفكير "ثم تتفكروا"

**
على هامش الثورة
للفتيان والفتيات ولمن يبلغها كما قرأها

"وكذلك جعلناكم أمة وسطا"

مصطلح الوسطية وغيره مصطلحات واسعة لم يحددها كثيرون..فصارت
أحيانا مثل حصان طروادة.. ممرا للخداع والتخريب وخلخلة الأسس.. رغم كونها في أصلها حق وحقيقة ولها أصل ثابت.. لكنهم لا يضعون أصولا للحفاظ على الأصول! ولا ضوابط تمنع تحول الوسطية إلى اللادينية- باسم الدين- وإلى التميع.. والعصيان تحت اسم التأويل..
الذي هو الجحود حين يصادم النص الثابت قطعي الدلالة بدعوى الاجتهاد وما هو إلا تحريف..
وإلا فماذا بقي من الحقيقة والابتلاء بالطاعة
إن كنا سنغير كل الأوامر بدعوى أن المصلحة والمبادئ العامة تقتضي كذا وكذا..
ثم يأتي جيل من بعدنا يغير ما غيرنا وبهذا يكون الدين عدة ملامح ووصايا عامة ويؤلف الناس شرعة ومنهاجا كل فترة.. وبالمثل يكون التنوير براقا ككلمة ويتم به الذوبان
والانبطاح تحت اسم الانفتاح..
وعلى الطرف الأخر نرفض التشدد والقسوة والتعسف في تطبيق فهم معين للنص
الذي تنوع في فهمه الفقهاء الأعلام وأكابر التابعين، ووسعته الأصول الفقهية التي اتفق عليها أهل القرون الفاضلة والطوائف الأولى وعت المقاصد وحازت الفضل وفهمت لغة النص ولغة الاصطلاح الشرعي التي أضافت لدلالات النص..ومحيط تنزيله وسياقه ومناطه كاملا..
وألحظ أن التشدد يكون في الجزئيات..
مع تهاون وتعامي في الكبائر والطوام، وفساد سياسي-إن صح التعبير أي في النصوص التي تصطم بالساسة وتحكي عن الجور- ومعه التهاون في التمسك بروح وعمق معنى الدين في القلب وفي الحياة، بل وفي حفظ أصوله وكلياته العقدية وتكوينه للنفس ..
فيخرج دعاة يضعون رأسهم برأس الأئمة الأربعة في جزئيات الفقه العملية التفصيلية..
ولا يحافظون على كليات العقيدة ولا موقف لهم في الصدع بالحقيقة كاملة كسيد الشهداء وسائر النبلاء
ولا في الزهد في الدنيا..

"يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله"


" تطهير أخلاقي وسلوكي، بمناسبة بدايتنا الجديدة"

الكلام لا يعنى به شخص معين، بل هو تطهير أخلاقي وسلوكي، بمناسبة بدايتنا الجديدة

نحتاج إلى همة ونهضة، وعلم وتعلم مستمر، وإلى تطوير دائم، وتقييم متتابع لبرنامج النهضة الشاملة
ونحن بحاجة لتطهير فكري وعقدي، من الشوائب والمغالطات، ولتحديد هويتنا لننافس اليابان والأمريكان في الدنيا! نعم ..
في العلم والتقنية والنشاط والابتكار..
لكن لا نأخذ الخواء والانتحار والمادية، أو عبادة الشيطان والإيدز، والمصلحة المتوحشة ضد شرائح منا أو من شعوب نمتصها تباعا، فسوف نتطلع للأمام والأعلى في القيم والروحانية، والطاعة لتعاليم رب السماء والأرض، فهذا هو النموذج الكريم الرباني، فهل سنقلد نموذجا أخلاقيا عولميا هوليووديا؟ أم فطريا عربيا؟
وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، فمن ظن النموذج الصائب هو فناء المرأة فالرسل لم يفعلوا ذلك، ولا أصحابهم ولا حوارييهم
فالأمر ليس محقا للمرأة، ولا منعا وكبتا، ولا سائر التصرفات التي لم يفعلها المقتدى بفعله صلى الله عليه وسلم، ولا أيضا سائر الأوصاف التي يصف بها بعض الناس الصواب لأنهم يكرهونه، أو لا يعقلون
قدر الأمر وحكمته، ولا قدر الآمر الكريم ومكانته الأعلى
والعبرة بالكتاب الكريم والسنة الغراء، وفهم من عايشوها وتطبيقهم دون سواهم
ومن بالغ فليس مشرعا ولا متبوعا
ومن فرط كذلك فليس مشرعا ولا متبوعا
ودوما -وفي كثير من التكاليف-ستكون هناك مساحة اختبرنا بها الحق سبحانه، ليست قطعية، وفيها مجال للاجتهاد لإعمال العقل، ولامتحان القلب المخلص، ولنبتلي باختلافنا، ونسعى للتقويم والتفاهم والتراحم والتسامح والتعايش
كثيرون في الغرب يقولون إن الزنا منتشر بسبب الاستهتار بالعلاقات، وفوضى
رفع الحواجز والكلفة، وتلاشي الحشمة والوقار، ومحق الحياء الجميل الراقي، وانقراض
حمرة الوجنة الحيية، وعدم ضبط الاختلاط بالأخلاق ولا بقدر الحاجة.. فيحدث التعود ثم الألفة
والرغبة، والتسويل الشيطاني والإعجاب والزلل..
**
سبحان الذي أسرى بعبده..
ليلا..
من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى..

- التأمل في تنزه وتقدس وقدرة الخلاق قبل ذات الآية والمعجزة
-حنان وشرف قبولك ووصفك بالعبودية لله القيوم الجليل، وجمال هذا المقام لاتساقه مع الحقيقة كذلك
- ومدرسة الليل وفضله، حين تلقى الكريم المحبوب الأعظم، والربط بين المسجدين!
وحقا من تهاون في المسجد الثاني هان وفرط في الأول!
وكلاهما رمز كما أنهما حقيقة قيمة بذاتها.. والتهاون دلالة على حال صاحبه لا ما اؤتمن عليه..
***
يكتب كأنما يأكل أو كأنما يلعب أو يشرب
يكتب أحدهم لك جملة ولا يرى أنه أعطاك شيئا
لأنه يكتب كأنما يأكل أو كأنما يلعب أو يشرب، فيضع ما يسيل من فمه وذهنه
أيا كان وما يحفظ من عبارات لا يحياها ولايعنيها، ويكتب شخص ءاخر لك
فيرى هو حين كتب، ويرى منك إذا كتبت له كأنما فعلتما شيئا كبيرا جليلا، لأنه يفهم ويحس
قداسة الكلمة والأمانة وينطق من قلبه
يتأبى لسانه وبنانه إخراج كلمة لايحسها ولايشعربها، فقد تعود الصدق وصار لايطيق نقش طلاء الكذب وبسمة النفاق، واعتاد أن الكلمة شيء كبير وجزء من نفس صاحبها
وقطعة من كيانه وقلبه وروحه، فيقدر كل كلمة تصله من الأحياء حسب تصنيفه
وهو تصنيف الفطرة (وما يستوي الأحياء ولا الأموات) ولا تنفك قواعد الحياة عن بعضها
ولا يتجزأ المبدأ، ولا يستحلي القذارة أبدا طاهر أمين

**
كما يبحث القلب..

كما يبحث القلب عن الزوج المتمم لكيانه
والذات التي تؤنسه وتكمله يبحث عن الرب الذي يحوطه ويرعاه
ويتمم إقراره به ومعرفته له والدخول في محبته بنيان قلبه
وأمن نفسه واتساق عقله وذهنه
بإجابات كل أسئلة الكون والنفس فيه وراحة ضميره
بسيره في فلك الحقيقة ومدار التناسب مع خلقه
فيتواءم بلا وحشة، ولاتشتت أو قلق في وضعه الأكمل والأمثل، ليعبده بتمام مفهوم العبادة
وجماله ويحيا حقيقة التشرف بالالتجاء إليه والتقرب

**

الإسلام والثورة(1)

الإسلام والثورة(1)

6/13/2011


(الحَمدُ لِلّه الَّذي لَهُ ما في السَمَواتِ وَما في الأَرض وَلَهُ الحَمدُ في الآَخِرَةِ وَهُوَ الحَكيمُ الخَبير)

الحمد لله الذي لا موهبة إلا منه، ولا يسر إلا فيما يسره، ولا مصلحة إلا فيما قدره؛
له الحكم وإليه المصير،
وصلى الله على سيدنا محمد رسوله المبعوث، إلى الوارث والموروث..

يا ضيف مصر أقم مقا .. م الأهل وانزل في وطن
إنا اشتركنا في الأما .. ني والتقينا في المحن
فمن الشآم إلى العرا .. قِ إلى الحجاز إلى اليمن

الطبيب الشاعر إبراهيم بن أحمد ناجي، بثها من القرن الفائت مباشرة إلى عهد الثورات العربية، ولا يستثقل - ولا يستغلي- ثمن الحرية وتبعاتها إلا ذليل بليد..

**
من السياسة العملية إلى الدين ...

لم ألتقط أنفاسي منذ بدأت الثورة، وكلما تأنيت لأستطيع صف كلماتي وعرض خواطري امتدت الأحداث وتمادت...
فلا سبيل إلا أن أضع تلاحق أنفاسي كما هو .. وطول حواراتي بطوله!
ونحن جميعا في مقام المتعلم المتأمل المتدبر...
سأضع أيامي وليالي بين يديك لنستبصر جميعا، وتردني وأردك كلما رأى أحدنا صاحبه بحاجة إلى ذلك..


**
تطهير الوزارات

تطهير الوزارات سيجعلها عصية على الثورة المضادة، وهو أمر غير مكلف، وكذلك عمل جدول زمني قياسي واضح للمطالب بتشكيل لجان من الشرفاء الذين قالوا لا طويلا! أيام كانت "لا" مكلفة، وليس اختيار نفس أعضاء لعبة الكراسي الموسيقية، وهذه ليست مطالب فئوية، ولا مطبات تعرقل الانتاج بل خطوات صحيحة وصريحة، ضرورية لوقف نزيف الموارد والطاقات والأوقات، ولبدء البناء وتكوين رؤى بأعين غير خائنة..

**
السجناء السياسيين والجنائيين
ليتنا نقدم طلبا -بعد طلبنا العفو عن سجناء الرأي السياسيين- ببيان لعفو- بشكل أو ءاخر,أو حتى عفو بثلث المدة عن السجناء الجنائيين,
لأن ظروف التقاضي كارثية..
ولأن ظروف السجون ليست قانونية ولا بشرية، ولا حتى حيوانية من الناحية الصحية,
وهذا يجعل عاما يساوي عشرين في أي سجن في العالم
فالوضع مقزز من ناحية التكدس غير القانوني الذي يؤدي لنومهم ملتصقين ببعض، والنظافة بالمكان، والحمامات والتغذية المهينة,
والرعاية الصحية الفظيعة، حيث يكشف طبيب على المريض المحظوظ في 20 ثانية، يسمع أول جملة من كلامه، ويكتب العلاج - دون لمس- له..
وهذا أتحدى أي لجنة محايدة أن تنفيه بعد زيارة وتصوير ورصد للأماكن، وحصر قياسي للمتواجدين.
ومنهم ذوي حالات تستدعي كذلك العفو الصحي، لكنه للمحظوظين فقط، ولا حقوق إنسان عموما لأي سجين جنائي سوى المتنفذين بالوساطة أو برشوة السجان.
**
نتمنى أن يفيق الجميع
نتمنى أن يفيق الجميع لأن الزعامة تصنع ثانيا,
والمجد ليس لقطة ثابتة,
من لا يشارك في حوار علني وشفاف- حوار شعبي لا جملي- يجب فضحه إعلاميا.
لولم يتعقل بعضهم الأن سيكونون أقصرنظرا من مبارك وبن علي، فرصة أخيرة قبل التفتت، سندخل دوامةرهيبة،
الشعوب لن ترجع إلى الخلف، ستخسرون المخارج المتاحة.
**
لماذا يوضع هو في مستشفى فخم بشرم؟ دلالة ذلك على حال الثورة؟

لماذا يوضع هو في مستشفى فخم بشرم، وغيره في المزرعة "التي هي سجن نموذجي استثنائي يفوق كل سجون -بل وعددا من بيوت- مصر"
وءالاف المساجين في مستشفيات السجون يوضعون في حظائر للماشية؟
لقد كنت في مستشفى سجن النطرون 2007 وبجواري المحترقين من حريق السجن الشهير وقتها,
والأسرة التي ينام عليها المرضى قذرة، والأطباء مختفين ولا تمريض، ولا نظافة والحمامات بحيرات قذارة، والقطط تبول على الأرض بجوار أسرة المرضى، وفضلات المرضى من القساطر والدماء وكل القمامة على الوسائد، والطعام يسبب دخول المستشفى أصلا..
والمخدرات تحت سمع وبصر ورعاية وغض طرف المتابعين، وهول لا يمكن وصفه بأنه مستشفى حيث يكشف الطبيب على المريض في لمح البصر ولا أجهزة تذكر؟
فهل هؤلاء ليسوا مصريين مثل مبارك؟ هل جريمتهم أكبر من قتل الشباب وتسميم الشعب وتجويع الناس وتجهيل المجتمع وإفقاره وتلويثه وفتح ثغراته للمناوئين وهدم إعلامه وتعليمه وثقافته؟
هل جريمتهم أكبر ممن ترك المخدرات والفساد ينهش البشر ويسكنون المقابر؟ ليتفرغ للأمن السياسي لتركيب ابنه؟
إما أن يوضع معهم أو يوضعوا معه! إما أن يدخل مشفى من التي أنشأها وكان مسؤولا عمن ماتوا فيها وتيتم أطفالهم,
لتنال المستشفى نفس الحظوة الفندقية وإما أن نذهب بهؤلاء للعقوبة التشجيعية في شرم.
**
هل اقتصادنا متدهور بسبب الوقفات وتتمة الثورة؟
لابد للمتحدث من جنرالات الخبرة أن يعرف معنى اقتصاد، فهل نتفق على تعريف؟
هل هو مخزون السولار والعملة الورقية؟
ومعنى تدهور؟ ومعاييره؟
ومحيطه الزمني؟
هل هو عارض أم عميق يتوقع استمراره لأعوام؟
ومتى بدأ؟ هل كان متدهورا قبل الثورة؟ ولماذا؟
ومعنى ثورة؟ وهل الثورة بهذا المعنى نافعة أم مؤذية للاقتصاد؟
ثم ما وضعنا الأن؟ وهل ما ينادى به من رعب وترهيب ووجوب
وقوفنا جميعا عن كل شيء إلا الانتاج!
شيء حقيقي وواقعي وعملي أم لا؟
هل كلنا أصلا ننتج؟
وهل وقوفنا للمطالبة مثلا بقرار مؤجل لتغيير كادر الأطباء المسحوقين يعطل الانتاج؟
ولماذا لا تصدر القرار المؤجل منذ سنين وتقضي أنت على سبب الفتنة؟ القرار نظري ولن ينفق قرش الأن ولا أحد يطالب بسيولة الأن.؟
ولماذا تبقي وزيرا من الفئة المحسوبة على النظام السارق السابق؟
هل هذا يدعم الانتاج؟ أليس لدينا مئات الأساتذة وغير الأساتذة من العباقرة المشهورين عالميا لإدارة كل وزارة؟ ومحافظة ومدينة؟
هل اللصوص فقط على قوائم الاختيار؟

وهل المطالب بالتوقف لدفع الانتاج طلبه صحيح أم مغرض؟
ومن هؤلاء الذين يقولون ذلك هل هم من الشرفاء طول مسيرتهم؟
وهل الوقفات لو أجيب عنها بتوكيل الشرفاء-وليس أعضاء الوطني السابقين- وتفويضهم لجدولة المطالب ستنهار البلاد؟
وهل لو تمت العدالة الحاسمة السريعة الواضحة ستنقلب البلاد وتأكل التراب؟ ولماذا التلكؤ في ترك بقايا الوطني لأشهر؟
هل المقصود اقتصاد الدولة أم اقتصاد الفرد؟ الأفراد ليس لديهم ما يخسرونه,
لأنهم ليسوا شركاء كما يفترض، ولا يشعرون بانتعاش حين ترتفع أسعار البترول وتنتعش السياحة والصناعة، ولكن يتم تحصيل الخسائر للكبار منهم بأشكال مختلفة كلما حدثت نكبة لأن النظام السابق تركهم مجدبين ممحلين معدمين,
والقراءات العالمية المضللة مثل صندوق النقد والهيئات الرسمية التي كانت تقول تونس ازدهرت وتبين انه ازدهار على الورق، لأنه كان يذهب لجيوب نظام زين العابدين وليلى، اللذين ازدهر جيبهما,
وهو نفس وضعنا لو حدث ازدهار في ظل الفساد السياسي والمالي ورجال
الأعمال الذين هم ابناء الشيطان..
الذين يقودون الثورة المضادة الأن في الإعلام فسيكونون هم المستفيد
وستظل الرشوة وسرقة الأقوات والمقدرات، ولا تحرر اقتصادي بدون ثورة كاملة وتنظيف تام، وساعتها تخرج الأموال المخزنة والطاقات المكبوتة، وتعود العقول المهاجرة والثروات المرحلة، وتجتذب الاستثمارات كذلك.
ولكي تقرأ قراءة صحيحة يجب أن تكون الأرقام صحيحة من مصادر شريفة
منذ القدم، وليس الشرف الوقتي الذي لبسه الجميع بعد الثورة
ويجب أن تقارن الأرقام بما كانت عليه قبل الثورة، وتقرأ قراءة صحيحة في إطارها الزمني، الذي هو فترة خروج من شرنقة ظلمات الفساد، وهي فترة لها ثمن والخروج منها بعد تطهير البقية الباقية له ثمن، وله خطوات..
وأي جدل في ذلك يصور أن الثورة كانت للجياع فقط، وطلبا للخبز فقط,
وأن المنطق أن نجلس ونسمع الكلام ونصمت، ونتوقف عن الاضرابات,
فهو يهدم منطق الكرامة، الذي هو أغلى من الحياة ومن الجوع والتشرد لدى من يفقهونه.
وحين نرى الحكومة ليست عليها علامات استفهام فسنجلس جميعا، ولن ترى ما يسمى تعطيلا للانتاج وهو ليس كذلك، لكن ساعتها لو جرى سنستنكره جميعا، لأننا نرى حكومة مطمئنة, وتصرفات لا تثير الريبة,
ولن نرى قرارات مؤجلة وهي مصيرية! ولا تكلف شيئا سوى التوقيع عليها

من يريد أن يصمد ويفيق وينال الشرف سيفعل..
فقد صمدت مدن محاصرة عبر التاريخ الحديث والقديم، ودفعت الثمن,
وأكل أهلها القطط ونشارة الخشب، وأفاقت وباتت رمزا,
وتقدمت بعد أن قوضت زمنا من الدهر,
ونحن لسنا كذلك,
ولو كنا فسندفع ثمن النظام الجديد، ولا يصح مبدأ اللقمة المغموسة بالذل والسرقة والأمر الواقع، وهناك مواقع كثيرة فتحت قضية الوضع الاقتصادي الحالي وما يمكن فعله فورا ولم يفعل، وما هو كذب ولا يحدث ويتم تهويل حجمه،

هناك ملف "الثورة ومواجهة معضلات الاقتصاد المصري"
كل ما ارتبط بنظام مبارك المخلوع من خراب وتخريب وترك البلد في حال مزر,
وكيف يمكننا اصلاحه,
ومنه علي سبيل المثال نظام الاجور الفاسد,
وسوء وضعف تمويل الخدمات الصحية والتعليمية العامة,
وضعف النمو وتخلف هيكل الناتج... وغيرها من المشكلات,
والتي كانت من الاسباب الرئيسية لثورة الشعب المصري,
ومن العار أن يحاولوا تهويل الوضع الأمني والوضع الاقتصادي لصالح السكوت عن بقايا فساد سياسي وتطهير مالي للرموز, فمثلا: الوضع الأمني كلما نشر شيء نكتشف بالتقصي أنه وهم أو مبالغة,
والاحتياطي الاقتصادي هو نفس الاحتياطي قبل, الثورة ولكنه يقولونه كأنه معلومة جديدة, وحقيقة صادمة..
مطلوب من الواقف على الحياد في موقع المسئولية أن يعقد مؤتمرا عاما علنيا وشفافا وشاملا لكل الأطياف
لأن الإعلام بات فوضى ويبرمج عكس التيار، وهنا رسائل متضاربة من مصادر
محسوبة على النظام الجديد في مصر بكل أسف
التخويف بالبلطجة وبانهيار الاقتصاد
لو لم نترك رجال الأعمال السارقين -كي لا يخاف المستثمر ويهتز السوق
المبني على النهب والتهليب -وبوجوب الصمت والخضوع والانتاج! مع إطباق
الشفاه وحبس اللسان وإلا جاعت مصر وتعرت..
..
سقط النظام ولم يسقط الإعلام، وهذا أنكى من بطش الداخلية
لابد من ميثاق شرف وردع، وتقييم فوري ويومي للحملات التي لا يصح تسميتها حرية صحافة وإعلام، أرقام اقتصادية خاطئة أو معروضة بطريقة مغرضة، لتوحي إيحاءات خاطئة بأننا على شفا انهيار وبأن سببه ما لا يحبون فاسمعوا الكلام وأطيعوا التوجيهات ويصورون هذا كأننا يجب أن نعد أنفسنا للموت جوعا وبردا وحرا واختناقا، ولأكل لحم بعضنا خلال أشهر، لأن مصر لا شمس فيها ولاأرض ولا ماء ولابحر، ولن تتحرك نانومتر في عودة أي منتج..

**
"توك شو"
بعض الناس فقير في صفة الاتزان والوقار، وما يسمى المروءة بكل أسف

إنّي لأعجبُ من قوم يشُفّهم..حب الزخارفِ لا يدرون ما العرضُ*
ألا عقول ألا أحلامَ تزجرهم..بلى عقول وأحلام بها مرض*

بعض الناس فقير في صفة الاتزان والوقار، وما يسمى المروءة بكل أسف..
يعني شكلا ومضمونا،، لكني فوجئت بمن يستمع لطنينه وهذا ما دفعني للكتابة..
ما نحتاجه لنا ولمن نسمعه ويوجه ربات بيوتنا هو:
الضمير..الحساسية في المشاعر والمكون المعنوي الذي يولد الحياء
والخجل الداخلي !
ويجعل المرء ينزعج ويتألم داخليا لوأخطأ، وأين هذا!

من أجل هذا كان كلامي لدهشتي وذهولي من جلوس بقية من المصريين والخليجيين لمشاهدة السيرك الإعلامي، وهو يدق الأسافين وهو يعوج فمه..

وكقاعدة عامة قالها الشاعر في مدرسة الأيام وفوائد المحن:
ولكم تقلبت الليالي بالورى ** فتبين الشرفاء والغوغاء

**
أدب الحوار المفتقد بين بعض "النخبة"
من يحترم غيره-أيا كان اختلافه- يجعل نفسه عنوان احترام! (فرغت يا أبا الوليد)
ومن تعالى وتجاهل فقد هوى بنفسه للسفه، ومن كون رؤية دون تبين من- وعن- صاحبها فقد كون طمسا ملفقا، ومن الخطأ كذلك الخلط بين تحيز النفس لجماعة وبين الامتزاج والتحمس للحقيقة، أو بين رؤية فئة لصالح المجموع من منظورها أو لمصلحتها، إنصافا أو انتهازا!
وبين الصواب الذي يقيم المواقف ويزن أصحابها..
**
لجنة طمس الحقائق!
أحيانا تتحول لجنة تقصي الحقائق إلى: لجنة طمس الحقائق!
لو أن هناك إعلاميين مستقلين يعرضون جوانب الصورة وأعماق المشهد، ويستمعون لجميع المتحدثين..
بدلا من العيش في زمن الإعلام القديم الأوحد، الذي يبرمج الناس ويلوث أدمغتهم، ويكرر إنكار البدهيات ويلح في تسويد الصورة، والتشكيك في مصداقية كل ناطق ومنطق..


**
عند عودتنا إلى ديارنا وفي المطار..
في المطار تبين أنه حتى بعد الثورة لم تنته هذه المرحلة
وربما يلزمها وقفة مليونية لغسل الأدران والافتراء، الذي بني كله على تلفيق وانتحال وتعذيب
القوائم على الكمبيوتر كما هي، وبمجرد دخولنا ظهر على الشاشة كلام لا نعلمه، فأوقفونا.. ولا ندري أي كلام يبرر تعليق دخول المرء لموطنه! دون تهمة قانونية معلومة محددة، وحقوق مفهومة، بل وربما يساق لمعتقل!
فقال الضابط ستنتظر معنا قليلا..
فتعجبت..
وأشاروا على بالجلوس في ركن من الصالة مخصص لمن ينتظرون هذا الأمر العجيب ووجدت مجموعة فتيات فلسطينيات! يدرسن قادمات من الأردن، وتم احتجازهن أيضا معي لوقت لا أعلم مداه, ولو كن أمريكيات أو صهيونيات لربما مرقن كالبرق!
ثم اثنين مصريين تم صرفهما سريعا، وقال لي الرئيس لما سألته وهو يرى الحالة الصحية والأجهزة برقبتي وظهري, إننا سنتصل نسأل؟ ولم يقل يسأل من؟ ومن له الحق في أن يقول؟ وماذا سيقول؟ وبأي منطق..
وإن كنت مدانا أو متهما فبماذا ولماذا وكيف وأين القضاء والقانون والمحامي والشفافية؟ أعلمني بحالي وأعطني فرصتي لأدافع عن نفسي وأطلب ما يتوجب عليكم تجاهي طبقا للوائح العرفية والشرعية والقانونية! ويكون موقفي وتوقيفي معلوما ومعلنا وواضحا وتتحملون نتيجة عطلتي وثمنها! ماديا وصحيا ومعنويا! أليس هذا هو العدل
أن أعاقب بحق أو أترك بحق
لا أن تخضع لمزاج فرد وبشكل عشوائي، لا رابط له ولا ضابط ولا توثيق لأي حدث فيه وانتظرت بجانب الفتيات ربما ثلث أو نصف ساعة، وقال لي ضابط ءاخر افصل أشياءك وحاسوبك وهاتفك، واجعل حقائبك مستقلة لأنها ستتعرض لتفتيش خاص
ففعلت
وبعد بعض الوقت جاء ءاخر وقال لا تقلق لم يعودوا يؤخرون عادة كثيرا، ولا يتوقع الاختفاء كما كان إلا فيما قل
وبعد قليل جاء أحدهم بالبسبور وقال
تفضل...
والملاحظ أن الفظاظة والغلظة والسماجة متوفرتان في عدد من الضباط
والكبت فقط بعد الثورة بسبب خوفهم من الشعب
وبالطبع فلا ثقافة ولا رؤية ولا تقدير لشيء، لأنه لم يتم تعليمه بشكل كاف للأسف، ولا تأهيله إلا لشيء واحد..
فالضابط من هؤلاء يتعامل بنفس الوجه والتعبيرات والألفاظ
وبنفس العقلية التي تفترض أنك لا يمكنك أن تسأل فضلا عن أن تجاب!
ولا حتى أن ينظر لك ويفهمك
وأنه لا شأن لك بحياتك وبما سيجري معك ولك وفيك
لكن ما يكبته هو الجو الجديد فتخرج الأمور بأقل مما كانت قبلا من فمه ولسانه لكنها هي هي
وهذا ما نريد أن نسعى لتغييره ليتعلم
أن الناس ليسوا مجرمين ولا عبيدا صما بكما عميا عنده
وأن الكلام وقراءة الحقوق على صاحبها، فضلا عن الابتسامة والتهذيب واجبات وليست منحا
من شخص يفترض أنه موظف وراتبه من قوتك ليخدمك وتخدمه، كل في مكانه في إطار احترام


***

**
الحمد لله كثيرا

الحمد لله كثيرا على كل شيء، وبدون شيء بل لذاته تعالى، وهو خالق
كل شيء، وهو الكبير الأول

ءاية الكرسي

"الله لا إله إلا هو الحي القيوم..."

تدبرها معي، وما بعدها، واصمت قليلا.. وتأمل لنفسك..

أصل الدين- تأملات..

حقا أصل الدين له ثمن، هو ثمن الخروج على الظلم، وقد دفعه الأنبياء -عليهم الصلوات والتسليم-
والصالحون والمصلحون والحواريون عبر الأيام، فلم يكن هناك الاستقرار بالمفهوم المعاصر،
بل شردوا
وخرجوا من الديار، وهاجروا وأوذوا، وقدموا الأرواح والأعمار، فدا لتطهير الأرض من أوثان
الحجر والبشر..
وعلموا أن النعيم والهدوء والرخاء والهناء هناك في الجنة! إن لم تتحق دولة العدل المنشودة في الدنيا، على يد الجيل الأول أو الذين اصطفاهم الله منهم، ولقد تحققت في حقب كثيرة من التاريخ هذه الأمثلة العظيمة..
ونحن الأن في أول خطوة من أول ميل في الطريق، فالتحرر من الذل والظلم والهضم والابتذال والمهانة والتسخير والاستخفاف بالعقول والأرواح وكرامة الأنفس بداية لوقفة النفس باحثة عن خالقها، لأننا فقدنا روح ومعالم الدين، وحصرناها في شعائر! ثم فرغنا الشعائر من مضمونها وروحها، ومن معناها العميق العريض، الذي يفترض أن يغير السلوك، صيرناها مجرد أداء لشعائر سميناها عبادات بطريقة توحي أنها كل شيء وأول وءاخر شيء.. وساهمت الحكومات في ذلك بإعلام وتعليم وثقافة مفسدة، ومنظومة حياة تشجع وتدفع المرء للفساد، أو الانزواء..
كما يقف الأن الأوربيون المستقرون! يتلمسون سبيل علاج الخواء النفسي والروحي، وأمراض الحضارة الداخلية
وشراستها الخارجية، وجواب أسئلة العقل والكون الملحة..

وبعض الناس ينكر كلمة أصل الدين كمصطلح! رغم ورودها لفظا ومعنى في كتابات
الأعلام، ورغم نطق الأدلة على أن النصوص تقسم الأمر لكبير وأكبر
وبعضهم ينكرها كمعنى ومفهوم، ويجعل الأمور مائعة ولفظية
مجردة، كلمة توحيد تصف صاحبها بوصف أبدي!
أو فلسفية كعلم الكلام، بلا نضرة السنة وبساطة الفطرة ونصاعة الحقيقة..
أو مجرد سمو روحي بلا مواقف..
دون انضباط برسالة لها ثمن غال وحدود واضحة، ورحم الله أبا بكر الصديق ورضي عنه
وبعضهم يجعل الأصل واضحا، لكنه خال من النداوة والدفء الروحي، والتزكية والسير القلبي
في مقام التسبيح والتحليق المستمر في سماء العبودية، بسجود المقترب ليل نهار
رغم أن تأملنا لآية الكرسي وما بعدها من ءايات" الله لا إله إلا هو الحي القيوم..."
يبين أن هناك أصلا شاملا لحدود التوحيد
ونواقضه"التي بات الناس يعلمون نواقض الوضوء ولا يعلمونها! ويعلمون معنى
الذكر ولا يعرفون معنى أصل الدين ومعالمه وحدود التوحيد ومفهومه.."
ويبين أن هذا الأصل شامل للعمق الروحي، وللب العبادة ومعاني الأذكار والإخبات
والإنابة، ومعاني الأسماء الحسنى
ولا يفوتنا أن نقول أنه قد غاب ظل الأخلاق كذلك للأسف في بعض التصورات!
التي تظن الحق ينفك عن الأخلاق وينفصل!
ولا يثبت على الحقيقة من لا خلاق له..
وهذا على الجانب الآخر ممن يجعلون الأمر مجرد دعوة فقط لمحاسن الأخلاق
وكذلك أن معرفة الحقيقة النظرية والقاعدة لا تكفي دون فهم الواقع وسبر أغواره
ليمكن فهم الدين والعيش به
وأصل الدين وحدوده التي يجب الالتزام بها
ومعالمه التي يجب تبصرها والدخول في سلطانها محبة وقبولا وانقيادا
تم تذويبه في الأذهان ومحوه وطمسه في العقول

والأمر مرتبط كما أسلفنا مرارا بالتقليد الأعمى وبقضية الضلال والإضلال
وبالتقليد لأجل غير مسمى! فلو كنت تطلب العلم لترفع العجز عن نفسك
وتتقي براثن الإضلال لقل السوء..

وقد وردني سؤال له صلة:

هل البلاء عقوبة؟

هناك قواعد لمنع الوقوع تحت تأثير هاجس أو ضغط نفسي من مخالف

أولا: أن المعجزة أو الخارق للعادة قد يحدث مع الضلال، كما جرى مع
عجل بني إسرائيل، وهذا اختبار للعقل البشري، فقد منحنا الله تعالى إياه لكي
نتعرف عليه تعالى ونعبده، ونحاسب لو عطلناه كالبهائم لهذا قال تعالى “كما
تأكل الأنعام والنار مثوى لهم” وكما تحدث خوارق يسمونها كرامات مع سحرة
ومع غلاة الصوفية الذين يخرقون أفواههم بالسيوف ووو حتى مع الهندوس!
لهذا: الكرامة هي الاستقامة
والكرامة تسر المؤمن ولا تغره..
والكرامة لأجل من جاهد له وليست لأجله هو!
والنظر يكون بعرض المرء على الكتاب والسنة، ثم نقر بأنها كرامة..
فالدودة التي تأكل خضرة داخل الصخرة لم تسق لها الخضرة لبيان قربها هي من الله تعالى
أساسا"لك"، بل يجب هنا أن تسبح المولى الذي لا ينسى...

والعكس بالعكس
البلية هي البلية في الدين.. أن تكون مبتدعا أو ضالا تماما وأنت تحسب أن معك الدليل
أو ألا تكون حريصا أصلا على التقرب لرب العالمين والبعد عما يسخطه

ثانيا: أن النعيم قد يحدث للضال، وهذا يعني أنه لو أصابك النعيم يجب ان تسأل نفسك أيضا
وتقلق، ولا تأكل ما ترزق دون تدبر
وهنا يكون استدراجا “سنستدرجهم...
وأملي لهم...
أذهبتم طيباتكم....
“فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن..
"فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن..
"كلا...
فالأمر مرفوض-بكلمة كلا- قرءانيا ليست الموازين بسعة الحال
والنعيم، أو المشكلات وقد سمى القرءان كلا الحالين ابتلاء
وهناك نصوص تتحدث عن ابتلاء عابر للمؤمن كل حين
وابتلاء للكافر بقصمة واحدة
والسنن الكونية للأفراد تختلف عن الجماعات، والبلاء مشترك "يألمون كما تألمون"
والعليم بالحقيقة- هل هو رفع لدرجتك أم لا- هو من يعلم الصورة كاملة
بعمقها -وهو القلب- وهذا علم الله تعالى
وقد يعلم المرء من نفسه ما لا يعلمه عنه غيره

ثالثا: أن المرء عليه التأمل والتبصر والتحرز ومراجعة النفس دوما، كما قال ابن قدامة ما معناه أن احتياجنا لله تعالى كمثل غريق متعلق بخشبة طافية، حتى لو كنا في بيوتنا ءامنين
ونحن في زمان الفتن نحتاج اليقين بما نحن عليه، ليس لأن الضغوط قد تحمل رسالة
بل لأن المرء لابد أن يتحرى لدينه كل وقت، كي لا ينهار أمام محنة أو مغريات
خاصة في زماننا وتعدد الفرق الإسلامية والسياسية وغيرها داخل مسمى السنة فضلا عما هو خارجها ولا شأن لنا به..
فعليه التعمق في دراسة وفهم العقيدة والخلافات المعاصرة والحق فيها، وفقه العزلة الشعورية، وفقه الواقع الذي لا غنى عنه لتطبيق الفهم واتخاذ المواقف، ولو حتى كانت بالصمت والعزوف عن المشاطرة، أو منطقا خاصا
كمؤمن ءال فرعون
ومما يوصى به في ذلك "كطريق وليس كنتائج":
كتاب: طريق الدعوة في ظلال القرءان-مجمع جمعه أحمد فائز وهو جزءان
الواجبات المتحمات على كل مسلم - علماء نجد
كتاب الفتن لشتى المحدثين
مذكرات علم أصول الفقه -أصول أهل السنة
كتب التفسير الأول.. ورسائل تدبر القرءان للسلف الصالح بداية من القرون الفاضلة
مرورا بابن الجوزي وابن قيم الجوزية
كتب الرقاق والقلوب والأخلاق والتراجم ومنها سير أعلام النبلاء

والصواب أن نحدد منهج الاستدلال، يعني في أي حوار بم نستدل؟ وكيف نستوثق من صحة استدلالنا
من ناحية ثبوته ودلالته.. أي فهمه وواقعنا الذي ينطبق عليه..
ومن ثم تسمع ما يدعيه فلان أو فلان، ثم نقارن، والتقليد هنا منهي عنه لأن المقلد لا دين له
وهو دليل موت الأحياء وليس حياة الأموات، فمن قلد ميتا فهو ميت، ومن قلد حيا فهو معدوم..
بلا علم.. بلا عقل
وقد كان الناس يسألون ويطلبون الدليل من التشريع وفهم الواقع, وكانوا يطالبون العلماء
والخلفاء بالبيان، ويوم صاربعض العلماء ءالهة وقع تابعوهم في الغي
-
لذا أتعجب أن يدعي بعضهم الأن أن تقليده هو الدين، والدين ما جاء إلا لترك التقليد الأعمى، وترك اتباع الآباء والكبراء والكهان والأحبارالمضلين
-
ويدعي أنه لا أهلية لك لفهم الدليل، ولا فهم الواقع للأبد.. وهذه كارثة عقلية ودينية
وعار حضاري يبرأ منه الإسلام
حقيقة الإسلام أو حتى الإسلام الصحيح ظاهرا لا تشتملان الخضوع لطاعة سيد
أو مكتب يعلوا فوق رقاب البشرية ويحدد لهم الصواب وهم نيام
لذاأستنكرعلى بعض الإسلاميين- وهي لفظة جامعة لمن يرى الحل
الإسلامي- سواءكان صوابا أو مجانبا للصواب في فهمه للإسلام أو فهمه للواقع -
-أن يكونوا مقلدين.. التقليد الاعمى
التقليد مرفوض إسلاميا، والمقلد لا دين له، أما الاتباع الذي يسمى تقليدا, لكنه على بصيرة وتدبر وتأمل وتحر، سواء للأمور الدينية أو الدنيوية فمشروع
نتفق طبعا في الفروع ودقائق الأمور
التي تحتاج استنباط طائفة متفقهة متخصصة يشرع الاتباع
وهو لا يخلو من تحر ونظر واستفسار وحرص وعدم تقديس ولا إغماض عن خلاف معتبر
السياق الذي نحن بصدده
يدور حول العقيدة والفتن المتفرقة والفرق المفتتنة، والاختيارات المصيرية
في الحياة، والأصول.. والمواقف التي يوضع عليها اسم الدين من كلا الطرفين..سياسيا ودينيا أيضا.. والأنكى أنه لا يقدم لك سبيلا لتطلب العلم، لتصير يوما ما مميزا، بل يحتم عليك الصمت وإيقاف العقل والتفكر والتدبر، وكلها أوامر شرعية واجبة على كل أحد قدر وسعه، خاصة في المصير و" بل الإنسان على نفسه بصيرة"،
رغم كون الداعي لنفسه ومنهجه ولتقليد الناس إياه لا يختلف عن غيره في ادعائه الصواب، وفي وضعه للعرض في ثوب شرعي، قد يكون خاليا من الدليل الصحيح في الواقع والمناط الصحيح..
أو خاليا من وجه الاستدلال الصائب، ويتبعه جمهور متعصب بلا بينة، فيجمع بعضهم بين الجهل والعصبية, ووصم غيره بالجهل، وهو لا يقدر على تبيين موقفه ولا مناقشته ولا الدفاع عنه!
فكيف تكون أنت جاهلا لأنك لم تثق في شيخه هو ووثقت في غيره مثلا؟
أو لأنك طلبت العلم الصحيح والفهم الصحيح ووصلت لغير ما وصل إليه..!
فهو لم يسر -لم يوجب عليهم السير- في طريق لرفع هذا الجهل!، الذي ركب عقولهم به للأبد
لأنك لو كنت معذورا لقلة علمك بالدليل وبالواقع، فلست معذورا لو اعرضت عن التعلم لتستقل
عن رؤوس الجهال الذين يسألون فيضلون، أو عن الدعاة على أبواب جهنم، والمبتدعة والملبسين للحق بالباطل والصادين عن سبيل الخير، والكاتمين للعلم، وكلها أصناف حذر منها القرءان

***
"غلبت الروم..."

هل نؤيد الثورة الليبية حتى لو كانت قد انحرفت؟
بارك الله عليك وحفظك وهدانا للحق أجمعين، وأستغفر الله العظيم.
ونعوذ بالله من إرادة الباطل.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى الْفُرْسِ ؛ لأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ فَارِسٌ عَلَى الرُّومِ ؛ لأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَانٍ
وإنما قد نسر بعلو الروم على الفرس، رغم كون كلا الطرفين مخالف لأصل الحقيقة، لأن أهل الكتاب أقرب، وهناك قواسم مشتركة، وأمل أكبر في الالتقاء على كلمة سواء، أو حتى في التعايش ونختار بين خير الخيرين والآخر منهما..إن كان في أيهما خير..
او بين شر الشرين والأول منهما، ولا خيار لأنه لا حل ثالث في الأفق المنظور، والصمت اختيار يؤدي لنتيجة منهما، وهنا لا تخوين، فكل يجتهد بعقله والأمر مرتبط بفهم الحال والمآل.. فكلاهما باطل من وجوه..
ولا بأس بقبول خيار مرحلي سيء، لكسر دائرة الجمود والتكلس التي تحنطنا
فيها عشرات السنين، ومن مستعمر غاز إلى مستعمر وطني، والعكس، وكلاهما مخرب هادم للدين والتخويف بالغرب وهم، لأن الغرب يسكننا ويأكلنا ويسبينا منذ أمد بعيد، وهو الأن يمتطي الثورات إن فشل في إجهاضها، أو يحاول..أما التحول لنمط استعماري ءاخر فقد يكون أحيانا أقل سوءا،
كالمستجير من النار بالرمضاء، وليس العكس.. وجو الثورات بدأ بهذا الشكل العام، ولم يكن نقيا مائة بالمائة، ولا خيار في ترشيده فورا، ولا يصح وقفه بذريعة به من دخن.. فنحن في قعر الرماد بأي حال، والمجالس العسكرية قد تكون وضعت في موضع الشرف قدرا! فاضطرت أن تتصرف بشرف، وتحيتنا للجيوش ككيان لا تعني تحية الكبار، الذين كانوا جزءا من الثلة, ولا تحية لكل فعل وعقيدة ومسلك سلكوه بل هي تشجيع لمن بدأ يتحسن..

السبت، 11 يونيو 2011

هل البلاء عقوبة؟

هناك قواعد لمنع الوقوع تحت تأثير هاجس أو ضغط نفسي من مخالف
أولا أن المعجزة أو الخارق للعادة قد يحدث مع الضلال كما جرى مع
عجل بني إسرائيل وهذا اختبار للعقل البشري فقد منحنا الله تعالى إياه لكي
نتعرف عليه تعالى ونعبده ونحاسب لو عطلناه كالبهائم لهذا قال تعالى “كما
تأكل الأنعام والنار مثوى لهم” وكما تحدث خوارق يسمونها كرامات مع سحرة
ومع صوفية يخرقون فمهم بالسيوف ووو
لهذا الكرامة هي الاستقامة
والكرامة تسر المؤمن ولا تغره
والعكس بالعكس
البلية هي البلية في الدين أن تكون مبتدعا أو ضالا تماما وأنت تحسب أن معك الدليل
أو ألا تكون حريصا أصلا على التقرب لرب العالمين والبعد عما يسخطه
ثانيا أن النعيم قد يحدث للضال وهذا يعني أنه لو أصابك النعيم يجب ان تسأل نفسك أيضا
وتقلق ولا تأكل ما ترزق دون تدبر
وهنا يكون استدراجا “سنستدرجهم...
وأملي لهم...
أذهبتم طيباتكم....
“فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن..
قدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن..
كلا... “ فالأمر مرفوض-بكلمة كلا- قرءانيا ليست الموازين بسعة الحال
والنعيم او المشكلات وقد سمى القرءان كلا الحالين ابتلاء
نصوص تتحدث عن ابتلاء للمؤمن كل حين
وابتلاء للكافر قصمة واحدة
وهذا معناه أن السنن الكونية للأفراد تختلف عن الجماعات وأن البلاء مشترك
والعليم بالحقيقة هو من يعلم الصورة كاملة بعمقها وهو القلب وهذا علم الله تعالى
وقد يعلم المرء من نفسه ما لا يعلمه عنه غيره
ثالثا أن المرء عليه التأمل والتبصر والتحرز ومراجعة النفس دوما كما قال ابن قدامة
أن احتياجنا لله تعالى كمثل غريق متعلق بخشبة طافية حتى لو كنا في بيوتنا ءامنين
ونحن في زمان الفتن نحتاج اليقين بما نحن عليه ليس لأن الضغوط قد تحمل رسالة
بل لأن المرء لابد ان يتحرى لدينه كل وقت كي لا ينهار أمام محنة أو مغريات
خاصة في زماننا والفرق الإسلامية والسياسية وغيرها داخل مسمى السنة فضلا عما هو خارجها ولا شأن لنا به
فعليه التعمق في دراسة وفهم
العقيدة والخلافات المعاصرة والحق فيها وفقه العزلة الشعورية وفقه الواقع الذي لا غنى عنه
لتطبيق الفهم واتخاذ المواقف ولو حتى كانت بالصمت والعزوف عن المشاطرة او منطقا خاصا
كمؤمن ءال فرعون
ومما يوصى به في ذلك:
كتاب: طريق الدعوة في ظلال القرءان-مجمع جمعه أحمد فائز وهو جزءان
الواجبات المتحمات على كل مسلم -رسالة قصيرة لكنها ناجعة لو طبقت
كتاب الفتن لنعيم بن حماد
مذكرات علم أصول الفقه
كتب التفسير وتدبر القرءان للسلف الصالح بداية من القرون الفاضلة مرورا بابن الجوزي وابن قيم الجوزية
الرقاق والقلوب والأخلاق ومنها سير النبلاء ورقائقهم
هذه هي العلوم المطلوبة قبل غيرها حاليا
والصواب أن نحدد منهج الاستدلال يعني في أي حوار بم نستدل وكيف نستوثق من صحة استدلالنا
من ناحية ثبوته ودلالته أي فهمه وواقعنا الذي ينطبق عليه
ومن ثم تسمعين ما يدعيه فلان أو فلان ثم نقارن والتقليد هنا منهي عنه لأن المقلد لا دين له وهو دليل موت الأحياء وليس حياة الأموات فمن قلد ميتا فهو ميت ومن قلد حيا فهو معدوم
وقدكان الناس يسألون ويطلبون الدليل من التشريع وفهم الواقع وكانوا يطالبون العلماءوالخلفاءبالبيان ويوم صاربعض العلماءءالهة وقع تابعوهم في الغي
-
لذا أتعجب أن يدعي بعضهم الأن أن تقليده هو الدين والدين ما جاء إلا لترك التقليد الأعمى وترك اتباع الآباء والكبراء والكهان والأحبارالمضلين
-
ويدعي أنه لا أهلية لك لفهم الدليل ولا فهم الواقع وهذه كارثة عقلية ودينية وعار حضاري يبرأ منه الإسلام
حقيقة الإسلام أو حتى الإسلام الصحيح ظاهرا لا تشتملان الخضوع لطاعة سيد أو مكتب يعلوا فوق رقاب البشرية ويحدد لهم الصواب وهم نيام
لذاأستنكرعلى بعض الإسلاميين- وهي لفظة جامعةلمن يرى الحل الإسلامي سواءكان صواباأومجانبا للصواب في فهمه للإسلام أو فهمه للواقع -
-أن يكونوا مقلدين
التقليد مرفوض إسلاميا والمقلد لا دين له أما الاتباع الذي يسمى تقليدا لكنه على بصيرة وتدبر وتأمل وتحر سواء للأمور الدينية أو الدنيويةفمشروع
نتفق طبعا في الفروع ودقائق الأمور
التي تحتاج استنباط طائفة متفقهة متخصصة يشرع الاتباع، وسأضع بعض ما بصدري حيال الأمر
ولن نجد اختلافا أبدا بيننا إن شاء الله..
السياق الذي نحن بصدده
يدور حول العقيدة والفتن المتفرقة والفرق المفتتنة، والاختيارات المصيرية في الحياة، والأصول.. والمواقف
التي يوضع عليها اسم الدين من كلا الطرفين..سياسيا ودينيا أيضا.. والأنكى
أنه لا يقدم لك سبيلا لتطلب العلم، لتصير يوما ما مميزا، بل يحتم عليك الصمت وإيقاف
العقل والتفكر والتدبر، وكلها أوامر شرعية واجبة
على كل أحد قدر وسعه، خاصة في المصير و" بل الإنسان على نفسه بصيرة"،
رغم كون الداعي لنفسه ومنهجه ولتقليد الناس إياه لا يختلف عن
غيره في ادعائه الصواب، وفي وضعه
للعرض في ثوب شرعي، قد يكون خاليا من الدليل الصحيح في الواقع والمناط الصحيح..
أو خاليا من وجه الاستدلال الصائب، ويتبعه جمهور
متعصب بلا بينة، فيجمع بعضهم بين الجهل والعصبية
ووصم غيره بالجهل، وهو لا يقدر على تبيين موقفه ولا مناقشته ولا الدفاع عنه!
فكيف تكون أنت جاهلا لأنك لم تثق في شيخه هو ووثقت في غيره مثلا؟
أو لأنك طلبت العلم الصحيح والفهم الصحيح ووصلت لغير ما وصل إليه..!
فهو لم يسر -لم يوجب عليهم السير- في طريق لرفع هذا الجهل!، الذي ركب عقولهم به للأبد
لأنك لو كنت معذورا لقلة علمك بالدليل وبالواقع، فلست معذورا لو اعرضت عن التعلم لتستقل
عن رؤوس الجهال الذين يسألون فيضلون أو عن الدعاة على أبواب جهنم والمبتدعة والملبسين
للحق بالباطل والصادين عن سبيل الخير والكاتمين للعلم وكلهم أصناف حذر منهم القرءان