الجمعة، 17 يونيو 2011

الإسلام والثورة (2)

الإسلام والثورة (2)
د. إسلام المازني
6/15/2011


تأييدنا للثورات لا يعني تأييدنا لكل جوانبها، فهي حراك به خلط، من وسط بيئة هي أصل الخلط والخبط والضلال الممنهج قسرا وبالإغواء، وقد نوهنا لأن مطالبها لا تقيم دولة الحق والخير، لكنها خطوة ليفيق الناس، ويصبح لهم حق التفوه والتنفس والتفكير
وتأييدنا للثورات لا يعني تأييدنا للمجالس الانتقالية الحكومية الجديدة
لكنه تأييد للحياة .. ومن ثم ندعوا الأحياء لتقوى الله.. "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره"
تأملوا معي هذه الفقرات التي وصلتني من دراسة عبر البريد الالكتروني لتبين حجم التدخل الموجود
والخلل المتوفر أصلا
لكي لا يخوف مخوف بالتدخل أو بفساد أكبر

((
1- حرب العراق على الكويت وتدخل الأجانب ودخول القواعد العسكرية
الى بلدان المسلمين واحتلالها من جديد تحت مسمى
تحرير الكويت، حيث ربضت هذه الجيوش في السعودية وقطر والبحرين
وفلسطين التاريخية – النقب - ودخلت الجماعات الاسلامية
في جدل فقهي حول الاستعانة بالأجنبي لما ينتهي بعد ، وكان سببا
اساسيا في انشقاق الحركات الاسلامية في بعض البلدان .
2- سقوط العراق بمساعدة أجنبية وعربية رسمية
تورطت حنى النخاع كسوريا والاردن
ومصر والسعودية ودول الخليج وعلى راسها قطر
والامارات- المارينز قواعده في قطر والبحرية الامريكية
واسطولها السادس قواعدها في البحرين ، وقوات
كبيرة من الجيش الامريكي تربض في
الاراضي السعودية كالخبر والجحفة وغيرها- وداخلية وانكشاف
المستور من حجم العملاء وتورط ساسة وعلماء شرعيين
وعلميين وعسكريين وخروج الطائفية الشيعية من قمقمها
ليتحول العراق الى مذبحة لشعبه ولتسيطر على مقدراته عصابات صهيونية
وامريكية وعربية وايرانية ، حتى قيل ان العراق اضحى مرتعا
لاجهزة المخابرات العالمية وعلى ارضه تتم صراعات
هذه الاجهزة التي نقلت عملها من افغانستان الى العراق .
3- الحرب على غزة عام 2008/2009، والتي كشفت بالكامل
حجم خيانة الأنظمة العربية وتورطها بشكل أو آخر بجريمة
إبادة الشعب الفلسطيني الذي ارتضى نهج المقاومة.
حرب غزة كشفت الكثير من مساوئ الأنظمة العربية سواء
كانت مرتمية بأحضان الغرب أو ما زالت تتشدق بثوريتها..
الجميع سقط في الامتحان وحتى بعض الحركات
والجماعات والفرق الاسلامية بما في ذلك المؤسسات الدينية الرسمية

**
الخطاب الاسلامي المعاصر ترك الانظمة في العراء وكشف عوارها وما عادت تنطلي على الشعوب لعبة الارهاب والتشدد، والعزف على حبال الخلاف بين الاسلاميين وغيرهم.
لقد كشف الخطاب الاسلامي حقيقة الغرب والعرب على حد سواء وحدد هذا الخطاب عدة مكونات كلها تظافرت لهذه اللحظة التاريخية الحاسمة التي انطلقت من تونس وما زالت تتحرك في ربوع العالم العربي.))
انتهي النقل الذي بين القوسين
**
أيتها الشعوب التي خرجت .. اصبري.. الوقت في صالحك أنت..
هناك أناس عميان لأنهم يريدون أن يكونوا عميانا، وهؤلاء لا تأس على نتيجة الحوار معهم..
هناك أناس لا يرون في كل شيء إلا أسوأ ما فيه، ويجعلونه هو كل ما فيه!
هناك من يرى الثورات سيئة، لأنها لم تناد بالحق كاملا، ولابد أن نقول: لن نكون
مسلمين حتى نكون بشرا.. ذوي عقول نحترمها نحن، وكرامة إنسانية
نعرفها لأنفسنا"كما كان الأنصار والمهاجرين لهم شيم واستقلالية عقلية ونفسية وروحية"
وذوي إرادة وهمة واستعلاء، والثورات خطوة في طريق عودتنا للآدمية، التي فقدناها مع فقدنا لقيم الإيمان ومعالمه وحدوده بعد ذلك..وعشنا في التسخير
والتقليد الأعمى والتبعية الذليلة..داخل بعضنا ثم منا لغيرنا..
أيتها الشعوب التي خرجت .. اصبري.. الوقت في صالحك أنت..
الوقت ليس مع فرعون وهامان وقارون
بل ينقص فرصهم، ويقلص قواهم.. أنت من يلعب بأعصابهم وتماسكهم.
اصبري.. فالوقت -كذلك -يجعل ثورتك فيما بعد إن شاء الله أكثر زخما وثروة، وأكبر رصيدا معنويا في قلوب من يعرفها، ومن عاشها، ومن ثم يحافظ عليها.
اصبري فإن عدت ستتجرعين ما تهربين منه إن جزعت
اصبري.. فالوقت تربية معنوية وقلبية، وبدنية مادية! ومجتمعية! وتآلف وتهذيب للجموع
لتتعلم كيف تعمل معا عملا جماعيا رغم الاختلاف والغربة، وتتدبر مصيرها، وتعرف
صاحبها من عدوها في المجتمع الدولي والمجتمع الداخلي، ولعلها ستتأمل الأن وليس غدا
وتعرف ربها حق المعرفة، ومن ثم تفيق لتبصر حقيقة كونها وغايته، فلا
تخرج إلا وقد رسمت طريقها، ووفرت كثيرا.. فلن نخترع منهجا وفلسفة ودينا جديدا
فالثوابت البشرية ستظل ثوابت" الحقائق الكبرى وعالم الروح والنفس ورغائبها"، والمتغيرات
ليست هي المحك ولن تكون..

**
"أربابا من دون الله"

نرفض عبادة الكبار وعدم تخطئتهم في كل دين.. ومبدأ التعصب لكبير
الطائفة عموما نستنكره عندنا أو عند غيرنا ... تأليه البشر وعصمة منطقهم أو فهمهم وتقديرهم فضلا عن تصرفاتهم ...كله مرفوض ..لا في الدين ولا في الدنيا وعلومها التجريبية..
ولا اعتراف بحق الفيتو لأحد! ولا احتكار حق تفسير القانون والقرارات الدولية والمحلية! والفتنة الداخلية والدولية تحل بمحاكمات علنية.. وشفافية •

**
"تخرج الحي من الميت"

"الحَقُّ فيهِ زَيتُهُ، وَفَتيلُهُ .. صِدقُ الحَديثِ وَنورُهُ الإِصلاحُ"

*لقد بدأنا نعود من التيه،وسرنا خطوات على الطريق، أفقنا ويممنا وجهنا نحو التطهر والتغيير...
قضت المحن على الفرقة المفتعلة، وعلى كثير من الفتن الإعلامية، وقربت
الشعوب من بعضها، اللهم أتمم لنا نورنا وبصرنا السبيل وبلغنا رضاك
علمنا ما ينفعنا لكي لا نخرج من ظلمات إلى سراب ءاخر، ندور فيه أعواما وأعمارا..
أو إلى زيف حضاري أجوف فقاعي بارد، نتحول فيه إلى ءالات منتجة، أو وحوش
بلا روح، وأشباح بلا حس، أو حيوانات تعب وتلعب، وترتع ولا تستشرف
ولا تتأمل، ولا تعرفك سبحانك..
ولا تراك في كل شيء، ولا تصل إليك، ولا تستبصر غاية ولا نهاية
ولا هداية! فتحيا بلا إله يحب ويتبع هداه، وهي لا قوام لها طرفة عين دونه تبارك وتعالى..
ومن استغنى عنك طغى وأوبق نفسه

*الحكمة والتعقل وحسن الفهم من أنفس الأمور فقد يؤذي المرء
نفسه وقومه بأشد مما يفعله به أعداؤه بقصور فهمه.
*الحكمة لا تعني ألا تدفع ثمن مواقفك، وثمن أفعالك، وثمن الشرف!
الحكمة لا تعني ألا تفعل شيئا له ثمن يدفع!
وألا تقف دوما في الجانب الرمادي! بلا موقف..
وأن تتكلم حينما يكون التحدث مغنما! ومسموحا ومطلوبا! بعد الثورة.. ولا تقول ءاسف!
أسفت لصمتي بينكم..
الحكمة لا تعني أن تكون واقعيا-بمعنى: نفعيا ماديا أنانيا- وتلغي
الكرامة والشرف من حساباتك، ومن رؤيتك للكون أصلا، وتعتبر
الحق والمبادئ والمثل عواطف جياشة... من نسي الله تعالى
سينسى الأخلاق والقيم والشيم، وسيبيع ضميره وجسده وجسد أمته، وسيبرر لنفسه كل
دناءة، ويمنطق كل تنازل لأنه يعبد الحياة والمصلحة والراحة الشخصية




"قريش عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم أمورا كالملك ، والمال الوفير، وحلولا وسطا لتبادل عبادة كل إله سنة، وأحيانا مجرد ترك جزئية واحدة فرعية مثل عمل مجلس للأغنياء ومجلس للفقراء وساعتها يوافق كل السادة والكبراء والرؤساء على الإسلام، وهذه صفقة تعتبر رابحة مقارنة بما نتحدث عنه من تنازلات، و كان بإمكان النبي صلى الله عليه وسلم أن يرضى بهذا الخيار، في الوقت الذي يسعى فيه إلى الوصول بهم إلى ما يريده وكف الأذى وفسح المجال للدعوة، لكنه لم يفعل ذلك وكان عمله وعمل كل الأنبياء صلوات الله عليهم دوما بعكس الأسباب، وفي ظروف يظن الناظر أنها مستحيلة وببداية فردية بسيطة أمام هول كبير، لكن التوكل والاستمرار واجبان والنتائج من قدر الله"
"التدرج في التأهيل والتوعية والإقناع وفي توفير الظروف الملائمة، ولكن عرض العقيدة والشريعة يكون كما هما في صورة التنزيل الأخيرة الناسخة لما قبلها، فهذا هو الدين الذي كمل وتم ولا يصح انتقاصه، ومن رفض الطاعة التي هي تنفيذ السمع فقد رفض مقتضى الشهادتين وأباه، أما التدرج الأول في مكة المكرمة في التشريع فهو رباني قدري، وليس لأحد أن يكرره أو يقيس عليه، وإلا للزم أن نقول الخمر حلال للجدد والصلاة بعد سنوات من دخول الدين، والصوم كذلك، ويجب النظر لأن من يشهد الشهادتين لا ينبغي له التدرج في الفروض "بخلاف المستحبات"، لأن من دخل الدين بعد تحريم الخمر وفرض الصيام لم يؤخذ بالتدرج، رغم أن بعضهم طلب ذلك وتحليل النبيذ لأنهم لا شراب لهم سواه، وكان من الممكن أن يؤدي ذلك لرفضهم الدين لكن النبي صلى الله عليه وسلم رفض ذلك ولم يأخذهم بالتدرج، بل عرض عليهم التشريعات النهائية، بحالتها وقتها"

**
"اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة"

بعض المثقفين يمقتون الدين
نعم..
بعض من يحسبون أنهم من المثقفين..
نصف مسلمات العلوم لا يفهمونها، ونصف مسلمات الملة لا يوقنون بها، لهذا فالحديث يجب أن يكون من أول حرف الألف في الإدراك والاستدلال، والتصور عن كل شيء وصولا للسياسة والمجتمع، وليس من حيث النتيجة التي وصل إليها كل طرف ولا تخوين لأحد ولا ازدراء لفئة ولا انتقاص لكرامة أو عقل
قلنا كلنا في سفينة واحدة ولنا حقوق ومشاركة لا مواجهة
على الأقل في الوقت الحالي نتوافق ولو تغير توازن القوى لصالح طرف فسنة الدفع ستقيمه فوق الآخر
قالوا وصول الأغلبية لغيرنا انقلاب على الديمقراطية، الديمقراطية هي أن تكون مصر غربية وغربية يعني نموذج معين، أخلاقيا وسلوكيا قبل أن يكون معرفيا واقتصاديا، ولو اختار الناس غير ذلك فهم قصر وغير ناضجين، ولم يفهموا ولم تتح فرصة وفترة كافية لدعايتهم ودعوتهم
وعرض البدائل التي تقلص أكثر من دينهم عليهم



***
" مسألة الشريعة والتصور الحضاري الشامل والأحزاب الإسلامية"
ننوه لأن الشعب إذا لم يرتض الشريعة فهو لم يرتض الإسلام ولا الله تعالى ربا
وأن الشريعة لا تستجدى!
وأن توازن القوى هو الذي يحمى خيارات الأغلبية كما يسمونها
فكم من أقلية تحكم أغلبية بالحديد والنار وانظر حولك وخلفك!
ولا نتحدث عن المسائل الخلافية، بل عن النصوص الثابتة سندا ودلالة والتي
أجمع عليها العلماء..
" مسألة الشريعة والتصور الحضاري الشامل والأحزاب الإسلامية"


فقرة منقولة مما قيل ومما جرى:
"- أن الذين يخوفون الناس من تطبيق الشريعة الإسلامية
مدعين أن الشريعة الإسلامية هي فقط قطع يد السارق، وجلد الزاني
هم مجموعة من المغالطين، فمواد الحدود أقل من عشر مواد
من بين 3650 مادة -مستقاة من الشريعة قننتها لجنة
تقنين الشريعة- تضمها القوانين المقدمة للمجلس لإقرارها وتطبيقها.
- أنه إذا افترضنا جدلاً صحة مزاعم الحكومة من
أننا نطبق 90% من أحكام الشريعة، وأن الباقي مما يتعارض مع الشريعة
هو 10% فقط، فهذا ينبغي أن يكون حافزاً لنا لاستكمال هذا الجزء اليسير
حتى نغلق هذا الملف إلى الأبد.
أن إقامة المجتمع الفاضل الذي يدعو إليه الإسلام، لن يتم في يوم وليلة بمجرد تشريع القوانين،
وإنما هذه القوانين هي أحد الخطوات الضرورية ينبغي أن يصاحبها خطوات مماثلة
للإصلاح في المجال التعليمي، الاجتماعي والإعلامي والاقتصادي والدعوي."
***
- مشروع قانون المعاملات المدنية ويقع في 1000 مادة.
- مشروع قانون الإثبات ويقع في 181 مادة،
- مشروع قانون التقاضي ويقع في 513 مادة،
- مشروع قانون العقوبات القسم العام والحدود والتعزيرات ويقع في635 مادة،
- مشروع قانون التجارة البحرية ويقع في 443 مادة،
- مشروع قانون التجارة ويقع في 776 مادة." (انتهت فقرات النقل الأول..)


...هذا فضلا عن الرؤية الإسلامية للإنسان، وتنميته روحيا وعقليا، ولمثلث الإعلام
والتعليم والثقافة مع المنظور الحضاري الأخلاقي، وفي التنمية وإعمار الأرض ومجالات
البحث-كي لا تشتط العلوم فتجري تجاربا على أجنة كأنها فئران أو تهلك أمما لتجربة أسلحة
جديدة أو أو - والسياسة الخارجية وكل الحقائب الوزارية، والمهام الرئاسية، بل والفردية
والتنفيذية المحلية، فتصرفنا نابع من قيمنا ورسالتنا، وربط الإشراف على السياحة والفن بالقيم
والأخلاق منعا للإيدز والانحراف الخلقي والفجور ..
كان الحوار قديما نحو: من يقيم الإسلام تصورا كاملا حضاريا ومنه الشريعة هو مجتمع يؤمن
ويحيا لذلك وليس برلمانا يصوت كأنما هي مقترح وليست دينا، والأن باتت ظاهرة الأحزاب تستلزم النظر في تجارب من سبق حول الشريعة
هل الشريعة هي المطلب فقط؟
وهل هي الشيء الوحيد الذي ينقص الشعب؟
وهل تطبيقها يكون فقط بالتوافق والتواصي والسؤال والاستجداء وإقناع كل سائر في الطرقات..؟
بفائدتها الدنيوية؟ أم الأخروية؟
وهل الطائفة التي تحب الإسلام وتتبناه كاملا تاما معها تفويض
بقبول والتوقيع والدخول في كل وأي منظومة سياسية؟ أو دستورية؟ وفي قبول
كون دينهم فكرة تعرض وتسوق ويصوت عليها، وكذلك كل الملل والشرائع
ويحكم الكون منطق الكثرة والأكثرية والأغلبية .. وهكذا نكون أدينا ما علينا؟
وعلى أية حال :
ليست المسألة خلافا فقهيا في مسألة، بل كيف يكون "إسلاميا" ولا صلة له بالمطالبة بالشريعة
الإسلامية؟ ولا يتحرك من خلال التصور الإسلامي؟ أليس هذا هو وصف الإسلامي؟ ومن ثم يقبل
الناس أو يرفضون ما ينادي به؟
أو يناقشونه؟

المناداة بتفعيل قوانين الشريعة، لأنها واجبة، ولأنها الأقوم
والأصلح للعباد، وهي خيار الأغلبية وخصوصيتهم وحقهم كأغلبية..
وواجبهم تحقيقها بالتوافق أو بتوازن القوى لو كانوا صادقين في رغبتهم

فهناك قائمة بقانون كامل شامل مستقى من القرءان والسنة، على شكل لوائح لأطر
المعاملات والأنظمة كما شرعها الخلاق العليم سبحانه، ومسطورة بشكل مرقم ومفهرس
كمراجع قانونية، وهي أولى من القوانين التي ألفها البشر بلا شك عند العقلاء، واختيار
الناس لقوانينهم أمر يخصهم، وهذه القوانين موضوعة في أدراج مجلس الشعب منذ أربعين
سنة تقريبا، أعدها الأزهر ومجموعة من البرلمانيين والقانونيين، وتفاخر رئيس
المجلس في الثمانينات المحجوب أنه تركها معطلة حبيسة الأدراج..
وظلت مشاريع القوانين محبوسة في أدراج المجلس

نقل: "وقد عملت هذه اللجان بحماس بالتعاون مع الأزهر ومجمع البحوث، وقسم التشريع بوزارة العدل،
لعدة سنوات ...ما يزيد عن أربعين شهراً حتى أصدرت عدداً من القوانين المطبوعة،
احتفظت بها أمانة المجلس، والنسخ متوافرة لهذه القوانين الشرعية." انتهى


لكن هل الإشكالية هي تطبيق؟ أي تنفيذ المواد؟ وهل الرغبة أي الإرادة متوفرة
لدى من يقول" لا أقول يشهد" ألا إله إلا الله.. وما هو التصنيف العقدي للمواقف السياسية
أم أن السياسة لا حكم للرب تعالى عليها..
وهل الكيان المسمى حزبا منهجه البحث عن التوافق والموافقة على قرار الأغلبية؟


دولة منشودة، بها الإسلام بكامل تصوره
ويسعى لها
ويسعى لها من يرى أنه لن يتكسب من ورائها..
هذه الدول المعاصرة التي زعمت وتزعم أنها إسلامية تتأكل بهذا الزعم فقط
وما نتحدث عنه يشمل العدل والحقوق المكفولة والكفاية الاجتماعية قبل أن يعاقب سارقا
وأنا لست من أنصار دعوى إقامة الدولة التي يطلقها من ليس لديهم تصور عن التوحيد
وعلى من ليس لديهم قبول أو أحيانا ليس لديهم فهم لهذا الإسلام..
لأن هذا يعني صراعا كبيرا.. وبلا شك من يطلبون إقامتها بطريقة المقالات فقط لا يملكون
قدرة على إدارة البلاد وهي تناوئ منهجهم..
لهذا أرى أن مرحلة الوعي.."عموما"
تسبق مرحلة العمل..لكن جزءا من هذا الوعي هو بث هذه المقالات-مجرد بثها هام
للنظر والمباحثة- لدعوة القوم لما ينتسبون إليه
وهو الإسلام.. أما من يفترضون سلفا أنهم قابلون ومتفهمون وسيتحملون التبعات
وينطبق عليهم الوصف
الخيري فهم مخالفون للواقع لأننا لا نرى حرقة نفسية ولا عملا دؤوبا لإقامة هذه الدار المنشودة
ولا إعراضا عن التحاكم لغيرها لا في الجانب الذي لهم فيه الخيار ولا في غيره..

إلى متى تطول مرحلة الوعي قبل الحكم:

لجواب الذي أفهمه"ولا أعبر فيه سوى عن نفسي وليس عن الإسلاميين":
إلى حين تتكون فئة محترمة واعية تتبنى الخيار، وتشرف بوعيها الشرعي والتقني من يتردد في شأنه"أخرجوا لنا أكفاءنا من قومنا"، وقادرة على الوفاء بواجباتها، وصيانة بلادها من الضغوط الخارجية والداخلية..
أو إلى حين حدوث قبول وتوافق عام شامل حقيقي وعن عمق ويكون هذا خيارا جماعيا أو غالبا.. وكل شيء نسبي فتوازن الحجم ليس شرطا حتميا، بل هناك دوما فارق، ولكن التوكل لا يلغي الأسباب..
وكذلك ما يمكن تأجيله أمر نسبي، لكنه لا يصل لحالة اللافتة التي تعطي صبغة بلا مضمون علمي ولا إعلامي أو ثقافي أو تعليمي، فضلا عن المضمون العملي، فساعتها قد يكون أولى بالإسلاميين العكوف على المشاركة للإصلاح تحت راية عامة، والله أعلم.. وأرى الأهم هو تصحيح التصور العقدي، والتركيبة العقلية والذهنية التي طمست في جانب منهج التلقي، والأهلية الفردية والشيم
وبعده التصور الحضاري عن الإسلام.. وبالتوازي يكون النهوض التقني..

**
"أيحسب الإنسان أن يترك سدى"؟

الهوية ونحن عند مفترق الطرق أمام الدساتير
وهناك فئام في أول الطريق، ومرحلة الهوية يبحث عنها السائر دوما، خاصة في أوله، وعند ءاخره أيضا! بعدما يجد نفسه وصل للمنتهى، ولا زال يشعر بالخواء وبأنه أمسك الماء.. وقد لا يفكر الجائع مثل كبار المتأملين الأن، لكنه سيقف عندما يرى أسئلة صعبة ومقترحات عجيبة باسم الحق والعدل والإنسانية، خاصة أنه لا يوجد أي نموذج واقعي مشرف متكامل في العالم، ولا نموذج يجيب كل أسئلة الكون والفطرة سوى الإيمان وهي فرصة للتفكير "ثم تتفكروافرصة للتفكير "ثم تتفكروا"

**
على هامش الثورة
للفتيان والفتيات ولمن يبلغها كما قرأها

"وكذلك جعلناكم أمة وسطا"

مصطلح الوسطية وغيره مصطلحات واسعة لم يحددها كثيرون..فصارت
أحيانا مثل حصان طروادة.. ممرا للخداع والتخريب وخلخلة الأسس.. رغم كونها في أصلها حق وحقيقة ولها أصل ثابت.. لكنهم لا يضعون أصولا للحفاظ على الأصول! ولا ضوابط تمنع تحول الوسطية إلى اللادينية- باسم الدين- وإلى التميع.. والعصيان تحت اسم التأويل..
الذي هو الجحود حين يصادم النص الثابت قطعي الدلالة بدعوى الاجتهاد وما هو إلا تحريف..
وإلا فماذا بقي من الحقيقة والابتلاء بالطاعة
إن كنا سنغير كل الأوامر بدعوى أن المصلحة والمبادئ العامة تقتضي كذا وكذا..
ثم يأتي جيل من بعدنا يغير ما غيرنا وبهذا يكون الدين عدة ملامح ووصايا عامة ويؤلف الناس شرعة ومنهاجا كل فترة.. وبالمثل يكون التنوير براقا ككلمة ويتم به الذوبان
والانبطاح تحت اسم الانفتاح..
وعلى الطرف الأخر نرفض التشدد والقسوة والتعسف في تطبيق فهم معين للنص
الذي تنوع في فهمه الفقهاء الأعلام وأكابر التابعين، ووسعته الأصول الفقهية التي اتفق عليها أهل القرون الفاضلة والطوائف الأولى وعت المقاصد وحازت الفضل وفهمت لغة النص ولغة الاصطلاح الشرعي التي أضافت لدلالات النص..ومحيط تنزيله وسياقه ومناطه كاملا..
وألحظ أن التشدد يكون في الجزئيات..
مع تهاون وتعامي في الكبائر والطوام، وفساد سياسي-إن صح التعبير أي في النصوص التي تصطم بالساسة وتحكي عن الجور- ومعه التهاون في التمسك بروح وعمق معنى الدين في القلب وفي الحياة، بل وفي حفظ أصوله وكلياته العقدية وتكوينه للنفس ..
فيخرج دعاة يضعون رأسهم برأس الأئمة الأربعة في جزئيات الفقه العملية التفصيلية..
ولا يحافظون على كليات العقيدة ولا موقف لهم في الصدع بالحقيقة كاملة كسيد الشهداء وسائر النبلاء
ولا في الزهد في الدنيا..

"يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله"


" تطهير أخلاقي وسلوكي، بمناسبة بدايتنا الجديدة"

الكلام لا يعنى به شخص معين، بل هو تطهير أخلاقي وسلوكي، بمناسبة بدايتنا الجديدة

نحتاج إلى همة ونهضة، وعلم وتعلم مستمر، وإلى تطوير دائم، وتقييم متتابع لبرنامج النهضة الشاملة
ونحن بحاجة لتطهير فكري وعقدي، من الشوائب والمغالطات، ولتحديد هويتنا لننافس اليابان والأمريكان في الدنيا! نعم ..
في العلم والتقنية والنشاط والابتكار..
لكن لا نأخذ الخواء والانتحار والمادية، أو عبادة الشيطان والإيدز، والمصلحة المتوحشة ضد شرائح منا أو من شعوب نمتصها تباعا، فسوف نتطلع للأمام والأعلى في القيم والروحانية، والطاعة لتعاليم رب السماء والأرض، فهذا هو النموذج الكريم الرباني، فهل سنقلد نموذجا أخلاقيا عولميا هوليووديا؟ أم فطريا عربيا؟
وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، فمن ظن النموذج الصائب هو فناء المرأة فالرسل لم يفعلوا ذلك، ولا أصحابهم ولا حوارييهم
فالأمر ليس محقا للمرأة، ولا منعا وكبتا، ولا سائر التصرفات التي لم يفعلها المقتدى بفعله صلى الله عليه وسلم، ولا أيضا سائر الأوصاف التي يصف بها بعض الناس الصواب لأنهم يكرهونه، أو لا يعقلون
قدر الأمر وحكمته، ولا قدر الآمر الكريم ومكانته الأعلى
والعبرة بالكتاب الكريم والسنة الغراء، وفهم من عايشوها وتطبيقهم دون سواهم
ومن بالغ فليس مشرعا ولا متبوعا
ومن فرط كذلك فليس مشرعا ولا متبوعا
ودوما -وفي كثير من التكاليف-ستكون هناك مساحة اختبرنا بها الحق سبحانه، ليست قطعية، وفيها مجال للاجتهاد لإعمال العقل، ولامتحان القلب المخلص، ولنبتلي باختلافنا، ونسعى للتقويم والتفاهم والتراحم والتسامح والتعايش
كثيرون في الغرب يقولون إن الزنا منتشر بسبب الاستهتار بالعلاقات، وفوضى
رفع الحواجز والكلفة، وتلاشي الحشمة والوقار، ومحق الحياء الجميل الراقي، وانقراض
حمرة الوجنة الحيية، وعدم ضبط الاختلاط بالأخلاق ولا بقدر الحاجة.. فيحدث التعود ثم الألفة
والرغبة، والتسويل الشيطاني والإعجاب والزلل..
**
سبحان الذي أسرى بعبده..
ليلا..
من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى..

- التأمل في تنزه وتقدس وقدرة الخلاق قبل ذات الآية والمعجزة
-حنان وشرف قبولك ووصفك بالعبودية لله القيوم الجليل، وجمال هذا المقام لاتساقه مع الحقيقة كذلك
- ومدرسة الليل وفضله، حين تلقى الكريم المحبوب الأعظم، والربط بين المسجدين!
وحقا من تهاون في المسجد الثاني هان وفرط في الأول!
وكلاهما رمز كما أنهما حقيقة قيمة بذاتها.. والتهاون دلالة على حال صاحبه لا ما اؤتمن عليه..
***
يكتب كأنما يأكل أو كأنما يلعب أو يشرب
يكتب أحدهم لك جملة ولا يرى أنه أعطاك شيئا
لأنه يكتب كأنما يأكل أو كأنما يلعب أو يشرب، فيضع ما يسيل من فمه وذهنه
أيا كان وما يحفظ من عبارات لا يحياها ولايعنيها، ويكتب شخص ءاخر لك
فيرى هو حين كتب، ويرى منك إذا كتبت له كأنما فعلتما شيئا كبيرا جليلا، لأنه يفهم ويحس
قداسة الكلمة والأمانة وينطق من قلبه
يتأبى لسانه وبنانه إخراج كلمة لايحسها ولايشعربها، فقد تعود الصدق وصار لايطيق نقش طلاء الكذب وبسمة النفاق، واعتاد أن الكلمة شيء كبير وجزء من نفس صاحبها
وقطعة من كيانه وقلبه وروحه، فيقدر كل كلمة تصله من الأحياء حسب تصنيفه
وهو تصنيف الفطرة (وما يستوي الأحياء ولا الأموات) ولا تنفك قواعد الحياة عن بعضها
ولا يتجزأ المبدأ، ولا يستحلي القذارة أبدا طاهر أمين

**
كما يبحث القلب..

كما يبحث القلب عن الزوج المتمم لكيانه
والذات التي تؤنسه وتكمله يبحث عن الرب الذي يحوطه ويرعاه
ويتمم إقراره به ومعرفته له والدخول في محبته بنيان قلبه
وأمن نفسه واتساق عقله وذهنه
بإجابات كل أسئلة الكون والنفس فيه وراحة ضميره
بسيره في فلك الحقيقة ومدار التناسب مع خلقه
فيتواءم بلا وحشة، ولاتشتت أو قلق في وضعه الأكمل والأمثل، ليعبده بتمام مفهوم العبادة
وجماله ويحيا حقيقة التشرف بالالتجاء إليه والتقرب

**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق