الأربعاء، 22 ديسمبر 2021

كيف أصبر .. كيف أتصبر

 ((إله العـــالمـــيـــن تــول أمــري..

وهـبــنــي نـجــدة وامـنـن بنـصـر



وسـامــحــنــي وعـامــلنــي بـفـضـل..

ولا تـتــرك ضـعــيــفــكــم لغـيــر))



يا بني..

لا تهول الأمور ولا تنكسر مقدما، ولا تقم عزاء مستمرا..

النواح والصراخ الفكري عذاب سلبي يضيف للألم عناء كالضريبة المسروقة سواء بسواء..


هونها كي تهون.. 
اختر لوصفها أيسر الألفاظ وأحسنها

استقم وقارب واقترب وتقرب... واستبشر 
ضع هدفك مع الإخلاص عند أقصى قدراتك وليس الكمال 
 
قدم الرجاء والفأل والخواطر الجميلة

بالصبر تقطع سنين المحن، وبالرضا والقناعة وعدم التكلف وبإلف التضحيات وبالتخفف تصل المراتب العالية وتغفر سقطاتك، وتجبر ببشارات وثبات ومزيد علم وهدى ويقين يريحك.. الله تعالى كريم رحيم فلا تخش هواجسك..




الاثنين، 6 ديسمبر 2021

الأيسر أم الأحوط

أخي يا طالب العلم:

المبالغة في سد الذرائع تؤدي للعكس.

حمل كل مسكوت عنه كأنه متروك وجوبا ليس من الفقه الذي طبقه الصحابة رضي الله عنهم.

حمل كل نهي على التحريم والتغليظ والمبالغة غلو.

لو كان الأحوط هو المنع دوما لانتهى الفقه تماما ومقدما، ولسهلت المزايدة من كل من تشدد واتهام الآخر بالتميع كالأمم السابقة.

لو كان الاتباع هو تطبيق ظاهر النص لصح للظاهرية كل شيء، ولما كان للرد لأولي الأمر الذين يستنبطونه معنى.. ولما عتب على من جهلوا الضوابط والموانع "قتلوه قتلهم الله"

 حمل كل خلاف على الأشد والأضيق والأشمل للحجر تنطع وليس تورعا.

المصادرة على كل خلاف وكأنما حسمت كل التفاصيل لراجح ومرجوح عبارة عن فتنة جهل مركب وبالغ الضرر، وحمل الناس على رأي واحد ووجه واحد واحتكار الصواب بعد ادعائه عند الخلاف المعتبر طغيان.

 التساهل في التحريم حرام بل أشد من الحرمة..

 التوسع في المنع لأي احتمال قد يوقع في الحرج.. ولا يقرب الناس من ربهم، وقد يخضع رقابهم لا قلوبهم.


إضافة.. 


 الموصوف أعلاه ليس منطبقا على أئمة المذاهب الفقهية وحاشاهم. إنما كانت محاولة فاشلة سطحية قاصرة العلم رواية ودراية لمنع الجمود والتعصب المذهبي لكنها بدل العلاج بفهم أغرقت أتباعها في بحر من الفوضى وقصور الجمع وقلب أصول الفقه وإهدار النضج العلمي ومكابدة المجتهدين والنظر باستعلاء زائف واتهام المذاهب جملة بعدم اتباع الدليل وابتكار مذهب جديد ضحل الفهم كقصيدة النثر وسط الشعر العمودي.. ومن نتوجه لهم بالنصح هم من اغتروا بهذه الاختيارات التي تلبس ثوبا جميلا رغم الخلل وبالنمط الأصولي المغلوط والذي امتد لعلم الحديث وهدم تحقيقات متينة فيه، وللمسائل التي ساغ فيها المقال بين أهل السنة لتقليص واختزال وتضييق المجال بضيق فهم وحصر مخل. وطالب العلم من هذا النوع يعرف نفسه فهو يتعامل مع الدليل كأنه الشافعي وكأنه الدليل الأوحد الناسخ الجامع المانع القاطع. ويقلد معاصرا ويأبي تقليد من هو أعلم وأمثل من السلف. وكله بحسن نية وقلة علم. وان شاء الله مع اتساع المعرفة والدراية والإدراك يقل الجفاء ... 



العلم بأصول الفقه وبأحوال الناس وبكتب التراجم لفهم كنوز الفهم! والتوسع في المسألة لمعرفة أسباب عدم الأخذ بالظاهر وعدم الإطلاق والتعميم من أمهات ومعتمدات المذاهب وأدلة أصولها. من شأنه أن يوجد منظارا علميا عادلا رحيما حازما حكيما واحتراما للخلاف وفقها لضوابط التيسير والتنزيل.

بارك الله فيك وزادك حبا وحرصا 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

الأحد، 5 ديسمبر 2021

الرضا لأهل الرضا

الحمد لله الذي يهب السكينة والرضا وطمأنينة الروح لمن يحبونه سبحانه... فيمنحهم لمن ابتلي بفقد شيء ظاهر يظنه الناس سبب السعادة والراحة الأوحد، ويحرم منهم غنيا يظن نفسه استغنى، ومن جمع وطمع وسخط، ومن تشتت طلبا للسعادة في المعصية أو في العربدة وتشعث في الحرام والظلم وخداع الذات ولوم الخلق والأيام وإنكار فضل ربه .. فما رأى ذاك إلا برقا خلبا ووميضا كاذبا وسرابا لا يمسك منه بيديه شيء، ويظل ينزل في طينه وهو يرى أو لا يرى...

الحمد لله الذي وهب الهدى لمن طاب قلبه له ورضي بما يرضاه ربه كله وقبل أن يعرف به... جملة وعلى الغيب... ومنع الهدى عمن تناطحت الجبال بين عينيه شواهد لكنه جاحد، ومن يقدم بين يديه ويشرك نفسه فيحد حدودا ومقررات لمساحة الانقياد والطاعة والاعتقاد ووصل الحبال وقطعها، ومنع الهدى عمن أوتي الآيات فانسلخ وغوى واستطال المسير واتبع ما يهواه من سبيل ...

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

الجمعة، 3 ديسمبر 2021

شرح إذا لم تستح فاصنع ما شئت... الحياء و الإيمان

يا بني

بشيرا ونذيرا!

إذا لم تستح فاصنع ما شئت.

يعني: مصيرك في خطر .. توبيخ وخبر


إذا لم يكن عندك إحساس..
إذا لم تكن تشعر بالخجل..

إذا اعتبرت الحياء نقصا في حين أنه بعد عن النقص! وعن القرف والعيب... فأنت تحت التهديد والوعيد.



الحياء رقي وكمال وقوة، وامتناع عن قدرة لا عجز.


الحياء مروءة وأنفة من العيب، وحرية إرادة لا تطاوع النفس على طول الزمان.. واحترام. 


الحياء قلب حي
يستحي من ربه
يستحي من نفسه


يستحي أن يعصى ربه وهو يراه
يستحي ألا يشكر ربه وقد منحه العقل وأمهله 
يستحي ألا يتوب بعد أن زل وستره ربه


عكس الحياء الصلف والكبر والوقاحة

الحياء زينة الأخلاق، وصاحبه محبوب من الله عز وجل ومن الصالحين.. 

الحياء من صفات الأنبياء... 
صلى الله عليهم وسلم. 

الحياء يبعدك عن الخزي ويقيك الفضائح...وكفى به أدبا. 


إذا لم تستح فقد تضيع نفسك، فارجع وتراجع عن أسلوبك، وهذب نفسك وقم بتربيتها..

إذا لم تستح فأنت خلف الشيطان في كل حال فاحترس من طريقة تفكيرك .. لابد من فرامل.. كوابح.. 

 يوشك أن يرفع الحياء مع رفع الإيمان والعكس .. فهما قرينان.


إذا لم تستح فقد تشابه الأنعام في أمور كثر، فتنبه وترفع عن الانحطاط والتدني.. 

الحياء يمكن اكتسابه وتنميته، ومن يتحر الخير ويجتهد في تحقيقه ينله..

(ومن يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ


 

الخميس، 2 ديسمبر 2021

الفاحشة و حقوق الإنسان و الحريات و المثلية.. حوار للتأمل والنقاش

(أيحسب الإنسان أن يترك سدى...)

مسألة السماح بالفاحشة بأنواعها على مستوى المجتمعات تختلف عن مسألة الحوار مع مبتلى بها يبحث عن فهم وعلاج وباب للنجاة... ليست حول معصية كبيرة وضعف وانحراف وتبرير أو حتى استحلال...





  ثقافة عولمية بالقوة بها رفض لوجود أي شرعية وسيادة لأي أمر رباني أو لأي ثابت أخلاقي أو أي سلطة قانونها خالد أو كتاب سماوي سواء كان الوصايا العشر أو القرآن الكريم...  



 عداء وإباء لأي مرجعية إلهية أو حتى بشرية محددة وثابتة لها صلاحية وصف الأمور وأحقية تسمية بعض الأفعال الأساسية وقوة محاسبة معنوية أو مادية ... رفض للتجريم الدائم لأي قبح وفتح هوة النسبية لأسفل سافلين... لا مركز ولا ثابت ولا حقيقة.. العلمنة الحداثية وما بعدها من اللبرلة الجديدة التي هي قديمة قالها إبليس وقالتها ثمود وغيرهم ....



 نظام تحالفي عالمي يفرض إعلاما وتعليما وثقافة ومنظومة مواثيق وأعراف وقيم جوهرها أنه لا معروف خالد ولا منكر مستقر... ورفض لعنوان وتفاصيل أي شيء اسمه حكم لله رب العالمين لكونه ثابتا ولأسباب أخرى.. سواء اعترف به طرف منهم أم جحد .. يعني عدمية مطلقة وغرق في عبودية الهوى والمتعة والقوة.. مع إلغاء الموازين والمعايير لمنع تعكير المناخ وبلبلة القطيع مع كل وازع نفسي...



ليست إذا سوى نفس الحوار بين الإيمان والضلال



لو أن فعلة محرمة قطعيا وعلى التأبيد في كل الشرائع يتم وضعها كحرية أو كحق بدل كونها جريمة تخالف شيئا من الصلة بين العبد وخالقه فهذا يعني رفض مبدأ العبودية.. ومطالبة المؤمن بالاحتفاظ به لنفسه.. محنطا ميتا متحفيا مجمدا متآكلا ثم ذائبا ذاهبا.. لا مصونا.....


يعني يريدون إلغاء نصف الدين والإيمان، الذي منه بعد العقائد والحب والمعرفة والشكر والرجاء والخشية والصبر: الولاء والطاعة والشعائر... يعني هناك ظاهر وباطن.. أخلاق ونظام عام. 

(أيحسب الإنسان أن يترك سدى...)
لهذا فهو حوار الإلحاد القائم
وليس سوى حجة التوحيد وبرهان الرسالات جوابه.. 
  

شرح / من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه

((... أخذ بيدي رسول الله ﷺ
فجعل يعلمني مما علّمه الله تبارك وتعالى وقال: 
(إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيراً منه).

رواه الإمام أحمد... أول مسند البصريين. والبيهقي وغيرهما. 

 العطاء قد يكون من نفس النوع أو من غيره بمسار أفضل وخال من الفتنة ..
العطاء حسي أو معنوي.. وسل الأغنياء لم يعانون رغم الوفرة وما مشكلاتهم ..
العطاء عاجل أو آجل.. 
العطاء بالبركة والفائدة من نفس الكم والانتفاع من ذات الحجم وكفايته أو بتكثيره ..
والعطاء كذلك غيبي أو مدرك.. بالوقاية والصيانة أو بالمدد والزيادة ...كما أعطي الصبيان والمساكين وغيرهم ما يستحق الشكر في سورة الكهف لكن خفي عنهم باطنه وغرسه ..وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: ما من عبد ترك شيئاً لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه. رواه وكيع في الزهد (2/ 635) وهناد رقم (851) وأبو نعيم في الحلية (1/ 253)

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

التفكير في الجمال

الحمد قالوا (التفكير يوجب الإسلام ،، والاسلام يوجب التفكير..)

 النظر بوعي مطلب قرآني.. فهو أول التفكير..

البهجة مقصودة في: "حدائق ذات بهجة.."

والزينة مقصودة في آيات منوعة عن السماء والأرض..

وتدرج الألوان مثلا مقصود: "مختلف ألوانه" ..
وكلها علامات طلاقة القدرة وسعة الخلاق وغناه..

الجمال كله مقصود، وهو يحمل صبغة معينة ويرسل رسالة للعقل والقلب معا...

المسألة ليست وظيفة فقط ولا تكيفا فقط، بل هناك غرض وهدف، وما تسميه تجميلا وتزيينا وفنا عاليا علويا، وصنعة قصدت للذوق، وإحسان وإبداع..

 والقرآن نفسه جميل في عرضه كما هو في جوهره....

والاعتراف يتبعه عرفان وامتنان
الاعتراف يستلزم الطاعة والامتثال
المشاهدة تقتضي التسليم والرضا

 وكما قالوا:
 (خاطب القرآن العقول كما خاطب الوجدان)
على أن الغشاوة في أحدهما - بالهوى أو الجهل أو القسوة-قد تغشي الآخر.
نسأل الله العفو والعافية

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

طريق القلوب إلى الله تعالى... ج 2

الخميس، 25 نوفمبر 2021

دعاء 1

ونعوذ بالله من عمى يرى الشخص فيه القرءان ولكنه لا يبصره...

ونعوذ به من ذنب يجعلنا لا نرى القرآن متجددا نابضا حيا ولا نفقه ولا نتدبر التفتح من بصائره ونوره وروحه...


ونعوذ بالله من ختم على القلب يجعله مستهزئا وهو مستهزأ به ممدود له ومستدرج يخدع نفسه ولا يشعر... وكم رأينا من يمر على المعجزات معرضا.. كونية كانت أو قرآنية...


نسأل الله تعالى عفوه ومغفرته وهداه ومعيته وحبه


"وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا"

الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

الجمال و الإيمان.. ضد الإلحاد وضد سوء الأخلاق والفسق أيضا


سبحان الخلاق 

جمال مقصود.. شاهد بالحق مشهود من الخلق


 الجمال بلا أخلاق كالوردة الميتة.

يعني ليس جمالا كاملا بل معيب غير تام، أماتته الدنايا... 


سبحان الذي يهب للشيء الحياة، ويريك الصنع والجمال، ويرسل إليك الرسالات والعلامات، وإن شئت قلت النماذج والعينات... 


الجمال يرقق المشاعر ، وهو جزء من الدين والعقل عند أولي الألباب..


كما أن الأخلاق تملك القلوب السليمة فالجمال يشدها لذاته ولصانعه عند العقلاء.. 

فقد وهبهم الجمال ووهبهم العقل الذي يتأمّل ويستشعر هذا الألق ويلتذ به ويسمو معه...


 ومن يتعامى عن الجمال فهو مجرم في حق نفسه.. مريض بداء الهوى كمن يعتبرون عقولهم صدفة. 


  


  ومثل الشكل والعطر هناك جمال ثالث في اللسان وآخر في العقل... وهناك جمال الصفات ... 


والصفات القبيحة في الشخص الجميل تجعله مجرد صورة على سلة مهملات، وكما يقول أمين الريحاني: "قد يفتقر الجمال إلى فضيلة، أمّا الفضيلة فلا تفتقر إلى الجمال أبدًا."


هذا الجمال والانسجام والتوازن في النسب شاهد بإبداع الخلاق ورحمته وواسع رزقه، فهو لا يحييك ويطعمك فقط، بل يمتع ناظريك بزينة الدنيا، ويعدك بأصفى منها خالصا يوم القيامة ..


الخميس، 18 نوفمبر 2021

من فقه السيرة أصول الحوار و أصول الدعوة و ضوابط إنكار المنكر

كيف يسقى الدواء
وكيف يتعامل الندى مع الزهرة

تغريدات حول الحوار في الفيسبوك وفي الحياة والتربية القرآنية/

هناك من يسقط على الخطأ كسقوط الندى هل رأيت الندى على الزهرة؟ مثل البلسم...مثل أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم... وهناك من ينزل على الخطأ كأنه يضع شوكة في جلدك... أو يغرس إبرة ساخنة.. 

الحكماء لا تنقصهم غيرة، لكنهم يعلمون كيف يسقى الدواء... أما  من لا يبحثون إلا عن الأخطاء فيهلكون المدعو... 

نعم.. الكلمات التي نقولها واحدة، والمعاني موحدة... وشبه ثابتة.
لكن شتان بين شعورك بها وشعور غيرك، فارق بين عمق وقوة وحدة ما يعنيه هذا الكلام لك وما يعنيه ويمثله لغيرك... كلاكما يمر عليه اللفظ.... لكن هناك مسافة من شدة المعنى في الذهن .. وأثره وحرارته، بل  وجدية الانسجام بين ما يقوله وما يعنيه وما يعيشه الشخص ويقف مواقفه على أساسه..... هناك من يقول لك نعم ولا يصدقها بفعاله.. فلا تعتبر الأقوال كافية.. منك أو لك.. أو أمامك. 

هناك من يدخل الحوار ويقرأ ليستمتع بوقته أو يدخل فقط ليستخرج الأخطاء ..

وهناك من يقرأ 
ليستفيد ويفيد... هذا يبحث عن خير.. وآخر  يبحث فيما يمر أمامه عن الخطأ بملقاط ومنقاش...

وهناك من يقرأ ويبحث لا عن المعرفة فقط بل يفتش عن الصدق وعن الصواب في قوة الفهم والتواضع.. عما يوافق روحه ويروي الظمأ.. ثم إذا رأى اعوجاجا نصح بتقويمه..  لكن هدفه الأساسي أن يبحث عما هو صحيح، وأما الذين يفتشون عن الخطايا كأنهم شرطة المحرمات فقط، هؤلاء يؤدون إلى تنفير الناس، وإلى الإساءة للذين ينصحون بتعديل الأخطاء بتوازن وفقه وحكمة...

من الواجب أن تنكر الخطأ، لكن الأوجب أن ترشد إلى أصل الصواب، وكيفية الحكم على الأمور، وأن تربي وتعلم وتهذب وتؤسس الوازع والدافع والمنطلق، من محبة وخشية ومعرفة.. فلو كان الوقت لا يتسع لكل هذا فلا يكونن استغلالك له فيما هو أقل وجوبا.. فتترك بصمة.. "أفتان أنت". 

عليك أن تحتوى وتحتضن وترفع الناشئ، وتعلمه وتساعده وتقيل عثرته، وأن تحاول تفهم حاله... ولا تستعلين عليه بمعارف أو طاعات فتهلك نفسك.      

هناك من يعترض اعتراضات هامشية أو شكلية. ولو لم يجد يفترض! في كذا أنك نويت كذا... أو لعلك! ذكرت كذا لسبب كذا.

   يخترع الخطأ أو يستخرج أي خطأ ولو كان بعيدا.. ولو كان هامشيا ليس في محور الموضوع، وليس هو محل الشاهد ولا مربط الفرس... ويشتت الحوار ويبتعد عن أساس المشكلة.. مثله عليك تجنبه لتسلم.. أي لكيلا تغرق وتتسمم.

  بعض الأخطاء والخبث في سياق واسع تكون معفوا عنها.. دقائق لايمكن أن تتجنبها مسيرة .. عمت بها البلوى أو عجز عنها البيان.. عليك مراعاة ذلك في تأمل مواقف فقه السيرة لكيلا تضر بحسن نية، والأمثلة متكاثرة. 

. نسأله سبحانه البصيرة وأن يجنبنا فتنة الهوى وتزيين الضلالة وتحسين السوء.. ويقوينا على الإقبال ورؤية الطاعة  بعيدا عن صد الشيطان عن السبيل

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

الرد على الإلحاد بالعلم ..مشهد ..

صورة حية للإشارة العصبية وهي تنتقل. 
"لأول مرة في زحام حجر كورونا الأول من جامعة بيركلي .كاليفورنيا ٢٠٢٠" 

تتلقى الخلية آلاف النبضات والاتصالات طوال الوقت
لا تومض الخلية وتضيء كلها مع أي رسالة، بل طبقا للمطلوب والسياق تنتقي متى تتجاهل وكيف تتجاوب.

مليارات الخلايا وتريليونات الوصلات- نحو مائة تريليون-في كل اتجاه..الخلاق واسع عليم.
أي محاولة لوصف هذا التنسيق الضخم بالصدفة فهي عبث محال وجحود نفس..  

الكاميرا صممت خصيصا مع ميكروسكوب لالتقاط ٣٠٠٠ صورة بالثانية ودمجها ووسائل لتحليل المشهد من قشرة المخ. 

أضف إلى ذلك 
النبضة أصلا تتضمن عملية بيولوجية فيها تحرك الكالسيوم عبر الجدار، وليست مجرد سيل الكترونات.. مكالمة ومعلومة تنتقل وتنتظر تحليلا وردا ..
 وهنا ترى الحياة والوعي فوق تضافر الكيمياء والفيزياء لتحقيق غرض ما على مليار مستوى من التتابع والتخاطب والتزامن... الخلاق قدير ..
هذا لم يخلق سدى .. ولو سجد الشاهد عمره ما 
 وفى الإعجاز حقه.. ولهذا عليه التسليم والاطمئنان وهو ساع فكل شيء بقدر، ولحكمة خبير.

الجمعة، 12 نوفمبر 2021

من أدلة الإيمان و الرد على الإلحاد

من براهين التوحيد بعد الوجود ذلك الإتقان الموجه المقصود، وعرض الزينة الذي يكاد ينطق لك. 

كان يمكن للحياة أن تكون بأقل من هذا الجمال.. وبأقل من ذاك التنوع الواسع جدا.. ومع التنوع الهائل ترابط! وتشابك وتوازن وتكافل... وكان يمكن أن تكون أولية فقط، وبأدنى من ذلك التنظيم العجيب البالغ الإحكام والتسلسل، في مستوياته الداخلية ودوائر تأثيره...

دعانا ربنا الرحمن للنظر في الخلق بكتاب يتلى ليل نهار، وندبنا لاستعمال العقل وإبقاء جذوة القلب السليم يقظة، لأن العقل لو تبع الهوى تلوث وتلون ولوى كل فكرة واستنباط، ولربما عمل للشر والأذى، وضر وأضر.. .. ... فلا نكونن كأنعام همها المرعى والمتعة أو أضل..

وهل التأمل مرحلة لا يتبعها عمل وطاعة وحركة للاستخلاف...
 إذا لصار تغييبا وضلالا وخذلانا..
بل هو زاد للسعي مع الشعور بصحبة الكون وتناغمه معك.. 

يشجع الطغاة أهل الإلحاد وأهل الحلول وكهنة السلطة، لأنها كلها نماذج ترخي لهم العنان في الشأن العام... تقوقع أو فجور بعيدا عن التدافع بين الخير والشر ودخول الأرض المقدسة والصدام مع الجبارين....

الخميس، 11 نوفمبر 2021

لماذا تسقط الأحزاب وتنهار

كيف انهارت كيانات لها أفكار وبقيت أخرى خلال قرن من الزمان..ومن ينهار ويتقوض الآن.

الشلل بعده موت/
لم تكن المسألة فلسفية...
 لكنها تربية العجز عن التفكير وعن السؤال وحق الجواب..

قالت الجدة/
يومها يا بني تحول الكيان المفعم إلى مجرد شكل أثري متحفي كغيره.

بدل أن يرقد الكيان في هدوء - لأن الإنعاش متعثر متعذر دون تغير شامل يمحو ويخط - وبدل أن يصبح ملهما لبناء جديد.

جعلوه أمثولة بعد أن كان مثلا ... سبب المحنة ساعتها أنهم رفضوا كتابة شهادة وفاته من فرط محبتهم له وارتباطهم به...

قدسوا الاسم واللافتة والتاريخ، وجمدوا على معاندة طلبات يستحيل رفضها، وطلبوا اعتراف الجميع بوضع ليس ممكنا في واقعهم، وهم يدعون فقه الواقع والنوازل! ... واعتبروا الاسم والمجلس الفلاني هو الوطن المقدس..
ورفضوا رؤية الخلل الحقيقي في الوصف للواقع ومن ثم في التصرف وفي دورهم، وفضلوا تغيير المصطلحات وتلوين الخطوط الحمراء.

حتى تجار الكلام الجميل فيهم أفلسوا.. فقدوا فاعليتهم، حين حافظوا على شكل الكيان على حساب الرابطة الأساسية... التي ضاعت حقيقتها، وذابت مرجعيتها منذ زمن..
ونسوا أنهم قد خرجوا من المنطقة الرمادية والشبهات والاجتهادات، وأن كل التفاصيل تصب في اعتدال أو انحراف، فهي هامة إذا..

.. من ابتلع الاستمرار فقد سوغ التكرار لذات الحلقة الزمانية والمسار ... يعني تسامح مع دورة التيه..

أي بنيان دون مرجعية محددة وآليات معلنة لفهمها، ودون شفافية حقيقية وحوكمة، وآليات مكاشفة ومحاسبة ناجزة. من أصغر شيء لأكبره يصبح مجرد قصر كسروي قابل للنخر.. لهذا كانت عظمة وحيوية دولة المدينة المنورة طوال فترة محافظتها على الجادة، وبهذا استمرار الكيانات حتى في الغرب، فالسنن الربانية عادلة لا تحابي.

الأحد، 7 نوفمبر 2021

قصة الجميلة الثرية والوحش

حكت لي قصة حقيقية لامرأة عربية ثرية، يوما ما سكتت عن الظلم لأنه لا يمسها هي، ولأن ثمن الإنكار كبير من وجهة نظرها الدنيوية المادية، ولم تفرق كثيرا ساعتها بين الظلم والقسوة، ولم تنشغل..


ولم تدر أن الظالم ببساطة غير عادل! وسيفتري على الجميع من الجانبين! ، وسيطالها أذاه شخصيا.. لا.. ليس هناك مبرر، وهو لا يحتاج لمبرر، هو طاغية مفتر، يسوم القوم عذابه ليسود بطريقته ويستكثر، وهي.. - هذه الثرية- مجرد وجبة مؤجلة... الجميع فرائس وطرائد، وبناتهم قبل بنيهم.....


 حتى الأبرياء.. بل خاصة الأبرياء! لأنهم على هذا ضعفاء منخذلون مستسلمون للمصير المؤجل خشية الشوك المعجل..


هل سيجور حتى على من أحسنوا إليه وأعوانه؟
 بل شره لمن أحسن إليه أسبق!
وسهامه في أعوانه أول ما يرمي حين يشتد عوده وحده، هذا بدهي متوقع، ليخلو له الجو وينفرد بالمغنم، وليأمن الغدر ويغلق صفحة ماضيه الذي يطارده...


نعود للمرأة... دارت سبع سنين حتى طالها الظلم وعضها بنابه، ولو كانت وقفت يوم أول وهو جد شر ناشئ وشرر بادئ لم يستفحل لربما أنقذت أرواحا وأنجت نفسها من معاناة مهولة، ولكان لوقفتها كرامة النية والشرف والنبل والإخلاص..

على كل حال لم يفت الأوان، وكان لوقفتها دور فعال، بدأ بإلقاء حجر في الماء الراكد وكسر الرتابة، وإيقاظ بعض المتناومين والنيام.. وكتبت المقادير نهاية الظالم ورفع ذلك الامتحان. 

علاج الكذب

تكذب على أمك ثم على أهلك.. فأصحابك. 
ثم تبرره بالكذب على نفسك..

تضخم وتبالغ فتقول ليس هذا اختلاقا، إذا فليس كذبا!

تكذب على كل من رأيت لاحقا..حتى من لن تراه ثانيا.

يظل الرجل يكذب حتى يصبح معجونا بماء الكذب. 
يختنق إن لم يتنفس أكاذيبه.

يكذب لما يظنه اضطرارا، ثم يكذب للتجمل ثم يكذب بلا داع. 
يتحول إلى شيء قبيح مهتز يبرر كل ضعة ليهرب من وازعه

الكذب يهدي إلى الفجور يا عبد
هل تحب أن تكون ممن يكتب عند الله كذابا ..

تأجيل التوبة نوع من الكذب فهو تغرير وضمان لما لا تملك يا بني.

السبت، 6 نوفمبر 2021

الزوجة الصالحة... صفات مختلفة.

(من الخفرات البيض لم ير مثلها ...

شفاء لذي بث ولا لسقيم)
  
.. تلفتك نظرة الشاعر للزوجة، كمحضن سكن ومودة، ورفقة رعاية وعناية ومشاطرة، وهذا قبل المدرسة الرومانسية بمئات السنين، لم يقف مع الشكل وحده والمتع العابرة السطحية.. ولا حتى غرقا في معنى هلامي للمحبة والوله.. بل عمق العلاقة والعشرة حين تحتاجها ساعة الضيق الروحي أو البدني..

أعد إذا بناء نظرتك عند اختيار الزوجة، وإلا فكل العلاقات يسهل أن تكون سلسة جميلة عند الوفرة والقوة.. والمرء يقيم بأخلاقه ويومياته وليس بمظهر أو هيئة أو جلسة أو حتى نبذة منه عن نفسه. 

توفي جعونة بن مازن التميمي، "وله اسم شهرة عرف به".. عام 78 هجرية.. ومطلع القصيدة/

" لعمرك إني في الحياة لزاهد ...

وفي العيش ما لم ألق أم حكيم"...

وقال غيره عن نفس الوصف الذي صار رمزا لا صورة/

"من الخفرات البيض لم تلق ريبة ...

 ولم يستملها عن تقى الله شاعر ...."

وقال ثالثنا:

*من الخفرات البيض ود جليسها ...

 إذا ما انقضت أحدوثة لو تعيدها"

الجمعة، 5 نوفمبر 2021

نصيحة.. الهزيمة النفسية. رباعية..

رباعية

يا أخيا/

الأصل أنك مؤمن.. تقربهم للإيمان ولا تنفرهم، أنك فارس يهدي العطر ويحمل السراج المنير ويرجو لعدوه الهدى قبل الردى...



من علامات الانسحاق ولعق النعال للخصم وعقدة الخواجة أن تبتلع سلبيات وأضرار محاولاته للنهضة قديما وحديثا.. وهي طوام، ولكنك تتربص ببني أمتك ولا تتغافل أو تتفهم أو تداوي عثراتهم وهم يحاولون قديما وحديثا..



 اشكر من ينصحك!
نعم.. أولا تمتن له على محبته واهتمامه. 
لا تناقش نيته ولا منطقه في الحياة، ولا تجعل محتوى النصح قضية كبرى، فليس عيبا أن يجهل هو ما يلزمك أنت بدقة، النصيحة مجرد هدية معنوية، قد تناسبك أو لا تناسبك في ذاتها الظاهرة.. لا تقف عندها، ولا تكن أسيرها لكن لا تتجاهلها، فهي فرصة للتدقيق، رسالة مختلفة بعثها الله تعالى لك فاغتنمها، حتى لو على لسان معقود وعلم محدود أو *صديق* لدود، لعلك تنتفع بخبرة أو زاوية رؤية أو تفيد من كلمة تومض شرارة فكرة أو تزيد الثقة إحكاما وتحقيقا بالمراجعة للتيقن.



من علامات المرض أن تسب خصمك أو تصفه باسم منفر يبغضه وسط حوار علمي وتحليل عقلي.. هذا ليس جو قصيدة هجاء.. راجع نفسيتك وراجع مآلات فعلك.. ربما حسنت النية وصدقت الغيرة وانفضوا من حولك.. راجع كلام ربك سبحانه..




الخميس، 4 نوفمبر 2021

الصبر 2 ألوان المحن والفتن

يا بني..

بعض الفشل مفيد أحيانا لمنع الغرور ولالتقاط الأنفاس وكبح التطلعات المغرقة و.....

ثانيا/
مواقف الأنبياء والصديقين وأولياء الله ممن ضرب بهم المثل تصاحبك وترفعك، وتثبت فؤادك.... لو كنت تعاني من الوحدة نوعا ما داخل مجتمع بارد، أو من ضعف المنصب والرتبة والظروف المادية الصعبة، أو السفر والهجرة والتهديد الدائم، أو من تشويه السمعة والخذلان من المقربين....
أو وفاة الأحبة وفقد الدعم البشري، أو السجن وضغوط السلطات، والصراعات السياسية والاضطرار للعفو رغم عمق الجراح!
 أو طول الأمد بين المدعوين مع قلة الاستجابة، أو الإصابات البدنية والأمراض المنهكة، أو محاولة مساعدة من يعضون يديك أو حتى فتن تيسر المحرمات والسعة وسهولة الخطايا..


كل هذا وأي منه تجد نموذجا سابقا منه في القرآن الكريم، لك فيه أسوة.... في الصبر عليه والتعامل معه، والتسامي في التعايش برفقته المؤقتة العابرة الزائلة، نحو الحياة الحقيقية الراسخة الأبدية، والتي تتنسم ريحها في ثنايا الكون والقرآن ..

ستجد الأمثلة والأسوة من حياة الصالحين المهديين المرسلة إليك في كتاب الله تعالى لتكون زادا ونورا وروحا...

فدونك الكتاب والقبلة... الكعبة والقرآن في قلبك نوران لم يرفعا بعد فلا تحرم نفسك.. ولا تنس أن الصبر لا يعني الجمود، وأن الرضا ليس هو التحجر على المنهج، فهناك مراجعة وتقييم وتقويم وتصحيح، وهناك ثبات على ما تقرر، وتغيير لما ظهر أنه خطأ في قراءة المنهج وفهمه، أو خلل في فهم الواقع ومعالجته وتوصيفه...
وبعد التحقق ليس إلا الصبر والاستمرار والاستمساك والقبض والتبتل وذوق حلاوة اليقين، وهي عملية محاسبة مستمرة وتناصح دائم، وليست كما يجري أحيانا من كونها مرحلة مؤجلة للأبد أو منقضية لا تعاد.. 

الجمعة، 29 أكتوبر 2021

مدرسة الصبر والخلوة

عشر سنوات يرعى أجيرا قبل النبوة بعد اعوام القصر المرفهة.. ماذا كان يفعل نبي الله موسى عليه السلام.. . لعله كان يسبح ويتفكر ويتعلم الصبر عمليا وينفذه بحلم.

 تماما كمكث النبي صلى الله عليه وسلم متحنثا متدبرا في الخلوة في غار حراء حيث صفو الجو للمناجاة والاعتبار والزهد والتخفف...

 تماما كسنوات السجن لنبي الله يوسف عليه السلام بعد سنوات بيت العزيز  .. ...

صناعة باللين وبالشدة، ومراحل ابتلاء بالخير والشر، والسراء والضراء، وبمتاع الدنيا وزينتها ثم بشدتها... وتأهيل رباني للذات المؤمنة حاملة الرسالة.. لترى الله تعالى وحده.. رؤية التوحيد ومعية الذكر ... مدرسة للامتثال والاستسلام ومن ثم الاستغناء والقوة... ...

 تربية وتجربة بدنية وروحية، وامتحان للنفس وتهذيب تام ليكمل الأولياء الكرام....

كمرض أيوب عليه السلام بعد عافية ووفرة ...
كلها رحلات وأسفار لصفو القلب وتحقيق اليقين بعينه ومعاينته.. ثم ليكون هؤلاء الأئمة عين يقين لقوم، وعلم يقين لقوم آخرين..... ليصيروا مثلا واقعيا! وحجة وأسوة وبلسما وصحبة، وقدوة في صفو القلب والاصطبار وعبور المنازل بغير ضجر واستباق وتعجل ولا خوف أو خضوع لأي ضغوط..

السبت، 23 أكتوبر 2021

منهج الاطلاع و القراءة أو المعاهد المفتوحة و الجامعة أونلاين..

سبب الأزمة الحضارية هو نفسه سبب صعوبة جواب السؤال، فلو كان المتوفر ناجعا لتكوين طليعة لنفع من سنوات وهو معروض، لكن المشكلة سابقة، فقد تحجر المنهج وتعصب مذهبيا ، وجاء الحل للأسف بالعلاج الخطأ أي برد فعل لامذهبي بشكل مبالغ فيه وسطحي وجهول وعار من الوقار... بدل ترشيد المذهبية وحسن تنزيلها واقعيا.... وخضع هؤلاء وأولئك لسيف سلطات بلادهم ولك أن تتخيل برنامجا يوافق عليه موظف من الشرط والجلاوزة وشيخ يخشى لهبه ويريد ذهبه. .. وأما القلة القليلة التي تحاول فلا تزال قلة متناثرة، تحتاج وقتا ومالا وهمة لتنضج وتكون مؤسسات بسيطة واامحاولات موجودة لكن يصعب قص تطورها وحكاياتها.. وليس هناك عذر فكل امرئ حسيب نفسه وعليه بذل كل طاقته... .. ومن المحزن فعلا ألا أحد من أهل العلم بحق وأولي الألباب والمواقف والثقة والفهم السوي متفرغ لتعليم منهاج أكاديمي متكامل. أو لريادة معهد، وجل المتوفر المعتمد والمعلن مبتلى بتسلط الطغاة على الموافقات والإشراف وبرقابة وكلاء وتحديد أطراف غير منصفة للعلوم وتقليم تنزيلها عمليا وتطبيقها واقعيا في الأحكام و الأوصاف والأولياتة.. أو ملوث بانحرافات أشعرية غالية أو بجمود أو على الطرف الآخر فوضى اللامذهبية غير المنضبطة والعاجزة في علوم الآلة أو المتهورة في المقاصد بتميع ناقض وخاضعة لعوامل عقلية ونفسية وغير ذلك مما بدا عواره خاصة في آخر الأعوام وكان مستورا من قبل... 
ما دام أي شخص متحمسا ولم يستطع الاطلاع فلا نثنه، فليبدأ مع أيا كان. ولعل العلم يفتح له آفاقا ورؤى وخطوات جديدة. على أن يعلم ان هذا نصف الحقيقة أو وجه منها أو فقط وسيلة لتحصيل مفاتيح بعض المعارف كأنما نأخذها من كتاب صوتي ولا نوافق اختياراته هو وتسمياته لاعتبارات معلومة... 
ولو كان المرء يستطيع الاطلاع فالترشيحات متوفرة والقوائم هنالك منها اقتراحات طيبة ومتدرجة ومتنوعة . والخيار الثالث أن يمسك مرجعا واحدا ينكب عليه يلخصه وينشر موجزه تباعا ليلتزم. وينزل على المناط. ويطبق ويبث ملخصاته وفهارسه وتعليقاته علنا كتابيا وصوتيا. ليكون مذاكرة ولزاما وهكذا يتطور من باب لباب ومن كتاب لكتاب حتى يأذن الله له بفتوحات أخر والله كريم حليم رحيم .

الجمعة، 22 أكتوبر 2021

being gay or lgbtq became a daily media meal... not proportional to its real calibre

You have to respect the strait and righteous! This is their right and choice. You can try being strait! It is working, effective and proven..tried and experienced for thousands of years, In addition, you can have your own children too, Social discipline is safe,mentally etc...

الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

معارضة لمعلقة عنترة.. لكنها قليلة الأبيات مؤلمة الأسباب.. لصديق

هل غادر الشعراء من متندم!

أم هل عرفت الحق بعد تلعثم؟



واها لقلبك سادرا في غيه.. 

واها لقلبك ساخرا لا يعلم! 


أسكنت روحك في فؤادي بالحشا، 

فأبيت إلا أن تفرط في دمي! 



ستون قبرا في الطريق ولم تزل:

غر الخلود كأنما لا تفهم.. 


لا خير فيمن يستحي أن ترعوي

 متملقا.. كيما يظل المكرم! 


باق عتابك والعناق وأدمعي

فأطع أخاك مع الدواء المؤلم.

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2021

الصبر عند المصيبة

قال/ يا جدي حدثت لي حادثة، وابتليت بهذه المصيبة كما ترى. وأحاول الصمود وأرجو الفرج ليل نهار من يومها. فأين الخلل، لماذا أشعر بالخواء والتوتر والتأنيب..

قال الجد:
 الحمد والتسليم سكينة وانشراح، والطمأنينة للذاكرين بحق، والسكينة تتنزل على المؤمنين برحمة الله تعالى، فحقق إيمانك وجدده وزده لتكون ((أحق بها وأهلها))

 وشرح الصدر يكون بالذكر، فأحضر فيه قلبك، وحاول ألا تحدث نفسك ودافع تجد صريح الإيمان.

 وقد قال نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم (الصبر ضياء) ، وقال (الحلم بالتحلم)

 فاسكن يا حبيبي لتتنزل السكينة، يعني كما أنك لا تهرول للصلاة، ولا تدخلها متوترا حاقنا او جائعا ملهوفا/ فسبح بنفس السكينة والهدوء، خاليا حامدا متصبرا مسترحما مستمطرا الفهم.(ومن يتحر الخير يعطه) 

ولا تطلب من نفسك شيئا يعجزك، فما أعنتك مولاك، ولا يحاسبك سواه في النهاية(فاتقوا الله ما استطعتم)

 ولا تدعو بطريقة المعتدي العابد على حرف، الذي يجعل الزمن يتوقف عند بلواه، والتي تتألى وتخالف القناعة، ولا حتى بطريقة القلق والاهتزاز والجزع الذي يناقض الرضا.

وخذ من أركان الإيمان ركن القضاء والقدر مرتكزا، أي استسلم عند الصدمة، وقيد نفسك بالعقل المهتدي، واخضع مقدما للملك.. 

وتمثل صبر يعقوب الجميل. عليه السلام.. فلا هو ترك الحزن ولا تناسى، إنما لم يجعل البؤس عقبة عمره، ولا علق به وعليه نهاره وليله، ولا جعل حل الأزمة مرحلة وشرطا لتستمر الحياة..(ومن يتصبر يصبره الله) 

الأحد، 17 أكتوبر 2021

نصائح حول الإلحاد و تطرف الجمود الفقهي

تساؤلاتك 1 من 4
"عسر ويسر /لا يشترط أن تكون دورة فرح ودورة ألم!
 
بل ربما/عسر ممزوج بيسر." 


(استغفر واستمر في الخير../ لا تضخم الندم بشكل يهزمك ويكبلك.. هكذا وجه صلى الله عليه وسلم من أتاه يهزه الخوف)



هؤلاء الآن:
 كلمة العالم بمفهومهم  =الدنيا.. 
كلمة الحياة بمفهومهم=الدنيا ..
لا يفهمون ان ميزان الكون واضح ولا يغلق ملفك هنا، وأنها أول رحلات الروح وأن الروح تفارق الجسد وتبقى حياتها هي، وأن دنيانا وجه مقابل للآخرة، ومرحلة زرع وامتحان وممر، يتلوه مرآة لانهائية للاختيار الأزلي.

لكنهم يظنون الدنيا كل شيء بكفرهم، رغم كون الآخرة حق وحقيقة يقينية حتمية عقلا ونقلا للمبصرين. 

كتب العلماء عن الدنيا، وأنها بالنصوص سجن المؤمن، لكيلا تتفاجأ وتصدم وتقول إنها ظالمة ياللهول، وشرحوا معنى أن أسعد أهلها سيكون لكع بن لكع.. 

2 من 4

والشر لماذا وأين تدخل الحق تعالى/
من العدل والابتلاء أن يحدث الجرم فعلا ثم الحساب، ويلزم للاختبار ان يختار الحر الخير أو الشر، وأن ينفذ ويوقع عمله الحسن أو السيء، وألا يحاسب بعلم الغيب... 

وبالمثل/ أثر الاختيار والشر أو النعمة على المبتلى بالمصيبة هو اختباره، ويثاب على جميل رد فعله أو العكس .. 



3 من 4
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في إنقاذهم من القنوط أو الوقوف عند مشهد واحد ولو كان التوبة:
استغفر واستمر في الخير../ لا تضخم الندم بشكل يهزمك ويكبلك.. 

4 من 4 
نصيحة للمبالغة في عرض الدعوة بل و تمثلها:

لا تغرق في السبب بروحك وعقلك وكيانك..

 السبب سواء كان ترويحا مباحا أو حتى واجبا... بل حتى لو كان فقها أو سياسة أو علوم آلة هو وسيلة للامتثال... ليس هو عين المحبة ولا هو يومياتك لحياة القلب واللسان ولا هو الغاية ولا هو ما كان همهم وسلواهم ورمزهم وشارتهم وركيزتهم ليل نهار، ولا الكلمة التي يدورون حولها علنا. 

الجمعة، 15 أكتوبر 2021

خدع الشيطان.. تلبيس إبليس الحديث

من تلبيس إبليس/
للداعية أن يعلم المداخل ليطعم النشء، كما يتطعم الناس من الفيروسات

... يخلخل الثوابت ليبرر عدم الالتزام بالواجب، بدل الحرج من مظهر العصيان والابتذال... فيقول ليس هناك صواب وخطأ.. وكأن الكون المحكم كله عبث.. وهذه من أسوأ حيل إبليس..
حينها يقفل ابن آدم عقله، ويبدوا ظاهريا أنه يشتط بعقله، لكنه في الحقيقة يحصره، فلا يتجاوز المحسوسات، ولا يرى بعقله النتائج والمسببات، فكأن الخيال والخرافة كالاستنتاج العلمي سواء بسواء عنده.... كل هذا ليضلل نفسه، فتراه يقلب كل المسلمات، ويتجاهل كل منطق بدهي، ويغلق عقله فيتجمد، ويقسي قلبه فيتحجر...

وعند الهزيمة قد يفتن تماما من كان عابدا مشترطا على حرف، ومن لم يثبت يقينه برصيد مدخر للأزمات، من التزكية والتطهر والتعلم... 

أو يسقط من لم يعالج نفسه نتيجة عقدة نقص تجاه الآخر، ومن غره زخرفه وزينته.. بعضهم تجاه الغرب وتجاه نمط المعيشة المعلن والمسوق له في مشهد براق كأنه مشهد مستمر ليل نهار، رغم أن أرقى القلوب والعقول هناك حين تبدأ رحلة الطهر تحط رحالها على باب النبي صلى الله عليه وسلم ....

 وهناك أشد منه، هناك من يطيع هواه ويكفر في محضن دعوة وبيت نبوة... صلوات الله وسلامه على النبيين جميعا.. أرأيت من يرى نبيا ويسمعه ويعايشه لكنه يخلد للأرض ويعبد الشيطان، كامرأة لوط وامرأة نوح...

 وبعضهم يفتن نفسه ويتبع حيلة الشيطان ويصنع لنفسه مبررا، فيكتب دراما شخصية ويؤسس لمأساة في وصف حاله ليسوغ التحلل، فيفتل محزنة ويبني مبكى، ويقيم مظلمة! ليفتري هو ويلفق... إما أن تكون مضخمة من ظلم يعانيه، أو مفتعلة ليبرر بها لنفسه الانزلاق تماما، رغم أن هناك دوما من هم أشد تعبا في الدنيا وأكثر تطهرا في الدين...

نسأل الله العافية والسلامة

الخميس، 14 أكتوبر 2021

نصيحة حول الرضا بالشرع و الرضا بالمقسوم و أنواع الفتن

السفينة بها عدد
((يتناقص كما ويزداد كيفا)) !


قد تكون ظالما مظلوما ومظلوما ظالما




كنا نعظ أنفسنا في قصة ما مع أحد الأحبة، ورأى حفظه الله تعميم النصيحة بعد انتهاء الجلسة الرقمية.




=دورك تسأل عنه، وما فات أوانه بسببك فقط تحاسب عليه، ولست مسؤولا عما لا يد لك فيه ولا عن القضاء والنصيب والهدى والضلال والقدر المحتوم.
 
ولكن قد تكون ظالما مظلوما ومظلوما ظالما، لا يعنى وجود هذا غياب ذاك ولا يبرره! ... القدر لم يكن ليختلف. 

نعم/
إنما حري بك أن تشعر باللوم لأن لك نصيبا من التقصير والتردد والذنب وكل شيء... هذا باب التوبة وربك يحب لك ذلك.. 



في العمل الإسلامي لديك توثيق وجرح وتعديل، ولديك حسن ظن لا يناقض "تعرفهم بسيماهم" .. لأنك لا تجزم ولا تمنع حقا:
مثال/


 زلة المؤمن تختلف عن فضيحة المنافق.. هذه عابرة أو يصحبها خلط وتأثم، وتلك لها سمات وسيماء ولحن قول وسلوك إعراض وتكاسل متواصل عن العبادة وقلة ذكر لله... 

القافلة يقل عددها، هذا من السنن، كقوم داوود عليه السلام... 

يعني أن السفينة بها عدد
((يتناقص كما ويزداد كيفا)) ! 

تتمايز الصفوف، هذا يسقط وذاك ينضم للطرف الآخر! 

تتمحص النفوس وتتطهر الأرجاء، وتصبح الجوانب بيضاء نظيفة.. ويسقط من وجوده بالسالب والخبال والفتنة ووضع الخلال .... 



هؤلاء لم يطيعوا ولم يرضوا بما قسم الله من شرع أو رزق من حيث المبدأ لا النوع، لهذا انقلبوا مطبلين للآخر أو شياطين تخذيل وتفسخ، فنفاقهم من نوع العبادة على حرف أو كمن ذهب نوره أو تذبذب.. 



حقك أن تسعى للتغيير المشروع، وليس حقك السخط والامتناع عن الواجب المنوط بك وصيانة النعمة وطاعة المنعم فيها حتى يرتفع عنك تكليفها... 


الطموح لا يناقض الصبر والأدب مع القضاء. 


الرضا بالمقسوم وعمل الواجب فيه، لا يصطدم مع محاولة تطويره وتغييره، أو اختيار واجب آخر لسبب مباح، فلسنا مجبرين بهيئة وباب وتكليف إمامة عظمى. 



ولا يناقض الاتباع ورعاية حق الله (فيما وهب وهيأ ورزق وأمر وأوصى ووعظ سبحانه) أي تصرف مباح لا جناح فيه، كالهجرة من دار لدار تشبهها حكما، إنما يقصر الساخط ويتفلت المرتكس والمنتكس بالكلية، وهذا محل المؤاخذة. 


لا يناقض الأمل نفسية القناعة مع الرجاء الجميل.



الحمد والشكر والعطاء/ أعلاه يكون أسمحه. ولعله يرتقي بك أحيانا رغم الضيق، ومحاولة الإحسان في المتاح لآخر نفس.. 




عند الأزمة/
 الثقة بالله العلي، ومحاولة رؤية الألطاف، وتلمس مكامن الجمال في كل عسر.. فكانوا يحمدون في المصاب/ أنه لم يكن أكبر من ذلك، ولم يكن فتنة في ديني أو موتا لقلبي، وألهمني سبحانه الصبر عليه... ومع الحمد تسبيح يوسع صدرك. 



 

الراحة النفسية

الراحة النفسية التامة والنهائية والأبدية في مطاوعة الفطرة الربانية، ومتابعة تنقية وتطهير الذات، وفي مراعاة تحكيمها لربها واستعانتها به واختيارها سبيله سبحانه، وفي دوام توبتها وحشمتها وحيائها وذكرها وبرها،

مهما تعرضت للمحن - وكل طرف ممتحن - فهي في هدى وسكينة وصبر ويقين واستقرار، تجوز مرحلة فتجد حلاوة يقينها ومعانيها. وتجد من-أو ما- يحمل عنها ومعها ويحملها هي، ومع كل عسر لطف ويسر وبشر، ويتلوه نوع مدد وخير.. وأعمى البصيرة لا يرى سوى ظاهر الصورة وعلى المدى القصير. 

وأما المعصية فمتعتها مؤقتة زائلة وتصالح النفس معها بلادة تداخلها عذابات وتتلوها عقوبات.

 والنفس طبيبها الأعلى ربها، يمتحنها ويربيها ويهذبها، والبشر لا يملكون لها نجاة.

وليس هناك من يأمن بفتح باب الفتنة، ولا شر محترم، ولا وجود لنصف الشرف، ومن يخض في البحر الأسود الأسوأ قد لا يسلم له رجوع.

وقد رأينا رجالا ونساء بالغرب ساروا في الغي لأوسطه ولمنتهاه.. ولم يحصلوا سوى تعبا يرونه عند يقظة العقل وحياة القلب، فيختار من يختار أن يكمل في الغرق ودفن الواعظ والوازع ، ومنهم من بحث عن الاسلام بجدية، وترك نمط حياته خلف ظهره لأنه فهم واستضاء ونهض من رقدة موته، ومن عانى بحث ومن صدق واستوى حصل، ومن عرف ذاق ومن ذاق عرف أكثر.

الاثنين، 11 أكتوبر 2021

الإرادة ‏و ‏الكسل ‏في ‏طلب ‏العلم ‏

تغريدات حول خير الدنيا والآخرة. 

* لابد من صبر وعدم اشتراط للشكل وللحل...

معرفة الواقع جيدا، لعدم تطبيق ما ليس له من إجراءات وأوصاف! وعدم بناء الأحلام الأساسية بناء على توقع نتائج نادرة قافزة للمراحل.. منعا للإحباط والتيه... 

الفرج الاستثنائي والمعجزات أمور قد تحدث يوميا، لكن الأنبياء صلى الله عليهم وسلم لم يعلمونا الاقتصار على رؤية دون سعي شامل وقبل استفراغ الوسع والمجهود بالأسباب.. 

يلزمك كذلك/

المعرفة بدل الجهل ونصف الدراية.. 

وما لا يتم الواجب بدونه فهو واجب.. عليك البحث ومحاولة الازدياد من المصادر وآليات الاستيعاب... والخبرة جزء من المعرفة وتحتاج تجربة ومساحة زمنية.. 

البصيرة والإدراك والفهم... يعني عليك الإحاطة أولا، ثم فهم واستنباط باللب والعقل للعلم..


 فقه التصور الصحيح لمساحة تنزيل النص ومقامه، بالقدرة والمآلات وضبط الحال... يعني فهم سوي للعمق المعروف سابقا، بدل العمى عن الفهم أو الاجتزاء أو السطحية أو عكس الترتيب.. وهو نصف العمى ..


 لعل سبب العمي والعمه هو الغفلة.. أو الغرق الفكري والمعنوي.. اللامبالاة.. أو المبالغة في المشاعر.. التهويل (خوف حزن غضب فرح انتشاء لامبالاة. كل بشكل هستيري ..)..



 والفهم الشرعي ليس مهارة ذهنية فقط، بل هناك مكابدة روحية وأرق واهتمام.. رزق. 


ويلزمك الخارطة الصحيحة للطريق والوسائل المقبولة لعبوره، والرخص الممكنة، ونماذج العقبات، والخيارات المتاحة. 



 والإرادة القوية والعزيمة التي تسأل الله منها عزما على الرشد لا ينقض.

والإرادة كأسباب تشحنها أنت وتشحنك هي..
 تغذيها أنت بغذاء العقل الواعي والقلب الحي، وهي تمنحك طاقة نفسية وهمة وخواطر شريفة ورشادا في الاهتمامات وجرعات الصبر ... 


المزاج النظيف المتعفف الذي لا يشذ عن الفطرة فلا ينزلق ويزلق


القناعة وعدم الطمع وعدم التطلع المرضي وتضخيم أمور زائلة وصغيرة في ميزان السفر الطويل.. 


قبل واثناء وفي ختام كل عمل وعند الفراغ/ طلب الاستغفار واللجوء إلى الله تعالى، بالقلب واللسان وعبادة الجوارح، طلبا للعون والتوفيق، وحفظا ودفعا للبلاء والأعداء، وتقربا وذكرا وشكرا، وتحقيقا للعبودية على رجاء القبول وتحقق الغاية الكبرى التي هي أكبر مما بذلت وأفضل من سائر نعم الجنة.. 



هذه الدروس ملاحظات في شرح أكثر من دعاء شامل لخير الدنيا والآخرة، أدعية موجزة الكلمات رغم كونها كاملة الأوصاف، ويحفظها الجميع لكنا بحاجة للتذكير بمدلولها طبعا رغم أننا نرددها .. 
 

السبت، 9 أكتوبر 2021

الصديق ‏الصالح ‏و ‏النموذج ‏الإعلامي ‏العلماني ‏

قال/ دخلت الكلية وتقسيم الناس عندي طبقا لفرق كرة القدم، ولما نضجت قليلا تبين في أولى سنوات الجامعة العشوائية بعض ملاحظات/ منها أن الكذاب "حرامي" أيضا في أغلب المآلات، وأن المحايد منافق أو مذبذب وليس قانعا بادعائه بل يخدرنا به، وأن الغشاش خائن ... والمدمن قواد واللاهي غادر..وأن الشرف لا ينقسم وليس له وجهان. 

وأن من يريدون منا ابتلاع كل شيء كطبع بشري مخطئون، فالناس ليسوا سواء، ولا كله تنوع محمود واختلاف مألوف...

 الاصرار- والاستهانة- على الخطأ انحراف وجرم، وليس نقصا بشريا متفهما واردا تقبله..

علموني أن الطبيعي هو الرمادي، لكن الصواب أنه ساع قد يتعثر ويتأثم، ولكنه لا يستسلم للتدهور، ولا يتأرجح! ولا خلل في الميزان عنده، بل الصواب صواب، والخطأ قبيح معاب، والأصل هو السير للاستقامة.....

 وبعدها السير نحو الأفضلية في الاستقامة، ونحو النوعية الذهبية، وليس مع من يصنعون عالما مفضولا مما هو أقل وجوبا، ويتركون أهم القضايا والأسس، أو من يصنعون إطارا تافها وقضية من لا شيء كل حين..

أو يلوكون حكايات تافهة أو بسيطة تستهلك عمرهم وتشغلهم، رغم كونها ليست منازل للمسافر الجاد، بل ظلال تنتهي سريعا، لكن اهتمامهم بها منحها من ذاتهم أكبر من حجمها، ومن ثم يسحق عمرهم للأسف.


.. تبين أن هناك من لا يعقلون فيخلدون إلى أرض الضلالة، رغم وجود أدمغة تفكر نظريا، ووصفهم بالحيوانات نوع من تقريب المعنى... فهم بلا شك أحط وأضل وأقسى .... 

وأن خصال الحب لها أخوات، وخصال السوء تنادي بعضها كأخوات كذلك...


 لهذا وصيتي لغيري/

 لا تصاحب فاسقا ولا جليس سوء بدا منه ما يقلق، لأنه سيظهر لك منه أدنى وأحط مما بدا لك كل حين.... وتكون عرضة للفتنة والعقوبة والقذر والأذى...

الناس درجات، فهناك أبرار سابقون مقربون محسنون،  أو فقط أهل يمين ناجون فائزون أيضا .. أو فجار وأصحاب الشمال، الضالون أو الجاحدون ..


علمك القرآن عن المنافقين لتجتنبهم، ليس كل من ينتمي إليك ظاهرا منك، فهناك منافق وهناك من ليس بذاك! فلا ينهض بك ومعك، وهناك رعاع، وهناك أتقياء أنقياء حلماء ..

 هناك من خلطوا أو ظلموا أنفسهم بالمجاهرة، وهناك من اقتصدوا أو من سبقوا بالخيرات..
جعلنا الله منهم وجنبنا أهل السوء.

الأربعاء، 6 أكتوبر 2021

الصبر ‏. ‏. ‏ ‏نوع ‏آخر

لله عاقبة الأمور..
ماديا ومعنويا.
وفي نهاية المطاف أو خاتمة الدورة الكبيرة يظهر ذلك حق اليقين وعين اليقين للجميع..
وخلال ذلك يظهر كآيات للمتوسمين..

وبالمثل/
أنت تغرس الفسيلة أو أنت البذرة أو الفسيلة.. إذا كانت في عناية الله تعالى فسيتهيأ الكون لمقصدها بشكل قد لا تتخيله، وتمضي لمراد ربك راضيا مرضيا.

وبالمثال حول ذلك

قال الوالد/
يا بني إذا ابتليت بسبب نصيحتك فلا تتراجع عن حق بل راجعه! 
وتحقق باستمرار واثبت.. وطور وسائلك واصبر.


وقص عليه قصة أحد العلماء.. كان فارسا سابقا لعصره، وصارت كلماته تدرس بعد وفاته من أنبه الباحثين، لكنه لم ير ذلك الاعتراف والتقدير في حياته، بل صبر وصابر وحاول وابتلي في حياته بمن لم يستوعبوا ما قيل- لا لغة حية متفاعلة ولا فقها عاليا مواكبا للواقع بضوابطه- ولا أدركوا لماذا يقال... فهم لم يفقهوا الواقع الثقافي والفكري العالمي ساعتها -الذي هو محيط الدعوة- بالعمق الكافي والسعة المطلوبة، ولا علموا تاريخ الأفكار، ولا استشرفوا ما آلت إليه ولا ما خيف منه... وورثوا مخاوف تاريخية من أشياء لم تعد مخوفة أصلا بل باتت مقلوبة التأثير... ، وتلقى انتقادات على كلامه ليس في أغلبها سوى انغلاق على الأسلوب الذي ليس ثابتا شرعيا ولا خالدا علميا، وضيق أفق داخل صندوق معين لم يعلموا أن الخروج منه لا يخلخل الثوابت بل العكس.. التكلس والتقوقع يولدان العجز ويتجاوزهم العصر.... وثمة شحن نفسي وحسد أحيانا حين يتكلم بعضهم عن بعض، وقد نصح السلف بضرب الذكر صفحا عن كلام الأقران سوى ما صحبه الدليل...


بقي أن هذا العلامة رأى الروضة تزهر وتثمر وتبشر لكن في بواكيرها قبل أن ينال ما رجاه ويفوح المسك منه... رحمه الله تعالى..

وبعدها ترجمت كلماته وظهرت كنوزها وقيمتها، وصار ما تمناه حقيقة والتفت النبلاء وجالسوا كلماته واجتمعوا كما كان يحب..
"ثلة من الأولين وقليل من الآخرين"


الجمعة، 1 أكتوبر 2021

الأخلاق ‏. ‏. ‏ ‏ ‏وقفة ‏مع ‏دعاء ‏النبي ‏صلى ‏الله ‏عليه ‏وسلم

أن تتحول من شخص محترم إلى كاذب وسيء الأخلاق ليس شيئا بعيدا! فخذ حذرك وادع ربك وتبتل واجتهد وراجع نفسك... 

الأخلاق ليست درجة وشهادة جامعية ثابتة ورخصة بها تنال اللقب وانتهينا، بل مسألة متجددة، تحتاج رعاية ومددا ربانيا، ومكابدة لأطماعك وغضباتك ومخاوفك.. 

وتحتاج تواضعا، لأن العون إنما هو من الله. لا بعلم عندك، والصبر بالله. وما صبرك إلا به....
وهو درس... 

ولا تكاد رفعة الأخلاق تنتهي في علوها .. ولا قبحها! في أسفل سافلين تجاه المحسنين إليك قبل المسيئين، لهذا تدعو احتياجا للمزيد من السمو والجمال وخشية الغفلة ورؤية السيء حسنا مزينا والانزلاق أكثر .. .. 

وهذا من الدروس المستفادة من دعاء النبي ﷺ اللهم اهدني لأحسن الأخلاق.... فهو يقول هذا وقد شهد له الله تعالى، وشهد له بعد ذلك كل من عرفه صلى الله عليه وسلم .. هذا تعليم منه للنفس الإنسانية.. لنا جميعا، وهو من هو صلى الله عليه وسلم. 

  يقول صلى الله عليه وسلم /

وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا.. صحيح مسلم... 

اللَّهمَّ اهدني لأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدني لأحسنِها إلَّا أنتَ ، وقني سيِّئَ الأعمال والأخلاق لا يقي سيئَها إلا أنتَ... 
 أخرجه النسائي (896)، والدارقطني (1/298) باختلاف يسير... 

 
.. كل هذا وقد قال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ ))
 [ القلم 4 ]

وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.

وعن أنس رضي الله عنه قال" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" - الحديث رواه الشيخان 

.اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

الخميس، 30 سبتمبر 2021

ماذا ‏حدث ‏للناس ‏. ‏. ‏ ‏مفهوم ‏الإسلام و ‏الدين ‏

قال لي/ ماذا حدث لهم..

بعضهم كأنما لا يرون الفارق بين النور والظلام، وبعضهم لا يريدون أن يسيروا تلك المسيرة رغم إقرارهم لفظيا..

يعتبرون انتماءهم لدينهم كأنه مجرد جنسية ما، ولون قميص أو مجرد مصادفة ونوعا 
من الفروق الفردية..

يدافعون عن الخطأ الفادح وقلب الموازين. 

ما الذي تغير
 
حتى مفهوم الفتاة الحرة.. بمعنى الشريفة الغالية التي تأبى وتأنف من العلاقات الخسيسة
ومن هتك الستر، وحتى من الوحدة عن قومها..

مفهوم الدين.. قيمته في النفس.. كانوا يقولون لن تجادل الرجل بأشد عليه من دينه.. فلماذا يسهل على بعضهم التهاون هكذا

حتى مفهوم العبودية مختلف عند بعضهم...
فقديما فهموا أن قولهم الشهادتين إعلان محبة وخضوع وعرفان وقسم ولاء وتغيير ومنهج حياة.

فحين تدعوه حاليا قد يقر بلسانه، لكنه قد يرفض مجرد مبدأ تحكيم الخالق فيما خلق بأي آلية فهم للنص، ومجرد حكمه سبحانه على من خلق، وإفراده بالولاء والدعاء والفصل في القضاء...

ولا نتحدث عن معصية وخطأ طارئ وزلة بل عن منطق فوق دستوري وانحراف أولي يتسع..

يقول لك/ لا تقل لي كذا وكذا..
ولا يغضب لربه ولا لدينه، ولا نتحدث عن ظهور الغضب وكيفيته بل عن وجود حرارة ودفء في النفس وشوق وقلق و... عن حياة ترتبط بروح وتنبثق من نور وتتغلغل كيقين بعلم حقيقي نافع.. بل هذا يبرر المكفرات لغيره لأنه
غير مؤمن.. كأن فهم الظاهرة المرضية وآلية النفسية العمية الغوية يعني صحتها وتمريرها.

 وكأن التخيير والأمانة والتكليف الحر مجرد مساحة مباح وكلأ مستباح ومجرد حرية بالمفهوم الدارج، وليس اختبارا وابتلاء فوقه نداء علوي ببشير ونذير وأدلة لا تنقضي للمستبصرين..

يبرر لنفسه كل الخطايا مسبقا بقائمة أعذار لا تكاد تنتهي..

إذا.. 
لا تعلمهم أنواع التوحيد بشكل اصطلاحي، 
بل كما قال الرسل صلى الله عليهم وسلم/
 اعبدوا الله... ربكم الله.. 
ءامنوا بالله..

واشرح لهم أسماءه سبحانه، ومعاني الأذكار وإشاراتها، ومن ثم ما توجبه وتوجه إليه.. هكذا هو نهج القرآن الكريم، أغلبه تعليم وتربية وتوعية وتأهيل وتهذيب وأقله التفصيلات الفقهية..

ونبهه لأن صفاته تعالى تتجلى للناظرين بوعي وإخلاص قلب، بلا هوى أو غفلة.. فتوجب حضرة الجمال والجلال ذلك الحق على كل عاقل حي القلب..
 وأن الربوبية تلزمك بالإلهية... بداهة ونصا، وأن رسائل الرحمة والحب السماوية فيها الخير والراحة الأبدية، وأن الأيام تمر سريعا جدا، وستخبرك الخبرة كم ضيعت لو استنصحتها محبا مشفقا جادا.

الجمعة، 24 سبتمبر 2021

هوس ‏التواصل ‏الاجتماعي ‏الرقمي

منقول للتأمل/‏
 هل ننزل بأنفسنا إلى درجة تصوير
  وعرض كل ركعة، كالمنافق المرائي...
نبتذل الروحانية والخصوصية الإنسانية المكرمة بالبيوت والثياب لعرض المستور ...

أصبح المرء منهم يرى قيمته في عدد اللايكات..

العرض للحال بامتهان استعراضي هو استجداء للاهتمام والتعاطف بسبب عقدة النقص وقلة العلم ...

يعرض الناس مأكولاتهم ومشوياتهم منذ أن يبدؤوا بإعدادها، حتي وضعها على الباربكيو، وحتي يأكلونها ولا يبقون بالصحون أيا مما لذ وطاب من المشاوي والمأكولات ولا يعون أثر ذلك على غيرهم وعليهم .. 

.
..
‎طالما كان الهاتف الجوال يساء استعماله كما وكيفا، وملاصقا لأيدي الناس فيما لا ينفع  فسيبقى هذا هو الحال و سيزداد ..

اختفت أغلب سلطة الفرد التي كان يمتلكها على نفسه ورعيته التي قد تضر نفسها وغيرها بحسن نية، ويصل الضرر لعقد نفسية وانحرافات وانتحار  .. يكاد الواحد يفقد سلطته حتى على نفسه !‏‎‎‎

 البث المنثور لسلوكٍ خاص ليس فنا ولا ترويحا ولا شعرا، بل هوس وفتنة بغية لفت نظر الآخرين للذات أو استجداء مشاركتهم العاطفية أو التماس الربح منهم.... وأحيانا ينمو الحقد و تنتشر الفضائح..

هوس التفاعل من تعاطف وتأييد وإضحاك ..إلخ جعل الناس بمواقع التواصل تسترخص المشاعر والمواقف وتتصنعها أحياناً للتجارة ، صنعوا من خصوصيتهم مادة رخيصة للفت الأنظار وإمتاع الناس على حساب كرامتهم  ومروءتهم وحشمتهم بل حتى لو كان المحتوى محزنا.. كأنهم ينتظرون أي حدث بحياتهم ليعرضوه كسلعة ممتهنة لجذب إهتمام الفارغين بالنت ..‏‎وما خفي أعظم!
 
وبالإمكان في جو تلق كهذا حرف بوصلة المتلقي بسهولة مباشرة أو بدس السم في العسل أو بالذباب.... ، من خلال تلك الثواني المعدودة من العرض المرئي!
فالمواعظ على أسنتها، والموائد في سمطها، و ..قد يقدمها لكع بن لكع، وينزوي أو يهمش بالخوارزميات ذووا الفكر والأثر الصحيح عمدا، فلا تجد لهم رمسا ..

.. صرت أخاطب أشخاصا بلا عقول، كأني بهم يقولون خاطب الجهاز، لاتخاطبني، فهو المتحكم بهم...

وجودهم وعدمه مربوط بالإعجابات في جهازهم‏‎‎...

بعضهم يستغلون الأحداث المأساوية لجذب الانتباه وأحيانا الادعاء... بالحزن الزائف، لجمع اكبر عدد من التعاطف الرقمي.. نوع من المخدرات واللهو. 

الحزن الحقيقي له كرامة وتعفف، ليس شيئا للمشاركة بشكل تسويقي سلعي ..‏‎‎

خاصة عندما يكون المحتوى ممجوجا وبدون مضمون ذي فائدة.. أو لا تناقش الفكرة بل يتابع بريق الشخص فقط

من المستفيد ماديا من دعم الأغبياء الفارغين إنه المشتهر بسببهم، ولكي يظل في الضوء يبدأ بابتكار أفكار تصل لحد الإسفاف من أجل المتابعة..

فقط من أجل المال مهما أضر بالأخلاق و العقول وأهدر الأوقات.

استُبدِل الوازع الأخلاقي بهتافات الجماهير..
حتى غدت حياة البعض منصة بث مباشر وعلى الهواء... وبتصنع مقزز !‏‎

يعيش الحياة من أجل رؤية غيره لعوراته أو حركاته الشخصية ويصبح كقرد في قفص ويفتن غيره بنموذج غير ممكن له أو حتى مصطنع تماما ..

.. كأنما باتت ردود فعل الناس في برامج التواصل هي من يحدد توجهاتنا... وسلوك السرب  هو المعيار...

 بعضهم لا يعرف وازعه الأخلاقي ولا يوجد لديه مبادئ شخصية أو هوية... و ردات فعل الناس هي ما يتحكم به.‏‎

. غابت الخصوصية عند بعض الناس وبات يشعر أنه لاشيء من غير مشاهدة الناس له ...

.. يذبل إن لم يجذب له الأنظار ويفعل أفعالا لايقرها العقل، ولكنه يريد أن يحصل على انتباه واهتمام الناس حتى في أصغر أمور حياته .!!‏‎‎

 بعضهم يغررون به ويتابعونه إما تشفيا أو سخرية أو تطفلا...

    
..

يموت والده فيشارك دموعه متابعيه. يهب المال فينشر صورته وهو يتصدّق. يخاصم زوجته فيعرض خَطَرات قلبه أمام الآخرين. وشيئا فشيئا تغدو إرادته رهينة الاستجابة المتوقعة من الجمهور بدل وازعه الأخلاقي.

انتهى النقل للتدبر ..

الاثنين، 13 سبتمبر 2021

العلم ‏والإيمان ‏. ‏ ‏صورة مميزة

العلم والإيمان..

هذا مقطع عرضي في دودة دقيقة قد تصيب الأمعاء استدعى تعليقات العلماء بعد تكبيره عشرين مرة فقط وبمجهر الحقل المظلم، حيث الشكل الموحي والتوليفة العجيبة، والمصنع النانوي داخل المصنع العضوي... والإشارات التي لا تنتهي في كل بحث وتوسع أو تعمق ..

والعاقل يتأمل لماذا تتم العمليات بجمال باهر فوق الحد المصلحي كتجلي لصفة الجمال وخلق الجمال، وتصور الكائنات - حتى الدقيقة وحتى التي في الظلمات - بشكل مميز فاخر الإبداع وأكثر من كاف، ويجمعها نمط شكلي وخيط رابط تكويني ووظيفي في دورة متكاملة .. ولماذا هي بصبغة إبداع لا تخطئها العين السليمة من الهوى، وليست مجرد تأدية وظيفة.. فيبدو الينع والرونق والتألق في الظهور حتى في الوحوش رسالة مصممة بعناية وتبدو مقابلات الخلائق مقصودة وجمالها باذخ يوضح ويحكي أنه ليس لذاتها وفصيلها فقط بل لك أنت.. يستدعي المشاهدة وينادي ويورث مشاعر معينة مرادة... 



قال الله عز وجل:
 «وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ »

 (فاطر: 28).

قالوا /
من لم يخش إذا فليس بعالم حقا، وكفى بالخشية علما وكفى بالشرك غفلة وجهلا وإعراضا.

والعلم النافع هو الذي يورث الاعتبار وحياة القلب بالحب والخشية، لا الذي تراكم فيه النصوص مكاثرة أو يبيعه صاحبه بعرض قليل وينسلخ منه ويتبع هواه فيه ويخلد للأرض ويغوى.....

وأول العلم وأحراه بالاسم هو العلم بالله تعالى ودينه، ثم ما كان من علوم الكون والتفكر والبحث باعثا للنور في قلب صاحبه ومعينا له فهو نافع حق النفع ويزيد علمه بقدرة ربه ومن ثم يقينه فعمله ومواقفه..


والآية فيها لفتة للكون وآياته التي يتعظ بها هؤلاء العلماء في حين ينبهر آخرون بالصنعة ويغفلون- أو يتغافلون- عن الصانع لها وعن حكمته منها وفيها. 



 وفي الكشاف: 
والآية سيقت للحث والتحريض على النظر في عجائب صنع الله تعالى، وآثار قدرته ليؤدي ذلك إلى العلم بعظمة الله وجلاله، ويؤدي العلم إلى خشية الله تعالى، ولذلك ختمها بقوله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ... 

الأحد، 12 سبتمبر 2021

تغريدات ‏في ‏التربية ‏الصحيحة ‏. ‏. ‏ ‏التعامل ‏مع ‏المراهق

تغريدات في التربية/

 ((لاحظ أن الفتى قد يكون غير مكتمل النضج، ولا يفكر مثلك بمعايير الصواب والصلاح والمصلحة، بل أحيانا:

يضغط نفسه من أجل التفرد فقط، قولا وشكلا ورأيا وفعلا. 
 يتمنى قبول رفقته له حتى لو بمعاييرهم الشاذة.. 
يتصرف كعالم خبير! 
 يشعر بأنه بطل خارق أحيانا فيبالغ في تقييم نفسه...

 وحين تتفهم أنت ذلك فلا تلحن على نتيجة قراءة الميزان قبل أن يقتنع هو به ويحبه ويفهمه جيدا ويهتم بتقديمه كمعيار، واجعل تركيزك الأكبر على المحور والأساس والمسار والمفتاح، لا التفاصيل والصدامات الجزئية والمحطات و النتائج ) ) 

( أعطه تنويها مسبقا بالوقت والموضوع قبل الحوار.. أريد بعد الغذاء مناقشتك في كذا.. ليجمع أفكاره ويفرغ من ألعابه وأعماله ولا يرتبك) 

 
(الحوار مع حلوى وعصير أمر يقلل الغضب حيث أن استقرار مستوى السكر يحسن التركيز ويقلل التوتر...)) 

((ولا تجمع كما من النصائح الكثيرة الكبيرة دفعة واحدة.. لاحظ إيجاز النبي صلى الله عليه وسلم....)) 

(( لو كانت ملاحظات على شيء ما فلتكن
مركزة، ولتستمع أنت بعناية كما تكلمت بحرية...)) 

((النظر في عينيه والتشويح مرفوضان، والكبت في وضعية محددة بدون سير أو وقوف أو إطلالة على شيء ليس شيئا جيدا لمخرجات نقاش طيبة..)) 

التقويم غير المحاكمة، وإلا كسرته وخسرت الحوار المفتوح /

((لا تقيمه وتصنفه بشكل مباشر إلا للضرورة، لا تضغطن فقط لتحشره 
 في موقف دفاعي، لأنك إنما تسعى للتعليم والتهذيب لا النصر والغلبة، ساعده أن يستقل هو بعقلانية ومرجعية وميزان ليصل للصواب، لا أن يفعل لك ما تريد فقط، انتظر صفو الجو والهدوء بينكما قبل اي إجراءات محورية تراها)) .. 

 (( الكبار العمليون يختلفون عنه، فلا تعامله مثلهم، هم يستمعون لموجز ما ثم يحددون المشكلة ويطرحون الحلول، قبل النضج ربما يحتاج الناشئ أحيانا لمن يستمع إليه فقط دون تحليل أو حل!)) 

((التربية ليست ضربة قاضية أو مرحلة دراسية أو عمرية، بل رحلة طويلة ومتدرجة، غسل الأدران الإعلامية باستمرار وتنمية التفكير العلمي السليم النقدي والبناء، واكتساب عادات التفكر والمحاسبة و الاطلاع وبناء الثقافة الحقيقية، وتنقية الفطرة وغرس المعانى السامية، واستشعار الغاية من الحياة، والارتقاء بالنظرة العامة الشاملة وبفهم مركزية القدر وابصار صنع الله تعالى، واليقين بالآخرة ورؤية آثار الأسماء الحسنى وجعلها مدار أحداث وأحوال الصباح والمساء .. كلها أمور لا تعطى في حوار أو كتاب فقط، بل تزرع ببطء وصبر كالنبات وترعى مثله طوال حياته..)) 

ولاحظ/
أنه محبط دائما وسقفه مرتفع نتيجة النماذج المبالغ فيها عادة بحق أو بباطل، فلا تتعبه بالتنقص، بل ابحث عن نقطة تلاق وانطلق منها ودعمه فيها وامدحها ونمها.

الأربعاء، 18 أغسطس 2021

فضل ‏القرءاز ‏الكريم

مما قيل عن القرآن الكريم لعلنا نلتفت إليه ونركز معه بشكل مختلف

"خذوا حظكم -عباد الله- من مواعظ القرآن."

آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ** يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ

يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ **يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ

  " جعله الله رياً لعطش العلماء
وربيعاً لقلوب الفقهاء 
دواء ليس بعده داء
 ونوراً ليس معه ظلمة!

وحبلا وثيقاً عروته ، ومعقلاً منيعاً ذروته، وعزاً لمن تولاه ، وسلماً لمن دخله ، وهدى لمن ائتم به.

عذراً لمن انتحله . وبرهاناً لمن تكلم به ، وشاهداً لمن خاصم به ، وفوزاً لمن حاج به.

وحاملاً لمن حمله!

وآية لمن توسم ، وجنة لمن استلأم ، وعلما ً لمن وعى ، وحديثاً لمن روى ، وحكماً لمن قضى".

 
" فخذوا حظكم -عباد الله- من مواعظ القرآن"




 " ما أعظم فضل تعلّم القرآن وتعليمه." 


" القرآن الكريم مصدر للحياة والنور للقلب"


" وصفه : القرآن الكريم، والقرآن المجيد، والكتاب العزيز، والكتاب المبين، والذكر الحكيم، والذكر المبارك، والصحف المطهّرة، وأحسن القَصص، وأحسن الحديث، والبرهان، والفرقان، والحقّ، والسراج، والبلاغ، إلى آخر هذه الأسماء والأوصاف التي تعبّر عن جلال وعظمة القرآن في ذاته، وعظمة وسموّ الغاية التي لأجلها نزل."

  


" القرآن يبني النفس الإنسانية بدفعها إلى الخيرات، ووقايتها من السيِّئات، فهو شفاء للقلب والنفس والروح من كافّة الأدواء والعلل، مثل: الوسوسة، والشكّ والشرك، والنفاق، والطمع، والحسد، والبغي، وحبّ الظلم، وغير ذلك من العلل"



" القرآن الكريم رحمة من الله ساقها لعباده"


" إنّه أحسن الحديث: قال تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ) (الزّمر/ 23)، ويقدم للإنسان سبيل خلاصه "

 

" تكوين الأُمّة يكون بالقرآن، بحيث تتميّز في عقائدها وعبادتها وأخلاقها، وتتبوّأ مكان الصدارة على غيرها في هذه الدنيا، فإذا كانت يوم القيامة نالت شرف الشهادة على الناس جميعاً. "


"على المؤمن العمل به واتباعه والسير على نهجه والاستمساك به وتحكيمه في كلّ ما ينزل به" 

الاثنين، 9 أغسطس 2021

من ‏ ‏دروس ‏الهجرة ‏١

من دروس #الهجرة بعيدا عن التأريخ والموعد الدقيق ...

 أن الرسل -صلوات الله عليهم- جاؤوا بدين ودولة!
دين يشمل النظام السياسي والدولة العادلة المحتكمة لمرجعيته...هذا في الصورة الكاملة والغاية التامة منه، كجزء وجنبا إلى جنب مع تحقيق العبودية وتطهير القوم قدر الوسع، ومع تكوين الشخصية المؤمنة والمجتمع المقوم والأمة الرسالية الربانية، ولم يرض المسلمون أن يكونوا رعايا مؤمنين فقط، بل تمام النعمة وكمال الدين والحياة يكون في السعي لأن يكون الحق منبعا ومنطلقا وغاية وحضارة قائمة بذاتها، لها روح ونور وهوية، وليست محايدة ومذبذبة بين الحق والباطل، ولا تعتبر الخير والشر نسبيين، ولا هي مادية لا دينية بنصف قيم... وفي وجود هذا الكيان الدولي العالمي رقي وصيانة للبشرية من الجموح والجنوح والبوار، علم من علم... فالدين الحق ليس فقط صلة بين العبد وربه في نفسه كما يريدون... بل الدين اعتقاد وشعائر ونمط حياة شامل، مبني على الطاعة والتراحم والولاء في ظاهره، وعلى الحب والعرفان والعلم والخشية والإجلال واليقين في باطنه... يشمل هذا الكيان السياسي والنظام القضائي والدستور والاقتصاد و الإعلام والثقافة والتعليم وتوجهات الجيوش!


من دروس #الهجرة أن الانتماء للإسلام مسؤولية... أمانة رفع راية الإسلام ونشرها، وأمانة تسليم لواء الحق للجيل التالي..

 وأن الإسلام ليس دينا فرديا فقط بل هناك واجب تجاه المجموع، وواجب جماعي عليهم ...

بعض من هاجروا  كان يمكنه التعايش! بوضعه لو سكت، لكن أحيانا يندب عدم الصمت، وأحيانا يستفز الضالين مجرد وجودك كمؤمن حي يتنفس!

وعامة:
 رسالة البناء والإيجابية والمشاركة تحتم التحرك والانضمام والخروج مهاجرا أحيانا، وينضبط هذا حسب القدرة والمقام والسياق ...



من دروس #الهجرة /

 أحيانا تقف موقف اختيار، وتترك مالك وما تحب خلفك وتهاجر... بشكل أو بآخر تتنازل عن حظوظ دنيوية معنوية ومادية، لكن لا تقلق، معك مالك الأسباب ومالك ما تسببه...

 كانت الهجرة ضد مصالحهم الدنيوية، وهي مصالح أقل في الرتبة من مصلحة إقامة الدين للفرد والمجموع، إقامة الدين بهيئته المرضية وأخذ الكتاب بقوة، والبعد عن الفتن! كل هذا قد لا يتحقق دون هجرة وخطوة سفر ومفارقة أو عزلة أو بذل شيء ما مما تحب... وهذا هو التسامي  
وبرهان الإيمان، واقرأ سورة التوبة، سورة براءة.. واقرأ السيرة العطرة.. صلى الله على صاحبها وسلم..

بهذا قد يتحتم حدوث مفارقة معنوية ومادية، بل وربما مواجهة مع ما تحب ومن تحب، وربما حيث لا تحب وفي أشهر حرم! ويكون كرها لك... لكن عسى أن يكون خيرا لك ..
 "والله يعلم وأنتم لا تعلمون"..... "وما قدروا الله حق قدره" ... والمبصر المستبصر المتوسم يفقه يد القضاء والقدر في التاريخ والأحداث، وتدبير رب العالمين، ويفهم أين مصلحته ونجاته وشرفه..


من دروس #الهجرة / 
أن الكسالى والغافلين لا وزن لهم ولا قيمة ولا نفع.. وأن الرسل - صلوات الله تعالى عليهم - أول الناس شغلا وسعيا ومجهودا وسفرا واجتيازا لبحر المحبة والتمسك..



من دروس #الهجرة/

أنها ليست هروبا بل هي سعي لإقامة الدين في أرض الله تعالى، وهي ترفع وتعفف عن الصفقات وعن النكوص والانتكاس، وهي كذلك تحيز إلى فئة وبداية عودة، فليست الهجرة دوما بسبب الضغوط القاسية، بل حتى لو عرض عليهم بدل الضغوط مغريات وتسويات  ومفاوضات لوجبت... وقد عرض! المال والنساء والسيادة، بل والطاعة في بعض الأمر الشرعي والإيمان ببعض الكتاب ورفض النبي صلى الله عليه وسلم ترك شيء من الدين، فليس هناك مجال للمداهنة والركون إلى الظالمين مهما كان الثمن..





من دروس #الهجرة /

أن المرأة كانت مع الرجل في المسيرة بكل خطواتها، وأنها كالرجل في التكليف العام، وأنها قد تؤتمن على أدق الأمور، كل حسب حاله ومقدراته، ذكرا كان أم أنثى، واحترام التنوع والخصائص وتوظيفها لا يغضب سوى من لا يعلمون، ومن لا يحترمون التمايز وطبائع الأمور، ومن يتمنون ما فضل الله به بعضا على بعض...
 وليس هناك تهميش ولا تحقير لدور أحد. 

 وأن الحق قد يكون مع قلة قليلة مقيمة أو مسافرة يتم تشويهها إعلاميا ومطاردتها في البلاد ...

الخميس، 5 أغسطس 2021

الصلح ‏بين ‏الزوجين ‏٢

من نصائح الصلح الزوجي التي دونتها في الموقف السابق/

لا تفكر فيها بضمير الغائب.. هذه أول نكبة في فهمك.. هي أنت ومنك، وأنت بها ومعها.. لا مطاردة ولا قومية مختلفة ولا مناهبة... فقط هي أنت في أحوالك المختلفة، كما تتصالح مع نفسك وبدنك وتقلباتك، الزواج ليس مصارعة ولا مفاخرة..

سنة النبي صلى الله عليه وسلم يتوجها معاملته للزوجة قولا وعملا وصبرا.. وصدقا في الحب والرحمة والسعة..

 عند الجدال لابد من ميزان... ليس العنوان بل معالم تفسير وتنزيل وتطبيق المرجعية بينكما أولا، ويقوم عليها من سماهم الله تعالى ومن ينوب اضطرارا، لأن آلية تفسير الواقع لا تترك للمختصم ليقضي ويحكم ...

بالعامية/ مفيش حد غلط ٢٤ ساعة..
 محدش يحب يسمع اعتراضات وسلبيات يوميا ولو كانت صحيحة والحال مزرية، هذا ليس سبيل إصلاح بل سبيل زيادة السوء ..

 نصيحة لك أن تكثري قول الحمد لله.. وأن تقللي الجدل الذي يمكن اختزاله، وأن تقولي حاضر طاعة لربك وتنسي نفخ الشيطان ونغزه ونفثه وكلام عبدة الدنيا. 

لا تركزي على السلبيات والنواقص ولا تمتهني الندب والنواح..  

 نصيحة لك/ الكذب حرام!
 التسامح مطلوب، عدم نسيان الفضل بينكم شعار ولافتة لا ينبغي أن تكون زائفة. 
تذكر خلقا حسنا يجبر خلقا سيئا، وتذكر ما تكره من نفسك ..
ابدأ بانتقاد ذاتك بإخلاص وسعة وعمق! وعدم الرضا عن نفسك تنج في الدنيا والآخرة..
 
اسمح يسمح لك، فرج يفرج عنك، اغفر ليغفر لك 

دع التشاحن يصف بالك

الدنيا لا تستحق الوقوف عند كل موقف طلبا للكمال أو حتى للصواب بعد فوات الأوان... سدد وقارب وتب وأصلح... ضع غاية نبيلة سامية راقية تنشغلان بها، واعملا عليها..داوم واستمر

دع ملء الفراغ بالفراغ والهستيريا والغثاء والتكرار والفقاعات الإعلامية.. هذا يلوث قلبيكما وحياتكما.

الثلاثاء، 27 يوليو 2021

حلول ‏المشكلات ‏الزوجية

كنت طرفا في مشكلة زوجية بسيطة مزمنة.. بين زوجين من جنسيتين مختلفتين... ولاحظت السمات العابرة للقارات وللعصور.... 

1_نحن موجهون شرعا باختيارنا للأفضل وللأشرف، ولسنا في مرحلة تجريب أو تعرف على الجنس البشري، بل معنا شرح ومثال عملي به توجيه وضوء كاشف يغنيان عن العبث والتعميم الأبله .... 

٢-ما الذي طلب شرعا من الازواج ومن الزوجات في المقام الأول؟

وأين الاختلاف ؟

لاحظ التركيز على أي نقاط لكل طرف، لكي تعرف النقص المطلوب إكماله عادة، ولتعرف الدور الأول له.... واجبه كمؤمن وكزوج، أو هدفها كمؤمنة وزوجة .. 

3- لماذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالتعايش والمقاربة والمحاولة والصبر في أغلب الحالات قبل أي إجراء به مفارقة..... لم لم يقل للشاكيات ألقين هذا خلف ظهوركن وأزوجكن أفضل من هؤلاء فورا أو العكس للأزواج... 

لماذا أوصى صلى الله عليه وسلم الرجل / أمسك عليك زوجك واتق الله... أي لم يبادر بفض العقد بسهولة لمجرد أنه ليس ممنوعا! ... 

٤-لماذا لم يقل أطع زوجتك واستأذنها! ...

 بل كانت تعليماته صلى الله عليه وسلم تدور حول: أكرمها، وأحسن معها ولها، واهتم بها كخير ما يكون وارفق بها .... 

وبشكل معلوم مفهوم/ أن تحببي لزوجك وهيئي له منزلا طيبا شكلا وسلوكا وروحا ومعنى، وأن أطيعي زوجك في الخير لا في المعصية ولا فيما لا تطيقين، بل التكليف قدر الوسع وتحت أدلة العموم..

 5-حقك بعد الحب والصفو والتسامح والاحتضان المعنوي بلغة العقود والعرف هو:

 البر والإحسان والمعروف والود والرحمة والتذمم، ولك عند اللزوم حق الشكوى وطلب تقييم حاله وتقويمه إن أساء... لا مباشرة ذلك بنفسك وبمفردك، وبلا شك يقبل منك الحزن والغضب والانطواء والشد والجذب...يتفهم ولا يحب ولا يطلب، فنحن بشر وحدث ممن هن خير منا..

٦-ليست مسألة إهانة ولا مرتبة متدنية، بل تكليف رباني، وكما تطيع والدك وتطيع أميرك وتقفو إمام الصلاة فليس هذا معناه انه أقرب إلى الله تعالى منك، ولا أنه أعلى منك في الجنة ..
 بل قد تكون أنت أكرم وأفضل عند الله، وتكونين أنت أمثل وأبر وأطوع .. 

ولا ينظر أهل الاخرة للأمور نظرة الدنيا الدنية الزائلة، لأنها بداية القاذورات...في النوايا والتصرفات و المشاعر والسلوك، نعم... أن تكون معايير الدنيا وطريقة أهل الدنيا وألفاظهم فوق الشرع وقبل تصورنا الديني للأوضاع وقبل الأسماء الشرعية والأفكار الشريفة .. أهل الحق لا يغضبون لاعتبارات الحياة العابرة الفانية واعتباراتها... 

7- الوفاء ينتظر من الطرفين.. 
وهناك مرجعية وحوكمة وضوابط شرعية وعرفية عند الحاجة، وهناك تقنين للتصرفات في سياقها من أطراف وصفها الشرع وعينها، لمنع الاستغلال والتعسف والإساءة.. 

٨-((ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض)) 

..... بين الرجل والمرأة... هناك مودة ورحمة وسكن... هناك تكامل... هناك تمايز لا تفاضل تام عام كامل شامل.. 

 9- عكس المثال الأول:
ينهى الرجل عن ماذا؟ تنهى المرأة عن ماذا.. ؟! توصى هي بماذا... لتعرف مم نخشى من كل طرف.... 

١٠-ما توقعاته منها 
وماذا تنتظر هي منه.. 
ما الذي يتغير بعد البناء والدخول، وبعد أول طفل...؟
 
هو له مقاييس في الراحة ولمكافأة نفسه... 
وهي كذلك.. 

هو قد يحس بعقله وبدنه قبل قلبه غالبا وهي بالعكس.. ولديها حساسية مضاعفة للتفاصيل في مجالات معينة وللألوان والجمال والكمال الشكلي والجاهزية وتقييمها للتوقعات وللصورة المثلى للعلاقة...

وبهذا لديه فهم مختلف أو متنوع تطبيقه للسؤال: ((لماذا يتزوجها هي من وجهة نظره، ولا يعيش وحده، ولا يعيش مع امه..))... فهو ينتظر منها حياة زوجية كاملة مميزة مستمرة بأضواء معينة.. والعكس، هي تنتظر منه شكلا مختلفا من نفس الغاية والعنوان... رعاية وعاطفة وتكاملا.... طبعا هذا في المقام الأول... فكل يرغب في كل شيء بقدر ما... وطبعا لكل قاعدة شواذ والكلام عن الأعم الأغلب....

١١- ربما يؤتى الرجل غالبا من ناحية القسوة والجفاء والإهمال والتطلع.... وتسقط المرأة من ناحية الإباء والتمنع والمشاكسة والإسراف والغفلة... عادة وليس دائما... عند الضغوط والغفلة والغضب. 

١٢-عند الصلح ضع هدفا ممكنا ومرحليا وبشكل هادئ... القلوب كالماء.. مجرد الفهم خطوة في التقبل والتأقلم.

السبت، 24 يوليو 2021

اصبر ‏و تصبر ‏يصبرك الله ‏. ‏. ‏الصبر ‏و .الأمل ‏. ‏ ‏ ‏

تصبر يصبرك ربك..

هكذا علمنا صلى الله عليه وسلم:

 (ومن يتصبر يصبره الله)

البخاري ومسلم... 


باب التوبة يرحب بك:

"والتوبة معروضة بعدُ"!
البخاري..

صدق صلى الله عليه وسلم 


قالت/

 ذهبت يا سيدي وبقي كلا على حاله! 

اللئيم لئيم، والجبان جبان، والمخلط مخلط! 

الكسول كسول.. ميت وجهول.

والوضيع وضيع... نائم حالم! متدن عجول... حتى في أماني الطمع.

الحقود حقود!
ينفث دخانه السام ...
 إن ذبت لترضيه يزداد غيبة وحقدا.
 وإن تركته ذاب في ماضيك حنقا وبهتانا وكذبا ..


 الواهم هائم.. 
والرخيص رخيص... مبتذل! 
منزلق لأسفل، حتى أنكر نفسه من نفسه، وصار يعجب من أبيه وأمه، ومن دينه وأهله...


 والمتصنع كما هو... معجب متعجرف يعبد ذاته وحده. 


 التائه تائه ما به... 
 والغارق مارق
 والموبق آبق.... 



ولولا أن هناك قوما قليلين لديهم نور وإحساس فوق الجمادات والحيوانات والوحوش واللئام ما تنفسنا ولا استرحنا لحظة، ولا طاب لنا حطام في عهد الطغام.. الذي لم يرتحل...


الشجاع شجاع لم يزل! يقف ويدفع الثمن حرا أبيا، والبطل بطل... لا يقبل التنازل، ولم يبدل ولم يستبدل، ولم يرض بالذل الحقيقي، فهانت عليه الدنيا فارتفع بنفسه فوق العروض والصفقات وعن تحريف الدين والسياسة والمعاملات، وذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة.. 

الصبور على ثغره هناك، لا يهمه الصيت، ثابت كجبل، عميق كبحر...

والنبيل نبيل كما هو ، لا يزداد إلا نضجا وحكمة وصبرا وألقا... 

الشريف لا يزال شريفا في منطقه وموقفه وهيئته، وأمين على من قصده بنصحه! 

والرجاء باق.. 
 ويهدي الله من يشاء بلطائف إنعامه على عباده...
فإن تابوا فازوا
وإن أقبلوا تغيروا

وأصل التَّوبة: النَّدم!

فالله يقبل ندم عبده الصادق المتطهر، والعبد الأواب يندم على معصيته،

والتَّوبة رجوع عما سلف!
 
قال تعالى:

 ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾
 [هود: 90].


   وفي حديث عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
 
 ((لَلَّهُ أفرح بتوبة عبده...... ))

 أخرجه البخاري.


وحديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم/

((... والتوبة معروضة بعدُ))
 رواه البخاري.

ولا يأس... فالجهل يزال والطبع يغير!

(إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم)
رواه الطبراني وغيره


وقال صلى الله عليه وسلم/

 (ومن يتصبر يصبره الله)
رواه البخاري ومسلم.
فاصبر يصبرك ربك!


اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد


اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا وحبيبنا محمد.

قبول ‏النصيحة

يا حبيبي

من هو متقبل لمخادعة نفسه ولاتخاذ الموقف الخطأ بأبسط شبهة يعلقها ثم يتعلق بها! 

وليس عنده استعداد للمراجعة الجادة ولا للتوقف لالتقاط الأنفاس، ويرد قبل أن يفكر ويتبصر... 

هذا على شفا فتنة، هلكة بهلاك المتنطعين أو الغاوين، أيا كان أسلوبه للتبرير.. فحذره حبا وإشفاقا!




من أسباب عدم قبول النصيحة المتكاملة.. 

التكبر الخفي تحت اسم الاعتداد والثقة الزائفة... 

العمى أو العمه! ... 

عمى عن عيوب النفس، وغفلة عن أخطاء مخك في الملاحظة والتقييم...

قد تحسن الظن بمخك لأبعد مدى لدرجة الغرور... 

المبالغة في تقدير الذات، الزيادة والغلو في تقدير فهمك للواقع وفهمك للعلم وتحليلك وتوقعك..  


ولأن النصيحة تقيد الرغبة والهوى. 

 لو رفض شخص ما نصيحة إيجابية ومتوازنة فهو غير مستعد للتغيير في نفسه، وغير متقبل لما يلزمه وتقتضيه التوصية وما يلزمه الاعتراف به.  

في اللغة: 
النصح عكس الغش... الناصح هو الخالص! من العمل وغيره. 



   نصحت له نصيحتي نُصوحاً ، أي : أخلصت وصدقت.  


 قال ابن الأثير – رحمه الله – “النصيحة كلمة يُعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له”.


فما الحل؟

لعل النصيحة لا تتوقف، لكن توجه للأسباب الحقيقية! ولأسلوب التفكر والدوافع! وللرؤية والتصور ومنهج الاستدلال وآلياته ومصادره!
ومنظومة تحليل وتفكيك الواقع واستشراف القابل، وتقييم الأشخاص لتفرق بين عالي القدر والمقام وبين المشهور الفارغ التافه حامل الفقاعة المتجر بالفذلكة وقانون الاحتمالات....

وكيف نفرق بين رفض دارس لنصيحة مغلوطة ورفض مرضي عصبي أو جهل مركب لنصف مثقف؟

لعل السياق يكشف والأسلوب يبين' والتركيز على الدفاع عن النفس، والتحمس للفكرة بشكل مبالغ فيه يوضح.. وعدم الاستعداد للنقد والنقض وللتواضع!


 

الثلاثاء، 6 يوليو 2021

شعر إسلامي فصيح مليح .. نشيد جميل رغم مسحة الحزن.... الشاعر / أبو تمام.. " "

شعر إسلامي فصيح مليح .. نشيد جميل رغم مسحة الحزن.... الشاعر / أبو تمام.. "منقول"للغرباء الذين هم الناس والأنام غريب! .. هم يد القضاء وهم قدر الله القادم.. الأشعث الأغبر... معنى لا حرفا... غنى لا فقرا.. غنى عن الدنيا.. فما طابت لهم.
قصيدة كل بيت واحد فيها مدرسة كاملة... البيت بقصيدة.. رقيا وجمالا، دين ولغة وفن راق وسمو وتاريخ وديوان معارف...

كَـذا فَليَـجِـلَّ الخَطـبُ وَليَفـدَحِ الأَمرُ
فَـلَيــسَ لِعَـيــنٍ لَم يَـفِـض ماؤُهـا عُذرُ



تُـــوُفِّيــــَتِ الآمـــالُ بَــعـــدَ مُــحَـــمَّدٍ
وَأَصـبَــحَ في شُغـلٍ عَنِ السَفَـرِ السَفـرُ



وَمــا كــانَ إِلّا مـالَ مَـن قَـلَّ مـالُهُ
وَذُخــراً لِمَــن أَمـســى وَلَيـسَ لَهُ ذُخـرُ


وَمـا كـانَ يَـدري مُـجــتَــدي جودِ كَفِّهِ
إِذا مـا اِسـتَهَــلَّت أَنَّهـُ خُـلِقَ العُسـرُ



أَلا فـي سَـبــيــلِ اللَهِ مَـن عُطِّلـَت لَهُ
فِـجــاجُ سَبـيـلِ اللَهِ وَاِنثَـغَـرَ الثَغـرُ



فَـتــىً كُـلَّمــا فـاضَــت عُـيـونُ قَبـيـلَةٍ
دَمـاً ضَحِـكَـت عَنـهُ الأَحاديـثُ وَالذِكرُ


فَتـىً ماتَ بَيـنَ الضَربِ وَالطَعـنِ ميتَةً
تَقـومُ مَقـامَ النَصـرِ إِذ فاتَهُ النَصرُ


وَمـا مـاتَ حَـتّــى مـاتَ مَـضــرِبُ سَيـفِهِ
مِنَ الضَربِ وَاِعتَلَّت عَلَيهِ القَنا السُمرُ


وَقَـد كـانَ فَـوتُ المَـوتِ سَهـلاً فَـرَدَّهُ
إِلَيـهِ الحِـفـاظُ المُرُّ وَالخُلُقُ الوَعرُ



وَنَــفـــسٌ تَـعــافُ العـارَ حَـتّــى كَـأَنَّهُ
هُوَ الكُفرُ يَومَ الرَوعِ أَو دونَهُ الكُفرُ


فَـأَثــبَــتَ في مُسـتَـنـقَـعِ المَوتِ رِجلَهُ
وَقـالَ لَهـا مِن تَحـتِ أَخمُـصِـكِ الحَشـرُ


غَــدا غَــدوَةً وَالحَــمـــدُ نَـســجُ رِدائِهِ
فَـلَم يَـنــصَــرِف إِلّا وَأَكـفـانُهُ الأَجرُ



تَـرَدّى ثِيـابَ المَوتِ حُمـراً فَمـا أَتى
لَها اللَيلُ إِلّا وَهيَ مِن سُنـدُسٍ خُضـرُ


كَــأَنَّ بَــنـــي نَــبــهــانَ يَـومَ وَفـاتِهِ
نُـجــومُ سَمـاءٍ خَرَّ مِن بَيـنِهـا البَدرُ


يُـعَــزَّونَ عَـن ثـاوٍ تُـعَــزّى بِهِ العُـلى
وَيَبـكـي عَلَيـهِ الجودُ وَالبَأسُ وَالشِعرُ


وَأَنّـى لَهُـم صَـبــرٌ عَـلَيــهِ وَقَـد مَضـى
إِلى المَوتِ حَتّـى اِستُشهِدا هُوَ وَالصَبرُ


فَتـىً كانَ عَذبَ الروحِ لا مِن غَضـاضَـةٍ
وَلَكِــنَّ كِــبـــراً أَن يُــقــالَ بِهِ كِـبــرُ


فَـتـىً سَلَبَـتـهُ الخَيـلُ وَهوَ حِمـىً لَها
وَبَـزَّتــهُ نـارُ الحَـربِ وَهوَ لَها جَمـرُ


وَقَد كانَـتِ البيضُ المَآثيرُ في الوَغى
بَـواتِــرَ فَهـيَ الآنَ مِـن بَـعــدِهِ بُتـرُ


أَمِـن بَـعــدِ طَـيِّ الحـادِثــاتِ مُـحَــمَّداً
يَـكــونُ لِأَثـوابِ النَـدى أَبَـداً نَـشــرُ


إِذا شَــجَـــراتُ العُـرفِ جُـذَّت أُصـولُهــا
فَـفــي أَيِّ فَـرعٍ يـوجَــدُ الوَرَقُ النَضـرُ


لَئِن أُبـغِــضَ الدَهـرُ الخَـؤونُ لِفَـقــدِهِ
لَعَهــدي بِهِ مِــمَّنـــ يُــحَــبُّ لَهُ الدَهـرُ


لَئِن غَــــدَرَت فــــي الرَوعِ أَيّـــامُهُ بِهِ
لَمـا زالَتِ الأَيّـامُ شـيـمَـتُهـا الغَدرُ


لَئِن أُلبِـسَــت فـيــهِ المُـصــيــبَـةَ طَيِّئٌ
لَمـا عُـرِّيَــت مِنـهـا تَمـيـمٌ وَلا بَكـرُ


كَـذَلِكَ مـا نَـنــفَــكُّ نَـفــقِــدُ هـالِكــاً
يُشـارِكُـنـا في فَقـدِهِ البَدوُ وَالحَضـرُ


سَقـى الغَيـثُ غَيـثاً وارَتِ الأَرضُ شَخصَهُ
وَإِن لَم يَـكُــن فـيــهِ سَحـابٌ وَلا قَطـرُ


وَكَـيــفَ اِحـتِــمــالي لِلسَحـابِ صَنـيـعَـةً
بِإِسـقـائِهـا قَبـراً وَفي لَحدِهِ البَحـرُ

مَـضــى طاهِـرَ الأَثوابِ لَم تَبـقَ رَوضَةٌ
غَـداةَ ثَـوى إِلّا اِشـتَهَــت أَنَّهـا قَبـرُ


ثَوى في الثَرى مَن كانَ يَحيا بِهِ الثَرى
وَيَـغــمُــرُ صَـرفَ الدَهرِ نائِلُهُ الغَمـرُ


عَــلَيـــكَ سَـلامُ اللَهِ وَقـفــاً فَـإِنَّنــي
رَأَيـتُ الكَـريــمَ الحُـرَّ لَيـسَ لَهُ عُمـرُ

 

https://youtu.be/qOwFlTaNgKY

الاثنين، 5 يوليو 2021

انحراف ‏بعض ‏الدعاة ‏والنخب

قال لي هذه الكاتبة امرأة تنتقي الألوان المناسبة ذوقا وجمالا، لكنها قبيحة فكرا وسلوكا...

لا ليست سليطة اللسان.. هي لا تحتقر الجنسيات الأخرى - الأفقر والأضعف والأصعب حالا ومظهرا- فقط، بل هي تنافق الظالم المفتري الطاغي ببلدها وتفخر به. 

دوما تبتلع الخطيئة وتتملق اللص السارق المفضوح لتنال حظوة ومكسبا وتعتصر لقمة حراما.

وهي تعلم أن نظامها سبب معاناة الفقراء والمرضى وأذاهم، وأنه ذئب حتى لو ظنت الخير بمنظومته الفكرية- نظريا - لكونها محرومة من نور الهداية أو لكونها حمقاء أو قصيرة النظر ونصف مثقفة وقارئة سطحية.....

 ما أشبه حسنها مع وحشيتها وسواد منهجها بشيخ يدخل الناس في طريق ضيق بعيد، ويقول لهم واجبكم ليس صلاح أمتكم بل ذواتكم... (وكأن هناك تعارضا دوما وأبدا) ، ويكمل: وإن كنت أعترف أن أمتنا تتعرض لهجمة بشعة، فكريا وأخلاقيا وو

.. يقول/ واجبكم فقط ما تطيقون من صلاح نفوسكم ومنزلكم الصغير! (وعيشوا مفعولا بكم كأمة من الغثاء الذي يقتلعه السيل) ، ويقفز للاستنتاج العبقري/.. لو تحمل كل منا مسؤوليته سنصبح سعداء... (فكيف يتحقق ذلك الحلم دون دعوة وتربية وإنكار وتغيير وتدافع ضد الغزو الفكري وصد لغسيل الأدمغة وتجفيف المنابع.. وينصر الله تعالى من ينصره) ، وبدل أن يبين وجوب المكافحة وألوان النضال والبذل العينية والصدع بالحق والمرابطة المتعينة جهادا والعمل الجماعي، والسعي لإزالة الجور والعدوان، والضغط على النظم لتقلل حملتها وتكبح هجمتها الإفسادية وتلجم القطاع الخاص الرديف المتواطئ، وتقلل الضغط على الدعاة والكتاب والعامة في خيارات تدينهم.. (بفرض العجز عن السعي لاقتلاعهم).. بدل البيان وعدم كتمان الحق أو التدليس أو حتى الصمت تراه يشارك في التخدير والتغييب والإشغال والتشتيت والتسطيح.