الاثنين، 6 ديسمبر 2021

الأيسر أم الأحوط

أخي يا طالب العلم:

المبالغة في سد الذرائع تؤدي للعكس.

حمل كل مسكوت عنه كأنه متروك وجوبا ليس من الفقه الذي طبقه الصحابة رضي الله عنهم.

حمل كل نهي على التحريم والتغليظ والمبالغة غلو.

لو كان الأحوط هو المنع دوما لانتهى الفقه تماما ومقدما، ولسهلت المزايدة من كل من تشدد واتهام الآخر بالتميع كالأمم السابقة.

لو كان الاتباع هو تطبيق ظاهر النص لصح للظاهرية كل شيء، ولما كان للرد لأولي الأمر الذين يستنبطونه معنى.. ولما عتب على من جهلوا الضوابط والموانع "قتلوه قتلهم الله"

 حمل كل خلاف على الأشد والأضيق والأشمل للحجر تنطع وليس تورعا.

المصادرة على كل خلاف وكأنما حسمت كل التفاصيل لراجح ومرجوح عبارة عن فتنة جهل مركب وبالغ الضرر، وحمل الناس على رأي واحد ووجه واحد واحتكار الصواب بعد ادعائه عند الخلاف المعتبر طغيان.

 التساهل في التحريم حرام بل أشد من الحرمة..

 التوسع في المنع لأي احتمال قد يوقع في الحرج.. ولا يقرب الناس من ربهم، وقد يخضع رقابهم لا قلوبهم.


إضافة.. 


 الموصوف أعلاه ليس منطبقا على أئمة المذاهب الفقهية وحاشاهم. إنما كانت محاولة فاشلة سطحية قاصرة العلم رواية ودراية لمنع الجمود والتعصب المذهبي لكنها بدل العلاج بفهم أغرقت أتباعها في بحر من الفوضى وقصور الجمع وقلب أصول الفقه وإهدار النضج العلمي ومكابدة المجتهدين والنظر باستعلاء زائف واتهام المذاهب جملة بعدم اتباع الدليل وابتكار مذهب جديد ضحل الفهم كقصيدة النثر وسط الشعر العمودي.. ومن نتوجه لهم بالنصح هم من اغتروا بهذه الاختيارات التي تلبس ثوبا جميلا رغم الخلل وبالنمط الأصولي المغلوط والذي امتد لعلم الحديث وهدم تحقيقات متينة فيه، وللمسائل التي ساغ فيها المقال بين أهل السنة لتقليص واختزال وتضييق المجال بضيق فهم وحصر مخل. وطالب العلم من هذا النوع يعرف نفسه فهو يتعامل مع الدليل كأنه الشافعي وكأنه الدليل الأوحد الناسخ الجامع المانع القاطع. ويقلد معاصرا ويأبي تقليد من هو أعلم وأمثل من السلف. وكله بحسن نية وقلة علم. وان شاء الله مع اتساع المعرفة والدراية والإدراك يقل الجفاء ... 



العلم بأصول الفقه وبأحوال الناس وبكتب التراجم لفهم كنوز الفهم! والتوسع في المسألة لمعرفة أسباب عدم الأخذ بالظاهر وعدم الإطلاق والتعميم من أمهات ومعتمدات المذاهب وأدلة أصولها. من شأنه أن يوجد منظارا علميا عادلا رحيما حازما حكيما واحتراما للخلاف وفقها لضوابط التيسير والتنزيل.

بارك الله فيك وزادك حبا وحرصا 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق