الخميس، 31 ديسمبر 2020

البلاء ‏و ‏الاختيار ‏والصبر ‏

يا بني.. 
لا أحد يختار بلاءه..
 لا كما ولا كيفا.. ولا مدة زمنية.. وإلا ما صار تهذيبا واختبارا للقلب، ولا امتحانا لما يشق حقا على النفس، ليصفيها ويربيها، وليرقى بها فترتقي للحقيقة.. ساجدة عابدة متسقة مشاهدة، آنسة بالكون معها. 

واعلم أن الشيطان قد يأتيك من مأمنك.. فكن منه على حذر، ولا تتجاهله ولا تنس وجوده وخصومته، فهذه الغفلة مراده، وهو يلبسها ثيابا براقة لتمر ..

وذكر نفسك بالأذكار فتنتبه، فتكرارها كتكرار مرور الماء الطهور ، تماما كما تغسل وجهك وتروي ظمأك كل حين، وكما تحتاج أن تنظر لأدواتك لتضبط وقتك واتجاهك كل فترة..

ربك يرعاك ويحوطك ويعينك ويجبرك ويقويك ويصبرك، ولا يمل منك، لا من إلحاحك ولا من تكرار أوبتك وتوبتك ونهضتك، ويحب إقبالك وتبتلك، ويرضى لك الخير والشكر والإحسان، وقد قضى سبحانه بتخفيف الامتحان وإقالة العثرات وجبر الكسور وتعويض النقص ومحو الزلل وإجزال المثوبة لمن سعى خاشعا محبا قدر وسعه، محسنا القصد مصححا السير مسددا مقاربا..

اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد

الجمعة، 25 ديسمبر 2020

أدب ‏وسائل ‏التواصل. ‏السوشيال ‏ميديا ‏أخلاق ‏وقواعد ‏

"مما قال خاتم النبيين رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ناصحا المؤمنين وراحما للبشرية جمعاء:

((فليقل خيرا أو ليصمت))

رواه البخاري. 

ومثله نتعلم: 
 فليكتب خيرا أو ليصمت.. "




هنا هدية من جملة أحاديث شريفة تفيد في التعامل مع الفيس بوك وتويتر، وتشجع الاهتمام بالصفحات النافعة حقا والمسلية دون معاص، والبعد عن الجري حتى خلف الخبر وخلف الخير ما هو أقل في الفضل والأهمية، لأنه يشغلك عن الأفضل والأولى، وعن المداومة على أي مشروع علمي أو عملي تنهيه ..... 



"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين جميعا: 

( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع )
 رواه مسلم.. 




(بئس مطية الرجل زعموا) 
سنن أبي داود 





" بعض الصفحات أصبحت مثل قنوات الإعلام القذر ، مجرد مفسدة و تضييع وقت، وهذه أمرها واضح، أما الصفحات التي تلبس ثوب النقاش والقضايا المحترمة فهي كارثة تدس السم في العسل وتتسلل بهدوء وتسرق الساعات والأوقات، والسم هو ضياع الصحة والوقت والطاقة يوميا فيما لا يجب ولا ينبغي، وهم يعتبرونها تنفيسا، لكن استغلال الوقت في الترويح المباح وفي التعلم الحقيقي! أفضل من التمادي مع فقاعات وبالونات الإعلام وقشور وسائل التواصل، والكلام لا يشمل الصفحات القليلة المحترمة والمنضبطة.. "







" ليس من الترفيه والترويح أن تكتب رأيك في كل قضية وأن تعيد نشر كل حدث... 


(فليقل خيرا أو ليصمت)) 
 ومنه نتعلم:
فليكتب خيرا أو ليصمت.. 

قالوا:
 ( الأحكام تتعلق بالحق، أو الخلق، وهذا المبدأ يؤدي واجبا في كل معنى منهما...) 

 
حتى الكلام المفروض! 

حتى بعض الخير! لو كان سيؤدي إلى شر في نتيجته وعاقبته ومآله! تمتنع عنه أحيانا مراعاة للمقاصد الحسنة والمصلحة في منع الافتتان وحدوث منكر أشد مما تحاول تغييره..


يعني عليك الموازنة، وعليك أن تسعى لخير الخيرين، وتترك شر الشرين، وتراعي قبل كل شيء ضرر المفسدة القادمة وضرر التلهي بالتفاصيل عن الغاية وعن الصورة الكلية وعن منهج الخروج من التيه... وإلا استسلمت لقسم الشائعات في جهاز الإفساد، ولقسم القضايا المفتعلة والقضايا الحقيقية المراد بها التشتيت عن العقدة الرئيسية، والدوران اللانهائي في الساقية الفارغة من الماء... 




"(إذا أردته فاصمت!) 


 قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: هذا "فليقل خيرا أو ليصمت"
من جوامع الكلم؛ لأن القول كله( إما خير وإما شر) آيل إلى أحدهما! 
.... 
ما هو شر أو يؤول إلى الشر، فأمر عند إرادة الخوض فيه بالصمت.. "

 

   
 
 

 

 

 
 


"قال ابن المبارك -: لو كان الكلام في طاعة الله من فضة، لكان السكوت عن معصية الله من ذهب"

 

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم 


"ومثله أن تكتب كل ما سمعت، وتعيد نشر كل ما وصلك في الفيسبوك، وتحويل كل ما قرأت على الواتس أب، دون مراعاة وتؤدة ورقابة ذاتية، ودون محاسبة للنفس عن نهاية هذا التدوير اللحظي السطحي دون تحقق وتأكد وتثبت من الصحة والتوثيق، والتناسب مع المقام! "



"قالوا:
 ((فَإِنَّهُ يَسْمَع فِي الْعَادَة الصِّدْق وَالْكَذِب... 

فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ لإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ " .))"








"((وكره لكم قيل وقال!)) 

كثرة الكلام مثل كثرة الكتابة من غير تثبت حقيقي وتأمل للنتيجة.. 


وعن المغيرة بن شعبة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال )
 رواه البخاري


مما قَالَ الْمُحِبّ الطَّبَرِيُّ : . . .  


"الإِشَارَة إِلَى كَرَاهَة كَثْرَة الْكَلام لأَنَّهَا تُؤَوِّل إِلَى الْخَطَأ . . ."


 "إِرَادَة حِكَايَة أَقَاوِيل النَّاس وَالْبَحْث عَنْهَا لِيُخْبِر عَنْهَا فَيَقُول : قَالَ فُلان كَذَا وَقِيلَ كَذَا! "


..." وَهُوَ مَخْصُوص بِمَنْ يَنْقُل ذَلِكَ مِنْ غَيْر تَثَبُّت , وَلَكِنْ يُقَلِّد مَنْ سَمِعَهُ وَلا يَحْتَاط لَهُ" 





" لا تعتقد أنك بريء بمجرد ذكر المصدر لغير طلبة العلم لكي تمرر وتبرر ذكر القصص والقضايا:



" بئس مطية الرجل زعموا "
سنن أبي داود

قالوا:
 " ( بِئْسَ مَطِيَّة الرَّجُل )
 الْمَطِيَّة = بِمَعْنَى الْمَرْكُوب

 (أَسْوَأ عَادَة لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَّخِذ لَفْظ "زَعَمُوا" مَرْكَبًا إِلَى مَقَاصِده! 
فَيُخْبِر عَنْ أَمْر تَقْلِيدًا مِنْ غَيْر تثبت)" 




اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد

الأحد، 20 ديسمبر 2020

عبوديتك ‏الصبر ‏عند ‏مواطنه ‏

‏عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : 

قال رسول الله ﷺ:

إذا مرضَ العبدُ ، أو سافرَ كُتِبَ له مثلُ ما كان يعملُ مُقيمًا صحيحًا

📚رواه البخاري 2996

عبوديتك ساعة الصبر هي الصبر.. الصبر ابتغاء وجه ربك الجليل الحكيم.

الصبر وليس سواه من صور العبادات..
 فلا تأس ولا تبتأس، ولا تتشبث بما لا تطيق، ولا  تغل ولا تتكلف، ولا تتشبع بما لم تعط ..

 ليست عبوديتك ساعة التسليم والاحتساب غير امتثال القلب المحزون - رغم كظم ما به- مهما طال العمر القصير..

 فإن رزقت الرضا والشكر فالزم،  وإلا فابق مصابرا متصبرا مرابطا.

على ألا تخلط بين مواطن السكون ومقامه، ومواطن العمل والتغيير والإصلاح، فتسوغ القعود والعجز والسلبية، واعلم أن التصحيح والتسديد والمقاربة والتحري للحق أمور لا يوقفها حال.