الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

مجلس تدارس القرآن -2-

مجلس تدارس القرآن -2-

** "جاورْ إذا جاورْتَ بحراً أوْ فتى **
فالجارُ يشرفُ قدرُهُ بالجارِ"

فتى يعني فتى!

"فلا تأس":

قد يسيء فلان -أو فلانة- في رد الفعل دوما، وقد يظن السوء بنصيحتك للأبد..
ولا يوظف الأضرار المزعومة للخير، إذا كان لا يوظف الخير للخير!
فينشغل بالاجترار والتكرار ..

"وما أنت بسمع من في القبور"



*أنعم الله تعالى على من شاء من عباده بالقرآن، فمقل ومستكثر




* معرفتك بتوحيد الله تعالى لا تكتمل دون أن تعيشه بروحك نبذا للطاغوت وإفرادا بالعبادة بمعناها الشامل ومحورا للفكر والذكر والترتيب العلمي والمواقف والانفعالات واحتسابا للدنيا وتوسعة للنية في كل أعمالك.

ربما لن يكتمل إدراكك لليقين والتوحيد وحلاوة الإيمان -حتى كمعرفة روحية وآثار تمس شغاف القلب -لو لم تتحول المعرفة لعمل، لقيام بما ينبغي للربانيين القيام به، لو لم تتجسد كمواقف بمقتضى الإيمان وكحياة بموازين هذا الإسلام..
بدون تلك النقلة ربما لا يكون للعلم المجرد ذات الأثر الدنيوي أو الأخروي...

"واعملْ بما علَّمْتَ فالعلماءُ إنْ **
لم يعملوا شجرٌ بلا إثمارِ"



لابد من فهم للإسلام وللجاهلية كذلك، بحيث تستوعب أي صورة ضلال مغلفة لتبرز في ثوب مزين، وبالعكس! لكي تكون منفتحا على ما ليس بباطل وإن بدا كذلك مما يكون الخلاف فيه شكليا وضعيا أو يحتاج تصحيح هيئته أو تصويب بعض منطلقاته فقط ...


وإذا كان لزاما عليك التعلم والأخذ بالأسباب فهو ألزم أن تعلم أنك لست وحدك بل معك ربك تبارك وتعالى، فكيف تفكر بمنطق تفوح منه رائحة المادية المحدودة والهزيمة الدائمة الحتمية.. وكيف تكون حساباتك إذا فرغت الأوامر والمناهي من محتواها..



هناك من يتعلم ليجادل
أو يقرأ ليمارس الأستاذية والتسلية العقلية ولا يستحضر التواضع للعلم
ولا يريد أن يتعلم ليترقى بقلبه وينقذ نفسه من الجهل ..


ولا يعلم فضل تضحيات من ثنوا الركب
وأفنوا الأعمار من السلف الصالح مهما اختلف معهم، ولا يدرك بركة علمهم وما عليه العمل لديهم..

ويحتكر الفهم واحتمالات التأويل الصحيح والتنزيل المحكم، ولا يستحضر سعة العلم والمعارف وفقه الدراية والاحتمالات الواقعية والتاريخية للآثار والمخطوطات..

ولا يعلم أن عليه أن يزداد علما كل يوم ومن حيث ظن ولم يظن قد تأتيه المعرفة

فليعلم أن الحق قد يظهر على ألسنة بعضهم ولو كانوا صغارا
وأن الباطل قد يظهر على ألسنة بعضهم ولو كانوا كبارا ...
وأن الحكمة قد تأتي ولو من الكذوب...
"صدقك وهو كذوب"
وأن العبرة بالحق لا بالرجال وبالمرجعية المحفوظة بالمضمون لا باللافتات..



حساسية شديدة من أي كلام طيب!


من مجلس تدارس القرآن:

"يا قارئَ القرآنِ إنْ لمْ تتبعْ **
ما جاء فيه فأينَ فضلُ القاري"

1- "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا"

2- من تتعبه رائحة الورد ويختنق من العطر 
من يكتئب من العبير والطهر 

ومن يضيق بالنور والجمال والتوازن ويهرب إلى الجحور والابتذال
والإسراف والعبث التام! أو التسفيه والمقت والسوداوية!
ومن يشمئز من النظافة المعنوية والنظام والاعتدال والالتزام والاستقامة
إلى حيث تجري النفس لمجاري الهوى والشذوذ لأسفل سافلين
ومن يتحسس بحساسية شديدة من أي كلام طيب أو من أي نصيحة صحيحة كانت أو مخلطة..

فاحذر على نفسك من مخاللته
قد ترديك صحبته والتماس معه ..

فكأنه شخص مشعل لنار ملتهبة كبيرة بشظايا متطايرة: كنافخ الكير..
بخاخ سموم وريح قذرة وفتن لقلبك وحرارة وتلف واستهلاك 
بلا جدوى

ولم يأمرك ربك بنصح كل أحد وأي أحد في كل مقام 
وقد شرع لنا ربنا معاداة أقوام والإعراض عن أقوام وترك مجادلة أقوام و...
وهكذا..


من كان هكذا لن يفهم ولن يحس ولن يشعر
ولن يبصر..حتى بالعين، سيرى سوادا فقط لا أحرفا..
ولن يعقل.. رغم الكم المعرفي المتراكم،
بل قد ينسى ما كان بدهيا عنده..
فكأنما مسخ عقله ومسح وعيه

وكأنما بات في علبة مغلقة تدور فيها أفكاره وتلف وتؤكد له جمال قناعاته الفاشلة..

وقد رأيت مثلا في نيودلهي عبدة البقر من المتعلمين يطعمونها هي من قصورهم كل صباح وبجوارها بشر نحاف جياع عراة على نفس الرصيف...فإذا سمعت حوارهم وهم متأنقون يتعجبون من حجاب المؤمنات وهم يقدسون الثيران والبهائم.. فماذا بعد!

وبنفس المنطق من يعتبرون كون اسمهم مسلمين كاف جدا، رغم مجانبتهم للعلم والدين رأسا وأصلا وأركانا وجوهرا، إلا في أنهم يقومون-ويمنون- بالصلاة!
أما العقائد وبقية العبادات والمعاملات والأخلاق فوثنيون عبدة شيطان بشري أو جني أو أديان يسمونها اختلافات فقهية أو ثقافية وو...

وبعضهم ينفر من الكتابي ويقبل من كان اسمه عربيا ومعتقداته أضعاف ذلك من البطلان، أو مع وقف التنفيذ..أو غير موجودة أصلا.. أو من يستمرئ الشك بالتشكيك باستعلاء زائف يريحه لرفضه للتبعات..
اللهم عفوك

أخو أبو جهل..نسبا!

"لا تأسفنَّ لما مضى واحرصْ على**
إصلاحِ ما أبقيتَ باستكثارِ"

*أحيانا يكون ظاهر الأقدار موجعا جدا، ويبدو كنهاية للراحة وبداية للتشرد والألم، لكن
الوحدات الزمنية الدنيوية ليست نهاية المشهد ولا هي الحقيقة المطلقة،
ولا الحسابات الوقتية الظرفية هي الخير دوما!
ومراجعة النفس بعد المحطات الكبرى بفترة تريك ذلك




هذا هو أخو أبو جهل! نسبا.
هو الصحابي الجليل الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم.
هو ابن عمِّ خالد بن الوليد، وأمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة.


وهو الذي انتقده سيدنا حسان رضي الله عنه لهروبه يوم بدر قبل إسلامه :
بقوله:


(إنْ كُنْتِ كَاذِبةَ الَّذي حَدّثْتِنِي
فَنَجَوتِ مَنْجَى الحَارِثِ بْنِ هِشَامِ


تَـرَكَ الأحِبَّةَ أنْ يُقَاتِلَ دُونَهُمْ وَنَـجَا
بِـرَأسِ طـمِـرَّةٍ وُلِجَامِ




فأجابه الحارث:


الله يَعْـلمُ مَـا تَرَكْتُ قِتَالَهُمْ
حَتَّى رَمَوْا فَرَسِي بِأشْقَرَ مُزْبِدِ


فَعَلِمـْتُ أنِّي إنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا
أَقْـتلْ وَلَا يَبْكِي عَدُوِّي مَشْهَدِي


فَفَرَرْتُ عَنْهُمْ وَالأحِبَّةُ فِـيهمُ
طَـمَعًا لَـهُمْ بِعِقَابِ يَوْمٍ مُـفْسِدِ


ويقال: إن هذه الأبيات أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار.)


وقد أراد الله به خيرا بأن هزم وفر في ذلك اليوم،
ولم يكن ممن مات كافرا..فكان باطن الأقدار خيرا له،
بحسابات الحق وموازين الصدق،




هل تمسك بالرخاء واستراح في عهد العز؟

"والعلمُ مهما صادفَ التقوى يكنْ ** كالريحِ إذْ مرَّتْ على الأزهارِ"

(خرج الحارث بأهله وماله من مكة إلى الشام
فتبعه أهلُ مكّة!
فقال:
لو استبدلت بكم دارًا بدار ما أردْتُ بكم بدلًا، ولكنها النقلة إلى الله، فلم يزل مجاهدًا بالشام حتى ختم الله له بخير...)




(وكان الحارث يضرب به المثل في السؤدد حتى قال الشاعر:


أظَنَنْتَ أنَّ أبَاكَ حِينَ تَسُبُّني
فِي المَجْدِ كَانَ الحَارِثَ بْنَ هِشَام!


أوْلَى قُرَيشٍ بِالمَكَارِمِ وَالنَّدَى
فِي الجَـاهِلِيَّةِ كَـانَ وَالإسْلَامِ)


(فكان بعد الإسلام سَيِّد بني مخزوم ليس أحد يعدل به إلا أهل السّوابق مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم..)
رضي الله عنه


* فكل ألم في الدنيا عابر.. منته! بها أو بدونها، ولا يبقى شيء من هذا الأذى الذي هو كالبخار العارض الزائل، ولا يبقى أثره كما هو بعد أن تبدأ رؤية المؤمن للحقيقة!
بعد أن يشهد بأن الله حق!
وأن الدارالآخرة حق، وقبل أن يشاهدها بعيني رأسه، وكم من حقيقة مادية فيزيائية أو كيميائية نوقن بها ولم نرها رأي العين، لأننا شهدنا آثارها حق اليقين.

والإيمان أوضح من هذا كله، لمن شرح الله صدره، فالفارق بين العالم المؤمن والعالم المشرك هو الهداية والاستجابة... وهذا قلب تجلت له الحقيقة فلم يهب العوارض

"لن يضروكم إلا أذى"




الأحد، 29 أكتوبر 2017

صباح النور

انظر وتفكر وقل الحمد لله
هذه الحياة -والموت معها-مدرسة وليست ملهى...فلا تتوقع العبث، والأعمار فيها قصار، حتى آجال الأمم سرعان ما تمر.
لا تسخط، فقد تبتلى بهم ينسيك الهموم كلها؛ لتتعلم بالألم بعد أن أبيت التعلم بالكلم.
ولتعلم أن هذا الوجع والترقب كان سلما في معراج..فاجعله إن شئت صاعدا لربك أو هاويا في قعر الجحيم ...وليس امتحانك نهاية الكون.
تبسم وتفاءل لكن لا تختل ولا تفخر، ولربك فاصبر وبربك تصبر
تصبح بالرجاء والثناء، وانبض حول قلبك لينبض كما ينبغي له، وانفض عنه الغبار لتغسله للسفر
ودعك من شياطين الإنس الذين لا يعلمون ما يصلح للقلب واللسان والنفس..

أحزان الدنيا و برهان الإيمان

قلت لصاحبي:  لو أن الحياة للإنسان -بالذات- صارت نعيما فقط لربما صارت رتيبة بلا معنى.. ولصارت سدى أو عبثا، وهي ليست كذلك ولا في أقل مكوناتها الدقيقة لمن يعي.
ولماذا ابن آدم بالذات..لخصوصيته. لأنه مميز تميزا واضحا.. في عالم الإدراك والروح والوعي، لا الفيزياء ومظاهر الحياة وفرصة التعلم والترقي والتدين الواعي ومحوريته بالتكريم ومركزيته بتسخير ما هو أجل منه حجما فقط ...
فلو صارت الدنيا مجرد إقامة نباتية أو حيوانية فساعتها لم يكن لمنحك العقل والاختيار والفطرة معنى.
..فأنت لست جمادا ولا ميكروبا ولا قطة. . لا في تكوينك ولا في ماهيتك وأفكارك ولا في موضعك الكوني مهما صغر شكلا أحيانا..
فلو كانت الدنيا مجرد مرعى ترتع فيه
ما  كان لمنحك العقل والذات المركبة والنفس المختلفة والروح الفريدة والإدراك والصبر والإرادة والتذوق الجمالي والعاطفة المعقدة وسمو الذات أو سفالتها معنى ..
ولم يمكن أن تتفتق المعاني العالية التي لو خلقت جبرا مباشرة لفقدت قيمتها كحب الله تعالى وصدق الإيمان والتطهر.
..ولكنها
رحلة الأمانة التي حملها الانسان... الذي يختلف في ذاته عن الدواب والحشرات والجمادات وصور الطاقة وعن التهيؤات والنماذج الافتراضية والحقيقية…
عدم تصديقك أنك في ابتلاء لا يغير من حقيقة الأمر شيئاً..
كما أن ظنك أنك مجرد ميكروب لن يغير موعد الامتحان أبدا ..انظر الرسالة ولك كرامة الاختيار.

الخميس، 26 أكتوبر 2017

نصيحة الصاحب!

قال لصاحبه وهو يحاوره/ ليست المشكلة فقط أنك تنظر بمنظار محدود مسطح، فكل ميسر لما خلق له..
وباب الخصال والسمات والقدرات والمعارف واسع، وهو أرزاق ومقادير.. وقد أعذر نقص المدارك
إنماالمشكلة أنك تعلم!  أنك اعتمدت منظارا جاهليا مظلما متقلبا دنيئا دنيا، وإن بدا أنيقا رشيقا دينا عاليا.. فهو مجرد معيار حيواني يدعي الفهم وهو متحيز متخلف عن حقيقة العقل والفطرة وروح الإيمان..
ليس لب المشكلة أنك تتفلت سخطا وغيرة وغضبا وضعفا بل أنك تصر وتستمر ولا تؤوب بعد أن تفيق...
ازرع التواضع والإنصاف والصبر تجن الجمال والبصيرة والطهر.

نصيحة الإبن

قال لابنه:
  بل يهمني قلبك أكثر..
قل /
سبحانه!  كم أمهلني وكان حليما لم يفضحني، ولم يعجل عقوبتي، ولم يقبض روحي وأنا مخطئ..  وأنا مقصر..  هذا حلم وود وحب منه، يستلزم حبا وحياء مني.. وإلا خبت وخسرت.

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

الجمال تحت الميكروسكوب وأمام المجهر و على الشاشة الإلكترونية

سبحان الله وبحمده.
بصمة الجمال فيها مسحة متقاربة
ليس فقط من نماذج وأشكال ميكروبية مجهرية ومظاهر بيولوجية وعضيات

بل كذلك من أنماط مبثوثة فيزيائيا ترصد مباشرة كالكريستال والنجوم
  أو بوسائل متطورة كالموجات المسجلة لأنشطة وظواهر متعددة والممثلة للحوادث

فتشير لوحدة خالقها الذي صورها جميعا كذلك متشابهة تذكرك ببعضها رغم التعقيد الرهيب

فتجد ذات النور والزهور والبسمة والتزاوج  والألق المسبح والقسمات الساجدة والطائفة العاكفة على مستوى البنية الداخلية للذرة واللحمة الجزيئية والحيوية وحتى الفلك

نصيحة الأربعاء



قال لي: يا بني أو يا أخيا! أنت تدعو كريما عظيما قادرا على كل شيء فلا تقلق،
وسمعته يناجي/
يا رب المضطرين... ظلمت نفسي وما أنت بظلام للعبيد..
وقال:
هون عليك.. الحياة مراحل..
هون عليك ..الأيام! ليس هناك أسرع منها..
تعيش وتتعلم الصبر والرضا، ثم ترزقهما إن كنت من الموفقين المعتبرين
عليك الاستقامة قدر الوسع، والعلم للعمل والتدبر للطاعة ..على القلب طاعة! ومنه قول وعمل! تصديق وتوكل وخشية وغير ذلك، وعليه المعول..
على العقل طاعة وإن لم تكفه جرى بك لاهثا..
إن تركت التعلم والمعرفة أو جعلتهما غرضا أو سلما لغير الغاية الكبرى فقد تحامقت
انه النفس عن الهوى..هوى الفكر والوقت ..
ورزقك في الدعاء! وفي السعي..
سواء في المصيبة والمحنة أو في النعمة! ليس عليك وحشة
ولا بأس..ولاضير ..الحياة انطباعات وتقبل نفسي لاختيارات ونظرة لما حولك..
أما استجابة الدعاء فمقضية بأحسن منه وأما نتيجة السعي فلا تظلم فيها مثقال ذرة..
ما قيمة تكرار التلاوة والذكر لمن لا يفقهون نبض القلب وترنمه:
لا تفقد صلتك بالزاد ولا تقطع الحبل وخيط النور ولا توقف مدد المياه الذي يغذيك ويحيي روحك..


نسخ نادرة من مخطوطات القرآن وعينة من المصحف التوافقي خطا ورسما


هذا ألبوم وصلني رزقا صباحيا طيبا
انظر للمصحف
وتدبر المضمون
ولا تغفل عن إعجاز القالب والتحدي به كذلك! نظما ورسما وعدا وغير ذلك
و..نعم.. لا نبالغ في تكلف الإعجاز الظاهري، فالإعجاز واضح ومتحقق بكل وجه ثابت ولا داعي للظنون، لكن لا تتجاهل ما يبدو لك من وجوه وعلامات! وهذا هو التوسط الذي عليه السلف الكرام، وهو فيما يسمى الإعجاز العلمي في المضمون كذلك..فالحقائق لا تنكر والأطروحات تبقى قيد التحقق حتى تصير يقينا ويقر بها
من لهم دراية بأصول التفسير من طلاب العلم..
هذه النسخ مميزة، فشرف روحك بالتفكر والتلقي وحلق بها ناظرا للجمال!
هذه المجموعة فريدة حقا، ولها عبق خاص
واحدة من مصحف قنصوه الغوري بجامعة مانشستر
ونسخ نادرة من معرض المدينة المنورة 1437
ونسخة من مصحف بدأه النورسي حين أوعز بكتابته لتلاميذه، ولاحظ فيه التوافق بين لفظ الجلالة في مواضعه إما مصفوفا أو في المقابلة وغير ذلك كما كتب في رسائله الفريدة، ولكن المشروع لم يتم، ولم يتفرغ له أحد بعد وفاة صاحبه وقيل أن بعضهم التفت له ولم أره بعد مكتملا والله أعلم..









الأحد، 22 أكتوبر 2017

ليالي عسرة


النهار لا يحتاج إلى دليل.

التوازن والعدل يضبطان الرحمة بالحزم.

حيل السياسة ليست مرادفة للعهر ولا النفاق،
فالإيحاء بمخالفات عملية يختلف عن الانحراف والوضاعة وعن
والازدواجية الأدبية، فهذه الأخيرة مجرد خسة قذرة يتقنها أي كيان مبتذل، ويأكل أبناؤها بعضهم عندما تحين الفرص، ولا يوثق بهم أبدا كنموذج لبشر.

ليس كل شيء نسبيا!

في عالم الدنيا لا يلزم الكمال دوما، وإلا ما كان هناك كثير سعي، فهناك آثار جانبية لكل دواء تقريبا.

احرص على أن تحب العلم وتحترمه لكيلا تكون نقطة
سوداء أبدية.

الجهل الحقيقي ليس فقدان العلم فقط، بل فقدان الحرص على نور المعرفة
وعلى النية الطيبة والإنصاف!

كما أن للعلم بصمة
وللنفس التواقة بصمة
وللتألق والإبداع بصمة - تجدها مثلا فيما كتبه الخليل
والشافعي والشاطبي وابن القيم وابن الهيثم-
فللجهل -للأسف- بصمة أخرى قبيحة..

ينتقل الجهول بمذهب الجهل في كل نتاجه وآرائه، فتجد العوار
والنقص والمشاكسة، وربما المرض والتناقض..

ينتقل الحانق مبرمجا بجهله المزمن من مكان لآخر، وعبر المجالات


هذا الجهل المعني ليس شيئا سلبيا عدميا دائما، بل ربما تجد له ماهية تختلف عن الفراغ..
فتجد بصمة الجهل وتخلفاته وعقدة النقص والانحطاط والتحيز
والشعور بالدونية نتيجة الهزيمة النفسية لا المادية..
وتجد الأثرة والاستغناء عن العلم وعن الهدى أحيانا،
وربما التعصب المسبق الأبدي للهلام الأسود الذي يسميه رأيا..

أعطاني أحد الأحباب شيئا من تكنولوجيا التعريب لأبدي رأيي
..أحد منتجات التقنية، ويفترض أنه معرب!
لكن للأسف وجدت تعريبه يدل على جهل المعرب العربي
بلغته هو، لا جهله بلغة الأجنبي فقط..
مستعرب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. ثم: هؤلاء يلفظونه مهما تحنن.

وكان ثمة عوار فادح، لأن هذا المنتج بالذات يستلزم لغة سليمة!
ويعجب الأجنبي من شخص خؤون لا يعرف قيمة لغته وأثرها على
أدائه وضبط عقله وانطباع غيره، ويزدري كل شيء كأنه يعلم كل شيء، ثم يجلس ليتلقى في أذنيه وعينيه من أتفه من يملى عليهم لغسل دماغه ظانا أنه مصفح، ويتصاغر أمام أحط المناهج التي لا يصح أن تسمى مناهج، ويستعلي عن مخالفات معتبرة برعونة منقطعة النظير ..

وهذا له صلة ببصمة الجهل السابقة، وبوعاء الحضارة السطحية وقشور المعرفة التي
يظن صاحبها أنه حاز شيئا، وهو يجهل لب المسألة ويقتدي برؤوس جهال يقدسهم دون أدوات، ويردد ما يلقن، ويخوض سجالات مفروضة كجنرالات الشوارع، ومذهبه معاندة العلم والتعليم، ثم تلقف القصاصات للأبد وعدم التعلم من الدروس والعبر...ويكرر ويجتر ذات المسار.