الأحد، 29 أكتوبر 2017

أحزان الدنيا و برهان الإيمان

قلت لصاحبي:  لو أن الحياة للإنسان -بالذات- صارت نعيما فقط لربما صارت رتيبة بلا معنى.. ولصارت سدى أو عبثا، وهي ليست كذلك ولا في أقل مكوناتها الدقيقة لمن يعي.
ولماذا ابن آدم بالذات..لخصوصيته. لأنه مميز تميزا واضحا.. في عالم الإدراك والروح والوعي، لا الفيزياء ومظاهر الحياة وفرصة التعلم والترقي والتدين الواعي ومحوريته بالتكريم ومركزيته بتسخير ما هو أجل منه حجما فقط ...
فلو صارت الدنيا مجرد إقامة نباتية أو حيوانية فساعتها لم يكن لمنحك العقل والاختيار والفطرة معنى.
..فأنت لست جمادا ولا ميكروبا ولا قطة. . لا في تكوينك ولا في ماهيتك وأفكارك ولا في موضعك الكوني مهما صغر شكلا أحيانا..
فلو كانت الدنيا مجرد مرعى ترتع فيه
ما  كان لمنحك العقل والذات المركبة والنفس المختلفة والروح الفريدة والإدراك والصبر والإرادة والتذوق الجمالي والعاطفة المعقدة وسمو الذات أو سفالتها معنى ..
ولم يمكن أن تتفتق المعاني العالية التي لو خلقت جبرا مباشرة لفقدت قيمتها كحب الله تعالى وصدق الإيمان والتطهر.
..ولكنها
رحلة الأمانة التي حملها الانسان... الذي يختلف في ذاته عن الدواب والحشرات والجمادات وصور الطاقة وعن التهيؤات والنماذج الافتراضية والحقيقية…
عدم تصديقك أنك في ابتلاء لا يغير من حقيقة الأمر شيئاً..
كما أن ظنك أنك مجرد ميكروب لن يغير موعد الامتحان أبدا ..انظر الرسالة ولك كرامة الاختيار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق