الأربعاء، 31 مايو 2017

نتاج التلفزيون في رمضان


يوما ما ينظر الناس للدجال فيرى المؤمنون
ما بوجهه من عور ومن بيان لكفره، ولا يرى الضالون
هذا ولا يبصرون صورته القبيحة كما هي، ولا يفقهون حتى ملته الشيطانية المعلنة، ولا يرونه بريئا
أو حتى شخصا عاديا بل يرونه مخلصا منقذا..
قال لي أحد الأدباء أن أزمة أغلب نتاج التلفزيون في رمضان ليست في الإباحية والميول الكفرية فقط، بل يضم إليها التجهيل والتخلف العقلي والتشوه الثقافي ونقض البدهيات والمسلمات...
يعني حالة حيوانية أو حشرية أو هي أدنى من هذين العالمين المنتظمين
غالبا لأسفل سافلين
قال إنه يكاد يرى من يضحكون مع الاستهزاء بالدين وبمقام القدس في الإعلام وكأنهم مسخوا قردة وخنازير ويخشى تحقق الوعيد
ومعلوم أن التعظيم لله عز وجل أمر فطري لا يحتاج 
بيانا وعلما إضافيا كحجة
ولا عذر فيه بالخوض واللعب والمزاح وعدم الجدية
بل الاستهتار ذاته جريمة لا تبرر الإساءة بعدها 
ومثله مراعاة الوقار لدين الله تعالى والإجلال لنبيه
صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 30 مايو 2017

أضرار و مفاسد التلفزيون

قال لي لقد كنت مع قوم يمتنعون عن الطعام والشراب صائمين، لكنهم يجتمعون بعد المغرب راضين ضاحكين حول ألوان الضلال والفجور في التلفاز الرجيم، ثم هداني الله تعالى لأدرك أن هذه ليست هفوة ولا زلة عابرة من اللمم، لأن هناك فارقا بين الغفلة والانحطاط لأسفل سافلين... بين الضعف والخنزرة؛ فالإعلام الساحر رجس ودنس ودياثة، وليس ما يبثه مجرد هفوة ولا حتى سقطة، بل نمط دين محرف مناقض للدين، نمط اطمئنان بالدنيا واستخفاف بالدين، مع خوض في آيات الله تعالى..

مناجاة و موعظة

قال لي يا بني تدبر وتضرع
هذا القرآن لك ولواقعك
وقل يا رب عبدك عند بابك.. باب الرجاء، مسكينك ينادي بفنائك..
فقير إليك  يرجو العفو والعافية والفرج والفرح برحمتك وفضلك، فطهر نفسي وزكها لتتذوق الخير وتأنف الباطل وتفرح بالرحمة وترجو عزم الأمور.....

واذكر يا بني بظمأ الصيام  ظمأ يوم القيامة

وبانتظار المغرب انتظار الحساب والمصير ..

الاثنين، 29 مايو 2017

مناجاة شعرية

قال الشاعر: يا طالباً رحمةَ الله سلم أمورك لله وقل بصدِق وجدٍّ لبيك يا الله والزم حضوراً بقلبٍ إن قلت يا الله
الحمد لله على نعمة القرآن التي لم نشكرها ولم نحفظها إلا رحمة منه جل جلاله اللهم لا تجعلنا ممن حملوه ولم يحملوه، ولا ممن ضلوا عن معانيه.. بتفريط أو بتعسف.

فقه النوازل

لتفهم أو لتفتي في النوازل خاصة لابد لك من علم بالفقه وعلم بالواقع وخلفياته
وأحيانا لابد لك من دراية بعاقبة جوابك

مثل الإعراب في النحو يلزم معه العلم بالقواعد والفهم للسياق والمعنى المراد.

وإذا اختل علمك بالشرع وسعته في مسألة ما وبمحل الخلاف أو اختل علمك بحقيقة المسألة والموضوع محل النظر وأبعاده فلا يلزمك أخذ موقف فوري

بل توقف وتدبر وتعلم وتأمل واصبر واستبصر

لا تتعجل قبل أن تتيقن من أنك أدركت وجوه الأمر بشمول لائق بالنازلة، ورأيت سعة الصورة وعمقها ونتيجة موقفك ومقتضياته..

السبت، 27 مايو 2017

الإسلام ودعاة التجديد من الوريد إلى الوريد

الإسلام ودعاة التجديد.. من الوريد إلى الوريد!

د. إسلام المازني

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين 

هذه كلمات خطتها دموع القلم على شاطئ التجديد، مقرة بأن تجديد الدين هو دليل محبتنا لرب العالمين، هذا حق.. لكن كيف يكون؟ 

قال الكميت:
هل للشباب الذي قد فات مردود * أم هل لرأسك بعد الشيب تجديد

وهذا يرينا أن التجديد هو الرد إلى الأصل الأول، أما فلاسفة التجديد ..... من الوريد إلى الوريد! فيرونه تصرفا في الأصل.

لهذا هتفت بدعاة التجديد الجدد:
بل هو تجديد الحزن بعد أن يبلى!
وحسبنا الله، نعم.. حسبنا الله 
وَعندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ * إنَّ المَنيَّةَ عِندَ الذُّلِّ قِندِيدُ!
أي كمشروب ممتع وغاية المنى ...

نسأل الله الوفاة على الإسلام غير مبدلين ولا مفرطين، فقد ركب قوم مركب التجديد، وخرقوه ليغرقوا أهله، وصيروه مركبا للتبديد والتقويض، بدلا من التجديد والتنشيط، وأعادوا بتجديدهم ذكرى أخس العبيد، أمثال الجعد والجهم، وأياما حزينة عاشتها الأمة على أيديهم وبأقلامهم، وتنكأ ذاكرتها كل حين بأحفادهم ...

إنها دموع القلم، على شاطئ لم يكن ينبغي أن يكون شاطئا للأحزان أبدا، لكن حيزت لهم المنابر...

كما أن هناك لمحة في أن تجديد الحزن يكون باستعادته كما كان شجيا، فكيف يكون تجديد الدين، أيكون بتغيير صفته؟ إذاً لكان تجديد الحزن فرحا وسرورا! وهذا ما لا يقول به عاقل، فليرجعوا لأنفسهم مقرين بأن التجديد هو الإحياء، وفعلهم هو الإطفاء! محاولة لإطفاء النور بالأفواه 

وهي وقفة مراجعة مع النفس، كي يرى كل منا أمجدد هو؟ 
أمتبع لمجدد هو؟

وأذكر أن شيخ الإسلام كان يقول: أجدد إسلامي وما وجدت لي إسلاما حسنا!
فهي محاولات ليكون إسلامنا غضا كما أنزل! وليس كما نرغب ..

وقد بلينا بمن لديهم ردود معدة سلفا، فيقولون متشدد حنبلي لكل من طالبهم بالصواب

فليسأل كل منا نفسه:
هل أنا على ما كان عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- في العقيدة والنسك والشعائر؟ في الخلق والسلوك؟ في الفهم والتقدير للأمور؟ في المرجعية المخبتة لرب العالمين؟

هل أعلم أصلا ما كانوا عليه من مصادر موثقة؟ أم أتلقى ديني حيثما اتفق من كل ما يقال حولي دون تمحيص؟
ونحن نعاني من فتاوى كالزوابع والصرعات ... ولم تعد فتاوى فقط بل تشريعات!

وليتذكر كل منا أن المهدي عليه الصلاة والسلام تجديده إحياء وبعث للثوابت! عل في هذه التذكرة بلاغا يقيه جراثيم المدعين.

وهذه ومضات عاجلة حول تلك الفتنة السائرة، عل فيها خيرا وصيانة من مغالطات قد ترن في الآذان، عبر المذياع وغيره: 

يباع الأن مفهوم تجديد الدين كل مائة عام، ويقف القوم حيارى، بين كفي المجدد وفكي المبدل ...
والحقيقة الغائبة هي أن احتياجاتنا في الدنيا قليلة، وهذا ما نكتشفه حين نرى أغنى أغنيائها يأكل الخبز والجبن مثلنا، ولكن توهمنا أنها احتياجات كبيرة، ولجوئنا فيها لغير بارئها يجعلان البعض يبيعون الكثير بالقليل في لحظة الضعف، ويتنازلون عن الحق مقابل بعض هذه الأطعمة والأشربة، والنقود القليلة البائدة...
ويبقى الأمل في بعض أخر، قدّموا ما ينفعهم في ظلمة القبر الطويلة الباردة، وعزلته القاسية... 

ولقد قدر الله تعالى أن يكون هناك خير وشر، وأن يتلون الشر بلون الخير أحيانا (مؤسسة الشر الخيرية قد تكون في شكل مسجد! كمسجد الضرار أو فضائية دينية، أو جريدة، أو موقع إنترنت...)، وأن يدعي الخير من ليس من أهله، وألا يدعي الشر أهله، وربما أقسم صاحب الشر بالله أنه من الناصحين {وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين}، فقد كان إبليس - ظاهريا - من المحبين لأبينا، ولم يطلب أجرا لقاء النصيحة الزائفة...

والحقيقة أن التجديد يساء فهمه، ويظن به أنه التغيير والتدهور (بدعوى التطور)، ولكن ربما في حديث (جددوا إيمانكم) لمحة عن ماهية التجديد... 

قال الرسول صلى الله عليه وسلم جددوا إيمانكم،
* قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ 
قال: أكثروا من لا إله إلا الله 
رواه أحمد 

فلم يكن التجديد هنا سوى ذكر أصل الإيمان (الذي صار - الأن - لفظة باللسان) ليتذكر المرء (ممن فهموا معناها) غاية وجوده، ومهمته على ظهر الأرض، وهي إشارة إلى أن التجديد هو إزالة كل الغفلة والران والصدأ من على القلب، والتراب من فوق العقل كذلك، والعودة بالشيء لأصله، فيكون كالجديد تماما.

فأمر بالعودة للأصل الناصع الذي تنبثق منه كل الفروع، ليكون تذكرة وتهيئة جديدة للنفس، ولتدخل المعاني الكريمة ثانيا في شغاف القلب، وفي حنايا النفس وأعماق الروح، فينتج عنها كل تصرف جميل، وتزول كل العوالق التي تقسي القلوب وتطمس على العقول {فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم}

*والمسألة ربما تكون واضحة كذلك في رواية يجدد لها (أمر) دينها
(إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها) رواه أبو داود وصححه العراقي.

فهو يجدد أمر الدين وليس الدين 

وعلى الثانية يحمل المعنى على التأصيل والتنقية، والتصفية من كل ما علق، فيعود كأنه جديد غض طري كما أنزل 

وعلى الأولى يحمل على عودة القضية حية في النفوس، وعودة المعاني فوق رأس أعمال العقول، وعلى عودة الرسالة هي الهدف الأسمى والأنبل، بدلا من كونها شيئا ما في ركن فاتر من الكيان البشري. 

أما تغير الفتيا بتغير الواقع فهذا ليس تجديدا، بل هو عمل بالأصل، فهو يتم طبقا لقواعد فيه تحفظ مقاصده وثوابته، وهو مسألة مرونة ذاتية، ولا تشمل الأسس ولا تغير النصوص القطعية، ومن يحفر فيها ليوسع بها الأمر إلى منتهاه عابث {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا}، ويستوي مع المحرف المخرف {تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا} ويبقى صنف مدحه الحق {والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة...} والمقصود يمسكون بما فيه... بلا شك! 

*وهناك لمحة أخرى:
وهي أن المُجَدد هو دين الأمة، وليس الدين نفسه (أي إضافة لفظ الدين إلى الأمة، كمضاف ومضاف إليه)

وهذه أيضا تشير لأن المطلوب تجديد صلة الأمة بالدين، وليس طبيعة هذا الدين.. وإلا فما الذي يميز هذا الدين عن أي دين؟ لو أن أهله ألفوا كل مائة سنة دينا وياسقا جديدا؟

والنصوص كلها متقاربة في بيان التجديد الحقيقي، الذي يختلف عن التزوير والتحريف عافاكم الله تعالى 

* فحين نقول:
جدد وضوءه! 
فهل تجديد الوضوء هو تغيير صفته؟ أو موقفنا منه؟ لا ... بل هو الوضوء نفسه يفعل فيصير مجددا! حتى لو لم ينتقض يجدد بأن يكون حديثا في نفس صفته، ولا نترك غسل يد مثلا أو نغير سنة فيه! 

بالمثل تجديد الدين... إذن تجديد الدين هو أن نجدد الروح فينا نحوه، ونوقظ العقل به ونرقق القلب معه، فتكون فينا حماسة من وجد ما فقد. 
فمن يرى التجديد تحويرا وتحريفا إما لديه خلل في النية أو في القوى العقلية.

*وبالمثل حين نقول: تجديد العهد 
فحين أقول لك:
جدد العهد وجنبني الكلام * إنما الإسلام دين العاملين 
هل معناه أن تخترع عهدا جديدا بيننا وتنكث الأول؟ أم أن تفي بما كان، وتصدق القول بالعمل؟ وتلتزم بنفس قوة التزامك يوم شددنا الأيدي؟

هذا... والإسلام مع التجديد في نواحي الحياة العملية والعلمية، التي تسير وفقا للشرع 
(تعلموا، وسيروا، وانظروا، واضربوا فى الأرض، واغرسوا الزرع .... بما يرضي الله تعالى)

وقد ذكرنا آفة العبث بالأحكام حين تخصص بلا قرينة، وتقيد القواعد المطلقة بلا بينة، وهذه طريق لنسخ الشريعة كلها بالهوى والاستحسان (طبقا للضغوط أو الأحلام)

فقد سمعت من يقول سنة بيئية! وعادة عربية! ومسألة وقتية زمنية! ليبرر ترك واجبات (وليس نوافل) بدعوى أنها خاصة بالعرب أو بزمن مضى وانقضى! 

وينسون أن التغير البشري لا يشمل تغير الثوابت الأصلية، وهي الرغبات والنوازع وغيرها - ففي عصر الذرة تبقى النفس هي النفس، والقيم هي القيم - ومن ثم كان الشرع ثابتا خالدا صالحا، والشكل الدنيوي التقني متغيرا، والله أعلم بعباده ... فها نحن نرى البشرية بحاجة لتربية ولأخلاق، ولضوابط تحميها من أمراض الحضارة، وبها نفس العيوب والمصائب السالفة، وذات الجرائم بنفس المنشأ، واختلفت فقط في الشكل.

فابن آدم عليه الصلاة والسلام قتل بالحجر، وبوش يقتل باليورانيوم المنضب أو المخصب.. وكلاهما بحاجة لتربية إسلامية ربانية، تترك له مجال التقدم، وتضبط له توجيهه لخير البشرية، بإيمان وأخلاق وتشريعات ربانية مضيئة

أما من يغير الشرع ليوائم كوندوليزا فليهنأ هو وهي بدين جديد 

فنحن لا نريد (بولس) مصري أو شامي ليبدل الإسلام ....
كفى ما بنا 
نحن أصلا لسنا على الأصل الأول حتى نبدل بدعوى التجديد، فكيف إذا انتقض القليل الباقي؟

وهي فتن تعرض (في الحديث: تعرض الفتن كعرض الحصير عودا عودا)، أي كما يظهر على جلد من نام عليه مثلا... 
حين طبع الحصير على جسد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو زاهد في الحرير! كانت العلامات الطابعة على جلده الشريف في سبيل الله، أما هذه الفتن فهي تطبع على القلوب لا الجلود! كما أخبر.. بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم 

وطبع الفتن مؤثر وفتاك، نسأل الله العافية 

فمن قلب يصير كوزا صدئا، بل ومقلوبا! يعني: مقزز شكلا ومعنى، ولا قيمة له ولا وظيفة، بل يعكر الماء ويسمم الشاربين 

إلى قلب يضيء ويطفيء!

ويبقى قلب المؤمن يزهر وينير كالسراج 

والتصفية النهائية تكون على قلبين! كما قال من لا يكذب، صلى الله عليه وسلم: 
على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً، كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه 
رواه الإمام الحبيب العلم الرائع: مسلم أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم النيسابوري

وإذا العقائد بالضلال تخالفت ... فعقيدة المهدي أحمدَ أحمدُ
هي حجة اللّه المنيرة فاعتصم ... بحبالها لا يلهينّك مفسدُ
إن ابن حنبل اهتدى لما اقتدى ... ومخالفوه لزيْغهم لم يهتدوا
ما زال يقفو راشداً أثر الهدى ... ويروم أسبابَ النجاة ويجهدُ
حتى ارتقى في الدين أشرف ذروة ... ما فوقها لمن ابتغاها مصعدُ
نصر الهدى إذ لم يقل ما لم يقل ... في فتنة نيرانها تتوقّدُ
ما صدّه ضرب السِّياط ولا ثنى ... عزماته ماضي الغرار مهنّدُ
فهناه حبٌ ليس فيه تعصّب ... لكن محبة مخلص يتودّدُ
وَوِدادُنا للشافعي ومالك ... وأبي حنيفة ليس فيه تردّدُ

اجتماع الجيوش لابن القيم رحمه الله.

كما قال عنترة في قصيدته:
يا عَبْلُ أيْنَ منَ المنيّة مهربي ... إذْ كان ربِّي في السماء قضاها

ولقد وقي الله البيت السني في مجمله من تقديس الشيوخ، كما لدى الصوفية فيكون المريد كالميت بين يدي مغسله، ويبيح له الخروج عن الشريعة لما يسميه الحقيقة!
أو كما لدى الرافضة حيث يقدسون الأئمة المعصومين، ويخطئون الوحي! 

أما أئمة أهل السنة فكلهم حرم التقليد الأعمى ولله الحمد
ووضعت أصول الفقه لتكون عنصر التجديد والبناء والتعامل مع المستجدات، وأسس علم الحديث ليكون صمام الأمان من التخريف!

وأشدّهم كُفراً جَهُولٌ يدّعي ... عِلْمَ الأصول وفاسقٌ متزهدُ
فَهُمو وإن وهنُوا أشدّ مضرّة ... في الدين من فأر السفين وأفسدُ

فبداية من عبد الله بن عباس وهو يعلم الناس أن الحجارة تسقط على من ترك الدليل لقول أحد كائنا من كان.. إلى جميع الأئمة الذين عرفناهم وسطا لا يجفون ولا يغالون لكنهم ينتقون أين ومتى وعمن يتحدثون. 

ولم يقل أئمة أهل السنة بعصمة أحد من الصحابة أبدا فضلا عمن بعدهم، لكنه الأدب والاحترام والوقوف عند الحد. 
أما الأحداث والأقوال والأفعال فكلها قيد البحث، وكلها قيد التحقيق بالضوابط الشرعية.. التي منها أحيانا كف الأيدي والألسن لاعتبارت منجية دنيويا وأخرويا ...
وتبقى السنة - صلى الله على صاحبها وسلم - سفينة النجاة، دون تعصب ودون جمود لكن بالتزام وفقه بالأصول منضبط وإلا لضاعت الدنيا 

فكيف يستقيم فهمهم للتجديد بأنه الابتداع والاختراع مع قول العزيز الكريم: {والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة} سورة الأعراف.

ومع قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا!)
فهل هو تمسك بالكتاب أي بالأوراق؟ أم بالوصايا الربانية الجليلة المسطورة بها؟
أم يصيرون كمثل الحمار يحمل أسفارا؟
هل هو تمسك بالأواني أم بالمعاني؟

إذن هو الإحياء، وهو الإنعاش، وهو نفض الغبار وإزالة الران ... 

إلهي.. إن كنت مددت يدي إليك داعياً، فطالما كفيتني ساهياً

إلهي.. لا أصل إليك إلا بك فقربني ولا تفتني
 

           

فصول في الصوم


عبادة الصوم تريك قدر النعمة التي تعيشها عادة...
الصيام تجربة تدربك للأكبر منها
وتذيق نفسك طعم الصبر، وتريك عاقبته،
الصوم يخبرك ما هو البذل، ويختبرك...
الصوم يعلمك ما هو الإخلاص

#الصوم_حياة

الصوم  عبادة تظهر فيها الدنيا على حقيقتها، مثله مثل الحج...

الصوم الحقيقي حياة، وليس إنهاكا وقعودا ولا  هو كسل وتخمة .....

انظر ليوميات شهر رمضان المبارك في السيرة النبوية الشريفة صلى الله على صاحبها وسلم،
وهو القدوة والأسوة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر....
التحامل على النفس بقدر الطاقة
ومكابدتها رويدا رويدا لتزداد  هو الذي يريك ما ترجوه..
وليس التعاطف معها والرثاء لها والانهيار والخور والانزواء...

#الصوم_حياة

** عند القيام سل الله الهدى والتقى والرضا والقبول والمعونة والعافية

**سل الله أن يجنبك الذنوب في رمضان
وأن يجنبك ضياع الأوقات والإسراف، وأن ينفعك بروح الصيام وجوهره وحقيقته...

سل الله أن تفتح لك أبواب تدبر القرآن في شهر القرآن،
وألا يقعدك العجز والكسل وتحزين إبليس ووساوس الشياطين عن طريق علم وفهم لم تطرقه
أو عن طريق عمل  وتغيير للأفضل لم تبادر به
أو عن مراجعة شاملة  للنفس ترددت عنها

في رمضان فرصة التخلص من أغلال الشبهات التي قد تكون واقعا فيها وأنت لا تدري،
انظر لذاتك وتخلص من قيودها الذهنية والنفسية وتعلم التجرد والإخلاص والتواضع
واترك الرواسب والاندفاع...
واقطع علائقها وعوائقها التي تكبلك في ساقية معرفية أو عملية... وأعد النظر كرتين بهدوء

#الصوم_حياة

الخميس، 25 مايو 2017

أحداث في رمضان... الصوم قوة وجلد وصبر

رمضان شهر عزم وعمل وجد وتماسك وصبر، والقرآن والصيام رفيقان للعامل بعلمه

في رمضان كان بعث النبي صلى الله عليه وسلم لسرية حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه، المسماة بسرية سيف البحر..  

وفي رمضان كانت غزوة بدر الكبرى..

وفي رمضان من السنة السادسة للهجرة بعث صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة رضي الله عنه بسرية  إلى بني فزارة.. 


وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة خرج النبي صلى الله عليه وسلم لفتح مكة المكرمة .. وكان خروج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة في عاشر رمضان ودخل مكة لتسع عشرة ليلة خلت منه..


وفي رمضان بعث النبي صلى الله عليه وسلم بسرية إلى مناة وذلك لست بقين من رمضان.


وفي رمضان بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه بسرية إلى سواع- صنم هذيل- فهدمها

انظر : سيرة ابن هشام، وطبقات ابن سعد، والبداية والنهاية وغيرها. 

#الصوم_حياة

الأربعاء، 24 مايو 2017

قصيدة جميلة...سلوى الأحزان

قصيدة جميلة...سلوى الأحزان

ولقَدْ عَلِمْتَ ولمْ تَكُنْ بمُعَلَّمٍ

أنَّ الأسى والوَجْدَ ليسَ بِمُنْجِعِ 

هَيْهاتَ غيرُكَ منْ يَضِيقُ بحادِثٍ

وسِواكَ منْ يعي بحمْلِ المُضْلِعِ


  دانَتْ لَكَ الدُّنْيا كأحْسَنِ رَوْضَة ٍ

شُعِفَ النسيمُ بنَشْرِها المُتَضوِّعِ

 لا زالَ ربْعُ عُلاكَ غيرَ مُعطلٍ أبداً

وسِربُ حماكَ غيرَ مروَّعِ 

 ما تاقَ ذُو شجنٍ إلى سكنٍ وما

وجدَ المُقيمُ علاقَة ً بالمُزْمِعِ 

الثلاثاء، 23 مايو 2017

الاستشارات على أسك

مقتطفات أتفق معها من مقال الأستاذ: همام يحيى عن موقع الأسك لترشيد الظاهرة لا إلغائها .. وطبعا لا تعميم، والكلام عن الظاهرة لا الاستثناء الاستشارات على "آسك".. المسؤول لا يعرفك:هذه المعلومة البدهيّة تُنسى في غمرة المعاناة والتخبّطِ بحثا عن أيّ أمل. المسؤول لا يعرفُ عنكَ شيئا. لا يعرف عمرَك ولا جنسك ولا وضعكَ الاجتماعيّ ولا الأسريّ ولا عملك ولا شيئا عن طفولتك ولا والدَيك وإخوتك، ولا عمّن ربّاك ولا تحصيلك الدراسيّ وتخصّصك، ولا بلدك أو ما إذا كنتَ ساكنَ مدينة أو ريف. هو لا يعرفُ من هذه المعلومات إلا ما تُعطيه، ولن تعطيَه غالبا إلا قليلا جدّا منها، بل قد ما يكون ما تعطيه إيّاه وما تحجبُه عنه انتقائيّا بوعيٍ منك أو بلا وعي -سأتحدّث أكثرَ عن هذا لاحقاً- وهو فوقَ ذلك لم ير وجهكَ ولم يسمعك حين تتكلّم، وهو لا يعلمُ بالتّالي شيئا عن شخصيّتك وطباعك، ولا يعلم إن كنتَ قلقا مؤرَّقا من المشكلة أو تُبالغُ فيها. أنتَ بالنسبة له نكرة تامّة.هل المرءُ بحاجة لذكر الأثر المترتّب على غيابِ هذه المعلومات الأساسيّة؟ هل يمكنُ لعاقل أن يجيبَ سؤالا من قبيل: "أنا تائه بخصوص خيارات الوظيفة" بالجواب نفسِه لشخص عمرُه عشرون عاما وشخصٍ عمره خمسونَ عاما؟ هل يمكنُ لعاقلٍ أن يجيبَ سؤالا عن فشلٍ متكرّر في العلاقات الاجتماعيّة دون أن يعرفَ شيئا عن طفولة السائل وعلاقتِه بوالديه وطباعِ شخصيّتِه؟هناكَ من يأتي إلى العيادة النفسيّة يشتكي من قلق من امتحانات آخر السنة، ويتبيّنُ للطبيب النفسيّ أو المعالج أنّ مشكلتَه هي أنّ والدتَه توفّيت منذ ثلاثة أعوام وهما في فترةِ تجافٍ. كيف سيكتشف مستشارُ الآسك العبقريّ هذا؟ المسؤول مشغولٌ بجمهورِه، لا بك ولا بمشكلتك:لأنّ المسؤول لا يعرفك، فهو ليس مشغولا بك ولا بمشكلتك. أنتَ لن تراجعَه كلّ أسبوع أو شهر لتتأكّد من نجاعة توصياتِه، ولن يراكَ تبكي أو تتألّم أو تضطربُ ساقاكَ من القلق ولن يسمع صوتكَ يتهدّج وأنت تتحدّث عن مرض زوجتك. لو غضبتَ من جوابِه أو تأذّيت أو تألّمت فهو لن يعلم، ولو أرسلتَ له تعقيبا غاضِبا فربّما يضيعُ في غمرة الأسئلة، وربّما يقرؤه ويهزّ كتفَيه مع ابتسامة من هذا اللحوح المسكين الذي لم يفهم عبقريّة الجواب الذي أُعجِبَ به المئات وشاركَه العشرات على صفحاتِهم. صحيح، هناك خيار الـ "Block" أيضا، وعالج مشكلتَك بنفسك.لكنّ هذا المسؤول الذي لا يعرفك يعرفُ أنّ لديه آلافَ المتابعين، وجوابُه موجَّهٌ أولا وأساسا لهم لا لك. هو يتعاملُ مع سؤالك كفرصة لاستعراض مهاراتِه في الصياغات اللغويّة والإحالات المعرفيّة الفارغة أو حتّى في السّخرية. أهمّ ما يدور بذهنِه وهو يجيب ليس علاقتك المضطربة بزوجتك ولا حياتكَ التي تتدهور ولا إيمانك الذي يتفلّت، بل كيف سيتلقّى جمهورُه تلكَ الصياغة الرائعة للجواب، أو تلكَ المهارة في وضعك في الزّاوية بجوابٍ مُسكِت أو مفارقة متذاكية.ربّما تتساءل، لماذا لا يكون قاصدا مساعدتي بالفعل؟ ولماذا لا تفترضُ حسنَ النيّة والرغبةَ الحقيقيّة في النفع؟ أجيبك: فضلا عن كلّ ما قلتُه وسأقوله لتبيين أنّ هذا الأسلوب في الاستشارة يضرّ ولا يفيد، وأنّه لو كان هناك حدّ أدنى من المعرفة والضّمير لما تصدّى أحدٌ لإجابة هذه الاستشارات بهذه الطريقة .. فضلا عن ذلك كلِّه، سأعطيك اختبارا بسيطا: هذا الشخصُ نفسُه الذي تُرسلُ له باستشارتك على آسك، أرسل له الاستشارة نفسَها برسالة خاصّة، أو احصل على رقم هاتفِه وكلّمه وأخبره بمشكلتك، وأخبرني بالنتيجة. أخبرني إن كان سيجيبك أصلا، وإن أجابك فأخبرني كم سيحتملُ من التفاصيل وإلى متى سيظلّ متابعا لتعقيباتك واستدراكاتك على ما يقدّمه من حلّ "حين أقرأ بعضَ الإجابات على موقع "آسك"، لا أتساءل عمّا إذا كان السائلُ يمتلك أي خبرةٍ علميّة في معالجة ما يتصدّى له، فهذا أمرٌ واضح الانعدام، بل أتساءل عمّا إذا كان كثيرٌ من هؤلاء قد خبروا البشر أو عاشروهم أو يعرفونَ الحدّ الأدنى عن النّفس البشريّة." ضياع المشكلة الخاصّة في القواعد والتعميمات:المشكلة النفسية أو الاجتماعيّة خصوصيّة وفريدة بالضرورة، حتّى لو تشابهت وتكرّرت. ملايين البشر في هذه اللحظة يعانون من مشكلاتٍ في العلاقة الزوجيّة، لكن لا تشبُه أيُّ من هذه الحالات حالةً أخرى. هناك أنماطٌ تتكرّر، وهناك سماتٌ تتشابَه، لكنّ لكلّ علاقةٍ تفرّدَها الخاص، ولكلّ حالة مقاربتَها.الجانبُ الشخصيّ في المشكلة من أهمّ سماتِها ومن أهمّ مرتكَزات علاجِها. مهما اختلفت أنواع العلاج النّفسيّ وتعدّدت، يظلّ التناغم والفهم المشترَك بين المستشير والمعالِج، أو ما يُسمّى Therapeutic Rapport من أهمّ أسباب النّجاح ومن أقوى العوامل التي تُظهرُ الدّراساتُ قدرتَها على التنبّؤ بنتيجة طيّبة في نهاية العلاج.هذا الجانب مفقودٌ تماما في استشارات ال"آسك". . لا يعلمُ مستشارو الآسك أنّ النقاشَ العقليّ الفلسفيّ الكلاميّ البارد قد يكونَ أسوأ ما تقدّمه لشخصٍ في حالة اضطرابٍ وغليانٍ وقلقٍ واكتئاب.قد يكونُ ما تحتاجُه هو الحديث عن ابنك الذي فقدتَه وعن أنّك تفتقدُ ابتسامتَه وصخَبَه، وقد يكون ما تحتاجُه هو محاورةَ السوداويّة التي صرتَ ترى بها الوجود وتحجبُ عنكَ كثيرا من خيرِه وجماله وتحرمُكَ من رؤية مكامن قوّتِك وصلابتك ومرونتك، وربّما تكون بحاجة إلى إصلاح علاقةٍ مهمّة في حياتك، وربّما تكونُ بحاجة إلى دواء "معاناةُ الإنسان ومشكلاتُه، رغمَ ألمِها، ينبغي أن تكونَ أعزَّ عليه من أن تتقاذفَها اجتهاداتُ الجهولين والباحثين عن الإعجاب والخائضين بلا مسؤوليّة." الجهلُ المريع بالنّفس الإنسانيّة:حين أقرأ بعضَ الإجابات على موقع "آسك" بخصوص استشارات نفسيّة واجتماعيّة، لا أتساءل عمّا إذا كان السائلُ يمتلك أي خبرةٍ علميّة في معالجة ما يتصدّى له، فهذا أمرٌ واضح الانعدام، بل أتساءل عمّا إذا كان كثيرٌ من هؤلاء قد خبروا البشر أو عاشروهم أو يعرفونَ الحدّ الأدنى عن النّفس البشريّة.مثلا، حين ترسلُ فتاة قائلة إنّ خطيبَها لمدة سنتَين قرّر أن يفسخَ الخطبة في اللحظات الأخيرة لأنّ أهلَه لا يحبّونَها، أو لأنّه أعادَ إحياء علاقة قديمة مع فتاة أخرى، ويبدأ المسؤول يكيلُ الشتائمَ والاتّهامات للشابّ ويتحسّر على زمنِ النخوة الضائعة والمروءة المهدورة .. أتساءل، هل لهذا الشّخص أدنى معرفة بالبشر؟هل سمع هذا الشّخص عن الحيل النفسيّة؟ ألا يعرف شيئا عن أنّ البشر يعيدون رواية الأجزاء المزعجة من حياتِهم بحيث تبدو لهم أقلّ إيلاما أو أقلَّ تعذيبا للضمير؟ ألم يتعرّض هو نفسُه في حياتِه كلّها لمشكلة قام فيها الطرف الآخر بتشويه القصّة تماما؟ ألم يختلف اثنان من أصدقائه وسمعَ من أحدهِما فاتّخذّ موقفا، ثمّ سمع من الآخر فتغيّر موقفهُ تماما؟ولنفترض إنّ هذه الفتاة ضحيّة بالفعل، وهذا احتمالٌ واردٌ جدّا، فما الفائدة التي جنتْها من شتم خطيبها والتحسّر على مروءة الرجال؟ هل سيشاهدُ الرجال هذا الجواب ويتأثّرون ويقرّرون استعادةَ مروءتِهم؟ ماذا لو كانت هذه الفتاة ضحيّة متكرّرة؟ ألا تحتاجُ إلى من يرشدُها إلى اكتشاف ذلك ومعالجتِه وكسر نمطٍ معيّن في علاقاتِها يجعلُها تقعُ ضحيّة في كلّ مرّة؟أحيانا يُشبهُ الأمر تلك الظاهرة المتكرّرة على وسائل التواصل، حيث يكتبُ شابٌّ مثلا: "النساء بلا وفاء" أو "خيانتك لن تكسرَني" فيتسابق أصدقاؤه ومتابعوه على طريقة "الفزعة" إلى تأييدِ كلامِه والثناء عليه، دونَ أن يعلموا أنّه قد يكون يتحدّثُ عن شيء لا يعرفونَ شيئا عنه، وأنّ تأييدَهم العامّ لفكرتِه سيفهمُه هو تأييدا لموقفٍ محدّد اتّخذَه من شخصٍ ما، وهكذا يظلّ الضحايا ضحايا، ويظلّ المخطئون مخطئين، ويظلّ فاقدو البصيرة بأسباب مشكلاتِهم يتخبّطونَ في مشكلاتِهم وسطَ التصفيق والضّجيج. هكذا أصبحَ بعضُ من تعرّضوا لمشكلات نفسيّة واجتماعيّة مشاهيرَ يعتاشون معنويّا وحتّى مادّيا على مشكلاتِهم بدلا من حلّها. "لا يمتلك المعالجُ النفسيّ ولا استشاريّ العلاقات الزوجيّة ولا الطبيبُ النفسيّ ضمانات أكيدة لحلّ المشكلة النفسيّة أو الاجتماعيّة، لكنّهم يستندون إلى دراسات أُجريَت في هذه المجالات." "مستشار الآسك، ما وجه مسؤوليّتِه؟ ومن يحاسبُه على الارتجال والإشارة بغير علم ولا معرفة، بل والسّخرية من السّائل أحيانا؟ وكيف سيعرفُ نتائجَ توصياتِه إذا لم يكن قادرا على متابعة نتائجِها وتقييمِها والتعديل عليها؟" غياب المسؤوولية الأخلاقيّة والقانونيّة:لا يمتلك المعالجُ النفسيّ ولا استشاريّ العلاقات الزوجيّة ولا الطبيبُ النفسيّ ضمانات أكيدة لحلّ المشكلة النفسيّة أو الاجتماعيّة، لكنّهم يستندون إلى دراسات أُجريَت في هذه المجالات، وإلى تدريبٍ منضبِطٍ تلقَّوه واختُبِروا فيه، وإلى تعامل شخصيّ ومباشر مع هذه المشكلات يزيدُ خبرتَهم بالممارسة. يُضافُ لذلك، أنّ هؤلاء مسؤولون أخلاقيّا، وقانونيّا أحيانا حسبَ البلد، عمّا يوصونَ به وعن كيفيّة تعاملِهم مع المشكلة. فضلا عن ذلك، فهناك مراجعةٌ مستمرّة وحديث متواصلٌ عن سير الأمور وتطوّر الحالة.وكما قلتُ سابِقا، فحتّى شيخُ المسجد والعمّ الحكيم والصديق القريب يشعرون تجاهك بمسؤوليّة لأنّهم يعرفونك ويقدّرون ما قد يترتّبُ على نصيحة غير مسؤولة. أما مستشار الآسك، فما وجه مسؤوليّتِه؟ ومن يحاسبُه على الارتجال والإشارة بغير علم ولا معرفة، بل والسّخرية من السّائل أحيانا؟ وكيف سيعرفُ نتائجَ توصياتِه إذا لم يكن قادرا على متابعة نتائجِها وتقييمِها والتعديل عليها؟أعلمُ جيّدا ما قد يقودُ إليه الاضطرابُ النفسيّ أو الوقوع في مشكلة عويصة من انسدادٍ للآفاق وبحثٍ عن أيّ بصيص أمل، لكنّ هذا ليس مبرّرا أبدا لأن يضعَ الإنسانَ معاناتَه وآلامَه ومصيرَه في يدي مستهتِر لا يُراعي محدوديةَ معرفتِه في السائل وموضوع السّؤال، ولا يطالُه أيُّ شكلٍ من المحاسَبة على ذلك. معاناةُ الإنسان ومشكلاتُه، رغمَ ألمِها، ينبغي أن تكونَ أعزَّ عليه من أن تتقاذفَها اجتهاداتُ الجهولين والباحثين عن الإعجاب والخائضين بلا مسؤوليّة.

الخشوع في الصلاة

بني الغالي/

*تغير الصلاة سلوكياتك ومصيرك بإذن الله تعالى... حين تكون صلاة!

فلا خطاب لغير العاقل
ولا تنطلي خدعة المنافق
والعبرة بالمعاني والحقائق...

*الصلاة صلاة حقا:

*حين تعلم ما تقوله وتعقل ما تقوم به!

*حين تحس بما تفعله وما ترجوه، فتتزكى وتتطهر وتقترب،
   وهذا هو مفهوم العبادة

*إذا حضر قلبك وخضعت نفسك تكون النتيجة:

إقامة الصلاة لا مجرد أداء الصلاة ...

**تثمر الصلاة وتزهر:

حين تكون صلاة لله رب العالمين!
  لا رياء، ولا رفع عتب اجتماعي، ولا عادة باردة كأفعال الجماد..
   فلا صلاة للمجنون والهاذي، ولك منها ما عقلت فيها...وإن ضيعت روحها ردت عليك كلها...وإن نقضت وضوءك أو نقضت توحيدك أبطلتها قبل أن تبدأ.
  

*الخشية تتولد تدريجيا؛ كالنبات ترويه وتعاني تهذيبه، فلا أطالبك بكمال الخشوع من أول لحظة، لكن واجبك هو :

محاولة التركيز، مع الدخول بالتواضع واستصغار النفس وطاعتها،
محاولة الفهم والانتباه..
الجدية التي مبعثها الصدق.

الأحد، 21 مايو 2017

"ومن لا يعرف الحق هالك"

(عقبة بن النعمان العتكي، وهو ممن ثبت على إسلامه وقتما نكص من انتكس من العرب،

وساعتها ودع عمرو بن العاص، وشيعه في صحبة جماعة من قومه، حتى قدموا على أبي بكر الصديق- رضي الله عنهم جميعا - فشكر لهم أبو بكر ذلك.

وعقبة هو القائل:

وفينا وفينا يفيض الوفاء** وفينا يفرخ أفراخه

كذاك الوفاء يزين الرجال** كما زين الصدق شمراخه

وفينا لعمرو وقلنا له** وقد نفخ الرأي نفاخه)

وهو القائل

"ومن لا يعرف الحق هالك"

#اللغة_تربي

السبت، 20 مايو 2017

أكثروا من قول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

قال يا أحبابي ها نحن في الظلمات، فأكثروا من استحضار لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين... خاتمة حياة، وحياة روح، ودمعا دفاقا، وتبتلا وأملا ويقينا مزودا مطمئنا؛ ألم تروا تدبير ربكم وإقامته الحجة تلو الحجة، وظهور العلامة في إثر أختها، وتسيير الأمور للمقدر المحتوم وتيسيرها للقضاء المكتوب، ونهاية خرافات الدجل والغبش والضباب والتذبذب والانحياز للسنن الكونية الربانية في التمايز والتدافع والهداية والضلالة والتي لا تحيد قيد أنملة.

الجمعة، 19 مايو 2017

مشهد النجوم-الظلال- جزء تبارك

ومشهد النجوم في السماء جميل، ما في هذا شك، جميل جمالا يأخذ بالقلوب.
وهو جمال متجدد تتعدد ألوانه بتعدد أوقاته; ويختلف من صباح إلى مساء، ومن شروق إلى غروب، ومن الليلة القمراء إلى الليلة الظلماء.
 ومن مشهد الصفاء إلى مشهد الضباب والسحاب . .
 بل إنه ليختلف من ساعة لساعة.
 ومن مرصد لمرصد.
 ومن زاوية لزاوية . . وكله جمال وكله يأخذ بالألباب.


هذه النجمة الفريدة التي توصوص هناك، وكأنها عين جميلة،  تلتمع بالمحبة والنداء!
وهاتان النجمتان المنفردتان هناك،  وقد خلصتا من الزحام تتناجيان!
وهذه المجموعات المتضامة المتناثرة هنا وهناك، وكأنها في حلقة سمر في مهرجان السماء.
 وهي تجتمع وتفترق كأنها رفاق ليلة في مهرجان!

وهذا القمر الحالم الساهي ليلة، والزاهي المزهو ليلة، والمنكسر الخفيض ليلة، والوليد المتفتح للحياة ليلة.. والفاني الذي يدلف للفناء ليلة . . !

وهذا الفضاء الوسيع الذي لا يمل البصر امتداده، ولا يبلغ البصر آماده.

إنه الجمال .
 الجمال الذي يملك الإنسان أن يعيشه ويتملاه , ولكن لا يجد له وصفا فيما يملك من الألفاظ والعبارات !

والقرآن يوجه النفس إلى جمال السماء, وإلى جمال الكون كله،  لأن إدراك جمال الوجود هو أقرب وأصدق وسيلة لإدراك جمال خالق الوجود.

 وهذا الإدراك هو الذي يرفع الإنسان إلى أعلى أفق يمكن أن يبلغه، لأنه حينئذ يصل إلى النقطة التي يتهيأ فيها للحياة الخالدة،  في عالم طليق جميل، بريء من شوائب العالم الأرضي والحياة الأرضية..  وإن أسعد لحظات القلب البشري لهي اللحظات التي يتقبل فيها جمال الإبداع الإلهي في الكون ... ذلك أنها هي اللحظات التي تهيئه وتمهد له ليتصل بالجمال الإلهي ذاته ويتملاه ..


..........
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)


والغيب المشار إليه هنا يشمل خشيتهم لربهم الذي لم يروه، كما يشمل خشيتهم لربهم وهم في خفية عن الأعين، وكلاهما معنى كبير، وشعور نظيف، وإدراك بصير، يؤهل لهذا الجزاء العظيم الذي يذكره السياق في إجمال



انتهى النقل -الظلال- جزء تبارك