الثلاثاء، 2 مايو 2017

التبرير

بعض الناس يكون جاهزا بالتبرير لأي كيان أو شخص يحبه أو لنفسه!

مشكلة التبرير بالباطل أنه يأتي بعد الفعل؛ وليس نتيجة مرجعية معلومة ونقاش مفتوح ومعايير معلنة للثوابت...


من يفلسف تلقائيا لا يبدو أبدا أنه درس الباب العلمي الأصولي من المراجع، ودرس الواقع متجردا وعاش التجربة ووصل للنتيجة ، إلا بعد التنازل! فتجده مهللا كأنما هذا باطل الساعة الماضية قد انقلب حقا.

يحدث أن تزحزح الخطوط الحمراء من خلال زحزحة معناها وتفسيرها وزخرفة الألفاظ..

يزايد الموتور  على كل معترض بأنه لم يدفع ما دفع، رغم أنه لا يعلم تاريخ ابتلائه، ورغم أنه لا صلة بين صحة الفعل وفساده وبين عقيدة الناقد الناصح أو الناقم عليك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشيطان في موقف ما صدقك وهو كذوب .. العبرة بالجدال بالتي هي أحسن بالمناقشة الموضوعية المسبقة..

الإكراه والضرورة أمور لها ضوابط معلومة، تحفظ الحقيقة وتقي صاحبها العقوبة، وليست من الكهنوت،

وليس في ديننا خبايا، وأحوال الجبر والأسر لها خياراتها بشفافية وثبات يحفظان معالم الطريق، وحتى الاستسلام له ضوابط! وليس معناه الانحراف والتحريف والتبديل والطمس والتضليل ..

المواقف الجليلة لا تبرر الانحراف لاحقا، ولا تقلب الحق لك باطلا، وقد تغفر لصاحبها العقوبة فيما دون الشرك، لكنها لا تسوغ الخلل ولا ترخص فيه ولا تصححه، وشتان بين عفو عن حساب أخروي وبين منح مشروعية للخطأ وتصحيح للمذهب الباطل ...


وليتنا نذكر غرناطة وكثافتها السكانية وسببها، ومعاهداتها التغريرية وعاقبتها، وفلسفة الترويض، وقصص الحلحلة والاختراقات غير المباشرة التي لا يسلم منها أحد إلا ما شاء الله ولا يقر بها أحد إلا ما شاء الله، ويتهم بها كل فصيل سواه، رغم أن الوضوح ينفي الخبث..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق