الأربعاء، 5 أكتوبر 2022

حول الصبر و الثبات وسط البلاء

لعل في ثباتك ثباتا لغيرك..

قال/ لا زلت في غيابة الجب قسرا، ولم أنجز مشروعي الخيري وطموحي لخدمة ديني.. ومن مشكلة لشاغل أتعطل..لكني أحاول. 
قالت/ تعطلت عن حلمي العظيم وعن مشروعي العملي بسبب قهري فوق الطاقة والإمكان، لكني لم أتوقف عن السعي.

 
/لله الحكمة البالغة، واختياره لنا أعظم من خيرتنا لأنفسنا ولقومنا.

ربما أنت قدوة لمن تعلمهم أو لا تعلمهم.. موجودون أو لم يأتوا بعد.. ولئن اتقى الموحد وصبر فلن يضيع أجره، وسيلقى ربه راضيا مرضيا، ولا يخلف الله الميعاد.. ومن العبودية أن تسلم بتدبير اللطيف الخبير، فليس لك من الأمر شيء. 

 
إن في ثباتك عملا!
والثبات صبر، والصبر ضياء، كما قال صلى الله عليه وسلم. وصبرك موقف وثمن تدفعه فتؤجر للبذل والهم والشوكة تشاكها، والمرابطة فيه عبادة قلبية: بحسن الظن والرجاء والتصبر والرضا والفأل والسعي المقدور بالنصح والدعاء. 

 لو أردت الثبات وعدم الريبة والطمأنينة فافعل الخير وأطع الأمر الرباني..أدم المحاسبة والتوبة والتصحيح والإصلاح والتبيين ووزن العمل والقول، كما تداوم على الذكر..فهذا من مقصود ذاك. 

 
عملك تثبيت لك! هو زيادة هدى وخير وثبات (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا) ...

ذكر القرآن الكريم من عملوا أعمالا عظيمة وانتصروا بعدما صبروا، ومن قضوا نحبهم ولم يروا الفوز، وضرب مثلا بمن طال صبرهم وعظم بلاؤهم ولم ينتجوا بمقاييس الظاهر الضحل، ولم ينجزوا غير الثبات والصمود بميزان النظر الضيق والأفق المحدود، فلا هم كسروا الأوثان ولا هزموا الجيوش ولا بنوا الدول الراشدة ولا خلفوا علماء نجباء وفرسانا أشداء .. ولكنهم في نفس القمة والكمال والرقي مع أولي الألباب! مع أهل البصائر التي تتدبر وتفكر وتستقل عن الدهماء، مع أولي العزم والإرادة والروح المحلقة فوق الجسد ورغباته وعجلته، ورفقتهم مع الأنبياء والصديقين! وهم من أنوار القدوة والأسوة، وقد قدموا القدوة الواقعية العملية للتسليم والامتثال ولتجلي نور اليقين وعلوه على المادة والضغوط والمغريات ..مثل أهل الكهف.. ونبي الله أيوب عليه السلام ، وامرأة فرعون المؤمنة الفاضلة التي كملت وصارت مثلا لأعلى درجات العبودية والمحبة والصدق والحرية والرقي والسمو فوق المادة.
فلا تأس أخيا واستأنف سيرك