الأحد، 31 ديسمبر 2017

الإعلام ... التفكير العلمي .. المناهج العقيمة .. الأدب .. العجلة في طلب العلم .. سوانح


حين تربي وسائل الإعلام وهيئات التعليم الأطفال والكبار على التفكير العلمي ونبذ الخرافات وترك القفز فوق الحقائق، واحترام التخصص وحب المعرفة والأدب! تكون قد وضعت لبنة أخلاقية للنهضة..


أرسل إلي أحد الأحبة من أهلي يشكو من الصعوبات في الاختبارات،
وفي نفس الوقت أرسل أخوه الطبيب يشكو جدال المرضى
بنفس طويل في الجهل، يفتقر لأبجديات التعليم الأساسي
ولاحترام معرفة الطبيب! ويشكو اضطراره للمواءمة غير المريحة لضميره العلمي .. 

وشعرت أن بين البوح هنا وهناك صلة ورابطا..

لقد رأيت صفحات من كتاب الطالب الشاكي، والتي ألفها أستاذ
 ممن نجحوا بالطرق العقيمة المتحجرة، ممن لا يفعلون شيئا بحثيا  أكاديميا ذا بال في الأوساط العلمية، إلا أنهم كالديناصورات المعرفية التي لا تطور ولا تبني جيلا فاهما، ولا تسمح بأن يأتي من يحدث المسألة التعليمية في القسم ولا أن يأتي من يضيف ويطور من غير أبناء الزملاء وو....

 والصفحات التي رأيتها من الكتاب لم تزدني إلا قناعة بما عشته! هي صفحات تمس الطب، وتتعرض لخلفية عن التطعيمات وعلم النفس السلوكي، وأمورا تخص صحة الطفل وسلامة عقله وغير ذلك..


ليس سبب صعوبة الامتحان هو صعوبة الأسئلة وقوتها، بل هو سوء عرض المادة العلمية أصلا، ثم تعقيد الشرح والخلل في الطرح ..

ثم يأتي السبب الثاني، وهو العقد النفسية عند بعض الأساتذة،
والذين يطبعون كتبا ما هي إلا كلام مفكك وعناوين وفهارس،
وسرد مختصر غير مترابط منطقيا، ولا مفهوم له!
فكأنه شخص يحكي قصة سمجة، وهو غبي في تخصصه!
متسع بلا عمق، ومتعجرف في أسئلته بغير حق، ويريدون أن يجيب الطالب سؤالهم بطريقتهم وربما بألفاظهم، ويطلبون منه الاعتماد على الحفظ والترداد دون استيعاب حقيقي ودون
تعليل وفهم وابتكار ..

وأما المشكلة الثانية والتي تتلخص في أن يكون هناك مريض جاهل يماري بمحمق وحمية! فهي:

نفس المنظومة:
 الإعلام والتعليم والثقافة السائدة..
ثم تصبح المنظومة ذات قصور ذاتي لا يحتاج للحكومات الفاشلة والخائنة، ويكمل الناس إتلاف بعضهم ببعض
ويبدأ التخريف عبر شبكات التواصل وتأليف العلوم والمعارف والنصائح،والإفتاء بغير علم في كل فن..


الجاهل الممسوخ ليس لديه من العلم ما يكفي ليعرف أنه جاهل وليدرك أن ما يعرفه مجرد قشور لا ترفع جهله ولا تكفي ليتكلم في المسألة..

وليس لديه من الأدب والتواضع  ما يكفيه ليعترف بجهله!
و لا علموه أن العلم ليس مقالة تقرؤها،  أو لقمة عاجلة تلتقطها أو معلومة مخطوفة مختصرة..

المريض يأتي أحيانا مقتنعا بنوع مرضه وتشخيصه!
ومقتنعا بالعلاج الذي ينفع والذي لا ينفع!
ويجادل بشكل عبثي وليس جدال متعلم..
ويلوم الطبيب لو لم يتحسن لأنه لم يكتب كذا! 
ولا يريد أن يستمع بتوازن..

وأحيانا يفتي المريض لغيره كطبيب!
ويصحح العلم!
ولا يعي أنه ليس لديه ما يكفي من المعرفة 
ليدرك أن العلم لا يأتي بهذه السرعة، وليعلم 
أن الاستنتاج العلمي لا يأتي بهذه العجلة، ولا بهذا التسطيح والاختصار!
بطريقة حدث كذا إذا هذا مفيد وهذا ضار!
ولا يكون الاستنباط العلمي بهذا الجزم أصلا !
ولا بهذه المحدودية من خبرة بكم حالة دون معايير..

ورابط الجهل وسوء الخلق بين الحالتين واضح،


وقد يمتد هذا النمط  المتخلف لحالات علمية دينية، في الفقه والاعتقاد مثلا،
حيث يطلب منك أحد الكرام دليلا إرشاديا ليصير عالما أو طالب علم وداعية نافعا، فتقول له ما علمناه أن أول مراتب العلم التي تطلب من أي شخص طالب لهذا الهدف الأسمى، بعد أن يدرس أصل دينه ومعالم الإيمان وضرورات الفقه، هي أن يعي القرآن الكريم كاملا
في صدره، وأن يختم تفسيرا سنيا سلفيا إماما في مجاله، ويستكمل قدرة في علوم اللغة وما يلزم من الأصول وعلوم الآلة عامة،
وينهي شرحا كاملا للصحيحين، وموسوعة للتراجم ليكتسب الذوق الشرعي لا الصوفي.. وأن يلم بالواقع جيدا! بدراسة وافية ومنهجية دقيقة، وليس مجرد الاطلاع على مقالات وشطحات ومن ثم يلم بالأفكار السائدة لا البائدة ويستوعب مدارس عالم الصراعات الفكرية حوله ومداخل الاتجاهات وخصائصها.. وواقع الناس واحتياجاتهم..
هذا ليكون مؤهلا للاستنباط والاجتهاد!


فإذا به ينشغل بالقفز فوق المراحل وطلب التصدر واللجج والمماراة، ومن عجب أن نفسه يطول بعيدا ويقصر في غرضه!
وقد تتشوش نيته وتأخذه العزة بالإثم...

وهذه الأخيرة زائدة على مشكلة الأستاذ الظلوم الجهول والمريض العيي المجادل ..لأن عالم الروح له عقوباته الخفية كما أنه له سماته اللطيفة العلوية.

ونسأل الله السلامة والعافية . 

الخميس، 28 ديسمبر 2017

تدبر {واصبر وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بالله}

{واصبر وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بالله}


واصبر واعلم أنه لا معين على الأمور إلا الله.

واصبر وما صبرك إلا بتوفيقه وتثبيته وربطه على قلبك.

واصبر ولا يعين عليه إلا هو!

واصبر وما يحصل صبرك إلا بتوفيق الله إياك

واصبر وما صبرك إلا بذكر الله تعالى والاستغراق بمراقبة شؤونه والتبتل إليه سبحانه

« واصبر » : تكليف

« وما صبرك إلا بالله » : تعريف

« واصبر » : تحققٌ بالعبودية

« وما صبرك إلا بالله » : إخبارٌ عن الربوبية

يقول الحق جلّ جلاله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولمَن كان على قدمه! من الأخذ بالأهداف والأسباب في الغاية والصراط والسبيل والهدي:

{ واصبرْ لحُكم ربك } بإمهالهم إلى اليوم الموعود مع مقاساتك آذاهم


واصبر لِمَا قضى ربك من ابتلاء بشدائد الوقت وإذاية الخلق

اصبر لما حكم مولاك من القضاء المقدور السابق...

اصبر : هذا المكتوب الرباني بالحق! للامتحان والتكريم والميزان وللحكمة البالغة العلية

وفي إضافة الحُكم إلى عُنوان الربوبية "لحُكم ربك" تهييج على الصبر! وحث عليه، أي: إنما هو حُكم سيدك ووليك أنت، هو حكم ربك الذي يُربيك ويقوم بأمورك وحفظك، فما في هذا النصيب إلا نفعك ورفعة قدرك في العاقبة.

وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بالله:
من حكمة الله ورحمته أنْ جعلك تصبر على الأذى؛ لأن في الصبر خيراً لك

والله هو الذي يُعينك على الصبر، ويمنع عنك وسوسة الشيطان وخواطر السوء ويقيك الجزع والملل والضجر...فما دمت قد عزمت وانتهجت الحنيفية وملت عن شركهم واجتنبت عبادة طواغيتهم وطاعة أندادهم وتقديس قيمهم والاحتكام لموازينهم: فستبتلى! ..وسيمر العمر بمراحل يعوزك فيها حبس النفس على ما تكره، وكم من محن ستمر بتاريخك ثم تكون لك البشرى والعاقبة والمكانة... هذه سنة ربك وطريقته في تربية كثير من أوليائه وهذه قواعد وقوانين من كونه المنظور.

والحق سبحانه وتعالى يريد من عبده أن يتجه لإنفاذ أمره، فإذا علم سبحانه ذلك من نية عبده تولّى سبحانه أمره وأعانه، كما قال تعالى: {والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ} [سورة محمد: 17] صلى الله عليه وسلم.

فإياك أن تعتقد أن الصبر من عندك أنت، فالله سبحانه يريد منك أن تتجه إلى الصبر وتختاره، وهو يدعوك إليه ويحثك، ويهبك العقل ويوفقك حين تتجه إليه ..حينها يُجنّد الله لك الخواطر الطيبة التي تُعينك عليه وتُيسِّره لك وتُرضيك به، فيأتي صبرك جميلاً، لا سخطَ فيه ولا اعتراضَ.

-------------------------------------------------------------------
"منقول من مسودة كتاب للفقير عن الصبر، الجزء الثاني من طريق القلوب إلى الله تعالى، وهو مجموع مما ذكره جمع من أئمة التفسير والبيان من أهل السنة عبر خمسة عشر قرنا من الزمان، مهذبا ومزيدا ومشروحا"

الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

خلاصة ذهبية بقلم القاضي عياض رحمة الله عليه

هذه الكلمات جديرة بأن تدرس وتعلق في القلوب!
تأملها بعقلك وعين نفسك جملة جملة كلمة كلمة
فهي خلاصة ذهبية بقلم القاضي عياض رحمة الله عليه:
قال في وصف الله عز وجل :

"المنفرد باسمه الأسمى
 المختص بالملك الأعز الأحمى
 الذي ليس دونه منتهى
ولا وراءه مرمى
الظاهر لا تخيلا ووهما 
الباطن تقدسا لا عدما 
وسع كل شيء رحمة وعلما "




وقال في وصف النبي صلى الله عليه وسلم 



"من أنفسهم عربا وعجما
وأزكاهم محتدا ومنمى ، وأرجحهم عقلا وحلما 
وأوفرهم علما وفهما، وأقواهم يقينا وعزما، وأشدهم بهم رأفة ورحما، زكاه روحا وجسما، وحاشاه عيبا ووصما، وآتاه حكمة وحكما، وفتح به أعينا عميا، وقلوبا غلفا، وآذانا صما"



وقال في وصف المتقين:


""شرفهم الله بنزل قدسه ، وأوحشهم من الخليقة بأنسه ، 
وخصهم من معرفته ومشاهدة عجائب ملكوته وآثار قدرته بما ملأ قلوبهم حبرة، ووله عقولهم في عظمته حيرة، 

فجعلوا همهم به واحدا، ولم يروا في الدارين غيره مشاهدا، 

فهم بمشاهدة جماله وجلاله يتنعمون، وبين آثار قدرته وعجائب عظمته يترددون، وبالانقطاع إليه والتوكل عليه يتعززون 

لهجين بصادق قوله: 

قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون

 [ سورة الأنعام : 91 ] "

الاثنين، 25 ديسمبر 2017

حول مقولة: رحم الله من أهدى إلي عيوبي .. تقبل النقد


"أَمَّا بَعْدُ اعْقِلُوا وَالْعَقْلُ نِعْمَةٌ "
تُحِبُّونَ أَنْ تَقُولُوا فَيُحْتَمَلَ لَكُمْ، وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ مِثْلُ الَّذِي قُلْتُمْ غَضِبْتُمْ!"
من كلام أبي عتبة: عباد الخواص.
وقال غيره:
"رحم الله رجلاً أهدى إلىَّ عيوبي، وإذا أهديت إلينا العيوب لا نحرد،
ولا نُبرئ أنفسنا حتى لا نكون معجبين بل نعترف".
قلت:
شتان بين من يشترون النقد ومن يشترون التقدير!
في المجتمع ألوان، تارة تجد من يسألك الصدق في النصيحة لا المجاملة، ويأتمنك حقا على ذلك، ويطلب منك تقويما وتصحيحا،
وتارة تجد من لا يريد سوى تأييدك الأعمى ودعمك غير المشروط وتعاطفك حتى مع الجنايات المتعمدة المتكررة ومع التقصير الواصل للإهمال...
وإذا وصل هذا للأمور الدينية الفقهية أو لمسائل تخدش أصل الإيمان وسبيله تكون كارثة عليكما معا لو جاملته...
ذكرني هذا بصديق مغترب دوما، قال لي مرة: أعمل حاليا في مؤسسة خدمية ما، وقد علمت أنها قامت بشراء شهادات مزورة للجودة...لتعلقها على الجدران! وتنتفع بها بشكل ما، فقد صارت اعتمادات الجودة في بلادهم غرضا لا وسيلة للإتقان.
وتذكرت أني من قبل منذ عشر سنوات كنت أعمل بمؤسسة قامت بعكس هذا تقريبا، مؤسسة في بلد آسيوي تشم منه نسيم أدب الإسلام وأخلاقياته، وقد قامت المؤسسة وقتها بشراء أو بدفع ثمن استشارة إدارية وشهادات فحص لاستخراج الأخطاء والعيوب، واستشارة أخرى مهنية احترافية مكلفة جدا من مكتب خبرة مرموق في مجالها الذي لا يصدق أحد أنه صار علما عميقا!،
وهذه الاستشارة لم تكن مطلوبة منها لجهة ما ولا يمكن تعليق الملف الناتج منها بالسلبيات على الحوائط! ولن تفتخر به بطبيعة الحال، فهي استشارة لاستكشاف أسباب البطء أو ما يمكن القيام به بشكل أفضل للتطوير! ومعها عدد من الاستبيانات والدراسات الأمينة في النقد والجدوى..
أما الأول فيشبه من يدفع للصحفيين ليشكروه ويمتدحوا خطته المستقبلية وموهبته، وهو مجرد فاشل سارق فاسد، لا يفهم شيئا في تخصصه أو منصبه، ولا نية لديه ليفعل شيئا مفيدا أصلا، ومثله مثل من يدفع لشاعر شعبي أو لمغني في فرح للعوام ليمتدحه ويثني عليه ...
وقد وردت روايات متعددة بعضها عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعضها عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
" رحم الله من أهدى إلي عيوبي… "
وفي رواية:
"إن أحب الناس إليّ من أهدى إليّ عيوبي."
انظر المناقب لابن الجوزي وسنن الدارمي.
ولا يبعد تكرار هذه العبارات العظيمة فهي كالأمثال وعيون الأدب...
وروى ابن سعد عن سفيان بن عينية قال:
"أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ مَنْ رَفَعَ إِلَيَّ عُيُوبِي".
نسأل الله السلامة والعافية والرشاد وأن يبصرنا بعيوبنا ويرزقنا التواضع.

السبت، 23 ديسمبر 2017

تدبر: "أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ"

"أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ"
كمن هو أعمى؟:
“ كبعد ما بين الزبد والماء 
وما بين الخبث والذهب..."
فهذا حقيقي حيوي دافق نافع
وذاك مجرد منظر ووهم يشغل حيزا من الفراغ بل طائل...بل ربما وجوده بالخسارة والسالب"
إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ:
"أى الذين عملوا على قضيات عقولهم، فنظروا واستبصروا."
ثم قال سبحانه بعدها مباشرة- ربما في دلالة على الارتباط بين البصيرة والسلوك، وبين النور والأدب، وبين الصبر والهداية-:
الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)
وكأن عاقبة فقد المروءة هي انطماس البصيرة
وكأن أول ثمرات الإيمان بعد اجتناب المؤمن للطواغيت وخلعها من عقيدته هي الرجولة بمعناها الواسع ..النبل والفروسية والجدية والحشمة، وترك الشح بالنفس والكف عن الضن بالعمر والمواقف، وعن الانحياز للهوى، والمبادرة بالتصحيح لا التمادي، وتجسيد الالتزام ومكارم الأخلاق..فبها تقوم الشرائع والشعائر خير قيام وبها يصبر لجهاده الطويل وكدحه القادم..
قالوا:
“ فالعمى وحده هو الذي ينشئ الجهل بهذه الحقيقة الكبرى الواضحة التي لا تخفى إلا على أعمى . "
أولوا الألباب:
"الذين لهم عقول وقلوب مدركة تذكر بالحق فتتذكر ، وتنبه إلى دلائله فتتفكر "

الخميس، 21 ديسمبر 2017

الجار السيء في الفيسبوك.. سؤال و جواب ..

قصة قصيرة لعلها ذات فائدة:

قال لي  صاحبي:
لقد أخطأت مرتين حين أضفت رئيسي في العمل
على وسائل التواصل الخداعية تلك

لديه تسلط مع جهل وتحيز شديدين،
فإذا رآني كتبت استغفارا وطلبا للعفو من الله تعالى،
أو كتبت قصيدة فيها عدم رضا عن النفس وذم لها وزجر للهوى...
تكلم معي بتعالى بعض الوطنيين الدولجيين العراة من كل شيء..الذين يرون أنهم قمة في الدين والرياضة
والفنون السينمائية والموضة والآداب والتخصص المهني والوطنية، وأنهم الأطيب والأجمل والأعدل والأكمل!

وتحدث بشماتة وكبر وأستاذية عن ذنوبي،
وعن نصائحه!  وقربه من الله تعالى والأقدار التي تخدمه!،
وسلخني
كأني ارتكبت الفواحش

وفي النهاية يقول "معلش كلامك معبر، ولازم تقرب من ربنا، وخليك متوازن "مثلي" ووو...."

هذا بعد أن تعجرف علي وكاني ارتكبت كبيرة من الكبائر أمام الملأ..

وعبثا حاولت
أن أفهمه أن هناك ما نستغفر منه غير تلك الانحرافات المبتذلة والسقطات البذيئة الضخمة.

فقد نستغفر من التقصير ومن الضجر وغير ذلك، وقد نستغفر من اللمم وسوء التقدير، ومن ذنوب الماضي، ومما لم نعلمه ولا نذكره..

وكلنا خطاء في المجمل...

وأما إذا قلت بعد سؤاله "الحمد لله أنا بخير تمام"

قال ما معناه:
إذا أنت قوي غني فتي خلي، ولديك موفور الطاقة والقوت والوقت والخيارات، ومرتاح تماما، و لماذا إذا لم تفعل كذا ولم تقم بكذا ولم تنفق في كذا وتركت كذا!

ولماذا إذا قلت هذا ولم تقل ذاك وأنت لست محتاجا لشيء ولديك القدرة بلا إرادة إلخ....

ومن ثم حاسبني على الكلمة كأني عنيت أني من المترفين الموسرين أو بالأحرى من المفترين...

كل هذا لأني تحشمت أن أقول له أني متعب منهك أو مدين أو لدي مشكلات ومعاناة!
ولأني آثرت أن أقتصر على الحمد والشكر..

لكوني لا أحب تكرار التوجع،
وهذا هو الأدب مع جناب الرب تبارك وتعالى…

ولا أحبذ دخوله في تفاصيل معيشتي، كوصي وموجه "حشري"، أو كناظر ومفتش متناقض دينيا، أو كمشرف مغرور عامة، هذا بفرض حسن النية!

فضلا عن كونه كما تعلم يعيش كالدواب دينيا ودنيويا.

فهو يؤيد كل باطل بمنتهى الحماسة والتسامح، وينفر من الحق مقدما شكلا وموضوعا..

ومن ثم فهو ضال في نصحه وحساباته وموازينه، هذا لو فكر أن يقوم معوجا
من وجهة "حوله"..

فماذا أفعل في هذا التشوه النفسي والمزاج السوداوي!

قلت:  كما تتعلم الأن أن تفصل أبناءك معنويا عن المفسدات المحيطة بالانترنت والثقافة
و...

وأن تضع لهم حاجزا علميا ونفسيا، يقيهم من التأثر بالإعلام والخلطة الضارة، التي لا مفر منها في مواقف معينة..

فلابد من اتقان وسائل للكبار، للعزلة الشعورية.

أي لبناء حاجز داخل القلب أو حوله، وحاجز عقلي ومعرفي!

وحيل ذهنية...
لتحمي الذات من الألم والوجع والشعث والشك...

فيكون سدا علميا وسلوكيا وعاطفيا من عدة طبقات،
ضد من يضغطون عليك بظلم وجهل!

أو من يبتزونك بقسوة وعمى!

خاصة ممن مؤهلاتهم للتصدر بيولوجية، وليست قيما وكفاءات مثل رئيسك"...

فليست المشكلة أنك لا تستطيع الفكاك من اللئام الأن...

فالعبرة بالاستقلال
الشعوري والفكري؛ فقد يكون هناك بعد مادي مع التصاق
معنوي!

وبالعكس:
فقد يكون هناك قرب مادي وحائط معنوي صلب! تدعمه مهارات البعد عن التلوث السمعي والبصري
وتذويبهما..

وإلا صرت كالأواني المستطرقة!
عافاك الله من الإزعاج..

الاثنين، 18 ديسمبر 2017

في اليوم العالمي للغة العربية .. مع لغة الحب


#اليوم_العالمي_للغة_العربية

في اليوم العالمي للغة العربية

"أيا عمرو كم مهرة عربية * من الناس بليت بوغد يقودها

يسوس وما يدري لها من سياسة * يريد بها أشياء ليست تريدها"

*العامية شتت العرب ومزقتهم إلى أشباه دول، والفصحى كانت توحدهم تحت راية القرآن جنبا إلى جنب مع الوحدة السياسية!

لهفي على الفصحى رماها معشر*** من أهلها! شلت يمين الرامي

لا أعرف العربي يلوي فكه * إن هم يوما فكه بكلام

إن فاه تسمع لكنة ممقوتة * من فيه سكسونية الأنغام

*تذكر أن شعوبا كثيرة قليلة العدد -مقارنة بنا- قد اهتمت بلغاتها وأحيتها، ولم تقل لنفسها أن الإنجليزية هي لغة العصر وتكتف بها!
وصارت تدرس وتعلم بلغتها، وتقدم العلم وتنتجه، ونحن لا زلنا نستهلكه أو حتى نستهلك تطبيقاته وتقنيته دون أن نلحق به..انظر للعبرية واليابانية والألمانية والفرنسية ......

"فما لغة العرب مسموعة * 
من القوم والأكثرون نيام

وما عربية هذا الزمان*
كتلك التي ربيت في الخيام

تحمس جيشا وتنشد شعرا * 
وتعلو الجواد وتجلو الحسام

فأين الإباء وأين السخاء *
وأين الوفاء وأين الذمام

اللغات ليست مجرد وسائل تعبير، بل كل لغة من اللغات هي:
وسط نسبح فيه كالماء أو نحلق فيه كالهواء

وعاء للثقافة 
وإطار للحضارة 
ووسط للتربية

وتؤثر اللغة المحكية والمكتوبة في الشخصية وفي العقل والتفكير والمرجعية الذهنية

سواء كان تأثير أي لغة هو بجرسها وظاهرها أو بعمقها وجوهرها أو بسعة مفرداتها وطبيعة نطقها أو بما حوته اللغة دواوين الأقوام الذين أثروها وسجلوا بها كل ما وصلوا إليه ووصلهم.

ومعلوم أن عزلتك عن اللغة الأم تعزلك كثيرا عن مصادر دينك الأصلية وكنوز الإيمان والمنهاج والسنن والأخلاق، فتقع في الجهل الأسود المظلم وتحسب نفسك عالما وأنت نصف متعلم..

ولا تعجب من أثر اللغة -بذاتها كلغة- في الأخلاق! فهوامر متحقق لو تأملت جيدا وبحثت عن هذه الدراسات، أو حاولت التقصي بنفسك،

فاللغات الرخوة المختصرة الفقيرة أو اللغات الخفيفة المهملة الرسلة المبتذلة كلها تنشئ ابتذالا فكريا ومهنيا ونفسيا وعاطفيا وفقرا ثقافيا وضياعا للهوية في نهاية الأمر .. وتنشئ شخصيات تافهة في المجمل.

والأخلاق صمام للعقائد، فالأخلاق ينبغي أن تأتي مع وليس بعد… وإلا فكيف سيحافظ عديم الأدب على عقيدته-الصحيحة فرضا- التي تعلمها وهو أصلا خائن أو نذل أو جبان أو مقلد أعمى طبيعته المذلة والانسياق خلف الطبل والزمر وبعيدا عن العصا أو انتهازي؟؟

قيمة اللغة الأم:
…. كل لغة بها تراث معرفي ومنطقي وبها خلفيات رمزية وتاريخ وأمثال وروايات واشعار وأغاني مهود تزرع القيم
كل لغة بها كنوز للحكمة الثابتة عند أهلها وخلاصة تجربتهم وترويحهم! وترفيه نفوسهم… بها كل ما اكتشفوا أنه يصلح أو لا يصلح في نهاية المطاف...وهذه أمور ليست قديمة بل خالدة!
فالإنسان هو الإنسان

وبتفاوت هذه المعاني تتفاوت المعادن وبفقدانها نصبح كاللقطاء ثقافيا
وهي في اللغة العربية أرقى وأجمل وأكمل ما يمكن لزخم التجربة والمراحل

* دعوتنا للاهتمام باللغة ليست على حساب تعلم اللغات الأخرى ولا تعارض ولا إزاحة

*كل اللغات آيات، والعربية أشرف اللغات، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله غني قدير واسع عليم، وله الحكمة البالغة، علمناها أو خفيت علينا:
"والله يعلم وأنتم لا تعلمون"
"يخلق ما يشاء ويختار" 
"ما كان لهم الخيرة"

**اللغة العربية لغة خير الكتب ولسان خاتم الرسل؛
صلى الله على الحبيب وسلم

*حجم الخسارة:
• خسارتنا شاملة مع العامية (دينية * دنيوية * مادية* معنوية)

*الشعور يأتي بالتعود، فمن عود نفسه الفصحى سيشعر بها إن شاء الله، وسيفكر بها بعد ذلك، وبذلك نتخلص من العامية التي يحبها المستعمر المخرب، ومع الفصحى الغنية القوية الجزلة الثرية ترتقي الأنفس وتستعيد شيم الأباة من تراثهم الفصيح

*اللغة هي جزء من الذات...
فحين يأتي الأجنبي طوعا للعربية حبا في القرآن فهو هنا يغير دينه راضيا مقتنعا موقنا بتغيير حاضره ومستقبله ومصيره وكل صلاته ومنطلقاته وغاياته، أما نحن فعلام...!

... قال شوقي:

"وتقلدي لغة الكتاب فإنها * حجر البناء وعدة الإنشاء"

*قال سبحانه وتعالى:

{وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ}
الأحقاف

ما عنيتها ليست لغة أجنبية ضد لغة محلية فليست عنصرية، بل رد القوم للغتهم الأم التي انحرفوا عنها، فليس وأدا للسانهم بل تقويما، فاللغة العامية تحدرت من لغة فصيحة، وأي تقليص للفصيحة خسارة للدين، لأن العرب –أولا وخاصة- هم حملة الرسالة (قبل غيرهم) وصلتهم بها تحتاج للغة أن تحيا.

{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} سورة الرعد... ومن أصدق من الله قيلا.

*نحن لا نمجد الذات بل نحافظ على القيمة، ولا نمنع تعلم اللغات بل نمنع الذوبان وفقدان البصمة عند مصافحة الغير!

ولا ننادي بتوحيد لغات الأرض بل ننادي العرب بترك الإنحراف الذي أحدثته الفتن بلسانهم ، ونسأل الله القبول

السبت، 16 ديسمبر 2017

فائدة للعزلة الشعورية و الإعراض عن الجاهلين .."عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتهم"


قال أحد الكرام:
 عندما تلغي أي مصدر تشويش نفسي حولك سترتاح.
فعليك أن تلغي وجود من يستنزفونك نفسيا من دائرة التأثير عليك، 
فلا ترتهن لأحد... وعش بشكل صحي--

فأجابه: "فكيف بمن لابد لي من رؤيته أو معاملته حتى يأتي الخلاص
أو يحدث تغير؟
هذ كلام من ذهب والله
بس أحيانا ما ينفع يشطب تماما!!"

قلت / لعله  يعني قلوبا تكاد تبخع نفسها أسفا ألا يؤمن هذا وذاك من
الممارين،
وقلوب لا تعرض عن ذاك الذي  لديه
 هوى متبع وشح مطاع وإعجاب مرضي برأيه..
  وهذا النأي بالقلب عن الاهتمام والمبالاة بهؤلاء وبكلامهم ومواقفهم
وضغوطهم! إنما هو مثال للعزلة المطلوبة.. الشعورية وليست المادية..
 وكلاهما له دوره ونفعه... وهذا يعالج أمورا كثيرة،
  فقد تكون هناك مسافة مادية وارتهان حسي!..  والعكس قد يكون هناك
قرب مادي وصلابة حسية تحصن صاحبها من الاستهلاك ..
فلست مطالبا بدعوة ونصيحة وتقويم ومعاشرة كل أحد:
"وأعرض عن الجاهلين"..
"عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتهم"

طريق التوبة

( وكل طالب أمر من الأمور فلابد له من:

(1) تعيين مطلوبه
(2) معرفة الطريق الموصل إليه
(3) الأخذ في السلوك.

فمتى فاته واحد من هذه الثلاث لم يصح سيره)

قاله ابن القيّم في المدارج.

وهذا يشمل شؤون الدين والدنيا كما هو واضح..

إلا أن السلبيات الكبرى مثل (الجهل والعجلة والطمع والجزع والشح والهلع)
تجعل ابن آدم ينضبط للدنيا فقط، ويتهاون دينيا في أي مرحلة من تلك المراحل! ...

إلا من تحقق إيمانه وصدقه، فصبر وهذب نفسه:
بالعلم
والأناة
والورع
والبذل
وطلب بالصلاة الصلة والثبات والسكينة من مظانها عند صاحبها ومولاها …

فعسى أن يكون من المتقين المفلحين...

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

أسباب فشل المشروع الإسلامي في بلد ما

هذه فقرات ذكرتها لأحد الأحبة،  من حوار للتدبر حول أسباب إخفاق أحد المشروعات الإسلامية،
لعل فيها نصحا واجبا لأنفسنا، ونفعا لمنتفع يأتي بعدنا..

DrAlmazeny:

سبب من أسباب الفشل هو عدم وضوح التصور والرؤية بدقة كافية

عدم وضوح أو عدم توضيح!  أو عدم وجود لتصور دقيق!

عدم توضيح:  ربما لأنه لا رغبة في الإيضاح ولا وقت!

لا رغبة في الإيضاح والتبيين:  ربما بسبب  الادعاء بأن بيان المنهج مجرد تنظير غير عملي و غير مفيد! رغم أننا أصحاب قضية ومعتقد.  

والادعاء أن المواقف المعنوية العقدية مجرد ترف فكري ورفاهية نخبوية

وربما بسبب خطأ حسابي يخلط بين فقه الدعوة وفقه النزاعات السياسية، ومن ثم يخلط بين التحالفات وبين تنازل المنظومات الفكرية عن مبادئها وقيمها وتحرجها من إعلانها، ثم تغير هذه القيم في ذهن المنتمين لها تحت ضغط الواقع لاحقا رويدا رويدا كجميع الانحرافات عبر التاريخ... فيصبحون دينوقراطيين اختيارا في المناهج لا البرامج ..ولا يرون قدسية لراية أو لواء أو كتاب أو  قضاء..

فظنوا عدم الجدوى أو عدم الملاءمة لوضع وثائق كدستور المدينة أو كتابة اتفاقيات دقيقة وتأويلات للحقيقة العقدية ليسهل فهمها

أو توثيق المنهج وبيان السبيل المشروع والممنوع ليكون كل على بصيرة:

كل هذا رغم أن التخبط والبلبلة والخيبة والتناقضات والتراجعات أتت لأنه لم يكن هناك
منهج غير الشعارات العامة

ومن ثم لم يكن هناك خطاب بيان حالة حقيقي- أسبوعي مثلا- يبين فيه المسؤولون الموقف كما يحدث بالبلاد المتقدمة دنيويا وكما كان يحدث في خطبة ودروس النبي صلى الله عليه وسلم

ولا كان هناك تقييم وتقويم حقيقيين من ممثلين عن الناس، أي من نقباء عن قومهم، ومعهم خبراء مختصون وأهل دراية وخبرة ...

أعني تقييما وتقويما للمشكلات الحقيقية، وليس للتفاصيل الفرعية غير المصيرية، يشمل تقييما للتهديدات والخيانات والمخاوف

فالمسؤول  لم يقم بذلك على وجهه المطلوب..

ولم يكشف الوضع "للشراكة ولتوزيع الحمل وتوسعة العقل وتكبير المساحة"

لأنه لا مرجعية مفهومة للمحاسبة وللاجتهاد في فهم النص وحدوده

إلا فيما يخصه هو وخاصته لو كان ثمة..

فما المعايير للممارسة؟
وكيف تضع رؤاك لتجاوز العوائق

كانت هناك عناوين ولافتات ولم تكن هناك معالم وبدائل!
ولا كانت هناك خطوط حمراء معلنة واقعية وعملية تبين ما يستحيل قبوله

ولا تحصين نظري للكافة رسميا وإعلاميا وثقافيا وتربويا، بحيث يضمن الرقابة التبادلية وتوزيع المسؤوليات والصلاحيات وعرقلة الرجوع للخلف

ولم تكن هناك  حدود أو مرجعية محددة للثوابت المطلوبة للتحاكم وللولاية أو للانحياز وللمناورة

أعني ضوابط  تبين الميزان وتوضح الفارق بين المسموح والممنوع..

ضوابط واعتبارات تبين ما يمكن التنازل عنه أو  التضحية به وما يستحيل تركه..

بين ما هو شكلي وما هو جوهري..

معنى هذا أنه ينبغي من أول يوم في طريق البناء ومن أول خطوة فيه أن يكون هناك منهج واضح غير غامض.
وآلية لحل المشكلات وفض الخلافات الداخلية! ومع الشركاء والمنافسين!
وأسس للمحاكمة وللتنفيذ ..

ينبغي أن تكون هناك تصورات أصلية وأخرى بديلة للطوارئ..

برنامج مترجم ومنزل واقعيا قدر الوسع  به تصور للتفاصيل والخيارات
وإلا فما فائدة هذه العقول التي تعمل يوما بيوم

هناك أسباب أخرى  للفشل منها الخلل  الإداري وعدم المكاشفة والشفافية، سواء بغلق الغرف وحجب التطورات  أو بترك المشورة أو عدم الاعتداد بها

منقول أدناه:

"هل هناك في التناقُضات أوضح من هذا؟! أنتم توهمون الناس أنكم تدعُون لسيادة الشريعة، بينما الواقع أنكم تنادون بسيادة الفرد”

“. لا فرقَ بين حاكمٍ فَرْدٍ ينبُذ الشرعَ، أو مجلس تشريعيٍّ يمارسُ العملية نفسها. وهذا مقتضى قول الله تعالى: (إن الحكمُ إلا لله).”

" فالحكومات حين تنبذُ مرجعية الإسلام بالقوةِ أو بالتصويت، ثم تحولُ بين الناس وبين الاحتكام إلى دينهم، فالنتيجة سقوط شرعية الحكومة، لا سقوط سيادة الإسلام.”

"شرعية الأفعال والتصرفات والدول، وحدود الحقوق والالتزامات تقاسُ بالشريعة، وليس بقرار بشرٍ، فرداً كان أو جماعةٍ. مرجعية الشريعة في الدولة المسلمة مادةٌ دستورية أو (فوق دستورية) كتبها الله في كتابه، فلا يغيرها تصويتٌ ولا اقتراعٌ. وتعطيل هذه المادة (بالقوَّةِ أو بالتصويت)، لا يعني أن آثارها القانونية انتهت. فالتشريع الذي يعطلُ عقوبة القصاص من قاتل العمدِ -مثلاً- ويكتفي بسجنِه، لن يكونَ له أثرٌ في إثبات عصمة دماء القتلة. فمتى سقط هذا التشريع، أو سقطت الدولة التي فرضته، وجاءت دولةٌ تلتزم مرجعيَّة الشرع، فحقُّ القصاص ثابتٌ، وليس لأحدٍ أن يقول: إن الجريمة وقعت قبل اعتماد الشريعة مرجعاً. وقس على ذلك سائر الأحكام والتشريعات الإسلامية. فتعطيلها عملياً، لا يعني أن آثارها في عصمة الدماء والأموال وإثبات الحقوق انتهت.”

"تريدون نقلَ حقَّ العبث بالشرع، من قصر الرئاسة إلى قبة البرلمان!”
"أما نحنُ فلو أطاعنا هذا المتغلِّب، أو قدرنا على إلزامه، فسوف ننصبُ فوقه مجلساً يراقب التزامه بالشرع، ويملك حقَّ عزله ومحاسبته لو نبذ مرجعية الإسلامِ ورفض الاحتكام إليه.
فهل أدركتُم الفرقَ بيننا وبينكم الآن ؟
نحن مرجعية الشرع لدينا محسومةٌ، وإنما نبحثُ عمَّن يحولها إلى واقعٍ عمليٍّ.

"فإن أردتم برهاناً إضافياً بشرحُ الإشكال لديكم، فاقرأوا معي الفقرة الآتية:
أنتم تستدلون بآية: (لا إكراه في الدين) كي تسندوا رأيكم في عدم جواز الحكم بشريعة الإسلام دون تصويتٍ واستفتاءٍ. فهلا أخبرتمونا من أين تسرَّب إليكم هذا الفهمُ للآية ؟
تلك الآيةُ الكريمةُ إنما يستدلُّ بها في هذا الموضع ذاك الليبرالي والعلماني الذي يأبى أن يستندَ نظامُ الدولة لمرجعية دينيةٍ، سواءٌ جاءت هذه المرجعيَّة عبر فردٍ متغلِّبٍ، أو عبر صناديق الاقتراع، لأنه يرى الدين التزاماً شخصياً لا يجوز إقحامه في مرجعيَّة الحك

م بأي طريقٍ.
تلك هي الرؤية الليبرالية العلمانية المعروفة، ومنها انطلق أصحابها في تفسير خاطئ لآية (لا إكراه في الدين)، كي يثبتوا أنه لا يجوز أن يستند نظامُ الحكم لمرجعية دينيةٍ.
لكن ماذا عنكم أنتم يا من تريدون فرضَ مرجعيةِ الدين عبرَ صناديق الاقتراع ؟ هل يصلح لكم أن يستندَ لمثل هذه الآية ؟
أصحاب نظرية (سيادة الأمة) متى حصلوا على أغلبية الثلثين مثلاً، ونجحوا في تثبيت مرجعية الشريعة في الدستور، فهم -في النهاية- سوف يُلزِمُون الثلث المتبقي بمرجعية الشريعة الإسلامية. أي أنهم سيمارسون ( الإكراه في الدين )! ولا مفرَّ لهم من هذه الحقيقة إلا أن يراجعوا فهمهم للآية الكريمة، فيكفُّوا عن قراءتها بأعينٍ ليبراليةٍ علمانيةٍ.

تلك الآية الشريفة لا علاقة لها بنصب الشريعة مرجعيةً لنظام الحكم. فهي إنما تتحدثُ عن إكراه الكافر على اعتناق دين الإسلام. وأما اعتمادُ مرجعية الشرعِ، فليس هذا من الإكراه الممنوع في الآية. ومن أصرَّ على هذا الفهم، فإن عليه ألا يحكم بشريعة الإسلام حتى يحصل على تأييدٍ كليٍّ يبلغ نسبة (100%) من الأصوات!" انتهى النقل

الاثنين، 11 ديسمبر 2017

حول شرح دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ومفهوم قبول النعمة ..واجعلنا شاكرين لنعمتك قابلين لها!

قال لي تأمل هذا الدعاء الجليل الجامع
وتأمل في معنى كلمة
"قابلين لها" !
وفي معنى دعائنا وتعوذنا أن نبتعد عن "ما بطن" من الفواحش!
من دعاء خاتم الأنبياء صلى الله عليه سلم
((اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا،
وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ،
وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ،
وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا، وَقُلُوبِنَا، وَأَزْوَاجِنَا، وَذُرِّيَّاتِنَا،
وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ،
وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمِكَ مُثْنِينَ بِهَا عَلَيْكَ، قَابِلِينَ لَهَا، وَأَتِمِمْهَا عَلَيْنَا))

رواه أبو داود وابن حبان، والبزار وبنحوه للحاكم ووافقه الذهبي وكذا البخاري في الأدب المفرد وغيرهم رحمهم الله جميعا وجزاهم خيرا


"هناك  مراحل أسوأ من مرحلة التقصير في
محاولة شكر النعمة:

منها مرحلة الغيبوبة والبلادة
حالة عدم إدراك وجود النعم:
الاغتراف مع عدم الاعتراف..

فيكون المرء راتعا في ظروف أفضل من غيره، 
أو يرزق شيئا معنويا أو شيئا ماديا ويقابله ببرود وجحود وشكاية من المفقود..

وهناك من يعرف النعمة ولا يقبلها ..
فيقر لك بأنها هدية ربانية ويلوك الوضع بلسانه ويكفره بقلبه..
أو يدسها في التراب..
كمن وأدوا البنات قديما، وخلفاؤهم الآن يدفنون حقوقهن المعنوية والمادية
 ويطمرونهن باسم العرف والرجولة والله خصيمهم..

قد المرء يسخط على النعم 
 أو لا يراها نعما أساسا: 
لاقتصاره على حظ نفسه العاجل دون النظر للعواقب والنصيب.
 ولقصر نظره عن النتائج والمآلات الختامية،
 ولاكتفائه بالظاهر المادي من الأمور دون حساب المعاني وبواطن الخيرات..
أو للشح في نفسه والبخل بالوقت والجهد والمقدرات برعونة من يريد الكسب
الفوري فقط أو المقدم على البذل.
وفي الجملة من نسي الله فكأنما سقط من السماء في مكان سحيق...نسأل الله العافية

الأحد، 10 ديسمبر 2017

حول تفسير قوله تعالى: { ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين }

قال تعالى:

{ ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين }

كانت هذه الموعظة بالمبادرة كفيلة بنجاتهم لو أنهم تشجعوا وامتثلوا

وإيَّاك جَزعًا لا يَهُولُكَ أمرُهَا ... فَمَا نَالَهَا إلا الشُّجاعُ المُقّارعُ!



"أما هؤلاء فماتوا جميعاً في التيه،
وبقي أبناؤهم، فامتثل الأبناء أمرالله عز وجل، وهبطوا للشام فقاتلوا الجبارين ثم عادوا إلى البيت المقدّس."

فلماذا عوقبوا هذه العقوبة العجيبة بالتيه ولم يعاقبوا بأي أذى آخر!
لأن مخالفتهم عجيبة! فكيف تقرون لنبيكم وتردون عليه أمره!

قالوا:

{إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }
فعاقبهم بالتيه أربعين سنة..
وهو تيه عجيب فهم لا يمشون بعيدا يمينا وشمالا
ولا يصلون للقطب الشمالي أو الجنوبي
بل يدورون حول أنفسهم في بقعة ضيقة في تخبط وحيرة وضياع
يذكرنا بالتلاطم بين المناهج والبرامج والحلول واللف والدوران
.
قوم عوقبوا لتناقضهم وجبنهم وكسلهم وعدم تحملهم مسؤولياتهم فهاهم

"يتيهون في مقدار خمسة فراسخ أو ستة!"

ظلموا أنفسهم: حيث أوقعوها في البلاء والمحنة، التي هي العقوبة وليست هي التضحية.

"فوقعوا في التيه بين مصر والشام
فكانوا يمشون النهار فيبيتون حيث أصبحوا!
يمشون الليل فيصبحون حيث أمسوا!"

"وظلوا كذلك بعد أن وقعت نفوسهم في شبكة الحظوظ والشهوات،
وربطت بعقال الأسباب والعادات!"

وهذه عاقبة من اهتم بالبدن وترك النفس والقلب أن يهذبهما بالبذل والشجاعة والطاعة والصبر:

أَتُكَمِّلُ الفَانِي وَتَتْرُك باقياً ... هَمَلاً ، وأَنت بأمرِه لم تحفلِ؟

فالجسمُ للنفس النفيسةِ آلةٌ ... ما لَمْ تُحَصِّلْه بها لم يحْصُلِ

يَفْنَى ، وتَبقى دائماً في غِبْطةٍ ... أو شِقْوةٍ وندامة لا تنْجَلِي

أعْطِيتَ جِسْمَكَ خادماً فخدمْتَه ... أَتُمَلِّكُ المفضولَ رِقَّ الأفضلِ؟

شَرَكٌ كثيفٌ أنتَ في أحْبَالِهِ ... مَا دام يُمكنك الخَلاصَ فَعَجِّلِ

مَنْ يستطيعُ بلوغَ أَعْلَى مَنزلٍ ... ما بالَهُ يرضَى بأدنَى مَنْزِل!

"الامتحان في الدنيا يكون بالقواطع والعلائق"
أي بما يمنعك ويقطعك ويعيقك من صعوبات
أو بما يجذبك ويشدك من مغريات ورغبات وكسل وراحة
فهناك ينقسم الناس
من يعتصم بالله
"ومن يتيه في مهامه شكوكه وأوهامه!".