الخميس، 21 ديسمبر 2017

الجار السيء في الفيسبوك.. سؤال و جواب ..

قصة قصيرة لعلها ذات فائدة:

قال لي  صاحبي:
لقد أخطأت مرتين حين أضفت رئيسي في العمل
على وسائل التواصل الخداعية تلك

لديه تسلط مع جهل وتحيز شديدين،
فإذا رآني كتبت استغفارا وطلبا للعفو من الله تعالى،
أو كتبت قصيدة فيها عدم رضا عن النفس وذم لها وزجر للهوى...
تكلم معي بتعالى بعض الوطنيين الدولجيين العراة من كل شيء..الذين يرون أنهم قمة في الدين والرياضة
والفنون السينمائية والموضة والآداب والتخصص المهني والوطنية، وأنهم الأطيب والأجمل والأعدل والأكمل!

وتحدث بشماتة وكبر وأستاذية عن ذنوبي،
وعن نصائحه!  وقربه من الله تعالى والأقدار التي تخدمه!،
وسلخني
كأني ارتكبت الفواحش

وفي النهاية يقول "معلش كلامك معبر، ولازم تقرب من ربنا، وخليك متوازن "مثلي" ووو...."

هذا بعد أن تعجرف علي وكاني ارتكبت كبيرة من الكبائر أمام الملأ..

وعبثا حاولت
أن أفهمه أن هناك ما نستغفر منه غير تلك الانحرافات المبتذلة والسقطات البذيئة الضخمة.

فقد نستغفر من التقصير ومن الضجر وغير ذلك، وقد نستغفر من اللمم وسوء التقدير، ومن ذنوب الماضي، ومما لم نعلمه ولا نذكره..

وكلنا خطاء في المجمل...

وأما إذا قلت بعد سؤاله "الحمد لله أنا بخير تمام"

قال ما معناه:
إذا أنت قوي غني فتي خلي، ولديك موفور الطاقة والقوت والوقت والخيارات، ومرتاح تماما، و لماذا إذا لم تفعل كذا ولم تقم بكذا ولم تنفق في كذا وتركت كذا!

ولماذا إذا قلت هذا ولم تقل ذاك وأنت لست محتاجا لشيء ولديك القدرة بلا إرادة إلخ....

ومن ثم حاسبني على الكلمة كأني عنيت أني من المترفين الموسرين أو بالأحرى من المفترين...

كل هذا لأني تحشمت أن أقول له أني متعب منهك أو مدين أو لدي مشكلات ومعاناة!
ولأني آثرت أن أقتصر على الحمد والشكر..

لكوني لا أحب تكرار التوجع،
وهذا هو الأدب مع جناب الرب تبارك وتعالى…

ولا أحبذ دخوله في تفاصيل معيشتي، كوصي وموجه "حشري"، أو كناظر ومفتش متناقض دينيا، أو كمشرف مغرور عامة، هذا بفرض حسن النية!

فضلا عن كونه كما تعلم يعيش كالدواب دينيا ودنيويا.

فهو يؤيد كل باطل بمنتهى الحماسة والتسامح، وينفر من الحق مقدما شكلا وموضوعا..

ومن ثم فهو ضال في نصحه وحساباته وموازينه، هذا لو فكر أن يقوم معوجا
من وجهة "حوله"..

فماذا أفعل في هذا التشوه النفسي والمزاج السوداوي!

قلت:  كما تتعلم الأن أن تفصل أبناءك معنويا عن المفسدات المحيطة بالانترنت والثقافة
و...

وأن تضع لهم حاجزا علميا ونفسيا، يقيهم من التأثر بالإعلام والخلطة الضارة، التي لا مفر منها في مواقف معينة..

فلابد من اتقان وسائل للكبار، للعزلة الشعورية.

أي لبناء حاجز داخل القلب أو حوله، وحاجز عقلي ومعرفي!

وحيل ذهنية...
لتحمي الذات من الألم والوجع والشعث والشك...

فيكون سدا علميا وسلوكيا وعاطفيا من عدة طبقات،
ضد من يضغطون عليك بظلم وجهل!

أو من يبتزونك بقسوة وعمى!

خاصة ممن مؤهلاتهم للتصدر بيولوجية، وليست قيما وكفاءات مثل رئيسك"...

فليست المشكلة أنك لا تستطيع الفكاك من اللئام الأن...

فالعبرة بالاستقلال
الشعوري والفكري؛ فقد يكون هناك بعد مادي مع التصاق
معنوي!

وبالعكس:
فقد يكون هناك قرب مادي وحائط معنوي صلب! تدعمه مهارات البعد عن التلوث السمعي والبصري
وتذويبهما..

وإلا صرت كالأواني المستطرقة!
عافاك الله من الإزعاج..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق