الاثنين، 18 ديسمبر 2017

في اليوم العالمي للغة العربية .. مع لغة الحب


#اليوم_العالمي_للغة_العربية

في اليوم العالمي للغة العربية

"أيا عمرو كم مهرة عربية * من الناس بليت بوغد يقودها

يسوس وما يدري لها من سياسة * يريد بها أشياء ليست تريدها"

*العامية شتت العرب ومزقتهم إلى أشباه دول، والفصحى كانت توحدهم تحت راية القرآن جنبا إلى جنب مع الوحدة السياسية!

لهفي على الفصحى رماها معشر*** من أهلها! شلت يمين الرامي

لا أعرف العربي يلوي فكه * إن هم يوما فكه بكلام

إن فاه تسمع لكنة ممقوتة * من فيه سكسونية الأنغام

*تذكر أن شعوبا كثيرة قليلة العدد -مقارنة بنا- قد اهتمت بلغاتها وأحيتها، ولم تقل لنفسها أن الإنجليزية هي لغة العصر وتكتف بها!
وصارت تدرس وتعلم بلغتها، وتقدم العلم وتنتجه، ونحن لا زلنا نستهلكه أو حتى نستهلك تطبيقاته وتقنيته دون أن نلحق به..انظر للعبرية واليابانية والألمانية والفرنسية ......

"فما لغة العرب مسموعة * 
من القوم والأكثرون نيام

وما عربية هذا الزمان*
كتلك التي ربيت في الخيام

تحمس جيشا وتنشد شعرا * 
وتعلو الجواد وتجلو الحسام

فأين الإباء وأين السخاء *
وأين الوفاء وأين الذمام

اللغات ليست مجرد وسائل تعبير، بل كل لغة من اللغات هي:
وسط نسبح فيه كالماء أو نحلق فيه كالهواء

وعاء للثقافة 
وإطار للحضارة 
ووسط للتربية

وتؤثر اللغة المحكية والمكتوبة في الشخصية وفي العقل والتفكير والمرجعية الذهنية

سواء كان تأثير أي لغة هو بجرسها وظاهرها أو بعمقها وجوهرها أو بسعة مفرداتها وطبيعة نطقها أو بما حوته اللغة دواوين الأقوام الذين أثروها وسجلوا بها كل ما وصلوا إليه ووصلهم.

ومعلوم أن عزلتك عن اللغة الأم تعزلك كثيرا عن مصادر دينك الأصلية وكنوز الإيمان والمنهاج والسنن والأخلاق، فتقع في الجهل الأسود المظلم وتحسب نفسك عالما وأنت نصف متعلم..

ولا تعجب من أثر اللغة -بذاتها كلغة- في الأخلاق! فهوامر متحقق لو تأملت جيدا وبحثت عن هذه الدراسات، أو حاولت التقصي بنفسك،

فاللغات الرخوة المختصرة الفقيرة أو اللغات الخفيفة المهملة الرسلة المبتذلة كلها تنشئ ابتذالا فكريا ومهنيا ونفسيا وعاطفيا وفقرا ثقافيا وضياعا للهوية في نهاية الأمر .. وتنشئ شخصيات تافهة في المجمل.

والأخلاق صمام للعقائد، فالأخلاق ينبغي أن تأتي مع وليس بعد… وإلا فكيف سيحافظ عديم الأدب على عقيدته-الصحيحة فرضا- التي تعلمها وهو أصلا خائن أو نذل أو جبان أو مقلد أعمى طبيعته المذلة والانسياق خلف الطبل والزمر وبعيدا عن العصا أو انتهازي؟؟

قيمة اللغة الأم:
…. كل لغة بها تراث معرفي ومنطقي وبها خلفيات رمزية وتاريخ وأمثال وروايات واشعار وأغاني مهود تزرع القيم
كل لغة بها كنوز للحكمة الثابتة عند أهلها وخلاصة تجربتهم وترويحهم! وترفيه نفوسهم… بها كل ما اكتشفوا أنه يصلح أو لا يصلح في نهاية المطاف...وهذه أمور ليست قديمة بل خالدة!
فالإنسان هو الإنسان

وبتفاوت هذه المعاني تتفاوت المعادن وبفقدانها نصبح كاللقطاء ثقافيا
وهي في اللغة العربية أرقى وأجمل وأكمل ما يمكن لزخم التجربة والمراحل

* دعوتنا للاهتمام باللغة ليست على حساب تعلم اللغات الأخرى ولا تعارض ولا إزاحة

*كل اللغات آيات، والعربية أشرف اللغات، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله غني قدير واسع عليم، وله الحكمة البالغة، علمناها أو خفيت علينا:
"والله يعلم وأنتم لا تعلمون"
"يخلق ما يشاء ويختار" 
"ما كان لهم الخيرة"

**اللغة العربية لغة خير الكتب ولسان خاتم الرسل؛
صلى الله على الحبيب وسلم

*حجم الخسارة:
• خسارتنا شاملة مع العامية (دينية * دنيوية * مادية* معنوية)

*الشعور يأتي بالتعود، فمن عود نفسه الفصحى سيشعر بها إن شاء الله، وسيفكر بها بعد ذلك، وبذلك نتخلص من العامية التي يحبها المستعمر المخرب، ومع الفصحى الغنية القوية الجزلة الثرية ترتقي الأنفس وتستعيد شيم الأباة من تراثهم الفصيح

*اللغة هي جزء من الذات...
فحين يأتي الأجنبي طوعا للعربية حبا في القرآن فهو هنا يغير دينه راضيا مقتنعا موقنا بتغيير حاضره ومستقبله ومصيره وكل صلاته ومنطلقاته وغاياته، أما نحن فعلام...!

... قال شوقي:

"وتقلدي لغة الكتاب فإنها * حجر البناء وعدة الإنشاء"

*قال سبحانه وتعالى:

{وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ}
الأحقاف

ما عنيتها ليست لغة أجنبية ضد لغة محلية فليست عنصرية، بل رد القوم للغتهم الأم التي انحرفوا عنها، فليس وأدا للسانهم بل تقويما، فاللغة العامية تحدرت من لغة فصيحة، وأي تقليص للفصيحة خسارة للدين، لأن العرب –أولا وخاصة- هم حملة الرسالة (قبل غيرهم) وصلتهم بها تحتاج للغة أن تحيا.

{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} سورة الرعد... ومن أصدق من الله قيلا.

*نحن لا نمجد الذات بل نحافظ على القيمة، ولا نمنع تعلم اللغات بل نمنع الذوبان وفقدان البصمة عند مصافحة الغير!

ولا ننادي بتوحيد لغات الأرض بل ننادي العرب بترك الإنحراف الذي أحدثته الفتن بلسانهم ، ونسأل الله القبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق