الثلاثاء، 25 أبريل 2023

الدين و الكفاءة في الزواج

مقتطفات من حوار قديم للفائدة
الوقاية من الطلاق خير من العلاج.//ومعلوم ان بعض المعايير غير المعتبرة شرعا يعتبرها الفقيه في حالات عموم البلوى.. ليس اعتبارا لذاتها ولا اعترافا بها.. لكن لكونها ضررا ولكونها مؤثرة عمليا وواقعيا عند حديثي العهد وعند ضعيفي الإيمان ووسط المجتمع المنتكس والمختلط... 

. وكثير من الناس يفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن تزويج صاحب الدين والخلق بشكل خاطئ, يرد عليه فعل النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ليبين الفهم الصحيح تخصيص الكلام وتوجيهه... 
 كلنا نتمنى أن الستر لهن، وأن تستقر وترضى كل فتاة بالأفضل لروحها، لكن الدين ليس بالاكراه والزواج كذلك، ولربما تستطيع أن تضغط في الأول وتتم الزيجة ولكن ليس العمر المشحون قابلا للاستمرار دوما . الطلاق حولنا مآس من أسبابها الاختلاف في التناسب. وهناك نصوص عن تأخير الصعلوك الذي لا مال له، وعن تأخير الذي هو كثير الأسفار أو القاسي.. خاصة عند وجود البدائل وعدم خشية الفتنة .. 
فمن حقك التقدم ومن حقها القبول, لكن هناك اعتبارات لم يهملها الشرع.. 

وضع الشرع بعد الدين والخلق النظر والقبول والألفة! بل أحل له لفقهاء النظر ليديها وغير ذلك ليعرف صفتها هل هي ممتلئة أم لا وغير ذلك, 

 ..فقد قالت الصحابية وهي تختلع: لا أعيب عليه خلقا ولا دينا.. لكنها لا تقبله شكلا وشخصية, ولم يقل لها النبي صلى الله عليه وسلم انه ذو خلق ودين اذا لا نرفضه, بل أٌقر رفضها..وكذلك قد رفضت الصحابية بريرة الزواج من الصحابي مغيث
 " الرجوع", وقال لها النبي صلى الله عليه وسلم إنما أنا شافع ..يعني وسيط ولم يقل لها هو ذو دين وأمانة وخلق فتزوجي , وأبطلت صحابية أخرى العقد الذي عقده وليها مؤقتا دون موافقتها ' فأوقف النبي صلى الله عليه وسلم العقد حتى تبين للناس أنه عقد معلق وليس من حق وليها ابرامه دون موافقتها ولم يقل لها العريس ذو خلق , ثم وافقت, لتثبت أنه يلزم رضاها وقبولها الشخصي...وليس المبدأ أن كل شاب ذي دين علينا تزويجه منها وهو مقرر مفروض ملزم مقبول جبرا..... , وهنا نقل عن الكفاءة في الزواج:






:1- فقال مالك : إنها الدين، وفي رواية عنه أنها ثلاث: الدين، والحرية، والسلامة من العيوب

.2- وقال أبو حنيفة: هي الدين والنسب .

3- وقال أحمد: هي خمسة: الدين، والنسب، والحرية، والصناعة، والمال.

4- وقال أصحاب الشافعي: يعتبر في الكفاءة الدين والنسب والحرية والصناعة والسلامة من العيوب المنفرة، 


ولهم في اعتبار الغنى واليسر ثلاثة أوجه:أ- اعتباره. ب- اهماله ج- اعتباره في أهل المدن واخفاؤه في البوادي.

وكفاءة الدين يُراد بها التدين والطاعة، فالفاسق لا يكافئ بنت الصالح، لأن فسقه عار كبير، 

 وكفاءة الحرفة: معناها تقارب الزوجين فيها، لكي يتفهم كل طرف طبيعة العمل، والجهد المبذول فيها من جانب شريك الحياة."


وهذه ليس اشتراطات صحة دوما بل كمال.. بل حسب المقام قد تلزم وهي واجبة النظر مراعاة للمآلات. 



 " اتفقوا على أن التكافؤ يكون لصالح الزوجة ، وليس لصالح الزوج ، بمعنى إذا كان الزوج من عائلة شريفة جدا فله أن يتزوج زوجة من عائلة ضعيفة جدا ؛ لأن في إمكانه أن يدفع العار لو كان يعير بذلك بالطلاق ، أما الزوجة فلأنها لا تملك الطلاق ؛ فكان لها شرط الكفاءة الذي يناسبها من بادئ الأمر."

الأحد، 16 أبريل 2023

وصية في تربية الأبناء

.. نحن في زمن صعب بالفتن.. والفقهاء يعتبرون بالإكراه والضرر عند خوف افتتان المسلم فلا يشددون بل يتركون أمورا هامة خشية الأسوأ ومفاداة لشر الشرين... وهو وقوع الشخص في الشرك والنفور من الدين والفرار واللحاق بالضالين ولو بعد حين... وليس هناك فتيا عامة للتربية، فكل حالة لها ما يصلحها. ونوصي أنفسنا بالتربية بالقصص والقدوة أولا. وتعريفهم بسبل ترك التواكل والتساهل. ويجب الدعاء لهم بالتوفيق للعمل الصالح. ومنحهم زادا كبيرا من التعلم دون قهر. ليتخزن في عقولهم وذاكرتهم. والتركيز على أن سعينا انما هو لتطهير القلب وغايتنا التوفيق للصبر والاستعانة.. والسير بهم لسنوات بالصبر والتغافل مع قصص الصالحين من كتاب مثل سير اعلام النبلاء بتبسيطها. ومع ادلة الدين العقلية من كتب الرد على الالحاد بتبسيط المنطق لهم .. وترك الشدة وتعريفهم بمحبة الله وإجلاله من كتب ومحاضرات شروح الأسماء الحسنى. والله أعلم.

الخميس، 13 أبريل 2023

منقول/ عن فتنة الاستبداد والملك الجبري وهدمهما للدين. من /مآلات الخطاب الفقهيِّ - والإيماني- في فترات الاستبداد أحمد مرعي المعماري

منقول للتأمل /
من الآثار العقدیَّة بسبب الاستبداد والملك الجبري الكسروي.. 

اتساع خيوط عَلْمَنَة بعض التيارات
تحت الضغط المادي والثقافي بحجَّة تحصيل المصالح وتقليل المفاسد، حتى إذا أفاقت من سباتها وجدت المفاسدَ قد أكلت ثوابتها وخرمت مبادئها..

 
توسيع دائرة التسامح بإفراط مخل بخصوصية الذات، لتصل تحت الضغط إلى التمايع، ويتحول التعايش إلى ذوبان.

تشويه الخطاب الإسلاميِّ وجعله في موضع المتهم الذي يبقى مدافعًا عن نفسه؛ جراء التهم الموجهة إليه، من أجل إرضاء الآخرين بالمنهج الإسلامي، ولُوِيت أعناق النصوص لذلك. 

تقزيم مفهوم الشريعة في خطاب بعض المتحدثين:
"اختزال مفهوم الشريعة لتصبح السياسة الشرعيَّة الحقة لا الاستثناءات العابرة ومسائل مثل أهلية الحاكم ومرجعية العقد الاجتماعي وأصل الدين ومعقد الولاءات وحقوق وكرامة الإنسان وكفالة الخصوصيات والحريات ومقاصد العدالة الاجتماعية، والمساواة بسواسية الموظفين والنزاهة في الإجراءات الانتخابية وانتقاء القضاة والحوكمة وقيم الإعلام والتعليم والتثقيف؛ كل ذلك يصبح لا علاقة له بالشريعة التي يُراد تطبيقها والدين الذي يُدعى الناس إليه ويحصر الكلام في مسائل معينة"

وبهذا يستهلك الخطاب الفقهيُّ وينشغل بالهامش ويترك المتن وهذا من شأن السياسي أن يحوِّل الهامشَ إلى متنٍ والمتنَ إلى هامشٍ حتى ينشغل الخطاب المجتمعي بعيدًا عن مفاصل واقعه.

"إن أثر الاستبداد ظهر في تثبيط الهِممِ عن علاج المسائل المتعلِّقة بأصل الحكم، ومن ثمَّ اشتغل بعضهم بألوانٍ من الترف العقليِّ وعكفوا على البحوث الفلسفيَّة والنظريَّة والفرعيَّة مما لا يضير الحكَّام المجرمين أن تؤلَّف فيه المجلدات الضخام. 

 تضخيم المسائل الفرعيَّة وتوسيع مساحة الخلاف في الفروع والفضائل ويظهر الكلام عن مسائل العبادات دون مسائل الدنيا الكبرى المؤثرة في الدين ، وكذلك التوسع في سدِّ الذرائع على حساب فتحها.

حصر الفقه في "المظهر الديني" للعبادة دون "المظهر الاجتماعي والمظهر الكوني". وهو ما قام به "فقهاء التقليد المتعصب الأعمى" و"فقهاء السلاطين " الذين سجنوا الفقه، ومحتوياته في حدود قيم العصبيات وجعلت محورها "القوة فوق الشريعة" بعد أن كان محور القيم "الشريعة فوق القوة"، مما أدى إلى إهمال الفقه المتعلِّق بـ"الأمة" وعناصرها في الهجرة، والرسالة، والإيواء، والنصرة، والولاية، وانحسار ميادين الفقه إلى ما يتعلَّق بـ"الفرد. 

منقول/ حوار عن فتنة الاستبداد والملك الجبري وهدمهما للدين.
 من موجز كتاب /مآلات الخطاب الفقهيِّ في فترات الاستبداد 
لأحمد مرعي المعماري.