الجمعة، 5 مايو 2017

من تفسير سورة الأعراف

" وماذا يملك السلطان إذا رغبت القلوب عما يملك السلطان، إنه موقف من المواقف الحاسمة في تاريخ البشرية، هذا الذي كان بين فرعون وملئه والمؤمنين من السحرة السابقين، إنه موقف حاسم في تاريخ البشرية بانتصار العقيدة على الحياة، وانتصار العزيمة على الألم، وانتصار الإنسان على الشيطان، إنه موقف حاسم في تاريخ البشرية بإعلان ميلاد الحرية الحقيقية؛ فما الحرية إلا الاستعلاء بالعقيدة على جبروت المتجبرين وطغيان الطغاة، والاستهانة بالقوة المادية التي تملك أن تتسلط على الأجسام والرقاب وتعجز عن استذلال القلوب والأرواح، ومتى عجزت القوة المادية عن استذلال القلوب فقد ولدت الحرية الحقيقية في هذه القلوب إنه موقف حاسم.... .... إنما وقعت اللمسة الخفية التي تسلك الكوكب المفرد في الدورة الكبرى، وتجمع الذرة التائهة إلى المحور الثابت، وتصل الفرد الفاني بقوة الأزل والأبد، وقعت اللمسة التي تحوّل الإبرة فيلتقط القلب إيقاعات القدرة، ويتسمع الضمير أصداء الهداية، وتتلقى البصيرة إشراقات النور، وقعت اللمسة التي لا تنتظر أي تغيير في الواقع المادي ; ولكنها هي تغير الواقع المادي ; وترفع الإنسان في عالم الواقع إلى الآفاق التي لم يكن يطمح إليها الخيال، ويذهب التهديد ويتلاشى الوعيد ويمضي الإيمان في طريقه لا يتلفت ولا يتردد ولا يحيد" انتهى النقل من ظلال سورة الأعراف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق