الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

أخو أبو جهل..نسبا!

"لا تأسفنَّ لما مضى واحرصْ على**
إصلاحِ ما أبقيتَ باستكثارِ"

*أحيانا يكون ظاهر الأقدار موجعا جدا، ويبدو كنهاية للراحة وبداية للتشرد والألم، لكن
الوحدات الزمنية الدنيوية ليست نهاية المشهد ولا هي الحقيقة المطلقة،
ولا الحسابات الوقتية الظرفية هي الخير دوما!
ومراجعة النفس بعد المحطات الكبرى بفترة تريك ذلك




هذا هو أخو أبو جهل! نسبا.
هو الصحابي الجليل الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم.
هو ابن عمِّ خالد بن الوليد، وأمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة.


وهو الذي انتقده سيدنا حسان رضي الله عنه لهروبه يوم بدر قبل إسلامه :
بقوله:


(إنْ كُنْتِ كَاذِبةَ الَّذي حَدّثْتِنِي
فَنَجَوتِ مَنْجَى الحَارِثِ بْنِ هِشَامِ


تَـرَكَ الأحِبَّةَ أنْ يُقَاتِلَ دُونَهُمْ وَنَـجَا
بِـرَأسِ طـمِـرَّةٍ وُلِجَامِ




فأجابه الحارث:


الله يَعْـلمُ مَـا تَرَكْتُ قِتَالَهُمْ
حَتَّى رَمَوْا فَرَسِي بِأشْقَرَ مُزْبِدِ


فَعَلِمـْتُ أنِّي إنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا
أَقْـتلْ وَلَا يَبْكِي عَدُوِّي مَشْهَدِي


فَفَرَرْتُ عَنْهُمْ وَالأحِبَّةُ فِـيهمُ
طَـمَعًا لَـهُمْ بِعِقَابِ يَوْمٍ مُـفْسِدِ


ويقال: إن هذه الأبيات أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار.)


وقد أراد الله به خيرا بأن هزم وفر في ذلك اليوم،
ولم يكن ممن مات كافرا..فكان باطن الأقدار خيرا له،
بحسابات الحق وموازين الصدق،




هل تمسك بالرخاء واستراح في عهد العز؟

"والعلمُ مهما صادفَ التقوى يكنْ ** كالريحِ إذْ مرَّتْ على الأزهارِ"

(خرج الحارث بأهله وماله من مكة إلى الشام
فتبعه أهلُ مكّة!
فقال:
لو استبدلت بكم دارًا بدار ما أردْتُ بكم بدلًا، ولكنها النقلة إلى الله، فلم يزل مجاهدًا بالشام حتى ختم الله له بخير...)




(وكان الحارث يضرب به المثل في السؤدد حتى قال الشاعر:


أظَنَنْتَ أنَّ أبَاكَ حِينَ تَسُبُّني
فِي المَجْدِ كَانَ الحَارِثَ بْنَ هِشَام!


أوْلَى قُرَيشٍ بِالمَكَارِمِ وَالنَّدَى
فِي الجَـاهِلِيَّةِ كَـانَ وَالإسْلَامِ)


(فكان بعد الإسلام سَيِّد بني مخزوم ليس أحد يعدل به إلا أهل السّوابق مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم..)
رضي الله عنه


* فكل ألم في الدنيا عابر.. منته! بها أو بدونها، ولا يبقى شيء من هذا الأذى الذي هو كالبخار العارض الزائل، ولا يبقى أثره كما هو بعد أن تبدأ رؤية المؤمن للحقيقة!
بعد أن يشهد بأن الله حق!
وأن الدارالآخرة حق، وقبل أن يشاهدها بعيني رأسه، وكم من حقيقة مادية فيزيائية أو كيميائية نوقن بها ولم نرها رأي العين، لأننا شهدنا آثارها حق اليقين.

والإيمان أوضح من هذا كله، لمن شرح الله صدره، فالفارق بين العالم المؤمن والعالم المشرك هو الهداية والاستجابة... وهذا قلب تجلت له الحقيقة فلم يهب العوارض

"لن يضروكم إلا أذى"




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق