للداعية أن يعلم المداخل ليطعم النشء، كما يتطعم الناس من الفيروسات
... يخلخل الثوابت ليبرر عدم الالتزام بالواجب، بدل الحرج من مظهر العصيان والابتذال... فيقول ليس هناك صواب وخطأ.. وكأن الكون المحكم كله عبث.. وهذه من أسوأ حيل إبليس..
حينها يقفل ابن آدم عقله، ويبدوا ظاهريا أنه يشتط بعقله، لكنه في الحقيقة يحصره، فلا يتجاوز المحسوسات، ولا يرى بعقله النتائج والمسببات، فكأن الخيال والخرافة كالاستنتاج العلمي سواء بسواء عنده.... كل هذا ليضلل نفسه، فتراه يقلب كل المسلمات، ويتجاهل كل منطق بدهي، ويغلق عقله فيتجمد، ويقسي قلبه فيتحجر...
وعند الهزيمة قد يفتن تماما من كان عابدا مشترطا على حرف، ومن لم يثبت يقينه برصيد مدخر للأزمات، من التزكية والتطهر والتعلم...
أو يسقط من لم يعالج نفسه نتيجة عقدة نقص تجاه الآخر، ومن غره زخرفه وزينته.. بعضهم تجاه الغرب وتجاه نمط المعيشة المعلن والمسوق له في مشهد براق كأنه مشهد مستمر ليل نهار، رغم أن أرقى القلوب والعقول هناك حين تبدأ رحلة الطهر تحط رحالها على باب النبي صلى الله عليه وسلم ....
وهناك أشد منه، هناك من يطيع هواه ويكفر في محضن دعوة وبيت نبوة... صلوات الله وسلامه على النبيين جميعا.. أرأيت من يرى نبيا ويسمعه ويعايشه لكنه يخلد للأرض ويعبد الشيطان، كامرأة لوط وامرأة نوح...
وبعضهم يفتن نفسه ويتبع حيلة الشيطان ويصنع لنفسه مبررا، فيكتب دراما شخصية ويؤسس لمأساة في وصف حاله ليسوغ التحلل، فيفتل محزنة ويبني مبكى، ويقيم مظلمة! ليفتري هو ويلفق... إما أن تكون مضخمة من ظلم يعانيه، أو مفتعلة ليبرر بها لنفسه الانزلاق تماما، رغم أن هناك دوما من هم أشد تعبا في الدنيا وأكثر تطهرا في الدين...
نسأل الله العافية والسلامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق