مهما تعرضت للمحن - وكل طرف ممتحن - فهي في هدى وسكينة وصبر ويقين واستقرار، تجوز مرحلة فتجد حلاوة يقينها ومعانيها. وتجد من-أو ما- يحمل عنها ومعها ويحملها هي، ومع كل عسر لطف ويسر وبشر، ويتلوه نوع مدد وخير.. وأعمى البصيرة لا يرى سوى ظاهر الصورة وعلى المدى القصير.
وأما المعصية فمتعتها مؤقتة زائلة وتصالح النفس معها بلادة تداخلها عذابات وتتلوها عقوبات.
والنفس طبيبها الأعلى ربها، يمتحنها ويربيها ويهذبها، والبشر لا يملكون لها نجاة.
وليس هناك من يأمن بفتح باب الفتنة، ولا شر محترم، ولا وجود لنصف الشرف، ومن يخض في البحر الأسود الأسوأ قد لا يسلم له رجوع.
وقد رأينا رجالا ونساء بالغرب ساروا في الغي لأوسطه ولمنتهاه.. ولم يحصلوا سوى تعبا يرونه عند يقظة العقل وحياة القلب، فيختار من يختار أن يكمل في الغرق ودفن الواعظ والوازع ، ومنهم من بحث عن الاسلام بجدية، وترك نمط حياته خلف ظهره لأنه فهم واستضاء ونهض من رقدة موته، ومن عانى بحث ومن صدق واستوى حصل، ومن عرف ذاق ومن ذاق عرف أكثر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق