وكيف يتعامل الندى مع الزهرة
تغريدات حول الحوار في الفيسبوك وفي الحياة والتربية القرآنية/
هناك من يسقط على الخطأ كسقوط الندى هل رأيت الندى على الزهرة؟ مثل البلسم...مثل أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم... وهناك من ينزل على الخطأ كأنه يضع شوكة في جلدك... أو يغرس إبرة ساخنة..
الحكماء لا تنقصهم غيرة، لكنهم يعلمون كيف يسقى الدواء... أما من لا يبحثون إلا عن الأخطاء فيهلكون المدعو...
نعم.. الكلمات التي نقولها واحدة، والمعاني موحدة... وشبه ثابتة.
لكن شتان بين شعورك بها وشعور غيرك، فارق بين عمق وقوة وحدة ما يعنيه هذا الكلام لك وما يعنيه ويمثله لغيرك... كلاكما يمر عليه اللفظ.... لكن هناك مسافة من شدة المعنى في الذهن .. وأثره وحرارته، بل وجدية الانسجام بين ما يقوله وما يعنيه وما يعيشه الشخص ويقف مواقفه على أساسه..... هناك من يقول لك نعم ولا يصدقها بفعاله.. فلا تعتبر الأقوال كافية.. منك أو لك.. أو أمامك.
هناك من يدخل الحوار ويقرأ ليستمتع بوقته أو يدخل فقط ليستخرج الأخطاء ..
وهناك من يقرأ
ليستفيد ويفيد... هذا يبحث عن خير.. وآخر يبحث فيما يمر أمامه عن الخطأ بملقاط ومنقاش...
وهناك من يقرأ ويبحث لا عن المعرفة فقط بل يفتش عن الصدق وعن الصواب في قوة الفهم والتواضع.. عما يوافق روحه ويروي الظمأ.. ثم إذا رأى اعوجاجا نصح بتقويمه.. لكن هدفه الأساسي أن يبحث عما هو صحيح، وأما الذين يفتشون عن الخطايا كأنهم شرطة المحرمات فقط، هؤلاء يؤدون إلى تنفير الناس، وإلى الإساءة للذين ينصحون بتعديل الأخطاء بتوازن وفقه وحكمة...
من الواجب أن تنكر الخطأ، لكن الأوجب أن ترشد إلى أصل الصواب، وكيفية الحكم على الأمور، وأن تربي وتعلم وتهذب وتؤسس الوازع والدافع والمنطلق، من محبة وخشية ومعرفة.. فلو كان الوقت لا يتسع لكل هذا فلا يكونن استغلالك له فيما هو أقل وجوبا.. فتترك بصمة.. "أفتان أنت".
عليك أن تحتوى وتحتضن وترفع الناشئ، وتعلمه وتساعده وتقيل عثرته، وأن تحاول تفهم حاله... ولا تستعلين عليه بمعارف أو طاعات فتهلك نفسك.
هناك من يعترض اعتراضات هامشية أو شكلية. ولو لم يجد يفترض! في كذا أنك نويت كذا... أو لعلك! ذكرت كذا لسبب كذا.
يخترع الخطأ أو يستخرج أي خطأ ولو كان بعيدا.. ولو كان هامشيا ليس في محور الموضوع، وليس هو محل الشاهد ولا مربط الفرس... ويشتت الحوار ويبتعد عن أساس المشكلة.. مثله عليك تجنبه لتسلم.. أي لكيلا تغرق وتتسمم.
بعض الأخطاء والخبث في سياق واسع تكون معفوا عنها.. دقائق لايمكن أن تتجنبها مسيرة .. عمت بها البلوى أو عجز عنها البيان.. عليك مراعاة ذلك في تأمل مواقف فقه السيرة لكيلا تضر بحسن نية، والأمثلة متكاثرة.
. نسأله سبحانه البصيرة وأن يجنبنا فتنة الهوى وتزيين الضلالة وتحسين السوء.. ويقوينا على الإقبال ورؤية الطاعة بعيدا عن صد الشيطان عن السبيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق