الشلل بعده موت/
لم تكن المسألة فلسفية...
لكنها تربية العجز عن التفكير وعن السؤال وحق الجواب..
قالت الجدة/
يومها يا بني تحول الكيان المفعم إلى مجرد شكل أثري متحفي كغيره.
بدل أن يرقد الكيان في هدوء - لأن الإنعاش متعثر متعذر دون تغير شامل يمحو ويخط - وبدل أن يصبح ملهما لبناء جديد.
جعلوه أمثولة بعد أن كان مثلا ... سبب المحنة ساعتها أنهم رفضوا كتابة شهادة وفاته من فرط محبتهم له وارتباطهم به...
قدسوا الاسم واللافتة والتاريخ، وجمدوا على معاندة طلبات يستحيل رفضها، وطلبوا اعتراف الجميع بوضع ليس ممكنا في واقعهم، وهم يدعون فقه الواقع والنوازل! ... واعتبروا الاسم والمجلس الفلاني هو الوطن المقدس..
ورفضوا رؤية الخلل الحقيقي في الوصف للواقع ومن ثم في التصرف وفي دورهم، وفضلوا تغيير المصطلحات وتلوين الخطوط الحمراء.
حتى تجار الكلام الجميل فيهم أفلسوا.. فقدوا فاعليتهم، حين حافظوا على شكل الكيان على حساب الرابطة الأساسية... التي ضاعت حقيقتها، وذابت مرجعيتها منذ زمن..
ونسوا أنهم قد خرجوا من المنطقة الرمادية والشبهات والاجتهادات، وأن كل التفاصيل تصب في اعتدال أو انحراف، فهي هامة إذا..
.. من ابتلع الاستمرار فقد سوغ التكرار لذات الحلقة الزمانية والمسار ... يعني تسامح مع دورة التيه..
أي بنيان دون مرجعية محددة وآليات معلنة لفهمها، ودون شفافية حقيقية وحوكمة، وآليات مكاشفة ومحاسبة ناجزة. من أصغر شيء لأكبره يصبح مجرد قصر كسروي قابل للنخر.. لهذا كانت عظمة وحيوية دولة المدينة المنورة طوال فترة محافظتها على الجادة، وبهذا استمرار الكيانات حتى في الغرب، فالسنن الربانية عادلة لا تحابي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق