الجمعة، 17 يونيو 2011

الإسلام والثورة(1)

الإسلام والثورة(1)

6/13/2011


(الحَمدُ لِلّه الَّذي لَهُ ما في السَمَواتِ وَما في الأَرض وَلَهُ الحَمدُ في الآَخِرَةِ وَهُوَ الحَكيمُ الخَبير)

الحمد لله الذي لا موهبة إلا منه، ولا يسر إلا فيما يسره، ولا مصلحة إلا فيما قدره؛
له الحكم وإليه المصير،
وصلى الله على سيدنا محمد رسوله المبعوث، إلى الوارث والموروث..

يا ضيف مصر أقم مقا .. م الأهل وانزل في وطن
إنا اشتركنا في الأما .. ني والتقينا في المحن
فمن الشآم إلى العرا .. قِ إلى الحجاز إلى اليمن

الطبيب الشاعر إبراهيم بن أحمد ناجي، بثها من القرن الفائت مباشرة إلى عهد الثورات العربية، ولا يستثقل - ولا يستغلي- ثمن الحرية وتبعاتها إلا ذليل بليد..

**
من السياسة العملية إلى الدين ...

لم ألتقط أنفاسي منذ بدأت الثورة، وكلما تأنيت لأستطيع صف كلماتي وعرض خواطري امتدت الأحداث وتمادت...
فلا سبيل إلا أن أضع تلاحق أنفاسي كما هو .. وطول حواراتي بطوله!
ونحن جميعا في مقام المتعلم المتأمل المتدبر...
سأضع أيامي وليالي بين يديك لنستبصر جميعا، وتردني وأردك كلما رأى أحدنا صاحبه بحاجة إلى ذلك..


**
تطهير الوزارات

تطهير الوزارات سيجعلها عصية على الثورة المضادة، وهو أمر غير مكلف، وكذلك عمل جدول زمني قياسي واضح للمطالب بتشكيل لجان من الشرفاء الذين قالوا لا طويلا! أيام كانت "لا" مكلفة، وليس اختيار نفس أعضاء لعبة الكراسي الموسيقية، وهذه ليست مطالب فئوية، ولا مطبات تعرقل الانتاج بل خطوات صحيحة وصريحة، ضرورية لوقف نزيف الموارد والطاقات والأوقات، ولبدء البناء وتكوين رؤى بأعين غير خائنة..

**
السجناء السياسيين والجنائيين
ليتنا نقدم طلبا -بعد طلبنا العفو عن سجناء الرأي السياسيين- ببيان لعفو- بشكل أو ءاخر,أو حتى عفو بثلث المدة عن السجناء الجنائيين,
لأن ظروف التقاضي كارثية..
ولأن ظروف السجون ليست قانونية ولا بشرية، ولا حتى حيوانية من الناحية الصحية,
وهذا يجعل عاما يساوي عشرين في أي سجن في العالم
فالوضع مقزز من ناحية التكدس غير القانوني الذي يؤدي لنومهم ملتصقين ببعض، والنظافة بالمكان، والحمامات والتغذية المهينة,
والرعاية الصحية الفظيعة، حيث يكشف طبيب على المريض المحظوظ في 20 ثانية، يسمع أول جملة من كلامه، ويكتب العلاج - دون لمس- له..
وهذا أتحدى أي لجنة محايدة أن تنفيه بعد زيارة وتصوير ورصد للأماكن، وحصر قياسي للمتواجدين.
ومنهم ذوي حالات تستدعي كذلك العفو الصحي، لكنه للمحظوظين فقط، ولا حقوق إنسان عموما لأي سجين جنائي سوى المتنفذين بالوساطة أو برشوة السجان.
**
نتمنى أن يفيق الجميع
نتمنى أن يفيق الجميع لأن الزعامة تصنع ثانيا,
والمجد ليس لقطة ثابتة,
من لا يشارك في حوار علني وشفاف- حوار شعبي لا جملي- يجب فضحه إعلاميا.
لولم يتعقل بعضهم الأن سيكونون أقصرنظرا من مبارك وبن علي، فرصة أخيرة قبل التفتت، سندخل دوامةرهيبة،
الشعوب لن ترجع إلى الخلف، ستخسرون المخارج المتاحة.
**
لماذا يوضع هو في مستشفى فخم بشرم؟ دلالة ذلك على حال الثورة؟

لماذا يوضع هو في مستشفى فخم بشرم، وغيره في المزرعة "التي هي سجن نموذجي استثنائي يفوق كل سجون -بل وعددا من بيوت- مصر"
وءالاف المساجين في مستشفيات السجون يوضعون في حظائر للماشية؟
لقد كنت في مستشفى سجن النطرون 2007 وبجواري المحترقين من حريق السجن الشهير وقتها,
والأسرة التي ينام عليها المرضى قذرة، والأطباء مختفين ولا تمريض، ولا نظافة والحمامات بحيرات قذارة، والقطط تبول على الأرض بجوار أسرة المرضى، وفضلات المرضى من القساطر والدماء وكل القمامة على الوسائد، والطعام يسبب دخول المستشفى أصلا..
والمخدرات تحت سمع وبصر ورعاية وغض طرف المتابعين، وهول لا يمكن وصفه بأنه مستشفى حيث يكشف الطبيب على المريض في لمح البصر ولا أجهزة تذكر؟
فهل هؤلاء ليسوا مصريين مثل مبارك؟ هل جريمتهم أكبر من قتل الشباب وتسميم الشعب وتجويع الناس وتجهيل المجتمع وإفقاره وتلويثه وفتح ثغراته للمناوئين وهدم إعلامه وتعليمه وثقافته؟
هل جريمتهم أكبر ممن ترك المخدرات والفساد ينهش البشر ويسكنون المقابر؟ ليتفرغ للأمن السياسي لتركيب ابنه؟
إما أن يوضع معهم أو يوضعوا معه! إما أن يدخل مشفى من التي أنشأها وكان مسؤولا عمن ماتوا فيها وتيتم أطفالهم,
لتنال المستشفى نفس الحظوة الفندقية وإما أن نذهب بهؤلاء للعقوبة التشجيعية في شرم.
**
هل اقتصادنا متدهور بسبب الوقفات وتتمة الثورة؟
لابد للمتحدث من جنرالات الخبرة أن يعرف معنى اقتصاد، فهل نتفق على تعريف؟
هل هو مخزون السولار والعملة الورقية؟
ومعنى تدهور؟ ومعاييره؟
ومحيطه الزمني؟
هل هو عارض أم عميق يتوقع استمراره لأعوام؟
ومتى بدأ؟ هل كان متدهورا قبل الثورة؟ ولماذا؟
ومعنى ثورة؟ وهل الثورة بهذا المعنى نافعة أم مؤذية للاقتصاد؟
ثم ما وضعنا الأن؟ وهل ما ينادى به من رعب وترهيب ووجوب
وقوفنا جميعا عن كل شيء إلا الانتاج!
شيء حقيقي وواقعي وعملي أم لا؟
هل كلنا أصلا ننتج؟
وهل وقوفنا للمطالبة مثلا بقرار مؤجل لتغيير كادر الأطباء المسحوقين يعطل الانتاج؟
ولماذا لا تصدر القرار المؤجل منذ سنين وتقضي أنت على سبب الفتنة؟ القرار نظري ولن ينفق قرش الأن ولا أحد يطالب بسيولة الأن.؟
ولماذا تبقي وزيرا من الفئة المحسوبة على النظام السارق السابق؟
هل هذا يدعم الانتاج؟ أليس لدينا مئات الأساتذة وغير الأساتذة من العباقرة المشهورين عالميا لإدارة كل وزارة؟ ومحافظة ومدينة؟
هل اللصوص فقط على قوائم الاختيار؟

وهل المطالب بالتوقف لدفع الانتاج طلبه صحيح أم مغرض؟
ومن هؤلاء الذين يقولون ذلك هل هم من الشرفاء طول مسيرتهم؟
وهل الوقفات لو أجيب عنها بتوكيل الشرفاء-وليس أعضاء الوطني السابقين- وتفويضهم لجدولة المطالب ستنهار البلاد؟
وهل لو تمت العدالة الحاسمة السريعة الواضحة ستنقلب البلاد وتأكل التراب؟ ولماذا التلكؤ في ترك بقايا الوطني لأشهر؟
هل المقصود اقتصاد الدولة أم اقتصاد الفرد؟ الأفراد ليس لديهم ما يخسرونه,
لأنهم ليسوا شركاء كما يفترض، ولا يشعرون بانتعاش حين ترتفع أسعار البترول وتنتعش السياحة والصناعة، ولكن يتم تحصيل الخسائر للكبار منهم بأشكال مختلفة كلما حدثت نكبة لأن النظام السابق تركهم مجدبين ممحلين معدمين,
والقراءات العالمية المضللة مثل صندوق النقد والهيئات الرسمية التي كانت تقول تونس ازدهرت وتبين انه ازدهار على الورق، لأنه كان يذهب لجيوب نظام زين العابدين وليلى، اللذين ازدهر جيبهما,
وهو نفس وضعنا لو حدث ازدهار في ظل الفساد السياسي والمالي ورجال
الأعمال الذين هم ابناء الشيطان..
الذين يقودون الثورة المضادة الأن في الإعلام فسيكونون هم المستفيد
وستظل الرشوة وسرقة الأقوات والمقدرات، ولا تحرر اقتصادي بدون ثورة كاملة وتنظيف تام، وساعتها تخرج الأموال المخزنة والطاقات المكبوتة، وتعود العقول المهاجرة والثروات المرحلة، وتجتذب الاستثمارات كذلك.
ولكي تقرأ قراءة صحيحة يجب أن تكون الأرقام صحيحة من مصادر شريفة
منذ القدم، وليس الشرف الوقتي الذي لبسه الجميع بعد الثورة
ويجب أن تقارن الأرقام بما كانت عليه قبل الثورة، وتقرأ قراءة صحيحة في إطارها الزمني، الذي هو فترة خروج من شرنقة ظلمات الفساد، وهي فترة لها ثمن والخروج منها بعد تطهير البقية الباقية له ثمن، وله خطوات..
وأي جدل في ذلك يصور أن الثورة كانت للجياع فقط، وطلبا للخبز فقط,
وأن المنطق أن نجلس ونسمع الكلام ونصمت، ونتوقف عن الاضرابات,
فهو يهدم منطق الكرامة، الذي هو أغلى من الحياة ومن الجوع والتشرد لدى من يفقهونه.
وحين نرى الحكومة ليست عليها علامات استفهام فسنجلس جميعا، ولن ترى ما يسمى تعطيلا للانتاج وهو ليس كذلك، لكن ساعتها لو جرى سنستنكره جميعا، لأننا نرى حكومة مطمئنة, وتصرفات لا تثير الريبة,
ولن نرى قرارات مؤجلة وهي مصيرية! ولا تكلف شيئا سوى التوقيع عليها

من يريد أن يصمد ويفيق وينال الشرف سيفعل..
فقد صمدت مدن محاصرة عبر التاريخ الحديث والقديم، ودفعت الثمن,
وأكل أهلها القطط ونشارة الخشب، وأفاقت وباتت رمزا,
وتقدمت بعد أن قوضت زمنا من الدهر,
ونحن لسنا كذلك,
ولو كنا فسندفع ثمن النظام الجديد، ولا يصح مبدأ اللقمة المغموسة بالذل والسرقة والأمر الواقع، وهناك مواقع كثيرة فتحت قضية الوضع الاقتصادي الحالي وما يمكن فعله فورا ولم يفعل، وما هو كذب ولا يحدث ويتم تهويل حجمه،

هناك ملف "الثورة ومواجهة معضلات الاقتصاد المصري"
كل ما ارتبط بنظام مبارك المخلوع من خراب وتخريب وترك البلد في حال مزر,
وكيف يمكننا اصلاحه,
ومنه علي سبيل المثال نظام الاجور الفاسد,
وسوء وضعف تمويل الخدمات الصحية والتعليمية العامة,
وضعف النمو وتخلف هيكل الناتج... وغيرها من المشكلات,
والتي كانت من الاسباب الرئيسية لثورة الشعب المصري,
ومن العار أن يحاولوا تهويل الوضع الأمني والوضع الاقتصادي لصالح السكوت عن بقايا فساد سياسي وتطهير مالي للرموز, فمثلا: الوضع الأمني كلما نشر شيء نكتشف بالتقصي أنه وهم أو مبالغة,
والاحتياطي الاقتصادي هو نفس الاحتياطي قبل, الثورة ولكنه يقولونه كأنه معلومة جديدة, وحقيقة صادمة..
مطلوب من الواقف على الحياد في موقع المسئولية أن يعقد مؤتمرا عاما علنيا وشفافا وشاملا لكل الأطياف
لأن الإعلام بات فوضى ويبرمج عكس التيار، وهنا رسائل متضاربة من مصادر
محسوبة على النظام الجديد في مصر بكل أسف
التخويف بالبلطجة وبانهيار الاقتصاد
لو لم نترك رجال الأعمال السارقين -كي لا يخاف المستثمر ويهتز السوق
المبني على النهب والتهليب -وبوجوب الصمت والخضوع والانتاج! مع إطباق
الشفاه وحبس اللسان وإلا جاعت مصر وتعرت..
..
سقط النظام ولم يسقط الإعلام، وهذا أنكى من بطش الداخلية
لابد من ميثاق شرف وردع، وتقييم فوري ويومي للحملات التي لا يصح تسميتها حرية صحافة وإعلام، أرقام اقتصادية خاطئة أو معروضة بطريقة مغرضة، لتوحي إيحاءات خاطئة بأننا على شفا انهيار وبأن سببه ما لا يحبون فاسمعوا الكلام وأطيعوا التوجيهات ويصورون هذا كأننا يجب أن نعد أنفسنا للموت جوعا وبردا وحرا واختناقا، ولأكل لحم بعضنا خلال أشهر، لأن مصر لا شمس فيها ولاأرض ولا ماء ولابحر، ولن تتحرك نانومتر في عودة أي منتج..

**
"توك شو"
بعض الناس فقير في صفة الاتزان والوقار، وما يسمى المروءة بكل أسف

إنّي لأعجبُ من قوم يشُفّهم..حب الزخارفِ لا يدرون ما العرضُ*
ألا عقول ألا أحلامَ تزجرهم..بلى عقول وأحلام بها مرض*

بعض الناس فقير في صفة الاتزان والوقار، وما يسمى المروءة بكل أسف..
يعني شكلا ومضمونا،، لكني فوجئت بمن يستمع لطنينه وهذا ما دفعني للكتابة..
ما نحتاجه لنا ولمن نسمعه ويوجه ربات بيوتنا هو:
الضمير..الحساسية في المشاعر والمكون المعنوي الذي يولد الحياء
والخجل الداخلي !
ويجعل المرء ينزعج ويتألم داخليا لوأخطأ، وأين هذا!

من أجل هذا كان كلامي لدهشتي وذهولي من جلوس بقية من المصريين والخليجيين لمشاهدة السيرك الإعلامي، وهو يدق الأسافين وهو يعوج فمه..

وكقاعدة عامة قالها الشاعر في مدرسة الأيام وفوائد المحن:
ولكم تقلبت الليالي بالورى ** فتبين الشرفاء والغوغاء

**
أدب الحوار المفتقد بين بعض "النخبة"
من يحترم غيره-أيا كان اختلافه- يجعل نفسه عنوان احترام! (فرغت يا أبا الوليد)
ومن تعالى وتجاهل فقد هوى بنفسه للسفه، ومن كون رؤية دون تبين من- وعن- صاحبها فقد كون طمسا ملفقا، ومن الخطأ كذلك الخلط بين تحيز النفس لجماعة وبين الامتزاج والتحمس للحقيقة، أو بين رؤية فئة لصالح المجموع من منظورها أو لمصلحتها، إنصافا أو انتهازا!
وبين الصواب الذي يقيم المواقف ويزن أصحابها..
**
لجنة طمس الحقائق!
أحيانا تتحول لجنة تقصي الحقائق إلى: لجنة طمس الحقائق!
لو أن هناك إعلاميين مستقلين يعرضون جوانب الصورة وأعماق المشهد، ويستمعون لجميع المتحدثين..
بدلا من العيش في زمن الإعلام القديم الأوحد، الذي يبرمج الناس ويلوث أدمغتهم، ويكرر إنكار البدهيات ويلح في تسويد الصورة، والتشكيك في مصداقية كل ناطق ومنطق..


**
عند عودتنا إلى ديارنا وفي المطار..
في المطار تبين أنه حتى بعد الثورة لم تنته هذه المرحلة
وربما يلزمها وقفة مليونية لغسل الأدران والافتراء، الذي بني كله على تلفيق وانتحال وتعذيب
القوائم على الكمبيوتر كما هي، وبمجرد دخولنا ظهر على الشاشة كلام لا نعلمه، فأوقفونا.. ولا ندري أي كلام يبرر تعليق دخول المرء لموطنه! دون تهمة قانونية معلومة محددة، وحقوق مفهومة، بل وربما يساق لمعتقل!
فقال الضابط ستنتظر معنا قليلا..
فتعجبت..
وأشاروا على بالجلوس في ركن من الصالة مخصص لمن ينتظرون هذا الأمر العجيب ووجدت مجموعة فتيات فلسطينيات! يدرسن قادمات من الأردن، وتم احتجازهن أيضا معي لوقت لا أعلم مداه, ولو كن أمريكيات أو صهيونيات لربما مرقن كالبرق!
ثم اثنين مصريين تم صرفهما سريعا، وقال لي الرئيس لما سألته وهو يرى الحالة الصحية والأجهزة برقبتي وظهري, إننا سنتصل نسأل؟ ولم يقل يسأل من؟ ومن له الحق في أن يقول؟ وماذا سيقول؟ وبأي منطق..
وإن كنت مدانا أو متهما فبماذا ولماذا وكيف وأين القضاء والقانون والمحامي والشفافية؟ أعلمني بحالي وأعطني فرصتي لأدافع عن نفسي وأطلب ما يتوجب عليكم تجاهي طبقا للوائح العرفية والشرعية والقانونية! ويكون موقفي وتوقيفي معلوما ومعلنا وواضحا وتتحملون نتيجة عطلتي وثمنها! ماديا وصحيا ومعنويا! أليس هذا هو العدل
أن أعاقب بحق أو أترك بحق
لا أن تخضع لمزاج فرد وبشكل عشوائي، لا رابط له ولا ضابط ولا توثيق لأي حدث فيه وانتظرت بجانب الفتيات ربما ثلث أو نصف ساعة، وقال لي ضابط ءاخر افصل أشياءك وحاسوبك وهاتفك، واجعل حقائبك مستقلة لأنها ستتعرض لتفتيش خاص
ففعلت
وبعد بعض الوقت جاء ءاخر وقال لا تقلق لم يعودوا يؤخرون عادة كثيرا، ولا يتوقع الاختفاء كما كان إلا فيما قل
وبعد قليل جاء أحدهم بالبسبور وقال
تفضل...
والملاحظ أن الفظاظة والغلظة والسماجة متوفرتان في عدد من الضباط
والكبت فقط بعد الثورة بسبب خوفهم من الشعب
وبالطبع فلا ثقافة ولا رؤية ولا تقدير لشيء، لأنه لم يتم تعليمه بشكل كاف للأسف، ولا تأهيله إلا لشيء واحد..
فالضابط من هؤلاء يتعامل بنفس الوجه والتعبيرات والألفاظ
وبنفس العقلية التي تفترض أنك لا يمكنك أن تسأل فضلا عن أن تجاب!
ولا حتى أن ينظر لك ويفهمك
وأنه لا شأن لك بحياتك وبما سيجري معك ولك وفيك
لكن ما يكبته هو الجو الجديد فتخرج الأمور بأقل مما كانت قبلا من فمه ولسانه لكنها هي هي
وهذا ما نريد أن نسعى لتغييره ليتعلم
أن الناس ليسوا مجرمين ولا عبيدا صما بكما عميا عنده
وأن الكلام وقراءة الحقوق على صاحبها، فضلا عن الابتسامة والتهذيب واجبات وليست منحا
من شخص يفترض أنه موظف وراتبه من قوتك ليخدمك وتخدمه، كل في مكانه في إطار احترام


***

**
الحمد لله كثيرا

الحمد لله كثيرا على كل شيء، وبدون شيء بل لذاته تعالى، وهو خالق
كل شيء، وهو الكبير الأول

ءاية الكرسي

"الله لا إله إلا هو الحي القيوم..."

تدبرها معي، وما بعدها، واصمت قليلا.. وتأمل لنفسك..

أصل الدين- تأملات..

حقا أصل الدين له ثمن، هو ثمن الخروج على الظلم، وقد دفعه الأنبياء -عليهم الصلوات والتسليم-
والصالحون والمصلحون والحواريون عبر الأيام، فلم يكن هناك الاستقرار بالمفهوم المعاصر،
بل شردوا
وخرجوا من الديار، وهاجروا وأوذوا، وقدموا الأرواح والأعمار، فدا لتطهير الأرض من أوثان
الحجر والبشر..
وعلموا أن النعيم والهدوء والرخاء والهناء هناك في الجنة! إن لم تتحق دولة العدل المنشودة في الدنيا، على يد الجيل الأول أو الذين اصطفاهم الله منهم، ولقد تحققت في حقب كثيرة من التاريخ هذه الأمثلة العظيمة..
ونحن الأن في أول خطوة من أول ميل في الطريق، فالتحرر من الذل والظلم والهضم والابتذال والمهانة والتسخير والاستخفاف بالعقول والأرواح وكرامة الأنفس بداية لوقفة النفس باحثة عن خالقها، لأننا فقدنا روح ومعالم الدين، وحصرناها في شعائر! ثم فرغنا الشعائر من مضمونها وروحها، ومن معناها العميق العريض، الذي يفترض أن يغير السلوك، صيرناها مجرد أداء لشعائر سميناها عبادات بطريقة توحي أنها كل شيء وأول وءاخر شيء.. وساهمت الحكومات في ذلك بإعلام وتعليم وثقافة مفسدة، ومنظومة حياة تشجع وتدفع المرء للفساد، أو الانزواء..
كما يقف الأن الأوربيون المستقرون! يتلمسون سبيل علاج الخواء النفسي والروحي، وأمراض الحضارة الداخلية
وشراستها الخارجية، وجواب أسئلة العقل والكون الملحة..

وبعض الناس ينكر كلمة أصل الدين كمصطلح! رغم ورودها لفظا ومعنى في كتابات
الأعلام، ورغم نطق الأدلة على أن النصوص تقسم الأمر لكبير وأكبر
وبعضهم ينكرها كمعنى ومفهوم، ويجعل الأمور مائعة ولفظية
مجردة، كلمة توحيد تصف صاحبها بوصف أبدي!
أو فلسفية كعلم الكلام، بلا نضرة السنة وبساطة الفطرة ونصاعة الحقيقة..
أو مجرد سمو روحي بلا مواقف..
دون انضباط برسالة لها ثمن غال وحدود واضحة، ورحم الله أبا بكر الصديق ورضي عنه
وبعضهم يجعل الأصل واضحا، لكنه خال من النداوة والدفء الروحي، والتزكية والسير القلبي
في مقام التسبيح والتحليق المستمر في سماء العبودية، بسجود المقترب ليل نهار
رغم أن تأملنا لآية الكرسي وما بعدها من ءايات" الله لا إله إلا هو الحي القيوم..."
يبين أن هناك أصلا شاملا لحدود التوحيد
ونواقضه"التي بات الناس يعلمون نواقض الوضوء ولا يعلمونها! ويعلمون معنى
الذكر ولا يعرفون معنى أصل الدين ومعالمه وحدود التوحيد ومفهومه.."
ويبين أن هذا الأصل شامل للعمق الروحي، وللب العبادة ومعاني الأذكار والإخبات
والإنابة، ومعاني الأسماء الحسنى
ولا يفوتنا أن نقول أنه قد غاب ظل الأخلاق كذلك للأسف في بعض التصورات!
التي تظن الحق ينفك عن الأخلاق وينفصل!
ولا يثبت على الحقيقة من لا خلاق له..
وهذا على الجانب الآخر ممن يجعلون الأمر مجرد دعوة فقط لمحاسن الأخلاق
وكذلك أن معرفة الحقيقة النظرية والقاعدة لا تكفي دون فهم الواقع وسبر أغواره
ليمكن فهم الدين والعيش به
وأصل الدين وحدوده التي يجب الالتزام بها
ومعالمه التي يجب تبصرها والدخول في سلطانها محبة وقبولا وانقيادا
تم تذويبه في الأذهان ومحوه وطمسه في العقول

والأمر مرتبط كما أسلفنا مرارا بالتقليد الأعمى وبقضية الضلال والإضلال
وبالتقليد لأجل غير مسمى! فلو كنت تطلب العلم لترفع العجز عن نفسك
وتتقي براثن الإضلال لقل السوء..

وقد وردني سؤال له صلة:

هل البلاء عقوبة؟

هناك قواعد لمنع الوقوع تحت تأثير هاجس أو ضغط نفسي من مخالف

أولا: أن المعجزة أو الخارق للعادة قد يحدث مع الضلال، كما جرى مع
عجل بني إسرائيل، وهذا اختبار للعقل البشري، فقد منحنا الله تعالى إياه لكي
نتعرف عليه تعالى ونعبده، ونحاسب لو عطلناه كالبهائم لهذا قال تعالى “كما
تأكل الأنعام والنار مثوى لهم” وكما تحدث خوارق يسمونها كرامات مع سحرة
ومع غلاة الصوفية الذين يخرقون أفواههم بالسيوف ووو حتى مع الهندوس!
لهذا: الكرامة هي الاستقامة
والكرامة تسر المؤمن ولا تغره..
والكرامة لأجل من جاهد له وليست لأجله هو!
والنظر يكون بعرض المرء على الكتاب والسنة، ثم نقر بأنها كرامة..
فالدودة التي تأكل خضرة داخل الصخرة لم تسق لها الخضرة لبيان قربها هي من الله تعالى
أساسا"لك"، بل يجب هنا أن تسبح المولى الذي لا ينسى...

والعكس بالعكس
البلية هي البلية في الدين.. أن تكون مبتدعا أو ضالا تماما وأنت تحسب أن معك الدليل
أو ألا تكون حريصا أصلا على التقرب لرب العالمين والبعد عما يسخطه

ثانيا: أن النعيم قد يحدث للضال، وهذا يعني أنه لو أصابك النعيم يجب ان تسأل نفسك أيضا
وتقلق، ولا تأكل ما ترزق دون تدبر
وهنا يكون استدراجا “سنستدرجهم...
وأملي لهم...
أذهبتم طيباتكم....
“فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن..
"فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن..
"كلا...
فالأمر مرفوض-بكلمة كلا- قرءانيا ليست الموازين بسعة الحال
والنعيم، أو المشكلات وقد سمى القرءان كلا الحالين ابتلاء
وهناك نصوص تتحدث عن ابتلاء عابر للمؤمن كل حين
وابتلاء للكافر بقصمة واحدة
والسنن الكونية للأفراد تختلف عن الجماعات، والبلاء مشترك "يألمون كما تألمون"
والعليم بالحقيقة- هل هو رفع لدرجتك أم لا- هو من يعلم الصورة كاملة
بعمقها -وهو القلب- وهذا علم الله تعالى
وقد يعلم المرء من نفسه ما لا يعلمه عنه غيره

ثالثا: أن المرء عليه التأمل والتبصر والتحرز ومراجعة النفس دوما، كما قال ابن قدامة ما معناه أن احتياجنا لله تعالى كمثل غريق متعلق بخشبة طافية، حتى لو كنا في بيوتنا ءامنين
ونحن في زمان الفتن نحتاج اليقين بما نحن عليه، ليس لأن الضغوط قد تحمل رسالة
بل لأن المرء لابد أن يتحرى لدينه كل وقت، كي لا ينهار أمام محنة أو مغريات
خاصة في زماننا وتعدد الفرق الإسلامية والسياسية وغيرها داخل مسمى السنة فضلا عما هو خارجها ولا شأن لنا به..
فعليه التعمق في دراسة وفهم العقيدة والخلافات المعاصرة والحق فيها، وفقه العزلة الشعورية، وفقه الواقع الذي لا غنى عنه لتطبيق الفهم واتخاذ المواقف، ولو حتى كانت بالصمت والعزوف عن المشاطرة، أو منطقا خاصا
كمؤمن ءال فرعون
ومما يوصى به في ذلك "كطريق وليس كنتائج":
كتاب: طريق الدعوة في ظلال القرءان-مجمع جمعه أحمد فائز وهو جزءان
الواجبات المتحمات على كل مسلم - علماء نجد
كتاب الفتن لشتى المحدثين
مذكرات علم أصول الفقه -أصول أهل السنة
كتب التفسير الأول.. ورسائل تدبر القرءان للسلف الصالح بداية من القرون الفاضلة
مرورا بابن الجوزي وابن قيم الجوزية
كتب الرقاق والقلوب والأخلاق والتراجم ومنها سير أعلام النبلاء

والصواب أن نحدد منهج الاستدلال، يعني في أي حوار بم نستدل؟ وكيف نستوثق من صحة استدلالنا
من ناحية ثبوته ودلالته.. أي فهمه وواقعنا الذي ينطبق عليه..
ومن ثم تسمع ما يدعيه فلان أو فلان، ثم نقارن، والتقليد هنا منهي عنه لأن المقلد لا دين له
وهو دليل موت الأحياء وليس حياة الأموات، فمن قلد ميتا فهو ميت، ومن قلد حيا فهو معدوم..
بلا علم.. بلا عقل
وقد كان الناس يسألون ويطلبون الدليل من التشريع وفهم الواقع, وكانوا يطالبون العلماء
والخلفاء بالبيان، ويوم صاربعض العلماء ءالهة وقع تابعوهم في الغي
-
لذا أتعجب أن يدعي بعضهم الأن أن تقليده هو الدين، والدين ما جاء إلا لترك التقليد الأعمى، وترك اتباع الآباء والكبراء والكهان والأحبارالمضلين
-
ويدعي أنه لا أهلية لك لفهم الدليل، ولا فهم الواقع للأبد.. وهذه كارثة عقلية ودينية
وعار حضاري يبرأ منه الإسلام
حقيقة الإسلام أو حتى الإسلام الصحيح ظاهرا لا تشتملان الخضوع لطاعة سيد
أو مكتب يعلوا فوق رقاب البشرية ويحدد لهم الصواب وهم نيام
لذاأستنكرعلى بعض الإسلاميين- وهي لفظة جامعة لمن يرى الحل
الإسلامي- سواءكان صوابا أو مجانبا للصواب في فهمه للإسلام أو فهمه للواقع -
-أن يكونوا مقلدين.. التقليد الاعمى
التقليد مرفوض إسلاميا، والمقلد لا دين له، أما الاتباع الذي يسمى تقليدا, لكنه على بصيرة وتدبر وتأمل وتحر، سواء للأمور الدينية أو الدنيوية فمشروع
نتفق طبعا في الفروع ودقائق الأمور
التي تحتاج استنباط طائفة متفقهة متخصصة يشرع الاتباع
وهو لا يخلو من تحر ونظر واستفسار وحرص وعدم تقديس ولا إغماض عن خلاف معتبر
السياق الذي نحن بصدده
يدور حول العقيدة والفتن المتفرقة والفرق المفتتنة، والاختيارات المصيرية
في الحياة، والأصول.. والمواقف التي يوضع عليها اسم الدين من كلا الطرفين..سياسيا ودينيا أيضا.. والأنكى أنه لا يقدم لك سبيلا لتطلب العلم، لتصير يوما ما مميزا، بل يحتم عليك الصمت وإيقاف العقل والتفكر والتدبر، وكلها أوامر شرعية واجبة على كل أحد قدر وسعه، خاصة في المصير و" بل الإنسان على نفسه بصيرة"،
رغم كون الداعي لنفسه ومنهجه ولتقليد الناس إياه لا يختلف عن غيره في ادعائه الصواب، وفي وضعه للعرض في ثوب شرعي، قد يكون خاليا من الدليل الصحيح في الواقع والمناط الصحيح..
أو خاليا من وجه الاستدلال الصائب، ويتبعه جمهور متعصب بلا بينة، فيجمع بعضهم بين الجهل والعصبية, ووصم غيره بالجهل، وهو لا يقدر على تبيين موقفه ولا مناقشته ولا الدفاع عنه!
فكيف تكون أنت جاهلا لأنك لم تثق في شيخه هو ووثقت في غيره مثلا؟
أو لأنك طلبت العلم الصحيح والفهم الصحيح ووصلت لغير ما وصل إليه..!
فهو لم يسر -لم يوجب عليهم السير- في طريق لرفع هذا الجهل!، الذي ركب عقولهم به للأبد
لأنك لو كنت معذورا لقلة علمك بالدليل وبالواقع، فلست معذورا لو اعرضت عن التعلم لتستقل
عن رؤوس الجهال الذين يسألون فيضلون، أو عن الدعاة على أبواب جهنم، والمبتدعة والملبسين للحق بالباطل والصادين عن سبيل الخير، والكاتمين للعلم، وكلها أصناف حذر منها القرءان

***
"غلبت الروم..."

هل نؤيد الثورة الليبية حتى لو كانت قد انحرفت؟
بارك الله عليك وحفظك وهدانا للحق أجمعين، وأستغفر الله العظيم.
ونعوذ بالله من إرادة الباطل.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى الْفُرْسِ ؛ لأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ فَارِسٌ عَلَى الرُّومِ ؛ لأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَانٍ
وإنما قد نسر بعلو الروم على الفرس، رغم كون كلا الطرفين مخالف لأصل الحقيقة، لأن أهل الكتاب أقرب، وهناك قواسم مشتركة، وأمل أكبر في الالتقاء على كلمة سواء، أو حتى في التعايش ونختار بين خير الخيرين والآخر منهما..إن كان في أيهما خير..
او بين شر الشرين والأول منهما، ولا خيار لأنه لا حل ثالث في الأفق المنظور، والصمت اختيار يؤدي لنتيجة منهما، وهنا لا تخوين، فكل يجتهد بعقله والأمر مرتبط بفهم الحال والمآل.. فكلاهما باطل من وجوه..
ولا بأس بقبول خيار مرحلي سيء، لكسر دائرة الجمود والتكلس التي تحنطنا
فيها عشرات السنين، ومن مستعمر غاز إلى مستعمر وطني، والعكس، وكلاهما مخرب هادم للدين والتخويف بالغرب وهم، لأن الغرب يسكننا ويأكلنا ويسبينا منذ أمد بعيد، وهو الأن يمتطي الثورات إن فشل في إجهاضها، أو يحاول..أما التحول لنمط استعماري ءاخر فقد يكون أحيانا أقل سوءا،
كالمستجير من النار بالرمضاء، وليس العكس.. وجو الثورات بدأ بهذا الشكل العام، ولم يكن نقيا مائة بالمائة، ولا خيار في ترشيده فورا، ولا يصح وقفه بذريعة به من دخن.. فنحن في قعر الرماد بأي حال، والمجالس العسكرية قد تكون وضعت في موضع الشرف قدرا! فاضطرت أن تتصرف بشرف، وتحيتنا للجيوش ككيان لا تعني تحية الكبار، الذين كانوا جزءا من الثلة, ولا تحية لكل فعل وعقيدة ومسلك سلكوه بل هي تشجيع لمن بدأ يتحسن..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق