الجمعة، 9 مارس 2018

الصبر على الابتلاء و الرضا بالمقادير

من البريد لطالب علم:

*خسارة مادية.
*إحباط.
*خسارة في محاولة شريفة في أصلها.
*خلاف علمي تحول إلى عراك غير أخلاقي من أحد الأطراف ..جمع التكسير.

أخي الغالي:

كلكم ونفسي قبلكم وبعدكم:

*خسارة تذهب غرورك وتهذب طبعك خير لك من كسب يسترقك للمزيد من عبادة نفسك

فماذا لو أن خسارتك دنيوية تلبسها لبوسا دينيا!
ألا تراجع نفسك وتحاسبها قبل أن تحاسب.

*ماذا لو أن خسارتك في دينك ومن دينك، ولكنك تجعلها من أجل دينك!
فلعلك تعاقب على تجاوزك كي تنتبه.. فانتبه.
ألا تراجع ميزانك وفهمك للأدلة
ألا تراجع فهمك للواقع
ألا تستمع لغير جوقتك.

أجدادنا النبلاء الكرام كانوا سلفا في علمهم واخلاقهم:

*علمهم لم يكن مجرد معرفة يحصلونها
*ليس العلم عندهم محض استذكار بحت، أو مجرد استيعاب وقراءة ودراسة فقط..بل أدب وتربية وعمل وأمانة ونور ومسؤولية وشجاعة وصدع وبصيرة بالأنسب والأفضل لا المناسب ولا المفضول.

علمهم لم يكن مفعما بالحسد والمكابرة والتعالي

  علمهم كان معه عبادة وزهد وورع وبيع للدنيا ولأنفسهم، علمهم كان منيرا يحفه سلوك أخلاقي تغمر حسناته عثراته..

كانوا يعلمون متى يتكلمون ومتى يظهرون الخلافات، ومتى يتعاونون مع المخالف، ففي الجملة كانت حالهم قمة في الرقي والحشمة وبعد النظر والجزالة والاتساق.

ألفاظهم كانت مباركة وردودهم كانت موفقة، لأنهم رزقوا هذا العلم النافع أي الممتزج بالبصيرة والخشية والمحبة والإلهام والهمة للعمل والمبادرة.

العلم الذي فيه الإدراك العام والفهم العميق الدقيق، لا المعادلات الرياضية السطحية رغم طولها وعرضها، ولا العصبية ..

نحن هنا أساسا لنبتلى ونصعد، هكذا ينبغي أن يكون.. وأن نفهم، لا لنهبط ولا لنغرق في الوسائل والمتع والتفاصيل والأنكاد.
نحن هنا لنعرف ربنا ونعبده ونحبه ونوحده، ولنرجع إليه طوعا، لنعمر أنفسنا وأرضه سبحانه بالبناء النافع، ونصونها بنصرة الحق ومحبته عن الدنس والانحطاط والكفران، وبصدق المكابدة والمجالدة عن النفاق، مع التوازن فيما خولنا فيه من نعم تسعد وترضى الذين أنعم الله عليهم، وعلينا الصبر في  الامتحان على السعي ومر السنين والمحاولة، واليأس ضد الإيمان وضد العلم والفهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق