نحن بين العمل والأمل,
أو العزلة الجزئية والشعورية عن الخوض في الباطل, ولعبة طحن الفراغ والهواء والماء...
فخطوة واحدة في الطريق الصحيح خير من ثلاثين خطوة منحرفة عنه...بل ويتم التراجع عنها في مضيعة للوقت والجهد وللدين....... ....
كثير من الرسل صلى الله عليهم وسلم كانت بدايتهم من الصفر مع مجتمعاتهم, وكان ما يقولونه حلما ومثالية حتى في نظر بعض الفضلاء, والربيع العربي كان حلما قبل أن يحدث, ويزول مبارك وزين ومعمر, وكان راقيا مهذبا,
وحين نسعى لرد الناس إلى فطرتهم و إسلامهم وإلى إنسانيتهم المهتزة, وعقلهم وإفاقتهم حتى كبشر , وإلى حقهم وكرامتهم كأمة ذات سيادة واستقلال بلا تبعية للغرب, وكأفراد لا يصفعون ولا يهانون ولا يداسون ولا يهمشون في أوطانهم ولا يحرمون...,
حين نسعى لهذا بحق− ولا نعلق الناس بوهم عذب وآمال كذاب عن مسارات مغلقة مسدودة− ولا تحدث نتيجة فهو أفضل من أن نقول لهم أن المطلوب ليس ثورة كبرى تامة, وتغييرا كبيرا شاملا جذريا فيهم وفي مؤسساتهم, ومرجعيتهم وطريقة تفكيرهم وتصرفهم , ونظرتهم وقيمهم, وأنه مجرد تطهير وهيكلة, واستكمال مؤسسات تقوم بدور تدريجي, خلطا بين التربية والمنجزات التدريجية لأي ثورة تسير في الطريق الصحيح, ولأي كيان يصارح الناس بالواقع والمأمول وبالهدف الحقيقي, وبحجم الخراب القائم المتهالك المنخور , وثمن التخلص منه, وأنه مواجهة وصراع كبير وحاسم, وليس فيه منتصف طريق, ولا مساومات ولا مداهنة, وبين التميع والتأرجح والترقيع, والقبول بالواقع, وبقنواته هو في التحرك محدد المدى, ودوما كان لدى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم حد فاصل بين ما يمكن تركه, وما لا يمكن إقراره وتمريره والسير فيه...
.والظروف الخاصة التي تعرض للفرد المكلف لا يقاس عليها التدليس على أمة كاملة...لهذا فلابد من مصارحة القوم بأنه مطلوب إنشاء مؤسسات ومعايير جديدة ك, والإطاحة بغيرها وإلا فسيظل الأمر ترقيعا...وهذا لا ينفي الاستعانة بنفس أفراد المؤسسات أو كثيرين منهم, لكنه يكون كبناء جديد وانتماء جديد وعقد اجتماعي جديد, ومرجعية مجددة..وقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم وأسس كل هذا من بدايته, وكل التغييرات الكبرى في التاريخ أتت بكياناتها كاملة, فليس هذا خرافة قول ولا معجزة قوم دون قوم....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق