منطق السفينة تعبير يشبه المختصمين في مكان ما وزمان ما براكبي سفينة مبحرة، إن تعددت رؤوسها غرقت، وإن عدمت الرأس الفاعل العاقل -مجلسا أو فردا-غرقت، وإن ترك الأرعن يعبث فيها واعتزلناه غرقت، وإن اقتتل أهلها على ظهرها غرقت فلا قوة لأحد ولا طاقة بالسيطرة والحسم وحده ، ومنطق السفينة حين تكون مبحرة والعدو يتربص بها كذلك يمكن تشبيهه في عصرنا بطائرة كذلك أو سيارة أو حتى مصعد"أسانسير- وهو عموما تعبير مؤداه النجاة بالسفينة من الاقتتال الفوضوي المستمر، دون راية ولا نهاية ولا رؤية دينية ولا دنيوية معقولة ولا مقبولة، ولا رجحان كفة بسنة التدافع، والنجاة من الهرج والثأر والموت ورد الفعل والانتقام دون غاية سوى شماتة العدا، ونفع تجار الدم والحرب والخراب والمستفيدين، ودون كيان واحد واضح موحد محترم لا يحمل عوارا في رؤيته ولا بذور شقاق بمجرد تمكنه، ومنطق السفينة مؤداه عدم ثقب السفينة وعدم خرقها وغرقها، أو إشعال حريق فيها، بتحقيق الحد الأدنى من التعايش بين الملل والنحل والفرق على ظهرها والحد الأدنى من التوافق على وقف وردع العدو المشترك داخليا وخارجيا-كما كان العهد مع يهود المدينة وبين قبائل معينة ضد خطر مشترك - واحترام خصوصيات بعضنا البعض لأقصى درجة بدل الدخول في حرب سنين بلا معنى وبلا نقطة خلاف واضحة وفتن مما تسمى طائفية لا منتهية وهي أصلا بل أساس للصراع ولا نقطة نهاية..ولا حتى التقسيم يشفيها ويوقفها ..ولا أحد الطرفين قادر على ردع الآخر ، وهذا بجلوس نقباء وعقلاء ووجوه القوم معا واتفاقهم على عهد وميثاق وتوازن نوعي لا يشمل تغيير القناعات لكنه يشمل تنازلا عن بعض الحقوق والسيادة الداخلية وإلا فستنتزع كلهاـ هذا ما لم يظهر طرف غالب حاسم إما بطاقة وقدرة قادر على بسط الهدوء والسلام أو مقنع قادر على تحصيل القبول والطاعة من الكافة أو أغلبهم فتأتلف عليه القلوب، وهذا يوجه رسالة الدولة فتتخطى كونها شركة توفر الطعام والخدمات إلى بنيان بشري يحمل رسالة لنفسه وللكون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق