هذه رسالة خفيفة غير سياسية, حول الزواج والتكافؤ فيه,
والتوافق بين الشاب الخاطب والعروس مجتمعيا وثقافيا,
وقد كتبتها مؤخرا في عجالة اقتضتها ظروف...ورأيت بثها للفائدة لكونها حالة عامة ;
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
بالنسبة للشاب المتقدم للزواج,
ما دمت ترى الاختلاف واضحا فحيه واشكر ثقته وحبه وارج له الخير والعفاف, والتوفيق واعتذر له.. وهذا لا ينقص من قدره, فكم من فاضل لا يناسب فاضلة,
انظر النقل:
"
اختلف العلماء في العناصر التي تُراعى في الكفاءة:
1- فقال مالك في مذهبه: إنها الدين، وفي رواية عنه أنها ثلاث: الدين، والحرية، والسلامة من العيوب.
2- وقال أبو حنيفة: هي النسب والدين.
3- وقال أحمد: هي خمسة: الدين، والنسب، والحرية، والصناعة، والمال.
4- وقال أصحاب الشافعي: يعتبر في الكفاءة الدين والنسب والحرية والصناعة والسلامة من العيوب المنفرة" انتهى.
......
وكثير من الناس يفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن تزويج صاحب الدين والخلق بشكل خاطئ, يرد عليه فعل وقول النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ...
بالطبع أهل الإسلام كلهم إخوة,
و أي مسلم ما لم يكن شخصا مشهوراً بنوع من الفسوق والعياذ بالله له الحق أن يتزوج بأية مسلمة كريمة مستورة..
لكن هذا الحق لا يعني أن حقه الموافقة عليه هو, أينما تقدم, وواجبها القبول به في كل مرة وأول مرة, ولا يرد في أي جلسة رؤيا وأي عرض....
. أو أنه هو التشريع الواجب لكل حالة, بدون حقوق أخرى تطلبها هي فيه...فمن حقك التقدم ومن حقها القبول, لكن هناك اعتبارات لم يهملها الشرع, ولم يهدرها, وهي للحرص على التوافق, فليست العبرة بالأحساب والأنساب والأموال، من ناحية قيمة الشخص ومكانته , وإنما العبرة بالدين وحسن الخلق, ولكن عند النظر للتناسب والمواءمة والعقود الإنسانية, والانسجام والحياة, فقد وضع الشرع بعد الدين والخلق النظر والقبول والألفة!
وهذه الملامح والقسمات, والوجه, بل ولون البشرة قد يمنع شخصا من الزواج, ولا لوم عليه شرعا, بل أحل له لفقهاء النظر ليديها وغير ذلك ليعرف صفتها هل هي ممتلئة أم لا وغير ذلك, وهذا لا يقلل من شأنه ولا شأنها, ولها النظر له كذلك كما ترغب , والموضوع شق نظري, وشق عملي بحالتك.
فاذا اعتبر الشرع كذلك جمال الوجه , ونحافة وسمن الكفين وهما متغيران وظاهريان, أفلا يعتبر البيئة, والثقافة التي هي محصلة الأخلاق والشخصية والتركيبة النفسية والعقلية, التي تتولد من التربية في وسط معين, علمي ومادي وأسري وعائلي ومجتمعي .....
وهذا لا يعني ارتفاع أحد وانخفاض أحد, فالتقوى هي معيار القيمة, لكن التناسب بين نفسين وبشرين سويين أكبر من جمعهما في مكان وسقف, وبالتالي فزيجات كثيرة تفشل وتحدث مرارات وخلافات ويتحول البيت لهم وغم, وطلاق أحيانا, بسبب الفجوات والنزاع, وهذا كله مع رقة الدين .. عادة.. فنحن نتحدث عن واقع قل فيه الدين وصار الغضب والعصبية والترف وغيرهما يحكمان التصرفات... وغاية الزواج إقامة الدين والدنيا بالسكن والألفة والمودة والتفاهم والانسجام
.وبالطبع لو كان الدين والتقوى مرتفعان في القمة لدى الطرفين, لأمكن ترك كل الشروط الأخرى, فلو أن كلاهما في قمة الورع والعلم والتربية لأمكن جبر الفجوات...وتذكرت أن فلانا صاحبنا رحمه الله تقدم لواحدة كان مهرها حفظ البخاري ومسلم! والقرءان الكريم قبلهما, ووافق وبدأ, لكن لم يتم الأمر لظروف, وأن شخصا ثانيا تقدم لواحدة فرفض, لأن أباها اشترط أن يكون له باع في العمل للدعوة والبذل وقدم سبق, لمدة أكثر من سبع سنوات, ومجهود معلوم للكافة يثنون عليه لأنه يريد ابنته عالمة مربية داعية, ويريد لها زوجا بالمثل, يريد شخصا متقاربا فكريا, مشروع عالم داعية نشيط , متقارب علميا واجتماعيا وأسريا, وأحيانا مكانيا, كثقافة المكان وليس البقعة, فأهل المدينة أحيانا - لحالهم ومتطلباتهم المرفهة في الشريك مهما أنكروا- يتزوجون من المدينة وأهل المنصورة يتزوجون من المنصورة...بكل أسف هذا نصل إليه مع تدهور القيم والشخصيات, و ورقة الدين, وقلة التقوى وقلة النضج التربوي, فلم يعد الشاب هو الرجل المحترم المسؤول قديما, ولا الفتاة كأمهاتنا تحتمل العشرة والشقاق والعناء وترضى بالقليل..بل هو الطلاق.., لهذا نقلل أحيانا من عوامل الاحتكاك..فقد قالت الصحابية: لا أعيب عليه خلقا ولا دينا.. لكنها لا تقبله شكلا وشخصية, ولم يقل لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا, بل أٌقر رفضها..وكذلك قد رفضت الصحابية بريرة الزواج من الصحابي مغيث
" الرجوع", وقال لها النبي صلى الله عليه وسلم إنما أنا شافع ..يعني وسيط ولم تقبل! ولم يقل لها النبي صلى الله عليه وسلم, هذا صحابي وووبل قالت أتأمرني؟ فقال: لا, صلى الله عليه وسلم , وأبطلت صحابية أخرى العقد الذي عقده وليها مؤقتا دون موافقتها ' فأوقف النبي صلى الله عليه وسلم العقدحتى تبين للناس أنه معلق, ثم وافقت, لتثبت أنه يلزم رضاها وقبولها الشخصي...وليس كل شاب ذي دين مقرر مفروض ملزم مقبول جبرا......كل هذه الأمثلة في المنع دون اختلال الدين والخلق, دلالة على أنهما ليسا فقط المعتبرين, كما يتوهم بعض الناس, وكذلك فقد حدث الطلاق بسبب مشكلات عدم التكافؤ بين السيدة زينب وسيدنا زيد رضي الله عنهما , وهنا نقلان:
" وعند تقدير الكفاءة يجب مراعاة اختلاف البيئات والأوضاع والأزمان.ما هي الأمور التي تُراعى فيها الكفاءة؟اختلف العلماء في العناصر التي تُراعى في الكفاءة
:1- فقال مالك في مذهبه: إنها الدين، وفي رواية عنه أنها ثلاث: الدين، والحرية، والسلامة من العيوب
.2- وقال أبو حنيفة: هي النسب والدين.
3- وقال أحمد: هي خمسة: الدين، والنسب، والحرية، والصناعة، والمال.
4- وقال أصحاب الشافعي: يعتبر في الكفاءة الدين والنسب والحرية والصناعة والسلامة من العيوب المنفرة،
ولهم في اعتبار الغنى واليسر ثلاثة أوجه:أ- اعتباره. ب- اهماله ج- اعتباره في أهل المدن واخفاؤه في البوادي.
وكفاءة الدين يُراد بها التدين والطاعة، فالفاسق لا يكافئ بنت الصالح، لأن فسقه عار كبير،
وكفاءة الحرفة: معناها تقارب الزوجين فيها، لكي يتفهم كل طرف طبيعة العمل، والجهد المبذول فيها من جانب شريك الحياة."
وهذه ليس اشتراطات صحة بل حسب المقام قد تلزم وهي واجبة النظر
" اتفقوا على أن التكافؤ يكون لصالح الزوجة ، وليس لصالح الزوج ، بمعنى إذا كان الزوج من عائلة شريفة جدا فله أن يتزوج زوجة من عائلة ضعيفة جدا ؛ لأن في إمكانه أن يدفع العار لو كان يعير بذلك بالطلاق ، أما الزوجة فلأنها لا تملك الطلاق ؛ فكان لها شرط الكفاءة الذي يناسبها من بادئ الأمر."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق