الثلاثاء، 26 فبراير 2013

حول الديمقراطية والتمكين...:وحكم المشاركة السياسية



أوجه نقاطا لطلبة العلم، من خلاصة حوار حول الديمقراطية والتمكين...:


* عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت."

لمراجعة حكم المحدثين "رواه أحمد (30/355 حديث 18406)، والبزار والطبراني في الأوسط (6577)

من يرى الخلافة سقطت منذ قرن واحد فقط، ولم يكن هذا تحصيل حاصل فسيختلف تصوره بلا شك..

* متى وأين فقدت دولة العقيدة؟ ثم دولة الشريعة والمنهاج؟
ومن يتصورها حاليا؟ وكيف يتصورها؟
ومن سيقيمها؟ ومن سيقاومها..
ولمن سينحاز هذا وذاك.. وما دلالة هذه الإجابات..
وهل ستقام على من لا يرغب فيها أو من لا يعرفها تحديدا
ومن يخشاها حاليا ؟ وكيف ستقدم إليه..وهل تملك بسنة التدافع إقامتها؟
ثم حمايتها بالأسباب التي شرع الله تعالى الأخذ بها للمؤمنين؟ وعدم التصدر
حين تقل عن "واحد لعشرة ؟ أو واحد لاثنين مثلا؟" أو أيا كان..

* أي إسلام يعرض، وما حده الأدني ومساحة التنوع..
جيش محمد علي باشا، هل كان ينحاز للإسلام والتوحيد؟، وهل فعل ذلك
ما بعده حين جاء الاحتلال؟ وحين زال الاحتلال-للإسلام ودولته-؟ وحين زالت الملكية؟
وحين زالت الخلافة ؟ وحين زالت المحاكم الشرعية؟ وحين نشأ الإعلام
العلماني؟ والتعليم والثقافة الليبرالية؟ والنظام اللاديني للحكم والمعادي للتوحد والتابع
للعلمانية الدولية..

وجيش الدولة العثمانية نفسه
هل انحاز للإسلام لما أطيح
بالخلافة؟ أو حين انتشرت الأوثان المقبورة..
أو حتى أنشأ هو تصوره الإعلامي لمواجهتها؟
وسر قبلهما وبعدهما تاريخيا لتعلم أين ومتى وكيف دخلنا التيه..

حتى تستقر على مرحلة كان فيها
الولاء
له سبحانه ..والشوائب لا تضير من مظالم هنا وهناك..

..مثال حديث:
كان في البرلمان 1979 مطالبات بالشريعة من الشيخ صلاح أبو إسماعيل منذ ثلاثين عاما..
وساعتها كان الشيخ الشعراوي والشيخ كشك ود. مصطفى محمود
كلهم يد واحدا تقريبا ضد العلمانية التامة واليسار الشيوعي ..

ضد اليسار واللادينية..
وعوام الشعب ..ومعهم المرشد التلمساني والإخوان.. ولم تطبق
ولا قاربت التطبيق أي شريعة.. رغم كل هذا الدعم الشعبي ومن الرموز..
وانظر قصة غزة، وتركيا أربكان حين أبعدوه ..
إلا لما تنازل الجيل الثاني- أردوغان-وانظر الجزائر حين ألغيت ووو
وحتى الشيخ البنا وزخمه كان أكبر بكثير..
--
والأن هب أنك فزت
وبصدد إعلان الاستقلال وإصدار أي قرار مصيري
أو ترتيبات لتغيير الوضع لتمهد وتمسك وتعلن
وهم يتفرجون؟؟
ماذا سيكون..
قبل الفوز مؤامرات وعراقيل وتنشغل بالعراقيل والدفاع عن نفسك..
وإن لم تفلح؟ انسحاب كالجزائر-الإخوان- أو صدام ورد مباشر كالجزائر أيضا..
إذا ستصل لماذا...للمواجهة؟ والأن ماذا يمنع مرسي والنور وو
هو رغبتهم في عدم الصدام.. لكن على أي أساس اخترت طريق الوصول
للسلطة؟ وطريق تحقيق ما تسميه التمكين؟ دون تحديد للفئة التي تعمل
حجما وعددا وقوة وقدرة وطاقة وإمكانية وأسبابا ورأيا؟
اختيار هذا يكون نتاجا طبيعيا وتطورا لحجم وفائض قوة نسبي
وليس دخولا في صراع دون تحديد المعالم والملامح والراية
وشكل المطلوب ونوعية المؤيدين ودرايتهم بالمنتظر..فهم لا ينتظرونك لتصطدم بهم بل سيبادرونك
فهل أعددت لذلك..
وانظر النموذج الأفغاني حين اقتتلوا بعد وصولهم كابل..نتيجة تفرق الولاءات للدول
فهذا لإيران وهذا لفرنسا وهذا لل وووالعقائد
وهذه ليست دعوة للصدام لكن لتغيير الفكرة، لتوجيه الطاقة، وتغيير قناعات الكثيرين
ومنهم المؤسسات، ليعلم المطلوب والثمن، كما علم الصحابة وقال لهم
الناصح هو أعذر لكم عند ربكم..ثم تختارون لكيانكم خيرة
من دعم هذا أو ذاك أو التعايش والحفاظ على حقوق الأقليات..
فالأمة قبل الدولة
وحين تعلن رغبتك في الحصول على السلطة لابد أن تمتلك القدرة النسبية
فالفئة القليلة لا غبار عليها لكن الله تعالى أمرها بأن تعد؟ لهذا
فنصيحتي هي التركيز على التصور والتكوين ككل الأنبياء ثم
يكون مع النمو باستجابة الناس قوة نسبية ونضج ومواجهة بين الحق والباطل
أو استجابة عامة وهو ما نرجوه..

يقول الأستاذ سيد رحمه الله في تدبر سورة الأنعام:
". إن طريق الدعوة إلى الله شاق ، محفوف بالمكاره ، ومع أن نصر الله للحق آت لا ريب فيه ، إلا أن هذا النصر إنما يأتي في موعده الذي يقدره الله ، وفق علمه وحكمته ، وهو غيب لا يعلم موعده أحد - حتى ولا الرسول صلى الله عليه وسلم- والمشقة في هذا الطريق تنشأ من عاملين أساسيين : من التكذيب والإعراض اللذين تقابل بهما الدعوة في أول الأمر ، والحرب والأذى اللذين يعلنان على الدعاة .
ثم من الرغبة البشرية في نفس الداعية في هداية الناس إلى الحق الذي تذوقه ، وعرف طعمه ، والحماسة للحق والرغبة في استعلانه! وهذه الرغبة لا تقل مشقة عن التكذيب والإعراض والحرب والأذى . فكلها من دواعي مشقة الطريق!"



بداية: فالحديث حول العملية الانتخابية المصرية والدستور
تم طرحه في مقالة مسألة الديمقراطية المصرية وغيرها...


قال شيخ الإسلام في السياسة الشرعية:

"والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة ، وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام .
والأمانة ترجع إلى خشية الله ، وألا يشتري بآياته ثمناً قليلاً ، وترك خشية الناس ؛
وهذه الخصال الثلاث التي أخذها الله على كل من حكم على الناس ، في قوله تعالى : { فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } (سورة المائدة ) "

لذا:
* عندما تفكر في مشروعية أي أمر، أو ممارسة سياسية ما، فلا يجب خلط المشروعية بالإمكانية والجدوى،
ولا بالمعقولية ابتداء..

فالجدوى لا ينظر إليها أولا، ولا لكون هذا الأمر له ثمرة محتملة، أو يمكن أن يأتي
بنتيجة، ويؤتي أكلا ما، ويتحقق منه شيء، إلا بعد التأكد والاستيثاق من كونه مشروعا سائغا،
مرخصا فيه، أو مباحا، أو فوق ذلك، بالدليل، ولا ينظر للاستحسان والمصالح إلا عندما يأتي
دورهما في ترتيب الأدلة..

والجدوى الحقيقة بلا شك تتطابق مع المشروعية، فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا،

والمطلوب تحقق إقامة طيبة شاملة للدين، وليس أمرا شكليا تنفيذيا فقط..
بل ببنيان مؤسس على تقوى من الله ، بمكون قلبي وعملي، وتاريخ صاف نقي، وأسس لا شية فيها،
ووسائل نظيفة مشروعة، بغض النظر عن سهولة هذه الوسائل أو صعوبتها، أو طول طريقها زمانا ومراحل
أو قصره..أو كونه طريقا ذي شوكة أم فيئا ومعجزة، أو استجابة جماعية أو استجابة لضغط الأغلبية الحقيقية الفاعلة، التي لا تقتصر على منحك ورقة التصويت، بل تدافع عنها وتحميها بأنفسها وأبنائها والدم الدم والهدم الهدم كما فعل الأنصار مع النبي صلى الله عليه وسلم..



ويجب التفرقة بين حال الشخص -والكيان- الذي لديه أًصلا تصور واضح تماما للإسلام كله،
عقيدة أولا ثم شريعة، بالمفهوم الشامل السوي، وليس لديه فكرة
سطحية لأول مائة أمر، ومائة نهي وقرار مطلوب من السلطة مثلا لو تولاها ليحقق حلمه المنشود،
ولديه وعي بحجم النقلة والمسافة بيننا وبين المطلوب،
فلديه تصور للواقع، وللناس، بشكل صحيح دقيق! بعد تصور الدين نظريا بشكل صحيح..
فيفهم مراكز القوى الداخلية والخارجية، ويقيمها شرعا، وليس فقط أمرا ورأيا وحجما وأثرا..
ويفهم السيل العام في الشارع والعوام ماذا لديهم كشرائح وماذا يريدون ولكم يصبرون وتوصيف هذا شرعا...

ثم لا يكفي حصوله على هذا التصور، بل ..من يعلن هذا التصور صراحة، ويبديه، فيأخذ كيانه شكلا واضحا، وبلاغا مبينا،
وموقفا متمايزا مفاصلا، وفرقانا، هذا مع جمال الأسلوب و تمام الاحترام والعلم والأدب والتقدير والتوقير والتلطف، والحكمة التي لا تعني إخفاء شيء من أصل الحق أو التعريض أو التدليس أو التأجيل ،


فهذا يختلف عمن يتذبذب كلامه ومنطقه،
ومن يخفي غايته ويتدسس برايته-ولو بنية حسنة-، فالإعلان والتمايز والمفاصلة
قد يسوغ مواقفا وأعمالا، لكون الإنكار منك قد ظهر، على الجزء المخالف وتركه..


ثم التفرقة بين الفعل السياسي العام، مثل اللوبي وجماعات التأييد والدعم السياسي،
وجماعات الضغط السياسي ماديا ومعنويا، والضغط بالتظاهر في الشارع وو، وبتوفير
زخم وفرص عمل وتسهيلات للأحزاب ووو

وبين ممارسة أفعال سياسية وإجراءات محددة ،
والدخول في العملية الديمقراطية مباشرة بالترشح والتشريع، والمعاهدات والعقود فيها والاتفاقيات التي يلزم صراحة وضمنا الموافقة عليها وإضفاء المشروعية عليها ،
والدخول في أسس العبة السياسية كما يسمونها، وفي التعامل مع النظام السياسي، وتكوينه وتشكيله
والمشاركة فيه، والتداول السلمي للسلطة والدخول فيه والموافقة، كما يقولون
ووضع دستور ووضع قوانين والالتزام والإقرار بها ..

فالتحالف مع المخالف جائز لغايات مشتركة ودعمه،
أما ممارسة نفس ما يمارسه بفارق النية فقط فلا يصح بإطلاق، إلا في أفعال محددة في المعارك مثلا، وحالات محددة فردية معلومة، وظاهر الفاعل لها يكون الموقف منه معلوما..



ولا يجب إسقاط نموذج معلن للمفاصلة على نموذج يذكرها حينا ويخفيها حينا، أو يتغاضى عنها..فيتميع المفهوم لدى العوام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق