الاثنين، 25 فبراير 2013

إلى المهتمين بالنهضة في مصر وتونس:-


إلى المهتمين بالنهضة في مصر وتونس:-


فَالحَق قَد تعلمه ثَقيل    **     يأباه إِلا نَفَر قَليل


معيار قياس الأداء، ومقياس تقييم العمل النهضوي وخطواته  ليس هو توفر فرص العمل، أو الاحتياطي النقدي
 والبورصة، والتصنيف الائتماني وو فقط...!

نحن في أمانة ثورة عربية كبرى مختلفة جميلة، قلنا إنها إفاقة حضارية بعد هزيمة طويلة،
ووقفة عالمية تاريخية، لاستعادة ذاتنا من طغاة أذابوها وفتتوها،

وتسعى لعودة الاستقلال المغتصب، والسيادة المعدومة،
وللتحرر من التبعية "الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية وو .."..للدولة وللأفراد...

  التبعية التي كبلتنا حتى بتنا كما قال شوقي:

حَتّى رَأَينا مِصرَ تَخطو إِصبَعاً   ***      في العِلمِ إِن مَشَتِ المَمالِكُ ميلا


وتسعى لتحرر الفرد المصري المسحوق  داخليا، وعودته من هامش الحياة الكئيب الرتيب،
واستعادة روحه من المسخ الذي حدث لها، كإنسان وكمصري شهم متألق،
وكمسلم صاحب رسالة دين توحيد، بعقيدة قائدة، ورحمة غالبة، وإعمار للأرض،

 وكذلك لاسترداد نفسه واستعادة روحه وذاته، من الاضطهاد والمذلة والقمع والكبت وو...



لا نَعبد الأَصنام وَالأَوثانا   ***      وَلا نَرى الظُلم وَلا العُدوانا


التقدم المطلوب أولا رؤية أثره وخطواته الأولى وملامحه، ولا فصال فيه:

* التقدم في مجال الأداء والنظام والتنظيم والإدارة،
والتقدم في مجال رعاية الإعلام الرسمي والخاص
وتغيير فلسفته ودوره، وتنميته كأداة وعي وتثقيف، وبناء أمة أهم من بناء المصانع..

وفي مجال تنمية الحرية الفكرية، والاستقلال والتوازن لدى الذهنية العربية،  لصد الغزو العولمي، ودفع مسخ هويتنا أهم من رفع الدخل، ومن تشغيل العاطلين، وله أسبقية..

هذه ملفات نريد أن نرى مسؤوليها، وتعلن رؤيتهم، وجدولهم الزمني وخارطتهم..كما
تكتب مؤسسة راند رؤية الليبراليين ومسارهم وفلسفتهم.. فلا أسرار... الكون ليس فيه الأن سياسيا أسرار...



إِن شئتُمُ كانَت لِمصرٍ نِعمَةً     ***    أَو شِئتُمُ كانَت سَبيلَ شَقاءِ



* لا توجد ليبرالية مطلقة، فكل أمة تتدخل في شؤون غيرها وفي شؤون أفرادها،
بشكل يقره برلمانها، أو عن طريق مخابراتها،..ومناهجها التعلمية تسعى لبث حلمها هي أولا ،
وتحدد حرية إعلامها وسلطته كما يتفق حكماؤها ويرتضي
شعبها، فلا يمكنك نشر العري التام والشذوذ مثلا في جميع  قنوات أي دولة غربية،
وكل وقت وبدون تنويه للمحتوى وضوابط لدرجة العري والأفعال!، رغم كون فذلكة الحرية
تقتضي ذلك،

وتتدخل كذلك في شؤون أفرادها بكل الطرق غير المباشرة، والأجهزة المعلومة ومراكز
القوى لصالح أمنها القومي ووو...

وحين كذبت جريدة عربية تصدر في لندن على زوجة أمير،  ورفعت قضية على الجريدة،
أجبروا على التكذيب في الصفحة الأولى، لمدة ثلاثين يوما متتالية، ودفع تعويض ضخم، مما يعد
ردا لكرامة المتأذي، وسحقا للجريدة وتأديبا، لهذا لا يعتادون الإشاعات بهذا الشكل..


من هنا فليس لنا أسوة فيما نحن فيه ولابد من:


التقدم في إيجاد آلية لترشيد  التخلف التأهيلي للمواطن، والركود والمغالطات  التعليمية،
 والقذارات الإعلامية والثقافية اليومية، المنهجية
والفردية، والتزوير للتاريخ، والسفاسف وقتل الوقت والمبادرة والمروءة..
فهذا إعلام يهدم أمة...


 والرقابة المعقولة لمنع فوضى ومحرقة الإشاعات، التي لا تسمح بمثلها أي دولة
ولا شبه دولة...والعقاب على الكذب المتكرر والمتعمد من الإعلام، ومنع الإسفاف والسفالات..
والتوجيه الحكيم لمنع وتحجيم حالة السفه الفضائي والورقي،  والبذاءات المسماة صحافية



تحصين مكتسبات الثورة من ناحية الحريات، وتأسيس ضمانات لكرامة المواطن، وللمتابعة لأي تعد عليه، وإيجاد وسائل لمنع التحرش به وامتهانه،
وفي مجال  النمو بالإنسان والتنمية البشرية، واستعادة الروح الحضارية والعقل السوي
غير المقلوب، ولا المهتز ولا المحبط ولا المتعطل،
ولا المغيب ولا المرتشي، ولا السارق-فكريا وماديا- أهم من الخبز

*على الحاكم تفعيل وسيلة رقابية بشرية والكترونية وورقية معترف بها عالميا وبكوادر
محترفة لمتابعة كل أماكن الاحتجاز والاحتكاك لدى الوزارتين وإلا فهو المسؤول عن كل ضحية وعن كونه مستمرا بلا صلاحية


لابد من ورقة عمل لكل هذا، ليست أمنية فقط ولا قانونية فقط، ومن لا يحسن التعامل فليبتعد وليفسح
المجال، لأننا مستهدفون والوقت ثمين..لابد من مؤتمرات وتوصيات عامة وشفافية
ومتابعة وتقييم للدقة والجودة التنفيذية...

 

لا تسوقوا لنموذج أردوغان..

أردوغان لم يكن لديه ثورة
أردوغان لم يسع لقيام ثورة
لهذا تحالف مع بعض الشياطين ضد بعضهم
وأدخل بعضهم تحت جناحه،
ودخل هو تحت جناح بعضهم، ليمر ويسير في مساره
وتنازل في أمور معلومة كبيرة،  ولم تكن لديه شرعية ثورية تقول- وأنت كنت تقول معها  - بتطهير القضاء والإعلام، ثم قلت بمجرد جلوسك القضاء يطهر نفسه،
والإعلام يطهر نفسه، وهو كلام مناف للعقل، مخالف للمنطق وللحق وللحقيقة وللواقع
وخيانة للثورة، ويفقد كثيرا من الإجراءات التطهيرية قوتها المعنوية الهامة ...

ومثله تغيير الداخلية وحل جهاز الأمن الوطني،
ووضع الرقابة الآلية الالكترونية والشعبية
على كل مكان احتجاز، ومتابعة كل العمليات التي تعطي رقابة ذاتية للمؤسسات، وللأفراد على بعضهم
هذه هي مهمة تأسيس الدولة قبل الاستثمارات،
ولا تلغي الاستثمار ولقمة العيش وأهميتهما، بل الحرية والروح والحلم المشترك،
والحب والانتماء من المواطن والشعور بالكرامة هي الأمور التي تأتي بالرخاء على أسس سليمة،
لا يأكلها الفساد، ولا تكون حكرا على  رجال الأعمال كالرأسمالية، ثم تشحذ منهم الدولة
تبرعات ومساهمات وتنمية..

وَذَلِكَ العَدل بِلا خِلاف     **   لَو وفق الرِّجال لِلإنصاف



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق