الاثنين، 8 يناير 2018

الابتلاء في هذه الدنيا يكون تحت الضغط والألم أو الإغراء أو مر السنين


علم العقلاء أن الابتلاء في هذه الدنيا إنما هو باختيار الطريق إخلاصا ومتابعة صحيحة، وبإحسان العمل وصلاحه همة وإرادة.. والنتائج بعد ذلك موكولة للخلاق العليم

وهذا الاختبار لا يكون في ظروف مثالية...ففي الظروف المثالية قد ينجح المنافقون ولا يتمايز الصديقون والأبرار والسابقون بدرجاتهم عن المقتصدين وظالمي أنفسهم...

في الظروف المثالية لا يمكن امتحان النفس حقا..بل امتحانها أمام نفسها! يكون تحت الضغط والألم أو الإغراء أو مر السنين.. فيظهر الشح..أو يظهر النبل واليقين...

 يتظاهر الجميع ويسهل على الجميع التشبع بالألم والتمني بالأحلام في المواقف التي تستدعي إيجابية وبذلا معنويا وداخل النفس أولا قبل أن يكون عمليا..

والامتحان يبدأ بالحفاظ على التوحيد نبذا للطغيان المادي والمعنوي بألوانهما وأيا كان مجالهما ومكانهما! في كل الدوائر الصغيرة والكبيرة حول المؤمن، وبإقامة الدين ثم الذل والرحمة مع الوالدين!
وذي القربى واليتامي والمساكين وسائر المكارم

وإذا أمسكنا العصا من المنتصف فلن يكون هناك حق!
قد نبني بناء ما لكن ليس هذا إصلاحنا الرباني المنشود، الذي لأجله قد تلقي الأمة بنفسها مع وليدها في النار..ولا تتحرى الحلول الوسط!

 هذا السبيل هو عمل دائم دائب لا يتوقف كسعي النحلة للعسل،ومعه تعبد مستمر كتسبيح الطير، وبينهما ترويح وتمتع بالمباح كهبة ربانية لا ترد.. 
هذا كله مع الالتزام بالوسائل المشروعة والضوابط الربانية في هذا النهج... 
وروح الفقه وجوهر الفهم أن الحق أغلى من النفس والنفس أغلى من المال الذي يكنز... 
وإزاء الفواجع لا يشغلني فقط العجز المادي، بل أسبابه كذلك!

قال لي صديقي: بعض القوم ممن يبخلون بأرواحهم من أصحابنا الذين لهم كلمة مسموعة نوعا ما كان عليهم واجب علمي بأن يصدعوا بكلمة واجبة ولا عليهم أن يموتوا بعدها، وأن يعلنوا صحة شيء أو بطلان شيء آخر..

 لأن هناك فارقا بين التيسير وبين اللعب بالدين "وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا" 

وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ ** تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ 

وإذا بهم يضنون بكل هذا وينكفئون إيثارا للسلامة أو لبعض السلامة ومنا بما بذلوا..وأكمل كلامه: بعض الفئات ممن أعلم ويتابعون لديهم عجز علمي وعجز عقلي... قلت بل هو عجز نفسي وليس فقهيا، هو تول.. "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"..

  في هذا البرد القارس تذكرت صحابيا لم يكن له برد!، وهو سيدي ابن أبي حدرد، كان خارجا مع النبي صلى الله عليه وسلم لخيبر
وأمسك بتلابيبه الدائن الكتابي..يريد أن يأخذ منه  خمسة دراهم كان قد اقترضها، وقضى له النبي صلى الله عليه وسلم بالحق، وبأن عليه أن يدفع له قبل أن يغادر ..فباع برده وعمامته..وجلس يبكي..فقالت له عجوز: مالك
يا صاحب رسول الله!
..فقال لها ما جري وشكى عجزه عن السفر.-هو يبكي لأنه تخلف عن بذل! ولم يتخذها ويهتبلها فرصة- فطرحت عليه بردها وقررت أن تمكث في بيتهاهذه المدة! احتسابا للأجر..
  ..فخرج معهم وعاد وقد غنم من ضمن ما غنم في نهاية المطاف ألف درهم بدل الخمسة التي كان باع بها ثوبه.. 

 مكارم الأخلاق تقولون "لا إله إلا الله" ثم تشربون من النهر ملء البطون .."فمن شرب منه فليس مني" 

"فرق بين أن تعرف الحقيقة وأن تعيشها.." 

" فرق بين أن تعرف الحقيقة وأن تحياها، وتكون وفيا لمعناها... 
وتدفع ثمن عهدك، وإن كان غاليا.. "عندك" 



"بعدت عليهم الشقة" استطالوا المسافة واستثقلوا التكليف..فلماذا لم يخفف الشارع عليهم كما يخفف بعض الدعاة الجدد! ممن لا يلتزمون بمعايير مشروعة ولا معقولة..
فلتأليف القلوب حدود إذا، والأمر أمر الله تعالى يأذن باليسر فيكون شرعا ويأمر بالأخذ فيكون شرعا!   
يوم القيامة ..  
ليس لأحد هنا دلال ولا اعتداد بأعمال 
ولا يملك أحد حق السؤال وهم يسألون 
الكل جاث على الركب أو مرتعد ... 
..أو يغطيه العرق


نسأل الله العافية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق