في جمهوريات الفول, مؤسسات تنكل بأبنائها الذين أعطوها أكبر من حجمها ومن حقها وقدسوها, وإذ بها تبيع رموزها الذين عبدوها ونزهوها عن الخطأ, وهي مبنية - أو معدلة- عليه وفيه وله, وإذ بها تارة تقول عنهم: آراؤهم شخصية, وتتركهم فرائس أو تشارك في إهانتهم وترويعهم وتركيعهم, وهم من تستروا على خطاياها فكانوا أول ضحاياها, وما جاملتهم كما خدموها, علموهم الصمت وكتم الفضائح حفاظا على هيبة وشرف المؤسسة, وتناسوا أن يعلموهم الحد الأقصى لذلك, لأنهم أبناء التعايش مع الفساد, والتأقلم والرتابة والاكتفاء بتسجيل الموقف المحدود للأبد, وتوريث الأجيال, فصمتوا لما باعت مؤسساتهم الدين, ولما أفسدت الدنيا , ولم تجاملهم ولا راعت فيهم تحشمهم الملوث معها, وتصلبهم ضد نقدها جذريا ونقضها منهجيا, وضد مصائبها التي فاحت, بل ضربتهم في ظهرهم ونكلت بهم, وبهذا الصمت لأجلها ذهب الدين منها كمرجعية وروح, وذهبت الدنيا وانحط الأداء النزيه الراقي وارتكبت الموبقات والرذائل, وذهب هو عنها, وأهانته إدارتها , وبقيت هي...معبودته.. المؤسسة..لكن بلا شرف...وبلا هيبة...فلم يجد الترقيع والتغيير من الداخل ولملمة الفضائح والتغاضي عن عوار المرجعية وآلية العمل نفعا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق