طبعا لا نتحدث عن تدريس وتطبيب في مكان عام ولا تجمعات, بل عن هذه النقطة بالذات. ..
..عن مسألة السلام على الخاص- ثم أقوال العلماء في السلام علنا-
والمسألة خلافية اجتهادية, تقديرية في جزء منها..ولماذا هي مسألة تكلم فيها الناس, لأن هناك نتائج ومفاسد تترتب عليها في نسبة معتبرة من الحالات, وهذا سبب وضع معايير للأخلاق وللقيم بعد كونها تعبدا وطاعة , فالضوابط وضعت لكيلا تنهار المجتمعات ويحدث التفكك المعنوي والمادي والشقاء والشقاق وجهل الأنساب..وإلا لترك كل شيء لرغبة وضمير صاحبه وكان ما كان! ...
نحن لسنا أمة لقيطة ولا حديثة،
بل لنا آباء علماء ونقلة علم وكنوز نصح وتربية, لتوفر عناء تكرار التجارب والزلات،
والأمور الأخلاقية الكبرى لا تتغير بتغير الزمان، فالشهوات والخطايا والرغبات هي هي ،
وكل الناس تعلم أن التواصل يبنى على الانتقاء لمن تتواصل معه،
ويبنى على ضميرك وحسك -وأن تجاهل هذا يؤدي للمفاسد-والأئمة الأربعة الكبار تكلموا في هذا عند الفتيا، -وكان هذا سبب اختلاف آرائهم فيها-
فلم يكن هناك إجماع على شيء محدد قطعي حاسم, بدليل جامع مانع في حكم السلام العلني بين الجنسين! على الملأ!
فتكلم أحد الأئمة الأربعة عند الحديث عن جواز أم عدم جواز السلام ورد السلام - علنا وليس في رسالة خاصة لا يطلع عليها معهما ولا بينهما أحد! - عن التفريق بين كون المرأة شابة أم لا ، وعن التفريق بين زمن الفتنة وغيره، وعن
من يعلم من نفسه وعن نفسه قوة! وأنه لن ينزلق ويشعر برفع الكلفة ويعاود السلام والعلاقة وو يفتح الباب
-فالأمر تقديري في حالة السلام الجهري المعلن أمام الناس!
- وهذا بخصوص البدء بالسلام والرغبة في حوار ! وليس إرسال رسالة واضحة الفحوى والمراد منها
وكاملة المقصود كاستشارة أو حاجة من الحوائج ..
وأما الرسائل الخاصة فهي تشبه التواصل بخلوة فكأنما رجل بعث بورقة ورسالة مطوية خاصة لامرأة
فهذا مقام أكبر كما هو واضح -ولسنا بحاجة لضرب أمثلة على علاقات نشأت من خلال الفضاء الالكتروني الافتراضي كما يسمونه وعن حوادث زواج وطلاق وحب وخيانة ووو-- ولسنا بحاجة لأن نقول أن أوروبا حين قالت كل شيء عادي وفتحت باب العلاقات بدعوى الثقة والحرية بعيدا عن أمر رب البرية، وتركت ما أنزل إليها من ربها-وكأن الثقة معناها
أن تترك نفسك أمام الخطأ فإن زلت قدمك وضعفت قلت حرية وقلت عادي وكلنا خطاء، وهذا تعمد للوقوع في المحارم والحوم حول الحمى وانتهاك المحظورات- وكل يوم تظهر فضيحة رئيس وموظف ووو-والناس تعلم أن الباب مفتوح -
-ولسنا في مقام تحليل وتحريم لكن نبين أن الأمر ليس مغلقا تماما، وليس كذلك مفتوحا بلا ضوابط وبلا مصراعين وبلا قفل-وليس واجبا على أحد السلام ولا رد السلام على الخاص!
ولا يلزمن أحد أحدا برأيه أو بالرد عليه وبيان رأيه!
-وإذا اختار أحد الكلام واجتهد في أن هذا خير له وللآخر في دينه ودنياه لسبب ما
فهذا قد يكون حقا له وقد يكون مخادعا لنفسه,
وهو حر وهو حسيب نفسه، لكن لا يلزمن أحدا, ولا ينعتن أحد أحدا أو يصفه بالخطأ لاتباعه ما يراه حقا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق