ومن الثوابت التي يتم محاربتها, الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, بل الاعتراف بأن هناك معروف ومنكر, ويجري الخلط بين تغيير المنكر عموما وبين النهي عنه, والخلط بين الاجتهادات والاختلافات المتنوعة والخصوصيات وبين المعالم الواضحة الظاهرة التي يعلم حتى غير المسلمين حرمتها أو فرضيتها عند المسلمين,
قال تعالى:
"إن مكناهم.....".."أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر.."
لا أحاكم تجاربا لدينا نحن الآن, لكني أشير لأن المجتمعات الغربية كما نرى قد تفوقت تقنيا ومعيشيا في الخدمات, ولكنها انحطت أخلاقيا- داخليا ودوليا - وتقوضت تقريبا أسريا وروحيا, واستجلبت سخط الله تعالى, كالذين خلوا من قبلهم, وظنوا أنهم قادرون على الأرض, عندما صارت المعصية نسبية والكفر نسبيا والإيمان شخصيا والحق وجهة نظر, ومر عهد كانوا يستنكرون الثوب الذي يكشف الركبة, ثم جاء عهد لا يوصف من الانغماس في الرذائل, وتقنين وحماية وصيانة الفاحشة التي نص عليها كتابهم, بل وبعد التقنين تشريع ديني! والإصرار في مناطق على زواج الشواذ مثلا في الكنيسة وشرب الخمر. والعربدة فيها ليلة ميلاد نبيهم كما يظنون, وهذه مرحلة غريبة جدا.. تعصى ثم تلزم المجتمع بنظام يضمن لك ما تريد, ثم تريد شهادة دينية بأنك تتمتع ببركة الرب كذلك مع كل متعك الدنيوية وفواحشك, وتجبر رجال الدين على ذلك ويطاوعونك..
نحن لسنا بخير ولكنهم سبقونا ونحن نقتفي أثرهم ونتلمس خطاهم في الخطايا فقط, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام أمان في أي مجتمع يريد ألا يصل لاختفاء الدين وبقاء بصيص الدين الخافت لدى الدعاة والأراجوزات الجدد واختلاط الأنساب والقيم وانعدام المعايير..,
وجزء من أساس فلسفة اللادين..ليبراليا وديموقراطيا غربيا, بل يسارا ويمينا, هو جعل المعروف كله نسبيا والمنكر كله نسبيا....والتوراة والإنجيل والقرآن خصوصيات فردية...حتى في مضمون الوصايا العشر ومنع الزنا ووو....ومن ثم هذه وجهة نظرك...لا معروف ولا منكر..وأحيانا يعكسان...وبهذا عليك ألا تعترض...هذا ليس شأنك..وليس هناك ثوابت أصلا...ورغم اتفاقنا أن هناك خصوصيات فهناك ما لا يصح أن نراه منك..وهو ما نراه!
ورغم اتفاقنا أن هناك قدرا نسبيا من المعروف فهناك ثوابت ومحكمات ومسلمات وفطرة وقطعيات..
وهم يربدون جعل الإيمان نفسه وليس فقط كليات الشرع وأمهات المسائل الواضحات نسبية, وحسب الفهم, ثم يجعلونها مستحلة مستباحة, بل يستحب تجاوزها..فهي ..ثم أنت المخطئ المنبوذ المتطهر...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق