15- حقبة مراجعات الإسلاميين بل ومراجعات غير الإسلاميين, نتيجة تجلي الكثير من الحقائق والحجج, وانكشاف الصور, ورغم يقينهم أن العلمانية واليسار انحرافات وحشية, تبتعد عن رب الكون وتستدرج وتمهل ويملى لها, ثم تريها النواميس والسنن عاقبة أمرها ووباله, وقد تستبيح بليبراليتها أو صليبيتها الدم, وتنتهك الحرمات وتساعد ! " رابعة مثالا" , وأن اليسار وذيوله وإفرازاته تحوي بعض الحق كذلك وكثيرا من الباطل ومن الشر الكامن" سوريا مثالا" , وأن هذه ليست هي المخرج للبشر, لا دنيويا ولا دينيا, وليست فيها النجاة ولا جواب الأسئلة الكبرى وتحقيق رضا الخالق وسعادة المخلوق, وأن الإسلام سبيلهم الأوحد, لكن , من يعبر عنه, وبأي رؤية وفهم لمنهج السلف الصالح- وليس لخياراتهم التفصيلية- وكل يبحث عن تصحيح وعن حل, بعد سقوط أفهام, وتهاوي رموز, وتبين بعض التناقض, وتجاوز المبادئ والثوابت دون ضوابط مستقرة متسقة معلنة, لاستكشاف مواطن الخلل وتلمس الطريق,
أضع هامشا طالما ناديت به,
أن المطلوب مراجعته هو آلية التفكير والتلقي والاستنباط والتصحيح, كيف ستستدل! أم أنك ستنقل فهم غيرك لأنه أفهم منك! , مراجعة المنظومة الفكرية والبشرية التي يفهم بها الميزان الشرعي, وضبط الفهم الديني الذي نزن به, والذي نقيم أنفسنا وكياننا وغيره من خلاله, كيف نتدبر الكتاب والسنة, لنأخذ موقفا وننحاز ونتقدم, أو لنتراجع, فلا يعقل أن نرى زلزالا ونرى احتياجنا لوقفة منهجيا وعقديا -وليس حول مواقف ثلة أو سياسة وأخلاق- لتحقيق فهم الدعوة للإسلام وللوسطية الحقيقية, ولحدود التأويل ومعالم المسار, ولا نراجع أدواتنا التي نستوعب بها, والتي ندرك من خلالها تصور الواقع وفهمنا لأدلة التعامل معه والمطلوب منه...حين تختلط المفاهيم وينادي كل أنه هو التصور الصحيح الدقيق, يكون وضع ميزان الحكم وتنقيته من تقديس غير المقدس دون بخس أو شطط أمر له الأولوية- الأولية- ثم تنقيته من حالة شطب العقل مناط التكليف دون مبالغة , ثم النظر والتفكر واقتفاء الأثر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق