18- العزاء في عقل من لا يفهم, وفي قلب من لا يحس...
وفي علم من لا يستوعب الصورة شرعا...
وفي فهم من لا يدرك تشابكاتها واقعا, وواجباته.. ..
قلنا إنها معركة مشتركة, جزء منها ضد الحرية, وضد الاستقلال الاقتصادي واللاعبين السياسيين, وضد أي قدر من الإسلام وأي فرصة تنفس لأي فصيل من تياره" في السلطة أو خارجها" , وضد الشعوب وووو ألف هدف للصراع..عن قوس واحدة
.....ليست معركة كيان وفصيل" وإن دخل فيها وأفاد
أو خسر"
وأن دفع الصائل لا يحتاج راية,
ولماذا يضرب العالم كله هذه البقعة, ويغمز بعينه لضاربها أن أنجز و" خلص", ثم أقم وضعا يسحق ما بقي من الهوية, ويسحق أي فرصة لأي برعم ونبتة أن تنمو..رغم أن الإخوان لم يعلنوا راية الدولة الإسلامية الحقيقية, ولا نظامها القرآني وحرسها وتعليمها وإعلامها وثقافتها, إلا أنهم سيوفرون قدرا من السعة والحرية للساعين, ويطلبون قدرا في مقابل تنازلهم عن قدر, ومثلهم المدنيون الليبراليون , لهذا فالأولوية للنازية, للصهيونية وعصاباتها التي كانت تحرق القرى الفلسطينية 1948,
ورحمة الله على عالم علم لم يدخر بيانا يفسر هذا, على صاحب الظلال الوارفة...
والله تعالى أعلم, قد تنتقل المراحل عمليا أو فكريا!!! ويفرض المنهج الصحيح نفسه,
لكن القبول للحق ليس بحسب الوضوح والجلاء ولا بقدر الحجج الشرعية والواقعية,
بل القبول بحسب حالة القلوب....فلو كانت مقفلة مفتونة كالكوز المقلوب مطبوعا عليها فلن ترى ولن تفتح مغاليقها,
قد تسير الأمور لغير ما يريده هؤلاء, رغم أنف الخرس النعاج ساكني العاج, ورغم عقل وقلب عبدة العجل, الذين أشربوه في ضميرهم, رغم سقوطه محترقا أمامهم, وكلما سقط عجل تناسوا, وظلوا يقلدونه أو بحثوا عن عجل آخر غيره...عجل كذلك, صنم غير الأول..
العدل والشرف والكرامة والإنسانية والشجاعة دوما كانت أوسمة على صدر الساعي, تنير له ليبصر الهدى بأخلاقه وبصيرته, فيتدبر ويرتقي, فالناس معادن, وخيارهم خيارهم, وقد اهتدى قديما المنصفون المهذبون, وانقلب على عقبهم المستعلون القساة المزكون أنفسهم, هي بسالة وإخلاص تنير له, فيرى الطريق الذي انتكس عنه أصحاب منهج السلامة مرتين, وبدلوه قبلا, فكريا ونظريا وعمليا, عقديا وفقهيا, ثم نقضوا غزلهم مجددا, وتركوا ما بقي لهم منه, لما ثقل عليهم, لما لوح لهم ملوح بعصا وجزرة مداهنة ونفاق وفتات وتضليل, وقد ينتهي دور هذه العهود والمواثيق, ويصبح الناس بين خيارين جديدين..
الشاهد أن الحزن للمآسي, والغضب من المؤذين المفترين, وممن استكبروا بجنودهم, ومن الحمقى الذين يريدون نفس العرش بآلهته ليطوفوا بها ,ولا يغيرون فكرتهم وطريقتهم, ومن الصامتين منهم والساكتين عنهم ..
دعوتكم لأنفسكم قبل أن تكون لغيركم, وللناس, لآحاد الناس وليست للنخب النوابغ, حملوا العوام والشعوب والكبار والنخب التي دفنت عمائمها في الرمال مسؤوليتها, لا تقل سبب هزيمتي عدوي, وإذا رفعت راية النبي صلى الله عليه وسلم فقل للناس ماذا عليهم أن يقبلوا وأي نظام يسعهم إذا أرادوا أن يقبلهم ربهم كمؤمنين بكتابه سبحانه, ولا تعرض عليهم ما يعجبهم ثم تلبسه ثوب المقاصد زورا وقد ناقض الأصل, وقد خالف المقصود الأعظم والمصلحة المعتبرة الأولى وهي العبودية والخضوع والتسليم لما قضى سبحانه, والمرجعية المنضبطة, دون إفراط أو تفريط, لم يكلفك ربك ما لا تطيق, فإذا عجزت ورفضوا فلا تسم ذلك وسطية واعتدالا وجنة ونعيما, قل لم أستطع...
ولا يمكنك إكراه الناس عمليا ولا قلبيا, فقط بلغ ما أنزل الله, ولا يكن في صدرك حرج منه, فإن لم تفعل فما بلغت رسالته, وحتى من عذرتهم -ممن تراهم حمقى -هل أبلغتهم حين أتتك الفرصة, أم حدثتهم في أمور أخرى, وهل هناك أولى وأهم من هذا وهل ترك النبي صلى الله عليه وسلم هذا, أم ترك كل شيء لأجل هذا!! وهل أقيمت سوق الكفاح إلا للتوحيد...
أم أن التوحيد كلمة باللسان...لا مفهوم ولا تلزم بشيء ولا ينقضها شيء...
هذه فترة منحها الله تعالى لنا على ظهر الأرض بعد من قضوا نحبهم لنراجع ونصلح ونحمل الأمانة, وسنسأل لو هرولنا نحو أي كرسي وأي انتخاب وأي سياسة دون أي تغيير " ولا في إفهام الناس تكييف الوضع شرعا- كأن شيئا لم يكن.
(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق