17- قالوا "الهموم إذا تكاثرت سقطت جميعا".....
وبالنسبة لمن يبالي لغاية كبرى, فأنت أقوى ما تكون نفسا حين تكون أكثر تعلقا بآخرتك, فبالإخلاص في تقديم المحبة الكبرى على كل أمر تجده يمر بعون الله,
وعندئذ لا شيء تخسره -بمفهومهم -ليساوموك عليه, فقد سلمته لمالكه الأصلي, ورضيت به, ورضيت قضاءه, وتطوعت وأنفقته, وبعت يوم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة, والآن ليس عندك شيء , ولا يستذلك شيء, ولا يسترقك شيء, ..
حين تضحي وتتقرب بما يستقوون ويعتدون به, وما يتعلقون به, وتبقي ما لا يستطيع أحد أن يناله ...
هذا حين تكون غير مبال بما تعتق به نفسك, وما تتقرب به وتبذله لواهبه المتفضل أصلا,
أما من يبالي ويحصي ويتطلع لفتات ولعاعة الدنيا, أو يتطلع لأذاها ! وبعدت عليه الشقة وحر الدنيا وذلها العابر, ويراعي ويشفق في غير شرع منضبط حاكم, فيضن ويبخل ويطيع في بعض الأمر أويؤثر مقعدا خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أذل وأطمع في كل حين, وسيظل ما دام كذلك شحيحا منافقا خؤونا ضعيفا ...
وعند العاقبة هو ذليل الآخرة, وله حر جهنم وأذاها المقيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق