30- فقرة من حوار خاص :
في عصور التدهور تعاني كل البلاد من تدهور مؤسسي, وخراب أخلاقي ونفسي, وتظهر الدعوات للهجرة, أو للانغماس في القرف والفساد, ومثلها دعوات للإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد, وتحسين السلوك ونمط التفكير, واستعادة الثقة بالنفس, وقد كان العرب في ظلام وتمزق بدون دولة وبدون ملة ولا ثروة, ونهضوا بالإسلام ضد فارس والروم, وبدأ هذا بكفاح وصبر ودعوة وقدوة وتضحيات, وآتى أكله وأعطى ثمرة حضارة, ثم تدهورت بانهيار القيم والتفلت الديني وبفشل الشورى وترك الكفاءات وتعيين الورثة والموثوق فيهم, ومثلهم أوروبا, في القرون الوسطى كانت في خرافات وفقر وحروب بينية, ثم اهتمت بالعلم وبالقيم التي تحث على الانتاج ومنع الغش والإفساد, وبالشورى والحرية لاختيار من يقودهم من الكفاءات وليس بالوراثة والتزوير ثم قامت.... ومرة ثانية بعد هزيمة فرنسا ترك شباب فرنسا التخنث والتمكيج ليفيقوا ضد هتلر وقاوموا. ..وهكذا كل الأمم المهزومة تبدأ بمقاومة للقيم النفعية الانتهازية الفردية وللمحاباة والوساطات والفساد .... لو اتفقنا على حال الشباب, ونسبة كم بالمائة سيء وكم القلة الجيدة... وعلى حال المؤسسات الرسمية التعليمية والتربوية والاقتصادية ووو التي يتحكم فيها عدد يسيرها, فيبقى الاتفاق على أسباب هذا الانحطاط وجذوره, وعوامل استمراره, والقوى التي تحميه, وتمنع التغيرات وتقف ضد الشعب... وعلى تنمية الجانب المشرق الذي ظهر بعد الربيع من الاهتمامات والتضحيات والوعي, وكيفية نشر ثقافة تمثل روح وحقيقة الإسلام, وليس الفهم السطحي ولا المصلحي.. .وأما الهرب من السفينة للتغريب الذاتي بالغرب واليأس فليس مقبولا شرعا ولا عقلا, ولا حتى قلبيا, ولا مجديا, والغرب يمنح بعض الدنيا ويسلب بعضا, ويخسرك العاقبة غالبا, ويسخرك لمشروعه هو, لتعود ترسا في طاحونته ..وهناك أمراض حضارية في الغرب وإحصاءاتهم الرسمية في مواقع حكوماتهم تريك أنها ليست جنة, بل تقنية مع خراب روحي ديني وأسري, وخسران أخلاقي وشذوذ , وأعلى نسب تحرش في العالم , وتقنين للدعارة ,وتفسخ عائلات, وأطفال لا أب لهم, وخيانات وزنا , وحضارة متوحشة البقاء فيها للأقوى, والأبوين فيها يحرمان بر بنيهما , وهذا غير تحطيم الأمم الأخرى ببلادة, وسلب خيراتها, لهذا فالمفتاح لخيري الدنيا والآخرة بتكامل بين الدين والدنيا هو في أيدينا, وثمنه السعي والبذل والوعي, والمحاولة, والأجر على الله, والعاقبة عند الله للمتقين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق