36- إنا لله وإنا إليه راجعون

36-
وإذا توقف بهم الزمان يوما..في ظاهر الأمر... ومرت الأيام كالأعوام, ومرت الأعوام كالأيام, فحساباتهم أوسع من مدى الزمن المحسوس, ومن مدار أهل الدار, ومن دفتي التاريخ وحياة الأبدان، فهم يعلمون أن الحق باق, والنور أصيل خالد أبدي أزلي, وأنه كان قبلهم, وسيبقى سرمديا بعدهم, ونقلة الموت محض تحول إلى العهد الأول,  ثم يحيون كما أنشأهم باريهم أول مرة, ويرجعون إليه, فرادى.. ليتم ميزان التمام والقسطاس المستقيم, الذي يختم كل مرحلة, ويؤول إليه كل عارض وحدث, فلا شر أصيل, ولا خلل مستقر, والحق هو الوارث, والمعقب الوحيد النهائي, والخير المطلق محور وغاية كل شيء , والعدل حتم لازم لازب,  وسيلقون كل صغيرة وكبيرة من أعمارهم مسطورة...وهناك يفهم عين اليقين " إنا لله وإنا إليه راجعون " وكيف يهون على من هذا مآله حاله...بل يستصغره في جنب آماله...وتكون هذه الكلمة القدسية عدته وسحابته الظليلة الساقية....