الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

16- المحرمات الفكرية

15- " من المراجعات"..المحرمات الفكرية..والرؤية الوردية..

هناك شيء اسمه "التصور الرتيب العقيم -الباهت- للواقع وللتاريخ, ومن ثم السير في مسار غير مشروع لتغييره,  واصطناع حكمة زائفة, أو اصطناع حماسة محبطة في نهاية المطاف,  ووضع أحلام مبالغ فيها, ومبنية على المكابرة في الاعتراف الكامل بحجم التدهور, وعلى استبقاء خيط رفيع ولافتة تهذب صورة الباطل والانحطاط,  وتحصنها, وتسمح لها بتحطيم سياج صيانة الدين, وهو تصور فاشل النتاج, وعموما بغض النظر عن نجاحه أو فشله , فهو غير مشروع, ومبناه على الخلط في الأوصاف والأسماء وعلى تنزيل واقع تدهور تاريخي إخشيدي أو أندلسي على واقعنا,  وعلى إسباغ التصور الوردي الوهمي مهما تعمق أهله في بيان سلبياته والنخر داخله.

إذا كنت متيقنا من أمر ما، واستمعت لرأي مخالفك فيه، وبحثت بتجرد، فلا مانع من غلق أي قضية بشكل مؤقت أو دائم..
لكن إذا كنت قد بنيت رؤيتك على قراءة أبحاث من مصدر مؤيد لما تقول والتزمت بذلك، فلا تلزم غيرك به،
ولا تقذف في وجهه بأن فلان وفلان وكلهم خالفوك, فهذا ليس ميزان الحق، ولا ترد بأنك قرأت, فهذا لا يلزمه هو بشيء...
والتجديد والبعث والإحياء ونفض الغبار مبناه على العودة للأصل الأول ومخالفة الفهم السائد للجيل الحي كباره وصغاره...

هناك محرمات فكرية وتابوهات
ممنوع الاقتراب منها،
إرهاب فكري يمارسه العلماني ضد الإسلامي,
ويمارسه الإسلامي داخل فصيله وخارجه،
فكلما سألت أو ناقشت
أو تحدثت قيل لك
أنت إسلامي أنت سلفي أنت  إرهابي أنت متشدد أنت خارجي أو أنت متميع أو عقلاني أو صوفي إلخ..
وبهذا يغلق الباب باللهب وبالنار الفكرية، فمن يقترب هنا يتشوه وينبذ ويحارب
ويقصى،
، هكذا علمنا الكبار, من اعترض انطرد, ومن سار هنا هلك, ومن وقف وقع,
ومتى تكون كبيرا ومتى تفهم ومتى تدرك, ومتى تتكون لديك ملكة الجدال بالتي هي أحسن, والنظر والتحري والتدبر, واختيار دينك كما اختار الصحابة بحرية وعقل وقلب..

وهذه الأمور ممنوع التفكير فيها, والخوض بجوارها,
وأي كلمة منها تلقى في وجهك تمثل إرهابا فكريا ليردعك عن التفكير والاستمرار في البحث, مجرد البحث! ...لا تخض!
ولن تقضي عمرك باحثا,
فلا تعارض بين البحث والعمل بما تيقنت منه,

ولا توجد أزمة حقيقة, فالوصول ميسور, والقبول والتقبل هما الأمران اللذان ينقصاننا.

أكثر الباحثين يعاني
من الأغلفة العقلية, ومن الأغلفة العلمية, وهذه الحجج التي يرددها بعضهم يحبها الظالمون, وهي التي تخنق وتحصر الباحث,
وتجعله مقيدا
بين تصورات لابد أن يسلم بها, ويستحضر بعدها الصبر,
حتى لو كان عارا وذلا, أو متناقضا وفي النفس منه أشياء,  فيسلم بالأحكام كأنها غيبيات! يمررها ويكررها...ويحفظ أدلة واهية يرددها ويتهرب من فتح نقاش جاد.

عدم اعترافك بحقيقة الوضع كما هي
وعدم اعترافك بحقيقة الواقع والمطلوب,
وعدم اهتمامك بقضايا تحدد موقفك,
لأنها قضايا متخصصين حسب ظنك
أو لأنها شائكة,
كل هذا يكون اعتقادا نهائيا, ويصب في تكوين منهج وغاية مختلفة,
وهذا التغاضي عن الحقيقة المرة الموجعة
يجعل أحلامك وردية واهمة, تتحطم على صخرة الواقع,
والطرق التي تسلكها وردية,
أو خيالات تستعجل أو تسير ببطء وحكمة نحو لا شيء!
نحو لا شيء...!
وليتك تسميه باسمه...
أنه ليس بشيء!
" قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم"...راجع تفسيرها...

تضع لافتة فوق
كومة ركام, مبينة أنها مبنى مؤسس وبعمد,

ليست المشكلة في الشرع
بل في العقيدة,
وليست في سنن الاعتقاد أو ما خفي من تفاصيل ودقائق المسائل,
بل في أصله,
وإن أنكرت أن له أصلا
فراجع نفسك وانظر مخالفيك, ولا تنتق منهم البلهاء والسفهاء.

وأنت يا من ناديت بالتدرج فئة وأبت, واستحييت من دينك ولم يستح منهم من دينه, ولم تشرح لهم تصورا للتدرج, ورفضوه جملة وعلى الغيب! ومن حيث المبدأ, ولم تقدم بديلا لمسارك وتكييفك الشرعي,  لو رفضوا -وقد رفضوا-, ولو انقسموا وقد انقسموا, ولم تضع أوليات مخالفات العقيدة الكبرى التي بين أيديهم,
والتي بين ظهرانيهم,
والتي يمارسونها...وقد امتلكت المنبر المعنوي مرات لتقول ما تريد, من أنت وماذا تريد, فأصابك عي البيان, فإن كنت مستضعفا لهذه الدرجة وتبرر حتى انعدام البيان, لا انعدام التطبيق والموقف ففيم جدالك عن الواقع...ونقف هنا عند المحرمات الفكرية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق