الاثنين، 21 أكتوبر 2013

التغييب والمسخ 32-

32-
التغييب! والمسخ الذهني...

طلبة العلم يسألون من أين نبدأ مع المغيبين,

هناك ظاهرة تشبه الإصابة ب"فقدان الذاكرة! والجهل التام!  والعته الواضح!", 

ومن ثم اتباع المجذوبين من الإعلاميين في أقاعويلهم, وهي لدى بعض حملة المؤهلات, فلا ترتبط بشهادات....
وربما ترتبط بانخفاض نسبة الاطلاع على المراجع, وبارتفاع معدل مشاهدة التلفاز ومواقع معينة, والإكثار من جلسات الفتي...

هل الحل هو حملة تعليم وتثقيف وتربية!
هل هو حملة تأهيل أولا! مثل تأهيل المصاب بجلطة, استعادة التوازن الذهني, والإفاقة من سكر يلبس أحيانا ثوب العقل وقشور الثقافة.

هل السبيل هو نقاش وإفحام حول نقطة ما! ومنهج عقدي!.., هل هذا المعدن سيصمد بحالته تلك أمام الشبهات والشهوات والضغوط والمغريات وطول الأمد....
هل هو وعظ فقط..!
كيف السبيل إلى يقظة عقل وترقيق قلب..

ما المسافة المطلوبة لنتقدم  نحو حقيقة ورقي الإسلام, ونحو تطور العصر الحديث, ونخرج من هذا التخلف والاضمحلال والأسر الثقافي والمعرفي بل والأسر العقلي!...فضلا عن الأخلاقي!...

نحتاج إلى  أن نتعلم- ونعلم- كيف نفكر دينيا ودنيويا بشكل صحيح,

  وأن نمنح أساسيات وبدهيات العقل والدين وقتا لإعادة التثبيت من جديد, وبشكل صاف وأصيل...

وكذلك لابد من التذكير بأساسيات النفس السوية غير المريضة,
ولابد من رفع مستوى الوعي والآدمية...

ولابد من توسيع الأفق والمدارك, لنفهم أن عدونا الداخلي والخارجي وأنصاف متعلمينا هم من يضعون لنا البدائل, وكأنه لا شيء سواها, ولا خيارات أخرى,  فلابد لنا أن نتعلم الخروج منها وعنها لغيرها, ونعيد تصحيح وبناء طريقة الفهم..
وآلية التعامل مع أي فكر ومنهج وخبر يأتينا..
ورد الاعتبار والمراجعات الجذرية..وتحري الموضوعية..ولابد من إعادة تكوين وبث خلفية علمية وثقافية وتاريخية غير مزيفة ولا منقوصة...وفهم قوانين تحريك المجتمعات, وحاجة العوام تحديدا, وما يشبعهم عقلا, وما يجمعهم, ولو لم يكن مثاليا لكنه يكفيهم, وطبيعة من لديهم قوة بلا عقل, ومن يخرجون من الحوار ومن الموقف الصريح بعكس المفهوم الصحيح!

نحن نخضع لتجربة خارجية متقدمة في الغزو الفكري وهي مرحلة المسخ العقلي, ويشرف عليها خبراء في علم النفس, وتعتبر تطوراتها مجازفة ومفاجأة للمشرفين..

وقد يتوقفون عند مرحلة معينة, وقد صدمهم تقدم التجربة...
..
وليس هذا دليل ذكاء الممارسين, فهم أدوات تافهة, تردد ما يملى عليها فتبثه في الصحف والبرامج واللقاءات..

التوك شو مثلا..

"بلادٌ إذا جُنَّ الظلام تفاقرت ... براغيثها من بينِ مثنى وواحد"

ِ
والهدف هو التطويع, أو تحويلنا لقرود ونسانيس, ومجانين يتعاركون بغوغائية, ولا يفهمون بعضهم, ويتعادون بدون سبب وبعكس السبب! ويصدقون الكذب والخرافات والبله المضحك, ويتقلبون بين الرأي ونقيضه ليل نهار..وهي حالة استغباء واستحمار جديدة وكبيرة وغير مسبوقة...فليس خداعا راقيا, بل تجريب لنتائج التجهيل والتسطيح الذهني والتشويه النفسي وثقافة الزحام والاحتقان والأنوية.....

مستوى الشائعات تحول
هوس فكري يستحيل تصديقه... خلل لا يمكن قبوله..وإذا صححت لهم وجدت المنطق عندهم مقلوبا, والمفاهيم خاطئة.

ولم يعد مبدأ:
"ما جاءك عنَّا ممّا ينكره المعقول فإنّه من الأكاذيب" موجودا..

*كنا نتحدث عن كيفية التخلص من الغزو الفكري,  ومن غسيل الدماغ الذي تعرضنا له لسنوات في ظل نظم وكيلة.

*دوامة الجدل الشعبي والحوارات العقيمة حول أمور خرافية , تبدو كأنما جنون يناطح عقلا, مهما كانت الاتجاهات والانتماءات والمشاعر,

*نحن بحاجة إلى غسيل أذن, وعين, بمحلول ملحي معقم...

*تطهير ماكينة الرأس من أثر الإعلام والتعليم والصحافة والأفلام, ومن أثر مستوى الجدل الشعبي المتدهور علميا والممسوخ أحيانا فكريا ونفسيا!!!! وعقليا..

*  تغيير تركيبة " تكوين" وثقافة الدماغ,

من يعتبر الإشاعات موضوع كلام للنقاش ويعتبر المتهم بها مدانا مجرما, أو مشكوكا فيه حتى تثبت براءته,

ومن يرى الثوابت العقلية والإسلامية في الصراع محل جدل, لابد من عدم مناقشته فيها..

لابد من تغيير السيستم.. وتغيير النظارة...

نظام التشغيل في مخه, والمنظار الذي يبصر به للأمور وللأقوال الملقاة المتناثرة, ونظرته للأشخاص, وإمكانية تصديق ما يتوقع! وما يقبل تصديقه! , ونظرته للأحداث الحالية والتاريخية, وخلفياتها..وللدول وأدواتها.....

لابد من تغيير البرنامج الذي في مخه, والذي يفهم به ويترجم ...كيف نتلقى, كيف نتحقق من الخبر من ناحية معقوليته, ومن ناحية ناقله, ومن جهة مضمونه ومحتواه, ومن جهة أسلوبه ولغته! وطريقة وصوله من الأروقة المغلقة ! فهل يقبل أم هو فقاعة ودخان متعمد, أم هو بلاهة وجنون وتناقض ,

وكيف نزن الأمور, ما هو ميزاننا! وما هي مرجعيتنا العليا...هل من يقف هنا خطأ...هل هذه خطيئة, وقوفك مع أخيك ولخدمة قيمة عليا يعتبره بعضهم جناية, هل تقاطع المصالح هنا شر, وهل هو دليل أنها مفاسد , ولماذا...وما هو الرأي الآخر دوما, وهل هذه الأوصاف والأسماء صحيحة! هل هذه الألفاظ صحيحة... هذا أول سبيل لتصحيح الأفكار" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق