الجمعة، 21 ديسمبر 2012

"إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا"...

النور الكاشف..
"إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا"...

عقليا وعلميا وقلبيا...

عمى البصر يحدث مع العناد والغي عموما،
ومع الضلال القلبي..، فيرى المرء عكس
الحقيقة...

وعمى البصيرة والمنطق كذلك مع الغضب والذنب المتكرر،

وعلى المرء أن يتعلم عدم الانتصاف للنفس،
ويروض نفسه  كما يروض المدربون النمور والفهود،
ويربيها ويهذبها، وهي عملية تفاعلية مستمرة،
وتحتاج توبة يومية، ومراجعة دائمة، ومحاسبة للذات،
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا" ، ثم يزن أعماله بميزان الشرع يوميا،
 ويرد الحقوق لأصحابها،

ويعلم أسباب الانتكاس والابتداع والافتتان
حتى لو كان في عصر فتن، فيكون أمة وحده أو الجماعة وحده أو الطائفة وحده،...
وليست مسألة علمية بحتة، مع أهمية العلم طبعا، فهو واجب للتمييز، لكن بدون
الخشية أو مع رغبة الدنيا:
قال ابن تيمية : " من نوّر الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك ,
ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرةً وضلالاً  ". (مجموع الفتاوى )

وعلى المرء عموما أن يتعلم ليعلم ما هي أسباب  الهداية، ويحصلها ساعيا سعيا مستمرا،
وأسباب الضلالة وحبوط العمل،

وأسباب فقدان الشعور،وانطماس البصيرة

ويعلم موانع الهداية ليتقيها،
ويتجنب مجموعة الأمور المؤدية لهذه الضلالات عافانا الله جميعا..

أما التحريف لأصل الدين فنذكر جميعا أن أهل العلم قالوا أن "الجهل هنا يساوي الجحود"...وإلا لقبلنا تأويل كل الفرق والملل والنحل، ..الجهل هنا-بالأصل - جحد للفطرة، وغفلة عن الميثاق المذكور في القرآن، وتعطيل محرم للعقل عن إدراك حجة الآيات الكونية وحجة الرسل وحجة الكتب الدالة على التوحيد، ورزق الهدى فضل، والضلال عدل باستحقاق القلب، فهذا الجهل تقصير بذاته وإثم وعقوبة أحيانا ، والإثم لا يبرر الاثم




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق