الاستقرار إحساس بمسار حتى لو فيه تعب لكنه محدد واضح لا تردد فيه،
وسبب غيابه عدم وجود مرجعية موحدة صريحة كالشمس،
وما أفهمه أنه يجب أن تكون الدعوة مثالا مشرفا وناطقا بالحق،
وأن الطريق للحق لا تبرر فيه الوسائل، بل كلها ينبغي أن تكون وسائل مشروعة، ويكون الفارق أحيانا هو أن تتبرأ من الخطأ والخلل، وتوضح وتبلغ وتفاصل وتميز هويتك، وقد رفض النبي صلى الله عليه وسلم عروضا للسيادة والملك، ومساومات لتبادل التعبد وعدم تحصين الدعوة من هذا، والحكم تعبد والتشريع تعبد، ولم تحصن الشريعة من التغيير بالآليات المذكورة في مسودتهم، ولم يعلن علوها، ولا هيمنتها وفوقيتها الدستورية والقانونية والمعنوية، بل رفضوا إضافتها كما هي كخاتمة السطر بعد مواد، لتقييدها عن الشطط،
وفي الدين لا لف ولا دوران ولا مناورة ولا غش، وساعة المسايفة أمر ثان، وأن من سنن النبيين وطريق المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أن توضح دعوتك ورايتك، ما دمت صادعا وتقول للناس حقيقة ما تريد، وتوضح النموذج الذي تنشئه وتبنيه، وحقيقة ما هم عليه من خطأ وبعد، وأنهم إن لم يقيموا الكتاب كما أنزل فليسوا على شيء " قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم"
وهذا التدرج الذي تعلن فيه رايتك ودعوتك، ثم تتدرج طبقا للضوابط الشرعية، في الجزئيات التي يجوز فيها التدرج، وأما التدرج المبني على التدليس والتحوير، والتراجع عن البيان الكامل الناصع الواضح، بحقيقة الصورة وعمق وأبعاد ووسائل وآليات ومآل الصراع، وعلى التخوف العقلي المرتبط بضبط الحال، دون تبيين مفصل للدليل والواقع والمناط، والاكتفاء بالحديث عن حسن النية والوعد الشفهي المتغير المنسي المتجدد، وعدم مصارحة القوم بخطورة العقد الذي يكتبونه وحكمه، والذي ليس فيه تصريح بالغاية يسمى ترقيعا وتغييرا لا تدريجا، وتسوية ومساومة وصفقة ، وفيه مقاربة بين بين، و هو سلوك أغلبية البرلمان التي لا تحسم، ولا توضح للناس ولا للخصم عمق الخلاف والمسافة، والمطلب الكبير الشامل،
ومنهجهم قبل وبعد الثورة كان أن يضع لهم الخصم خطوطا حمراء يتنازلون ويلتزمون بها، ويبتعدون عما حذر منه من قول وفعل وبيان،
وبهذا تتحول الثورة لصراع سياسي برلماني قضائي ونزاع انتخابي تشريعي دستوري، وقصف إعلامي على الشريعة ومن يريدها بدل الحسم الثوري والتدرج البنائي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق