كنت أتمنى ألا يعتمد شبابنا في آماله وغايته الكبرى على الوهم،
وألا يخرج من كل هذه المعمعة بمنهج ملوث مميع مخنث، ولا يعتبر الوسيلة المعقولة المشروعة غير ذات الشوكة هي
المسار القانوني الوضعي، والممر السياسي المرسوم المفلتر المحوكم المحكوم، في حلمهم بدستور جديد بعد رفض هذا، وتمكين الصناديق....،
أو ظنهم قبوله و"الابتناء عليه... "وهم يعلمون أهمية تغيير النظام السياسي من جذوره ومنظوره، لا هيكله وحشوه، و تغيير مرجعية العرف العالمي والعقل المشوه، والمقاومة...سلمية كيف ترون لكن بصبغتها الربانية قبل من قبل وأبى من أبي، وفات ما فات من الفرص، فكم عرضت على رسولكم صلى الله عليه وسلم من عروض...،
وأن يتفهموا ويفهموا النقلة، التي تعنيها لا إله إلا الله التي هي ثورة على الطغيان الأرضي بشكل تخصصي غير كهنوتي، وأن يتعاملوا بما يتلون يوميا، ولا يضمرونه، وأن يعلموا أهمية التنقية قبل النتيجة النهائية، ورفض المداهنة، ويعلموا ويعلموا الناس وجوب تغيير مراكز القوى أولا، وكما قال الصحابي فتعلمنا العلم والعمل جميعا، ولكنهم يقفزون نحو مكتسبات مشوهة، ولا يتفهمون أن المعارك ستظل هكذا إلى أن ينزل المسيح عليه السلام، وأنه دوما هناك حل ثالث لا ترونه لكون العقل لم يتحره،
وأن الانتخاب الحر المباشر المزعوم له قانون سيكون القماشة المتنازع عليها، القماشة الجديدة، وكم من الكنائس ستشرع، وأصلا لم يضع المسلمون دستورهم البيني ليبدؤوا وثيقة التعايش،
ولم يجمعوا توقيعاتهم وبيعتهم على الدستور الإسلامي المكتوب من خمسة دساتير منشورة والقوانين المحفوظة. منذ قننت الشريعة، أو على الكتاب والسنة كما وسعا الأجيال قديما،
وكم سيفرض عليكم فيها بقانون انتخاب في الغيب، بعرف الكهنة والطواغيت بصفتهم قانونيين وضعيين، وفقهاء! دستوريين وشيوخ !قضاء..وضعي....وقد صار الحال حيث لا فارق بين شيوخ وشيوخ...
وكم سيفرض من الليبراليين وكم ممن يصلون ولديهم زبيبة كما يقول عبد العظيم، وكم من السكارى والنقابات والعصابات والمشردين، والهياكل اليهودية والمعابد الهندوسية والفنانين والراقصات والعارضات والساقطات..
كنت أتمنى حكومة قوية لا تكذب ومعارضة قوية لا تتبع كل ناعق أرعن ورعناء متقلبة، ولا تستأجر بلطجية، وتستكثر بناصبي خيام..
كنت أتمنى من يصارحنا ولا يتسول ولا يساومنا على جزء من حريتنا وكرامتنا مقابل جزء، وجزء من الإسلام مقابل جزء، وبالتقسيط،
وشبابا كما يعلمون الغاية يعلمون الثمن المقدم...والوسيلة النبيلة
ولا يهللون لكل خطوة دفع ثمنها من القيمة لا من النفس التي بيعت، ثم تصبغ المشروعية المفصلة على كل خطوة......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق